منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    ما الذي يريده هؤلاء من أنفسهم ومن الآخرين؟!

    ما الذي يريده هؤلاء من أنفسهم ومن الآخرين؟!

    عندما انتقدُ المعارضة المصرية وما آلت إليه "موجة" اعتصامات 30 حزيران، والإعلام المتخندق مع فريق ضد آخر، والتحالف البغيض بين رأسمالية الفلول، ومخلفات الوظيفية العربية، وبثورِ الإمبريالية الصهيونية المتقيِّحة التي استخدمت آلام الفقراء وطموحات الثوار الشباب للتأسيس لمشروع تعمى عنه كلُّ الأعين المصابة بقصر النظر.. عندما أفعل ذلك، أسمع تقريعا يتهمني بأنني أصبحت ظلاميا أدافع عن الشوفينية والفاشيستية الإسلاموية، وعن مفاصلة سيد قطب الشعورية في الإخوان المسلمين، وفي فصائل الإسلام السياسي، التي أذكر ذات سلسلة من المقالات أنني تنبأت لها بأنها "ستنقرض" بسبب أنها لم تعد مؤهلة للتحدث باسم الإسلام المطلوب لاختراق الزمن المقبل.. (!!)

    وعندما انتقد الرئيس مرسي والإخوان المسلمين، وأعبِّر بتلقائية وثقة ويقين عن رأيي فيهم، بالتأكيد على أنهم أثبتوا أنهم لا يصلحون إلا أن يكونوا وُعاظ مساجد غير محترفين، وألا علاقة لهم بالسياسة وبإدارة الدول والشعوب، وبأنهم بأخطائهم الشنيعة في مصر هم الذين سهَّلوا على الفريق الآخر مهمته في تمرير أجندته التي أوصلت مصر إلى ما وصلت إليه، مؤكدا في الوقت ذاته على عدم قناعتي برؤيتهم في شكل الدولة ونظام حكمها، وفي فهمهم للشريعة الإسلامية، مؤكدا في نهاية الأمر على أنهم ليسوا من الناحية الاقتصادية سوى رأسماليين يحملون مسابح ويطلقون اللحى ويرتادون المساجد، أجد من يخرج عليَّ متهما إياي بأني ملحد متطرف، وبأني مادي يساري أعيش في غيابات الماضي، و.. و.. و.. مع أنني أذكر ذات سلسلة من المقالات نشرتها قرأها الجميع، تأكيدي على أنني لست لا ماركسيا ولا ليبراليا إلى جانب أنني لست من أتباع الإسلام السياسي، متبنيا منهجا اقتصاديا أقمته على نقض "نظرية فائض القيمة" الماركسية، وعلى التأسيس لنظرية "تداول الثروة" القرآنية (!!)

    لست أدري لماذا لا يريد هؤلاء – وأقصد من ينتقدني من الطرفين – أن يفهموا أنني مع أيِّ حل أو فصيل أو طرح يجنِّب مصر سفك الدماء، وانقسام الشعب المصري، وخلق المواجهة بين الجيش وأيِّ فصيل مصري تحت أيِّ عنوان أو مسمًّى..

    نعم أنا مع أيِّ حلٍّ يحقق ذلك، لأنني حيثما تجولت بذاكرتي أبحث فيها عن بقايا قوة عربية قادرة على منحنا الأمل بعد الذي حصل في سوريا وفي العراق، وفي فلسطين، وفي غيرها، لا أجد سوى "مصر"..

    أكثير عليَّ أن أطمح إلى وجود عقلاء وحكماء يضحون بـ "أناهم" مهما كانت، لإنقاذ البقية الباقية من "أطياف الأمل"؟!



    ابدأ بالضروري ثم انتقل الى الممكن تجعل نفسك تصنع المستحيل

  2. #2
    ربيع عربي متذبذب بين "حراك" بلا سياسة، وسياسة بلا ثقافة، وثقافة بلا فلسفة..

    الفلسفة، ثم الثقافة، ثم السياسة، ثم الحركة..

