الفرق بين النزول إلى الشارع والنزول إلى الشعب..

"النزولُ إلى الشارع" ليس هو ذاته "النزولُ إلى الشعب"..

فالنزول إلى الشارع هو شكل من أشكال "التمدد الأفقي"..

ولا يتمدد أفقيا إلا "شعب مترقب"، لمح في الشارع بذورَ ثورة، فتمدد ليلتقطَها..

أما النزول إلى الشعب فهو شكل من أشكال "الهبوط العمودي"..

هبوطٌ من أعلى مثقل بـ "الأنا" و"العزلة" و"الاستعلاء"..

إلى أسفلٍ مثقل بـ "الحيرة" و"الترقُّب" و"الأوجاع"..

ولا يهبط عموديا إلاَّ "طليعة واعية" أدركت أن وجودَها "فوق" هو الذي يكبِّل الشعب، فقررت النزول إليه كي يتحرر من قيودها..

فلننتبه..

الشارع هو المكان الذي ستحسَمُ فيه التجاذبات مع النظام الفاسد، بالفعل الثوري..

هذه هي "النتيجة الثورية المحتَّمة"..

والشعب هو الذي بنزوله إلى الشارع أفقيا والتقاطه للثورة الملقاة فيه، سيحسِمُ تلك التجاذبات لصالحه..

هذا هو "الممكن الثوري القادم"..

أما الحراك فهو الذي بنزوله إلى الشعب عموديا سينثرُ بذورَ الثورة، وسيقنعه بالنزول إلى الشارع أفقيا ليلتقطَها..

وهذه هي "الضرورة الثورية الراهنة"..

فلننزل إلى الشعب، ولنثق في قدراته، ولنطمئن إلى ذكائه، فهو ينتظرُ نزولَنا..

ثم بعد ذلك..

لنلق بثورتنا إلى الشارع..

سيلتقطها الشعب..

فالشعب لا يلتقط ثورة تنزل عليه من "الفوق" المُستعلي ليتبَعَها..

بل هو يلتقط ثورة يراها تتشكل أمامه في "الأفق" المبين لتتبَعَهُ..