منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 9 من 9
  1. #1

    ما الذي جعل أمريكا تنقلب على مرسي؟

    جواب سؤال
    ما الذي جعل أمريكا تنقلب على مرسي؟



    السؤال:

    لا زالت أمريكا تتردد في وصف ما حدث في مصر بالانقلاب، بل تشجع خارطة الطريق التي أعلنها الحكم المؤقت الجديد، فقد صرحت متحدثة باسم الخارجية الأمريكية قائلة: "إن رسم السلطة المؤقتة خارطة طريق للمرحلة المقبلة أمر مشجع"، كما نقلته الجزيرة نت في 11/7/2013. وصرحت "جين ساكى"، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فى 12/7/2013 بأن حكم الرئيس المقال محمد مرسي "لم يكن ديمقراطيا". كما جاء في (اليوم السابع المصرية). كذلك صرح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني للصحفيين أمس 11/7/2013 كما نقلته الجزيرة نت: "نحن نقيِّم كيف تتصرف السلطات وكيف تتعامل مع الوضع الحالي"، في إشارة لما أعلنه وزير الدفاع وقائد الجيش في مصر عبد الفتاح السيسي في 3/7/2013 بعزل محمد مرسي، وتعيين عدلي منصور رئيس المحكمة الدستورية رئيسا انتقاليا... فما الذي جعل أمريكا تنقلب على مرسي، وهي كانت قد دعمته منذ بداية حكمه؟ ولماذا لم تسم أمريكا ما حدث انقلاباً، ولا زالت "تقيّم" حتى اليوم! وماذا يمكن أن يتمخض عن كل ذلك؟

    الجواب:


    إن الجواب يتضح باستعراض النقاط التالية:

    1- عندما جرت انتخابات الرئاسة العام الماضي حيث كانت الجولة في 23-24 مايو/أيار 2012 فلم يتمكن مرسي من الفوز فيها وتوزعت الأصوات بين مرشحين عدة. وجرت الجولة الثانية يوم 16-17 يونيو/حزيران 2012 وأعلن عن فوز مرسي بنسبة 51,73 % بنحو 13 مليون صوت مقابل أحمد شفيق بنسبة 48,27% ونحو 12 مليون صوت. ما يعني أن هناك نصف المشتركين في التصويت تقريبا لم يرغبوا بمرسي رئيسا لهم وفضلوا أحد رجال النظام السابق الذي ثاروا عليه. والجدير بالذكر أن الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية كان قد تأخر ما يدل على وجود شيء ما وراء الكواليس، ومن ثم حسم لصالح مرسي بإعلان فوزه على أحمد شفيق بعدما قدم محمد مرسي تأكيدات للأمريكيين بأنه سيلتزم بالمعاهدات والاتفاقيات التي عقدها النظام السابق وعلى رأسها معاهدة كامب ديفيد، وهذه بالنسبة لأمريكا أمر مهم، تدل عليه التصريحات الأمريكية السابقة واللاحقة، فقد صرحت السفيرة الأمريكية لصحيفة الرأي الكويتية نشرتها في 30/11/2012: "الولايات المتحدة ملتزمة بمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وتعتبرها حاسمة بالنسبة للسلام والاستقرار في المنطقة والرخاء في المقام الأول لشعب مصر وإسرائيل كما نعتبر هذه المعاهدة هي الأساس لجهود صنع السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها وبالطبع سرّنا أن حكومة مصر أعربت مرارا أنها ستحترم كل التزامات مصر الدولية" وأضافت: "نحن نشجع مصر وإسرائيل على مواصلة مناقشاتهم المباشرة حول الوضع الأمني في سيناء وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك، ونؤكد أن الأمن في سيناء هو الأهم أولا وقبل كل شيء". وفي هذا دلالة على أن حملة النظام المصري منذ أشهر على الحركات المسلحة التي تقول بالجهاد مع العدو كان من ورائها، أي من وراء الحملة، أمريكا وكيان يهود...

    2- ولهذا فإن أمريكا دعمته وعملت على الحفاظ له على كرسيه، وكان من باكورة تحقيقه لمصالح أمريكا وأمن يهود هو ما قام به من أجل وقف إطلاق النار بين كيان يهود وحكومة حماس في غزة، وكان وقفاً فعلياً لدرجةِ أنْ وضعت حماس حينها بعض عناصرها على الفاصل بينها وبين كيان يهود ليمنعوا أي تجاوز أو طلقات على كيان يهود! وقد كالت له أمريكا المديح على ما قام به مرسي ونفذ سياستها المتعلقة بموضوع غزة... وكذلك دعمته عند حادثة القرار الدستوري المتعلق بتحصينه من القضاء، فقد دافعت يومئذ المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند عن الرئيس المصري قائلة: "الرئيس دخل في مناقشات مع السلطة القضائية ومع أصحاب المصلحة الآخرين وأعتقد أننا لا نعرف حتى الآن ماذا ستكون نتائج ذلك لكن الموقف هنا بعيد تماما عن صورة من يستبد برأيه ويقول إما طريقي أو لا شيء". (وكالة أنباء الشرق الأوسط 27/11/2012)، أي أن نولاند نفت أقوال المحتجين الذين وصفوا الرئيس مرسي بالدكتاتور أو بفرعون مصر الجديد ودافعت عنه وعما اتخذه من قرارت... ودعمته أمريكا أيضاً في حسم القيادة في البلاد، فأزاحت بعض قادة الجيش على رأسهم وزير الدفاع وقائد الجيش حسين طنطاوي ورئيس الأركان سامي عنان، حيث أصدر مرسي قرارا دستوريا يتعلق بذلك، ولم يلق معارضة كبيرة... ثم دعمته في موضوع الدستور، فقد ذكرت المتحدثة الأمريكية نولاند بأن: "السيدة كلينتون خلال زيارتها للقاهرة ولقائها الرئيس المصري مرسي تحدثت عن أهمية إصدار الدستور الذي يحمي جميع حقوق كافة المصريين". (الشرق الأوسط 27/11/012)، وتأثير السياسية الأمريكية واضح على حكم مرسي ومعارضيه... وهكذا جرى إقرار الدستور بموافقة أمريكية، وهو نسخة "منقحة" عن دستور 1971 للنظام السابق بعد استفتاء شعبي اشترك فيه 32,9%، أي ثلث الناس الذين لهم حق التصويت، وقاطعه الثلثان، وكانت النتيجة أن وافقت عليه نسبة 63,8% من الثلث المشترك! فأكثرية الناس لم تكن راضية عن الدستور ولا عن الرئيس ولا عن قراراته.