    هي القنوات التي تمر عبرها سيرورة التاريخ، والتي بها تُصْنَع الحضارات، والتي إليها تَسْتَنِد مشاريع النهضة..

    الحركة تستدعيها السياسة، والسياسة تستدعيها الثقافة، والثقافة تستدعيها الفلسفة..

    هذا هو الترتيب الموضوعي لسلامة البناء والفعل في العقل وعلى الأرض..

    بالفلسفة نفسِّر الوجود..

    وبالثقافة نفسِّر "المكان والزمان" الممتدين، بالاستناد إلى فلسفة تفسِّر الوجود..

    وبالسياسة نفسِّر "المكان والزمان" المحَدَّدين، بالاستناد إلى ثقافة تفسِّر "المكان والزمان" الممتدين..

    وبالحركة ندفع السياسة، كي تنزل من أبراج "المثقفين"، وتعانق إرادات "الثائرين"..

    فالحركة – أي "الثورة" – التي لا تؤدي إليها "السياسة" – أي "المشروع السياسي" – ليست سوى "فوضى مجتمعية"..

    والسياسة – أي "المشروع السياسي" – الذي لا يرتكز إلى ثقافة – أي إلى "رؤية فكرية" – هي مجرد "بلطجة مؤسسية"..

    والثقافة – أي "الرؤية الفكرية" – التي لا ترتكز إلى فلسفة – إلى إلى "تفسير للوجود" – لا تعدو أن تكون "هرطقة عقلية"..

    لذلك فإن ما حصل فيما أطلق عليه "الربيع العربي"، إذا قرأناه في ضوء تلك البُنية التوافقية بين "الفعل الذهني" و"الفعل الميداني"، وبسبب غياب "المشروع السياسي" أحيانا"، وغياب "الرؤية الفكرية" غالبا، وغياب "التفسير الفلسفي للوجود" دائما، يقع في عمومه داخل مساحةٍ تمتد من "الفوضى المجتمعية" إلى "الهرطقة العقلية"..

    وليس فيه أيُّ شيء يدل على أننا أمام "مشروع حضاري نهضوي"، تصنعه الفلسفة وهي تلدُ الثقافة، والثقافة وهي تلدُ السياسة، والسياسة وهي تلدُ الثورة..

    ولكن ذلك لا يمنعنا من القول بأن بنيتَنا المجتمعية بالكامل تتعرض لخلخلة في كلِّ أساساتها المهترئة القائمة، كي تُهْدَم ويُعاد بناء مجتمعاتنا من جديد وعلى أسس جديدة، بعد أن لم يعد يصلح معه أن تخضع لأيِّ ترميم..

    وعملية الهدم وإعادة التأسيس لبناءٍ جديد، من الطبيعي أن تُحْدِثَ حالةَ ارتباك أشبه بالزلزال الذي لن نستطيع استعادة أنفاسنا بعده لبناء بيوتنا من جديد على قواعد بناء مختلفة، إلا عندما تنتهي كلُّ تداعياته، التي ستحدِّد لنا هي والزلزال الذي نتجت عنه مكونات أُسُس البناء الجديدة..



    ابدأ بالضروري ثم انتقل الى الممكن تجعل نفسك تصنع المستحيل

المواضيع المتشابهه

  1. دعوا العرب يقضون على أنفسهم بهدوء/يدعوت احرنوت
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-19-2013, 09:55 PM
  2. أية مناقضة للحقائق لايقع فها اليهود أنفسهم ...
    بواسطة هشام الخاني في المنتدى فرسان المواضيع الساخنة.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 03-22-2011, 12:22 AM
  3. كيف تجعلي أبنائك يصلون من أنفسهم بدون خصام أو تذكير‎‎
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الأدعية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-27-2011, 03:32 PM
  4. أمن اليمن الغذائي.. على أنفسهم جنى اليمنيون
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى فرسان الغذاء والدواء
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-30-2008, 07:48 AM
  5. كتاب صحيح البخارى كامل لمن يريده
    بواسطة noureldens في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-14-2006, 12:32 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •