"الديمقراطية الى أين"
كنت أراجع بعض كتاباتي القديمة .. فوجدت هذا المقتطف من مقالة بعنوان " )الديمقراطية الآن" تعطي صوتها لليسار الأمريكي)، ,المقالة بقلم ( دانيال فولليت، و توماس بوث).
تعالوا نلقي نظرة، مطولة، على (الديمقراطية الآن
ونرى بعضا من الشبه الذي بين إعلامنا والإعلام الأمريكي إذ يبدو أن إعلامنا مجرد تلميذ لدى الإعلام الأمريكي كما أن القارئ قد يغير وجهة نظره في الديمقراطية الأمريكية أو يخفف من وهجها الذي أعشى عيوننا فإلى الإطلالة:
(ومؤخرا شكل هو}جوزف فيتساناكيس،المسؤول عن برنامج الديمقراطية الآن - محمود} ومناضلون آخرون، "الديمقراطية الآن في المدن الثلاث" وهي جمعية تهتم بالدفاع عن البرنامج الذي بات يبثّ منذ العام 2005. وقد بدأ هذا البرنامج مهددا منذ أن بدأت الإذاعة المحلية راديو ( وتس ) التي تعيش بشكل أساسي من هبات المستمعين، تتلقى دعوات تطالبها بسحبه من الأثير. فمنطقة بث إذاعة وتس محافظة جدا. والنضال فيها يعني أحيانا المجازفة بتلقي اعتداءات جسدية (..)آب / أغسطس الماضي اخترقت رصاصة نافذة مركز الإذاعة التي تبث برنامج (الديمقراطية الآن) في هيوستن (ولاية تكساس)، وبالكاد أخطأ مقدم البرنامج .{تذكروا ..هذا في أمريكا،سنة 2007!! - محمود} (..) وبرنامج (الديمقراطية الآن)، الذي وضعته آيمي غودمان و راديو باسفيكا في العام1996، سرعان ما أصبح أكثر برامج الأحداث استماعا على هذه المحطة (..) فقد فضلت غودمان والمتعاونون معها في العام 2005 أن يعملوا وحدهم كمنتجين من اجل ضمان استقلاليتهم (..) وكمعدل وسطي، هناك كل أسبوع محطتا إذاعة أو تلفاز جديدتان تُلحقان برنامج (الديمقراطية الآن)بشبكة برامجهما (..) هذا النجاح يعني أن شريحة غير بسيطة من الشعب الأمريكي يتمنى- هكذا- سماع وجهة نظر تقدمية حول الأحداث، تستند إلى عمل صحافي نقدي ونقاشات جديرة بهذا الاسم.وعلى طريقة البرامج الإخبارية في المحطات الكبرى، يقوم البرنامج باستعادة مختصرة لأحداث النهار الرئيسية. لكن بدلا من أن يكون بوقا}أيضا؟!!- محمود{تواصليا للحكومة ها هو يحلل بعمق، وبطريقة نقدية، التصريحات والقرارات الصادرة عن السلطات القائمة، ديمقراطية كانت أم جمهورية. وتحب آيمي غودمان، النجمة الصحفية ومنتجة ومقدمة برنامج (الديمقراطية الآن)، أن تذكر بكلمات صحافي التحقيقات الكبير (إيزودور فاينشتاين ستون) حين كان يتوجه إلى طلابه : " إذا لم يكن عليكم أن تحفظوا إلا كلمات ثلاثا، فلتكن التالية :أن الحكومات تكذب". (..) يجب التنبه إلى ظاهرة التمركز التي اكتسحت وسائل الإعلام الأمريكية منذ عشرين سنة. والتفكير أيضا في المبالغ الضخمة التي تخصصها بعض المجموعات الكبرى، المالكة لكامل القطاع تقريبا، لصالح نشاطات مجموعات الضغط ( اللوبيات). ذلك أن سيطرتها لا تمنعها من طلب المزيد دائما(..) وبرنامج (الديمقراطية الآن)، بوسائله الأدنى بكثير من وسائل منافسيه، لا يتيسر له تمويل التحقيقات الكبيرة ولا الأمل في الحصول على تسريبات لمصادر رفيعة المستوى. و مقدمو نشرات أخبار الإذاعة الوطنية يقبضون خمسة أضعاف ما تتقاضاه غودمان، أما مذيعو المحطات التلفزيونية التجارية فيكسبون مئات أضعاف معاشها. ففي العام 2005، تقاضت غودمان 59 ألف دولار سنويا، بينما حصلت نظيرتها في( إن بي آر) على 300 ألف دولار والمقدمين في وسائل الإعلام الخاصة الكبرى ( ان بي سي، سي ان ان ) ما بين 4 و 15 مليون دولار (..) وهكذا نجد ان الصحافة الأمريكية، يوم وفاة جيرالد فورد (26 كانون الأول / ديسمبر 2006) قد جعلت من هذا الرئيس الجمهوري (آب / أغسطس 1974 كانون الثاني /يناير 1977) بطلا عرف بعد فضيحة ووتر غايت واستقالة ريتشارد نكسون، كيف (يصالح الأمة مع نفسها). لكن (الديمقراطية الآن) لم يتردد في التذكير بأن هذا البطل المزعوم ( ووزير خارجيته هنري كيسنجر) قد لعب دورا حاسما في مجازر تيمور الشرقية، إذ في العام 1975، كان ( فورد هو الذي سمح للدكتاتور الإندونيسي الجنرال سوهارتو، باجتياح نصف الجزيرة هذا). فخلال النقاشات في الأستوديو، التي تلي قراءة العناوين، يوفر المقدمون على المستمعين ما هو رائج في وسائل الإعلام الخاصة من كلام ومزاح يضفيان مرحا زائفا على الأنباء{هذابالضبط، ما تقوم به الكثير من فضائياتنا العربية!! وخصوصا قناة (العربية).ربما أكثر من غيرها... يبدو أن (الجزيرة) أيضا أصبح مذيعوها يمارسون نفس اللعبة!! - محمود}. وهم يتركون ضيوفهم يتكلمون دون مقاطعتهم.{ هذه من العجائب!!! ؟ محمود} (..) وحتى عندما يتعلق الأمر بأشخاص معروفين فإن الذين نسمعهم في (الديمقراطية الآن) ليسوا في الغالب من الذين تستضيفهم وسائل الإعلام الكبيرة. وهكذا شارك في البرنامج نعوم شومسكي ونعومي كلاين، وروبرت فيسك، وأروندهاتي روي، إضافة إلى إدوارد سعيد(توفي 2003)، ورالف نادر {آلا يذكركم ذلك، بفضائياتنا التي (تحظر) مثقفين، وتغرقنا بمثقفين، ومحللين آخرين، حد الملل؟!! - محمود .{(..) وما تبرزه لائحة الأسماء هذه هو أن البرنامج يسعى إلى تشجيع التعبير ذي المنحى التقدمي الغائب إلى حد كبير عن الأثير (..) وفي تشرين الثاني / نوفمبر عام 2000، يوم الانتخابات الرئاسية، تمت استضافة الرئيس كلينتون على الهواء، عبر الهاتف، على أمل أن يقنع السامعين بالتصويت للسيد آل غور، نائبه في حينه، لكن إيمي غودمان لم تدعه يستثمر البرنامج : ( أنت تدعوا محطات الإذاعة إلى إقناع الناس بالمشاركة في التصويت. لكن ماذا عندك لتقوله لأولئك الذين يعتبرون أن الحزبين قد باعا نفسيهما للمصالح الخاصة وأنه لا فائدة من المشاركة)؟.