    3- لقد حاولت أمريكا أن تهدئ الأوضاع وتقنع الناس بالرئيس وبقراراته وبالدستور حتى توجد الاستقرار في نظام الحكم الذي استطاعت أن تحافظ على بقائه بيدها بعد الثورة. ومع ذلك لم يحصل الاستقرار الذي كانت تنشده من مرسي والإخوان على اعتبار أنهم حزب الرئيس وأكبر حزب منظم بعد إلغاء الحزب الوطني، وكانت تتوقع أن يعملوا على استقرار الوضع كما فعل الحزب الوطني مع الرئيس المخلوع طوال 30 سنة، فأمريكا تهتم بأن تكون مصر مركز استقرار للنفوذ الأمريكي، وليس الاستقرار المقصود هنا هو من أجل عيون مصر، بل لتستطيع أمريكا اتخاذه منطلقاً آمنا لنفوذها ومشاريعها، غير أن الأمور سارت دونما استقرار... وما ساعد على تأزم الأوضاع التخبط الذي كان يحصل من الرئاسة في موضوع اتخاذ القرارات، ومن ثم يجري التراجع عنها تحت الضغط، وكذلك التفرد باتخاذ القرارات من دون مشاورة المؤتلفين معه، ودون محاولة إقناعهم، ومن دون أن يقوم بعملية جس نبض الشارع وتهيئة الرأي العام قبل أن يقدم على اتخاذ أي قرار. وبقيت أعمال الفوضى ومحاولات القيام بثورة ضد الرئيس طوال هذه السنة التي قضاها في الحكم.

    ثم اضطربت الأمور عند خطابه المطول يوم 26/6/2013، فقد بدا الدكتور مرسي في وضع حرج فاعترف أنه ارتكب أخطاء. لم يحددها، ولكنه كان يشير إلى الإعلان الدستوري في 22/11/2012 الذي أثار الناس عليه وجرَّأهم على الدعوة لإسقاطه. وفي آخر خطاب له يوم 2/7/2013 كرر محمد مرسي قوله إنه ارتكب أخطاء وحصل منه بعض التقصير وإنه على استعداد لتصحيح كل ذلك، ما يوحي بأنه كان قابلاً بأي حل وسط، وذلك عقب تهديد الجيش له بإعطائه مهلة 48 ساعة، فمعنى ذلك أنه قد حُسم أمر إسقاطه من قبل الجيش ومَنْ وراء الجيش، أي من قبل أمريكا، مع العلم أنه، أي مرسي، كان مدعوما من قبل أمريكا في اتخاذ تلك القرارات، ولكن عندما ظهرت نتائجها العكسية تخلت عنه وتركته يسقط، بل تآمرت عليه، كما تفعل مع كل عملائها الذين لا يعتبرون!

    4- وهكذا رأينا تخلي أمريكا عنه وتنصلها من قراراته. فقد نقلت قناة "سي إن إن" الأمريكية في 2/7/2013 عن مسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية قولهم إن "السفيرة الأمريكية لدى مصر آن باترسون ومسؤولين آخرين في البيت الأبيض قالوا إن المطالب التي يرفعها المصريون في احتجاجاتهم تتطابق إلى حد كبير مع الإصلاحات التي تطالب بها واشنطن وحلفاؤها منذ أسابيع". وما يؤكد ذلك ما نقلته رويترز عن بيان البيت الأبيض في 2/7/2013: "إن الرئيس أوباما شجع الرئيس مرسي على اتخاذ خطوات لتوضيح أنه يستجيب لمطالب المتظاهرين"، وأكد أوباما على أن "الأزمة الحالية يمكن فقط أن تحل عبر عملية سياسية". ما يعني تخلي أمريكا عن مرسي والبحث عن عملية سياسية جديدة، ولم يرد في البيان أنه يدعم الرئيس المصري المنتخب بل يطلب منه الاستجابة لمطالب المتظاهرين الذين كانوا يطالبون بإسقاط الرئيس! وعند حصول الانقلاب فقد أعلن عن اجتماع الرئيس الأمريكي أوباما مع كبار مستشاريه في البيت الأبيض بخصوص ما حصل في مصر، وقد قال بعد ذلك: "إن القوات المسلحة المصرية ينبغي أن تتحرك بسرعة وبمسؤولية لإعادة السلطة الكاملة لحكومة مدنية في أقرب وقت ممكن". (رويترز 3/7/2013)، فلم يُدِن أوباما الانقلاب، بل لم يسمه انقلاباً عسكريا، ولم يطالب بعودة مرسي بعد عزله، ولا بنقض الحكم الصادر على رئيس وزراء مرسي بالسجن سنة وعزله من منصبه! بل طالب بإعادة السلطة إلى حكومة مدنية، أي إلى حكومة أخرى غير الموجودة حاليا، ما يدل على أن أمريكا موافقة على الانقلاب وعلى إسقاط مرسي وحكومته. بل إن الإدارة الأمريكية صرحت قائلة: "إنه أي مرسي لم يستمع إلى أصوات الشعب أو يستجب لها" (المصدر نفسه) تماما كما قالت قيادة الجيش المصري بأن "الرئيس محمد مرسي لم يلب مطالب الشعب". والمعلوم أن قيادة الجيش المصري منضبطة بيد أمريكا، وأكثرية المساعدات الأمريكية البالغة ملياراً ونصف سنويا تقريبا تذهب إلى الجيش.

    5- لم يدرك مرسي والإخوان هذه الأمور، بل يبدو أنه أي الدكتور مرسي اغتر بالدعم الأمريكي بعدما وافقها على اتباع سياساتها والمحافظة على مصالحها وعلى المعاهدات التي عقدها النظام الجمهوري المصري وخاصة معاهدة كامب ديفيد، فأزالت قيادات الجيش السابقين وأتت بغيرهم في الجيش وجعلتهم يتوافقون مع مرسي. فتوهم أن أمريكا لن تتخلى عنه، وهو على قناعة بأن أمريكا تريد أن توصل ما يسمى بالإسلاميين المعتدلين أو الوسطيين إلى الحكم وتبقى داعمة لهم كما هو حاصل في تركيا، وهو لا يدرك أن أمريكا بإمكانها أن تتخلى عن أي عميل إذا اهترأ واستنزف، وإذا لم يستطع أن يحقق الاستقرار في نظام الحكم في البلد، وتأتي بغيره لتحافظ على نفوذها كما حصل مع سلفه حسني مبارك الذي كان أصدق الصادقين لها وكانت تهيئ ابنه جمال لوراثته، فلمّا فاجأتها التحركات الشعبية، ووجدته أضعف من أن يعالج هذه التحركات ويعيد الاستقرار لتكون مصر بيئة مناسبة لاستمرار تحقيق مصالح أمريكا، لمّا وجدته كذلك ألقت به جانباً وركبت موجة التحركات الشعبية وأتت بمرسي... وتكرر الأمر مع مرسي فلما وجدته عاجزا عن توفير الاستقرار لاستمرار مصالحها آمنة ونفوذها مستمراً دون اضطراب ألقت به جانباً... ولم يكن هذا الأمر ابن ساعته بل منذ فترة، فقد نقل موقع "حركة مصر المدنية" وهو موقع علماني قبل أكثر من شهرين أي في 22/4/2013 تحت عنوان شروط أمريكا للموافقة على تدخل الجيش بشكل لا يظهر فيه أنه انقلاب عسكري!. فذكر الموقع أن "شخصية نتحفظ على اسمها حتى الآن زارت الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية وعادت بعدما أجرت جولة لقاءات ومداولات مكثفة مع متنفذين في الإدارة الأمريكية والبنتاغون والأمن القومي حيث تم مناقشة موقف أمريكا من حكم الإخوان". وذكر الموقع أن "جون كيري الذي حضر اللقاء تحدث عن دور مهم للجيش المصري في السيطرة على الأحداث لحظة نزول الشعب للميادين والحيلولة دون نشوب حرب أهلية بين التيارات المختلفة، ثم أضاف كيري قائلا: إنه صدم من ضعف قدرات الإخوان، واضطراب حديثهم الذي لا يفضي إلى شيء وأكد أنه يثق في الوقت المناسب بأن الجيش سيقوم بدوره. وذكرت هذه الشخصية: أن الحديث جرى حول البديل عن حكم الإخوان وعن وضع الجيش من إدارة العملية الانتقالية المقبلة. ونقل الموقع عن أحد المتنفذين في البنتاغون وهو عضو في معهد بروكينغز الأمريكي وقد حضر اللقاء قوله: "إنهم توصلوا إلى أنه حتى لو اقتنع مرسي بأنه يجب أن يرحل أو أنه سيرحل شاء أم أبى فإن أنصاره لن يقبلوا، وهنا يأتي دور المصريين مرة أخرى بأن يكون عليهم التحرك بأعداد كبيرة لدعم الجيش والتظاهر طلبا لرحيل مرسي". فهذا الكلام نشر في 22/4/2013 أي قبل أكثر من شهرين من حدوث الانقلاب، وواضح منه أن أمريكا قد دبرت الانقلاب منذ ذلك اليوم وأرادت أن تحسم الأمور على هذا الشكل، وكان الحسم في 3/7/2013، وامتنعت عن وصفه انقلاباً، بل سارت تطلق التصريحات الضبابية ثم تتدرج فيها إلى أنها "تقيِّم" الوضع، ولا تزال "تقيِّم"، وأن مرسي "غير ديمقراطي" وأن رسم السلطة المؤقتة خارطة الطريق "أمر مشجع" كما جاء في السؤال...

    6- لقد نزل مؤيدو الرئيس المعزول إلى الميادين للاحتجاج، فإذا واصلوا احتجاجاتهم وزادوا من زخمها وشموليتها وكسبوا عامة الناس فهذا كفيل بأن يحرج الإدارة العسكرية ويحرج أمريكا فتلجأ إلى التجاوب مع حركة الإخوان. وخاصة وأن بيدهم أوراقا رابحة وهي أن الرئيس كان منتخبا من قبل الشعب، وكان معترفا به من قبل المحكمة الدستورية والمؤسسة العسكرية ومن المؤسسات الدولية ومن قبل أمريكا وكافة الدول ولم يعمل أي عمل يستحق عزله بمقاييسهم... فقد وصل إلى الحكم بواسطة انتخابات اعترف بنزاهتها وأزيح بقوة العسكر، وهذا يكسبهم قوة ومشروعية في أعمالهم ويستقطب آخرين معهم. والذين أيدوا الانقلاب وعزلوا الرئيس هم في وضع حرج من هذه الناحية حيث إنهم يرفضون حكم العسكر وتدخله ويصرون على العملية الانتخابية، وفي الوقت نفسه يؤيدون التغيير عن طريق العسكر! ولذلك فإن الإخوان قادرون على إسقاط الانقلاب والعودة إلى الحكم، أو على الأقل تكون لهم حصة كبرى مؤثرة في الوضع الجديد، وبخاصة إذا أججوا المشاعر... أما إذا رضي مؤيدو الرئيس المعزول بالمفاوضات والتنازلات... فإنهم سوف يخسرون خسارة ذات شأن يندمون عليها ولات حين مندم، وتكون جهودهم قد ضاعت سدى في دهاليز السياسة وعدم الوعي على مجرياتها!