وقد أعقب ذلك نقاش سريع تناول في آن معا العقوبات على العراق وتأييد بعض الديمقراطيين (ومن بينهما السيدان كلينتون وغور) لعقوبة الإعدام. والذي أثير غضبه، اتهم رئيس الولايات المتحدة غودمان بأنها تطرح أسئلة (عدائية وهجومية). وقد ردت عليه : ( كلا، إنها أسئلة موضوعية تدل على حسّ نقدي). وفي اليوم التالي احتج المكتب الإعلام في البيت الأبيض لأن غودمان لم تحترم ( قواعد) المقابلة. فسألتهم : ( أية قواعد)؟إذ لم يكن اتصال الرئيس متوقعا ولم توضع بالتالي أية (قواعد) مسبقة. ولكن اللوم قد وجه إلى غودمان لأنها حرفت الحديث خارج الموضوع الأساسي ( إقناع الناس بالمشاركة في التصويت) مخاطرة بإبقاء الرئيس على الخط لأطول فترة ممكنة. فأجابتهم : ( الرئيس كلينتون هو أقوى رجل في العالم، ويمكنه أن يقطع الخط عندما يطيب له ذلك). (..) وفي الحملة الانتخابية للعام 2004- كان (الديمقراطية الآن) يطلع مستمعيه على استطلاعات الرأي وعلى أحداث النهار، ولكنه كان يعطي الأولوية للرهانات الأعمق. وبدلا من أن يدع المرشحان الأوفر حظا ( ... بوش و.. كيري) يحتكران الإرسال، نوه البرنامج بشدة إلى تهميش (المرشحين الصغار) (..) وبعد اعتداءات 11 أيلول / سبتمبر، كان معظم وسائل الإعلام يشجع على السير في الحرب على العراق. وعندما قال الصحفي جيف شتاين من صحيفة ( واشنطن بوست) (..) أن "صدام، الصديق الصغير لبن لادن" كان هو وراء الاعتداءات بفيروس الانتراكس ( الجمرة الخبيثة) على صحفيين ومسئولينسياسيين، فيما كان تحقيق الشرطة يسير في اتجاه آخر، حذر برنامج(الديمقراطية الآن) قائلا : "إن إدارة بوش ووسائل الإعلام تحاول بانتظام أن تحمل العراق مسؤولية اعتداءات 11 أيلول /سبتمبر أو الاعتداءات بالإنتراكس". كما أن برنامج (الديمقراطية الآن) كان الوحيد الذي نقل إلى مستمعيه نبأ الصحافة البريطانية القائل أن الحكومة الأمريكية تتنصت على الاتصالات الهاتفية للعديد من أعضاء مجلس الأمن في الأمم المتحدة. وهي وحدها التي نقلت باستمرار مختلف أشكال الاحتجاج على التدخل العسكري الأمريكي. (..) وإذا كان برنامج ( الديمقراطية الآن) شعبيا في منطقة جمهورية إلى هذه الدرجة مثل شمال شرق تينيسي، فعلى الأرجح أن الكثير من الأمريكيين، من اليسار أو اليمين، يضيقون ذرعا أكثر فأكثر بهيمنة الشركات الكبرى والحكومة!!{محمود} على وسائل التواصل. وترى غودمان أن (وسائل الإعلام الخاصة تترك لنا مساحة خالية نحن نشغلها). وحتى في أوساط الجمهوريين، كثيرون أصيبوا بخيبة أمل رهيبة من أكاذيب البيت الأبيض والفضائح والصفعات العسكرية والإنفاقات المنفلتة من كل رقابة. وحتى الصحافة لا تسلم من هذا الاستنكار.){النسخة العربية من ( لوموند ديبلوماتيك ) عدد يوم الجمعة 2/1/1429ه = 11/1/2008م{.أعتقد أنني أطلت أكثر مما ينبغي .. فالسلام عليكم ورحمة الله تعلى وبركاته.أبو أشرف : محمود المختار الشنقطي - المدينة المنورةmmsh601@gmail.com