    7- ونختم هذا الجواب بحقيقة واقعة، وهي أن من أرضى الناس بسخط الله سيكله الله للناس، فيضطرب أمره وتسوء علاقته بالناس، وهذا مشاهد محسوس، فقد حاول مرسي والإخوان أن يرضوا أمريكا، فوافقوا على مشاريعها وعلى اتفاقية كامب ديفيد التي تضيع فلسطين وتضعف سيناء وتقر كيان يهود المغتصب لفلسطين وتعترف به... وتخلَّى مرسي عن كثير من شعاراته، وأعلن الموافقة على النظام الجمهوري والحكومة العلمانية المدنية الديمقراطية، وأقسم على ذلك عندما نُصِّب رئيساً، فجعل الإسلام وحكم الإسلام وراء ظهره، وكل ذلك إرضاء لأمريكا ليبقى على كرسيٍ معوجةٍ قوائمُه، فانتهى به المطاف إلى خسارة الدنيا والآخرة إلا أن يتوب ويُصلح أمره، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس» الترمذي.

    8- وخاتمة الختام فإننا نذكِّر بأننا سبق أن نصحنا الدكتور مرسي مرتين في نشرتين لنا: الأولى في 25/6/2012 والثانية في 13/8/2012، فقلنا في الأولى:

    "...ثم نصيحة خالصة لله سبحانه نتوجه بها إلى الرئيس الجديد في مصر: أن تتقي اللهَ فتعودَ عن المناداة بدولةٍ مدنيةٍ ديمقراطيةٍ علمانيةِ الفكرِ والمنهجِ والهوى، فالرجوعُ إلى الحق فضيلة، وذلك لكي لا تخسر الدنيا كلها بعد أن خسرت جلَّها بأن قصَّ المجلس العسكري من أجنحتِك، وقلّص صلاحياتِكَ... ولكي لا تخسرَ الآخرةَ بإرضائك أمريكا والغرب بتصريحِ الدولةِ المدنية الديمقراطية، وبإغضاب رب أمريكا والغرب بالقعود عن إقامةِ الخلافة وتطبيق شرع الله... ولا شك أنك قرأت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس» الترمذي ، وأبو نعيم في الحلية عن عائشة .

    إن هذه نصيحةٌ خالصةٌ لله سبحانهُ، لا نريد منكم عليها جزاءً ولا شكوراً، إلا اتقاءَ شماتةَ الكفارِ وعملائِهم وكلِّ أعداءِ الإسلام عندما يضحكونَ ملءَ أفواههم وهم يسمعون أنَّ مشروعَهم في الدولةِ المدينةِ الديمقراطيةِ قد أصبحَ يُنادي به مسلمون، الإخوانُ المسلمون، وإنا لله وإنا إليه راجعون."

    وقلنا في الثانية: "ونختم البيان بتكرار النصح للرئيس المصري محمد مرسي حتى وإن لم يأخذ بنصيحتنا الأولى... فإننا لن نيأس من النصح لكل مسلم، وبخاصةٍ إذا كان متلبساً بالحكم، فنُتْبِع نصيحتنا الأولى بأخرى قائلين: إنه وإن كانت الأذرع الأمريكية ممتدة إلى الأوساط السياسية القديمة والجديدة إلا أن قطعها ممكن ميسور، وتداركُ خطأ استقبالها مرة خيرٌ من التمادي في خطأ استقبالها مرات، فإن الأذرع الأمريكية لا ينفع فيها التودد والتقرب... بل هو القطع والبتر لهذه الأذرع، وإلا فالندم ولات حين مندم! وكنانةُ الله في أرضه هي ذات قوة ومنعة، وسابقتها في ذلك مشهودةٌ معدودة، ومن كان حقاً مع الله فقد غلب، فآي الذكر الحكيم ينطق بذلك، وقد ردده الرئيس المصري في خطابه الأخير ((والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون))، نعم، صدق الله، ((ومن أصدق من الله حديثا)).
    المصدر:
    http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/...ts/entry_27237

  2. #2
    ما هذا يا دكتور محمد مرسي؟
    حتى أولئك الذين يكرهون حركة حماس، وحتى أولئك الغاضبين عليها، أو الذين لا يعجبهم طريقة حكمها في قطاع غزة، والعاتبين عليها، واللائمين لها، والمنتقدين لها، حتى أولئك الناس يحبون الرئيس محمد مرسي، ويتعاطفون معه، ويلعنون الإنقلاب، ومن تسبب فيه، ويعترفون أن الرجل كان سيرتقي

  3. #3
    دكتور فايز , يعجبني كل حرف تنطق به , وأنا تائهة بين الحقيقة والخيال , لقد تعطل عقلي عن العمل بسبب المتناقضات , فبت لا أعرف الصواب من الخطأ , عجباً لما يجري الآن , ولك التحية , وللأخ جريح فلسطين الشكر على مقالته الرائعة .

  4. #4
    أسئلة بحاجة الى ايجابات صريحة
    ــ لماذا طلب اوباما من مبارك تسليم السلطة الى البردعة , عفوا البرادعي؟
    ـ لماذا اتصل وزير الدفاع الأمريكي بنظيره المصري قبل الانقلاب بيومان ؟
    ـ ولماذا اتصل وزير الخارجية الأمريكية قبل الانقلاب أيضا بيومان وأرسل مساعده الى مصر بعد الانقلاب بأيام ؟
    ـ لماذا زار البرادعي اسرائيل سرا ؟
    ـ لماذا أغلق السيسي القنوات الاسلامية التي تنير قلوب المسلمين ؟
    ـ لماذا أغلق السيسي معبر رفح ليخنق الشعب الفلسطيني في غزة ؟
    ـ لماذا دمر ويدمر كل الأنفاق التي تربط مصر مع غزة؟
    ولماذا كل قنوات مصر همشت مظاهرات الملايين في رابعة العدوية وغيرها في حين كانت تبث مباشرة من التحرير؟
    لماذا دعمت الامارات أحمد شفيق والبرادعي بمليارات الدولارات؟
    لماذا,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,؟

  5. #5
    أنها اللعبه
    هكذا يقتلون الجياد
    هكذا يصنعون الزعيم
    هكذا تضيع الشعوب العربيه
    هكذا هو خراب البيوت عندما تمد أمريكا يدها في لعبه الغريب أهم يحبون هذة اللعبه ويسحقون الشعوب
    تحت يد التقيل والهلاك والتدمير والضياع
    ليستمتعوا بالتغلب علينا بشهوة اللاعبين

    شكر أستاذ للمقال الرائع
    ليس بدعا أن يكتب الشعر حرّ** قد أرته الأيام نار لظاها
    وأطاحت به صريع الأماني**يمضغ العود كي يبل صداه
    شاعر عارك الحياة بعزم ** كي ينال العلا فنال رداها
    ****
    قد أذاع الأثير آهات نفس ** داميات مجرحات الهموم
    لم يكن طبعها نسيما صبوحا**أنما شواظ قلب كليم
    قد شدى باسما بوجه المآسي **ذائدا عن حياضه كالغريمِ
    لم تمت جذوة الحياة بنفس**كمنت ذاتها بسر عظيمِ

    يعقوب الحمداني

  6. #6
    في تحليل سياسي لأمير حزب التحرير:
    أميركا دعمت مرسي ثم تآمرت عليه لعجزه عن توفير الاستقرار لمصالحها ونفوذها



    في جواب على سؤال وجه لأمير حزب التحرير الشيخ عطاء أبو الرشتة حول أحداث مصر والانقلاب على مرسي، قال الشيخ أبو الرشتة عبر صفحته على الفيسبوك بأن
    أميركا رأت أثناء ثورة 25 يناير بأن الإخوان يمكن أن يحققوا لها الاستقرار لنفوذها في مصر، فدعمت مرسي الذي تعهد ثم نفذ التزامه بتحقيق مصالحها مثل الحفاظ على أمن يهود و كامب ديفيد، والوساطة بين يهود وحماس، والحملة العسكرية على الحركات المسلحة في سيناء، و..، فدعمته عند حادثة القرار الدستوري المتعلق بتحصينه من القضاء، ووصفته بانه لا يستبد برأيه، ودعمته في إزاحة طنطاوي وعنان، ودعمته كذلك في موضوع الدستور.

    ولكن رغم أن الإخوان أكبر الأحزاب المنظمة بعد إلغاء الوطني وهم حزب الرئيس، إلا أن الأمور سارت دونما استقرار، خاصة بسبب التخبط الذي كان يحصل في اتخاذ القرارات ثم التراجع عنها تحت الضغط، وكذلك التفرد بقرارات دون مشاورة المؤتلفين معهم، ومن دون تهيئة الرأي العام، وبقيت اعمال الفوضى مستمرة.

    وقال الشيخ أبو الرشتة بأن مرسي بدا في وضع حرج عند خطابه المطول يوم 26-6-2013م فتحدث عن أخطاء لم يحددها ولكنه كان يشير إلى الإعلان الدستوري في 22-11-2012م، وفي آخر خطاب له كرر مرسي قوله عن الأخطاء وأنه مستعد لتصحيحها وذلك بعد خطاب مهلة الـ 48 ساعة الذي كان يعني قرار الإسقاط، ومع أن الإعلان الدستوري كان مرسي مدعومًا به من أميركا إلا أنه عندما ظهرت نتائجه العكسية تخلت عنه وتركته يسقط، بل تآمرت عليه، كما تفعل مع كل عملائها الذين لا يعتبرون!

    فمثلا قال البيت الأبيض في بيان في 2-7-2013م: " إن الرئيس أوباما شجع الرئيس مرسي على اتخاذ خطوات لتوضيح أنه يستجيب لمطالب المتظاهرين" ومطالبهم كانت إسقاط الرئيس، وكانت التصريحات الأميركية تصب في أن مرسي لم يستمع للشعب وأنه يجب إعادة السلطة إلى حكومة مدنية من خلال عملية سياسية، ولم تسم ما حدث انقلابًا.

    وقال أمير الحزب بأن مرسي والإخوان لم يدركوا الأمور، وأن مرسي اغتر بالدعم الأميركي
    بعدما وافقها على اتباع سياساتها والمحافظة على مصالحها، فتوهم أن أمريكا لن تتخلى عنه، وهو لا يدرك أن أمريكا بإمكانها أن تتخلى عن أي عميل إذا اهترأ واستنزف، وإذا لم يستطع أن يحقق الاستقرار في نظام الحكم في البلد، وتأتي بغيره لتحافظ على نفوذها كما حصل مع سلفه حسني مبارك الذي كان أصدق الصادقين لها وكانت تهيئ ابنه جمال لوراثته، فلمّا فاجأتها التحركات الشعبية، ووجدته أضعف من أن يعالج هذه التحركات ويعيد الاستقرار لتكون مصر بيئة مناسبة لاستمرار تحقيق مصالح أمريكا، لمّا وجدته كذلك ألقت به جانباً وركبت موجة التحركات الشعبية وأتت بمرسي،

    وتكرر الأمر مع مرسي فلما وجدته عاجزا عن توفير الاستقرار لاستمرار مصالحها آمنة ونفوذها مستمراً دون اضطراب ألقت به جانباً... ولم يكن هذا الأمر ابن ساعته بل من قبل الانقلاب بحوالي شهرين، فقد نقل موقع "حركة مصر المدنية" قبل أكثر من شهرين أي في 22/4/2013 تحت عنوان شروط أمريكا للموافقة على تدخل الجيش بشكل لا يظهر فيه أنه انقلاب عسكري! فذكر الموقع أن "شخصية نتحفظ على اسمها حتى الآن زارت الولايات المتحدة خلال الأيام الماضية وعادت بعدما أجرت جولة لقاءات ومداولات مكثفة مع متنفذين في الإدارة الأمريكية والبنتاغون والأمن القومي حيث تم مناقشة موقف أمريكا من حكم الإخوان". وذكر الموقع أن "جون كيري الذي حضر اللقاء تحدث عن دور مهم للجيش المصري في السيطرة على الأحداث لحظة نزول الشعب للميادين والحيلولة دون نشوب حرب أهلية بين التيارات المختلفة، ثم أضاف كيري قائلا: إنه صدم من ضعف قدرات الإخوان، واضطراب حديثهم الذي لا يفضي إلى شيء وأكد أنه يثق في الوقت المناسب بأن الجيش سيقوم بدوره. وذكرت هذه الشخصية: ان الحديث جرى حول البديل عن حكم الإخوان وعن وضع الجيش من إدارة العملية الانتقالية المقبلة. ونقل الموقع عن أحد المتنفذين في البنتاغون وهو عضو في معهد بروكينغز الأمريكي وقد حضر اللقاء قوله: "إنهم توصلوا إلى أنه حتى لو اقتنع مرسي بأنه يجب أن يرحل أو أنه سيرحل شاء أم أبى فإن أنصاره لن يقبلوا، وهنا يأتي دور المصريين مرة أخرى بأن يكون عليهم التحرك بأعداد كبيرة لدعم الجيش والتظاهر طلبا لرحيل مرسي".

    وأضاف أمير الحزب، فهذا الكلام نشر في 22/4/2013 أي قبل أكثر من شهرين من حدوث الانقلاب، وواضح منه أن أمريكا قد دبرت الانقلاب منذ ذلك اليوم وأرادت أن تحسم الأمور على هذا الشكل، وكان الحسم في 3/7/2013، وامتنعت عن وصفه انقلاباً، بل سارت تطلق التصريحات الضبابية ثم تتدرج فيها إلى أنها "تقيِّم" الوضع، ولا تزال "تقيِّم"، وأن مرسي "غير ديمقراطي" وأن رسم السلطة المؤقتة خارطة الطريق "أمر مشجع" كما جاء في السؤال...

    وعن مصير الإخوان المسلمين قال أمير الحزب بأن الإخوان قادرون على إسقاط الانقلاب والعودة إلى الحكم، أو على الأقل تكون لهم حصة كبرى مؤثرة في الوضع الجديد، إذا واصلوا احتجاجاتهم وزادوا من زخمها وشموليتها وكسبوا عامة الناس فهذا كفيل بأن يحرج الإدارة العسكرية ويحرج أمريكا فتلجأ إلى التجاوب مع حركة الإخوان وبخاصة إذا أججوا المشاعر... أما إذا رضي مؤيدو الرئيس المعزول بالمفاوضات والتنازلات... فإنهم سوف يخسرون خسارة ذات شأن يندمون عليها ولات حين مندم، وتكون جهودهم قد ضاعت سدى في دهاليز السياسة وعدم الوعي على مجرياتها!

    وختم الشيخ أبو الرشتة جوابه كما قال بحقيقة واقعة، وهي أن من أرضى الناس بسخط الله سيكله الله للناس، فيضطرب أمره وتسوء علاقته بالناس، وهذا مشاهد محسوس، فقد حاول مرسي والإخوان أن يرضوا أمريكا، فوافقوا على مشاريعها وعلى اتفاقية كامب ديفيد التي تضيع فلسطين وتضعف سيناء وتقر كيان يهود المغتصب لفلسطين وتعترف به... وتخلَّى مرسي عن كثير من شعاراته، وأعلن الموافقة على النظام الجمهوري والحكومة العلمانية المدنية الديمقراطية، وأقسم على ذلك عندما نُصِّب رئيساً، فجعل الإسلام وحكم الإسلام وراء ظهره، وكل ذلك إرضاء لأمريكا ليبقى على كرسيٍ معوجةٍ قوائمُه، فانتهى به المطاف إلى خسارة الدنيا والآخرة إلا أن يتوب ويُصلح أمره، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس» الترمذي.

    ثم ذكّر بأن حزب التحرير سبق ونصح الدكتور مرسي مرتين، الأولى في 25-6-2012م حيث نصحه بأن يعود عن المناداة بدولة مدنية ديمقراطية علمانية، والثانية في 13-8-2012م حيث نصحه بعدم السماح للأذرع الأميركية بالعمل، وأن التودد لا ينفع فيها، بل القطع والبتر، وإلا فالندم ولات حين مندم.

  7. #7
    باختصار أمريكا لا تدعم أحد بالمطلق ولا يوجد لديها صديق مطلق
    هي تدعم مصالحها فقط

    لقد دعمت الإخوان لتفشلهم وتحرق ورقة الإسلام السياسي كما يقولون وليس حبا فيهم
    وتدعم الجيش والقوى الليبرالية الآن لإثارة الفوضى
    وبعدها حسب ظروف البلد وما تستطيعه تقرر تقسيم او حكومة ضعيفة مرهونة لها أو حكومة قوية تتعامل معها بالندية


    والجميع يقرأ الدعم انه تحالف أو أن الإخوان عملاء لهم وهذا الشق المتعلق بالإخوان انهم كان عليهم ألا يتمادوا كثيرا في التواصل مع امريكا وكسب رضاها لتمكنهم من الحكم
    وأن يستعينوا بالله عليها وعلى أعوانها الداخليين ويحسنوا سياسة البلاد بالتعاون مع كل القوى المخلصة ولا يحاولوا الاستفراد بالقرار
    كان عليهم أن يدركوا أن اقترابهم من أمريكا تشويه لصورتهم وسمعتهم ومبرر للتشكيك في ولائهم..
    هنا يلعب افيمان والثقة بالله والتوكل عليه الدور الرئيس في إفشال مؤامرة المتآمرين
    يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
    ولكنهم هم حاولوا الجمع بين الله ورضا امريكا
    لذلك فشلوا وإن شاء الله يتعلموا الدرس هم وغيرهم
    رضا الله لا شريك له


  8. #8
    أخي جريح فلسطين لك خالص تحياتي الموضوع مهم وأجده فرصة لتوضيح خطأ القراءة من وجهة نظري للموقف الأمريكي من الإخوان المسلمين وعلاقة الإخوان بأمريكا باختصار أمريكا لا تدعم أحد بالمطلق ولا يوجد لديها صديق مطلق هي تدعم مصالحها فقط! والذي يراجع التصريحات والخطابات والتقارير الأمريكية التي تمخض عنها مشروع جورج بوش (الشرق الأوسط الجديد) الذي تم تعديله إلى (الشرق الأوسط الموسع وشمال إفريقيا) الذي طرحه عام 2002 وبدأ تنفيذه باحتلال العراق وتدميره .. الذي يرجع إلى الأفكار التي طرحت وعدلت وتم مناقشتها يجد أنها تلخصت في أن: أمريكا أخطأت بدعمها لحوالي ستة عقود من الزمن أنظمة حكم حليفة لها قامت على الديكتاتورية والاستبداد ضد رغبة الشعوب وذلك ما أثار موجة العداء لأمريكا بين شعوب الوطن الإسلامي، وأنه آن الأوان لنشر الديمقراطية والتشجيع على نشر الحريات وقيم تداول السلطة.. وبخصوص الإسلام وتأثيره في مجتمعاتنا وقوته اعترفوا أنه في كل الدول التي مارست الديمقراطية المقيدة في وطننا كان الإسلاميون يفوزون بنسب كبيرة على غيرهم لذلك يجب عدم تجاهلهم والبحث عن قنوات اتصال بهم... وقد واجه المشروع في ذلك الوقت معارضة من البعض في الإدارة الأمريكية وفي الأنظمة الديكتاتورية أيضاً مما جعل الإدارة الأمريكية تتراجع خطوة أو لتتقدم خطوات في المستقبل:
    فقد حذر البعض من فقدان حلفائهم من الأنظمة الدكتاتورية إن شعروا أن أمريكا تريد تغييرهم لذلك طالبوا بتأجيل تنفيذ الجزء المتعلق بتغيير الأنظمة لبعض الوقت واقترح البعض أن يتم التواصل مع بعض الاتجاهات الإسلامية التي لا تجد غضاضة في الحوار مع أمريكا والتشجيع على إيجاد ما ٍأسموه الإسلام المعتدل الذي يقبل بالعلاقة مع أمريكا وتداول السلطة وإقامة علاقة مع العدو الصهيوني ... والبعض اقترح أن يتم إعداد جيل من الشباب وتربيته على قيم الديمقراطية وممارستها ليكونوا نواة التغيير الديمقراطي في المستقبل وبعدها بعامين تقريباً طرحت كونداليزا رايس فكرة الفوضى الخلاقة في وطننا تلك كانت أهم الأفكار التي تم تعديلها في مشروع (الشرق الأوسط الأمريكي) وبدؤوا العمل على تنفيذها وانتظار الوقت المناسب لتنفيذ ما يمكن تنفيذه منها، وعندما تهيأت الظروف نهاية 2010 في تونس للتغيير وتبعتها مصر وغيرها دعمت أمريكا الإخوان في البداية ظناً منها أنهم أكثر الأحزاب تنظيماً وقوة وأنهم يستطيعون ضبط الأوضاع وتوفير الأمن والاستقرار فيها ومن ضمنه حفظ أمن العدو الصهيوني والالتزام بكل الاتفاقيات الموقعة معه، وذلك هو ما يهمها ليبقَ ولاء الإخوان لها! ولا أحد ينكر أن أمريكا دعمت الإخوان ومن وجهة نظري أن ذلك الدعم لم يكن مخلصاً كما يتصور المعادين للإخوان وللإسلام بصفة عامة ولكن لتشويه صورة الإخوان والإسلام من خلالهم واتهامه بالعمالة لأمريكا والغرب عامة لإفشالهم وحرق ورقة ما يسمى (الإسلام السياسي) وليس حباً فيهم - وإن كنت عن نفسي مقتنع أن علاقة الإخوان بأمريكا ليست علاقة عمالة ولا تحالف ولكنها وسيلة لتثبيت أنفسهم في الحكم من خلال تحييد عدائها هي والعدو الصهيوني إلى أن يتمكنوا من إصلاح أوضاع مصر ينقلبوا عليها وعلى العدو الصهيوني على الرغم من ظاهر سياساتهم مغاير لرأي هذا- وهي تدعم الآن الجيش والقوى الليبرالية والعلمانية فإن تمكن الجيش من ضبط الأوضاع فإنها ستتمادى في غض نظرها عن تجاوزات الجيش ومخالفته لوعوده ولقيم الديمقراطية وقد تعود للعبة الديمقراطية القديمة الشكلية والصورية التي يكون فيها لإسلاميون والمعارضة مجرد ديكور شكلي لتجميل صورتها وإضفاء الشرعية عليها وعلى الأنظمة العسكرية الديكتاتورية الحاكم الفعلي! وإن فشل الجيش في ضبط الأمور وسارت البلاد باتجاه الفوضى ووجدت الظروف مواتية لتنفيذ مخطط تقسيم مصر فإنها لن تتواني في ذلك، أو قد يتم تشكيل حكومة ضعيفة مرتهنة لعدم القدرة على تشكيل حكومة قوية تتعامل معها بالندية! لذلك من وجهة نظري أن قراءة الدعم الأمريكي لطرف ما أو للإخوان تحديداً على أنه تحالف أو أن الإخوان عملاء لهم هو قراءة خاطئة! كما أن الإخوان في المقابل قدموا لأمريكا تنازلات مقابل ذلك الدعم الذي كما قدمت من وجهة نظري كان الهدف منه تشويه صورة الإخوان والإسلام معاً وإفشالهم؛ وقد أثرت تلك التنازلات عليهم للأسف وعلى شعبيتهم في مصر والوطن الإسلامي كله وأساءت لنموذجهم في الحكم، وسهلت إلى جانب الأخطاء التي ارتكبوها واعترف بها الرئيس محمد مرسي في خطابه قبل الأخير إلى الانقلاب عليه والمطالبة بانتخابات مبكرة! وكان على الإخوان أن يدركوا أن اقترابهم من أمريكا فيه تشويه لصورتهم وسمعتهم ومبرر للتشكيك في ولائهم وعليهم ألا يتمادوا كثيراً في التجاوب مع المطالب الأمريكية والاعتماد عليها في تثبيت حكمهم بعد فوزهم في الانتخابات، وأن يستعينوا بالله عليها وعلى أعوانها ويحسنوا سياسة البلاد بهدوء وروية بعيداً عن الانفعال والحماسة وبالتعاون مع كل القوى الوطنية المخلصة ولا يحاولوا الاستفراد بالقرار ولكنهم لم يفعلوا! كما أنهم لم يدركوا يحسنوا قراءة الواقع السياسي المصري والإقليمي والدولي من حولهم عندما اشتدت المطالبة بانتخابات مبكرة ولم يحسنوا اتخاذ القرار السياسي الصحيح لتفويت الفرصة على معارضيهم وليثبتوا أنهم ليسوا متشبثين بالحكم وأنهم زاهدون فيه وكما علقت على تغريدة لأحد الأصدقاء قبل الانقلاب بيوم أو يومين تقريباً: أتمنى أن يتراجع الرئيس مرسي خطوة ليتقدم خطوات بعدها! ولكنه للأسف لم يتراجع على الرغم من اعترافه أنه ارتكب أخطاء، كان عليه أن يعلن علناً وبكلمات صريحة إجراء استفتاء على استمراره في الرئاسة كأخف الضررين، وإن كنت أفضل أن يتخلى عنها هو والإخوان بالكلية بعد تجربة عام! أما معارضيه فجميعهم لهم خطوطهم المفتوحة مع أمريكا وينشدون رضاها ولكنهم في نظرها لا يملكون القوة والتنظيم الذي يمكن الاعتماد عليه في ضبط البلاد، كما أنهم عارضوه ليس حرصاً على المصلحة الوطنية لمصر أو المصلحة القومية للأمة ولكن كرهاً في الإسلام وحقداً عليه، فهم لم يغادروا مواقعهم المعادية للإسلام طوال العقود الماضية التي حاولوا فيها القضاء على قيمنا الإسلامية والتخلص من الإسلاميين، ولم يدركوا بعد كل ما تسببوا به من تمزيق للمجتمع المصري والعربي ووحدته بإنكارهم لحق قسم كبير منه في الوجود والمشاركة السياسية وممارسة الحكم، لم يتعلموا ويدركوا خطأهم ويصححوا مسارهم ونهجهم السياسي والعملي في التعامل مع الإسلام والإسلاميين والقبول بهم جزء من تركيبة المجتمع وشركاء في الوطن ولهم نفسي حقوقهم في أن يمارسوا نهجهم ورؤيتهم في الحكم والسياسة، ولكنهم أمعنوا في التآمر عليهم إلى أن انفجرت الأوضاع بدعم قوى عربية وغربية وأمريكا نفسها والعدو الصهيوني اللذان أمسكا العصا من الوسط وتظاهرا بدعم كلا الطرفين الإخوان ومعارضيهم وعندما رأوا أن ميزان القوى يميل لصالح المعارضة أعطوا الضوء الأخضر لها لتطيح بمرسي والإخوان وتمارس ضدهم كل ما يتنافى مع قيم الديمقراطية والحرية الكاذبة التي تنادي بها! لذلك على الجميع استحضار مقولة ونستون تشرشل: لا يوجد في السياسة أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون ولكن يوجد مصالح دائمة! وأن مصلحتهم الدائمة أنهم جميعاً شركاء في وطن واحد ومسئولون مسئولية مشتركة على الحفاظ عليه وصيانته ضد أي عدو داخلي أو خارجي، وأن عليهم مسئولية النهوض به وتطويره والحفاظ على وحدته الجغرافية والسكانية ...إلخ، وأن ذلك لا يتحقق بالارتماء في أحضان العدو اللدود للأمة أمريكا أو الغرب ولا بالصراعات ورهن الوطن لأعدائه من أجل الوصول للسلطة أو التثبت فيها ولكن بالتعاون والقبول بالتعايش السلمي بين جميع مكونات الوطن. فهلا تدارك الجميع مسئوليته قبل فوات الأوان؟!

  9. #9
    لقد دعم الرئيس مرسي حركة التطرف والقتل علنا ومنح الساحات للقتل وتحت تغيطية الكاميرات لتكون شاهد عمل ! لرمز لايعتبر مجهولا
    حتى وقف الشعب ضده وضد الجماعات المتطرفه التي تحث على القتل وضرب الطوائف الدينيه والمذاهب وتدمير بيوت الله .. لكنها لكن أمريكا وجدت أن هذا التطرف والحرب الطائفيه لن تخدم أهدافها الكبيره فعملت على هدف أكبر يضمن وبسرعه شق صف الشعب العربي المصري ويدخله في دوامة صراع أكبر تضمن به شق الشعب فكان الأختيار الأقرب والأفرض لأمريكا
    بالرغم من من هذة الفكره فالذي لانعقله أن شعوبنا وأوطاننا وحرياتنا هل هي رخيصه وذليله الى هذا الحد التي تحركه يد اللوبي الصهوني
    بهذه االسرعه ؟؟؟
    ليس بدعا أن يكتب الشعر حرّ** قد أرته الأيام نار لظاها
    وأطاحت به صريع الأماني**يمضغ العود كي يبل صداه
    شاعر عارك الحياة بعزم ** كي ينال العلا فنال رداها
    ****
    قد أذاع الأثير آهات نفس ** داميات مجرحات الهموم
    لم يكن طبعها نسيما صبوحا**أنما شواظ قلب كليم
    قد شدى باسما بوجه المآسي **ذائدا عن حياضه كالغريمِ
    لم تمت جذوة الحياة بنفس**كمنت ذاتها بسر عظيمِ

    يعقوب الحمداني

المواضيع المتشابهه

  1. مُلخص موجز لكتاب يهود أمريكا وإسرائيل: ما الخطأ الذي يحدث
    بواسطة احمد العبدالله في المنتدى الدراسات الاسرائيلية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01-24-2017, 11:51 AM
  2. لماذا تآمرت أمريكا و اسرائيل مع عملاء الداخل للانقلاب على مرسى ؟!!
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى آراء ومواقف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-16-2015, 03:23 PM
  3. هذا هو الدكتور محمد مرسي الذي كتبوا على لسانه: عزيزي شمعون بيرس
    بواسطة د. فايز أبو شمالة في المنتدى فرسان الفلاشات والصوتيات
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-08-2014, 11:52 AM
  4. مرسي الذي يفاجئ الجميع!!
    بواسطة أحمد أبورتيمة في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 08-14-2012, 03:16 AM
  5. الكاريكاتير الذي أمرت أمريكا بحذفه من قناة الجزيرة
    بواسطة ندى نحلاوي في المنتدى فرسان الفني
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-26-2009, 09:31 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •