أضواء على القضية الأرمنية...بقلم آرا سوفاليان
وجدت هذا السؤال من السيد ماهر قطيني في نافذة التعليقات على صور (الفدائيون الأرمن تضحية حتى آخر رمق) ...فأجبت عليه على قدر معرفتي دون ان أدّعي بأني محيطاً بكل شيء أو أني أعرف الحقيقة كاملة.
Maher Katiny مذبحة الأرمن أوائل القرن الماضي هل نفذها الأتراك أم الأكراد لصالح الأتراك ؟
Ara Souvalian التخطيط هو للمحافل الماسونية في العالم... التمويل هو من فعل ألمانيا بسمارك ...التنفيذ ـ القيادة ـ يهود الدونما في السلطنة العثمانية (طلعت باشا وجمال باشا السفاح وانور باشا وحزبهم الحاكم حزب الاتحاد والترقي) التنفيذ المباشر الجيش التركي والجندرما وكل الذين لبوا نداء الجهاد من الشعب التركي والشعوب الاخرى الغير مسيحية المنضوية تحت لواء السلطنة العثمانية كالاكراد والتركمان والشركس والشيشان المبعدين عن ديارهم بفعل قيصر روسيا وتنكيله بهم وطردهم اوتهجيرهم الى اراضي السلطنة واللاظ وغيرهم.
وكان للأكراد تحالفات مستجدة ومصالح مع الحزب الحاكم وهو حزب الاتحاد والترقي فغدروا بحلفائهم الارمن ــ (الاتفاقات على هامش مؤتمر برلين ما بين الارمن والاتراك الجدد ومنهم حزب الاتحاد والترقي والأكراد وخاصة الاحزاب اليسارية الكردية) ـــ ونفذوا الابادة بقسوة مروعة (عن طريق عصابات مخصصة للنهب والسلب وتسمى بالتشاتا ...وكانوا قد برعوا بهذا الاسلوب منذ عهد عبد الحميد عندما شكلوا العصابات الحميدية أو ما يدعونها الكتائب الحميدية لمساندة السلطان في حربه القمعية ضد الأرمن) واتفقوا مع الاتحاد والترقي ان الغنائم لهم أي للأكراد (ارض عقارات قرى كنائس مدارس بيوت حقول مزارع محاصيل دكاكين اسواق ثمار أشجار ذهب تحف مفروشات أثاث سجاد ومتعلقات وآثار...حجر وبشر ونساء جميلات وأطفال...الى آخره) وبعد انتهاء الحرب استولى الاتراك على الغنائم كلها وتركوا للأكراد الأوسمة والشرائط الحريرية ... ولم يتوقف الاتراك عن التنكيل بالاكراد حتى هذه اللحظة فلقد احرقوا قراهم ونكلوا بشبابهم وسبوا نسائهم وهجّروا معظم الشعب الكردي الى الخارج فترى اعداد كبيرة منهم في السويد والمانيا والدول الاسكندنافية ...اما اطفالهم فيفترشون الارصفة ويجلسون خلف صناديق البويا في شوارع انقرة وفي استمبول وحتى في بلاد الشام عندما تم ترويع أهلهم في تركيا واحراق قراهم كلها...فهربوا الى بلاد الشام والعراق وهم لا يحملون اوراق رسمية والمشكلة بدأت منذ العام 1915 ولم تنتهي حتى اللحظة ...وهم يعرفون كل دقائق المصيبة التي وضعوا نفسهم فيها من الألف الى الياء...وللأمانة التاريخية يستثنى من الاكراد اخوتنا الأزيديين في جبال سنجار وفي تخوم العراق الذين ساعدوا الأرمن وقدموا لهم الحماية ...وهؤلاء يتمتعون اليوم بمزايا كبيرة في جمهورية ارمينيا وبعض قادتهم تم تكريمهم والاشادة بمناقبهم وانسانيتهم وهم كثر ...وفي الشرق لم يترددوا في القتال مع الأرمن جنباً الى جنب وهناك بعض الضباط تمردوا على الاتحاد والترقّي واحسنوا للأرمن ولكنهم قلة قليلة...الدعم الكبير للأرمن جاء من بعض الولاة والقائم مقامية كعلي سواد ومن بعده الكثيرون الذين تم نفيهم والتنكيل بهم ...ويأتي بعدهم الشريف حسين وأبناؤه الأمراء الأجلاء الأماجد الملك فيصل والملك غازي والأمير عبد العزيز الجربا، وقبائل العرب كالجربا والشعلان وكافة القبائل العربية في بلاد الشام التي ساندت الثورة العربية الكبرى، وقادة الثورة العربية الكبرى بدون استثناء والسادة مستشاروا الملك فيصل كالاستاذ فائز الغصين الذي لم ينل التكريم اللائق وهذا دين في أعناقنا نحن الأرمن ...وسيخصص بحث في هذا الشأن يعطي لكل صاحب فضل حقه...
"هامش الصور" جاهانكير الآغا الكردي في مقدمة الصورة وخلفه القائد أنترانيك باشا وقد حاربا جنباً الى جنب حتى النهاية...الخاتشكار أو الصليب الحجري وهو الشاهدة على قبور الارمن ولا تتشابه شاهدتان بالمطلق، وتعتبر هذه الشواهد آثار ترشد الى حضارة وفنون الشعب الارمني ولا تقدر بثمن...وقد تم تحطيم معظمها في تركيا...مقاتلتان ارمنيتيتان من صاصون بزي الفدائيين تتقلدان السلاح المستعمل في ذاك الزمان 1894 ــ 1896 عندما قرر السلطان الأحمر عبد الحميد الثاني بالبدء بحملات الإبادة في زيتون وصاصون.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
دمشق 12 04 2013
arasouvalian@gmail.com
أضواء على القضية الأرمنية...بقلم آرا سوفاليان
وجدت هذا السؤال من السيد ماهر قطيني في نافذة التعليقات على صور (الفدائيون الأرمن تضحية حتى آخر رمق) ...فأجبت عليه على قدر معرفتي دون ان أدّعي بأني محيطاً بكل شيء أو أني أعرف الحقيقة كاملة.
Maher Katiny مذبحة الأرمن أوائل القرن الماضي هل نفذها الأتراك أم الأكراد لصالح الأتراك ؟
Ara Souvalian التخطيط هو للمحافل الماسونية في العالم... التمويل هو من فعل ألمانيا بسمارك ...التنفيذ ـ القيادة ـ يهود الدونما في السلطنة العثمانية (طلعت باشا وجمال باشا السفاح وانور باشا وحزبهم الحاكم حزب الاتحاد والترقي) التنفيذ المباشر الجيش التركي والجندرما وكل الذين لبوا نداء الجهاد من الشعب التركي والشعوب الاخرى الغير مسيحية المنضوية تحت لواء السلطنة العثمانية كالاكراد والتركمان والشركس والشيشان المبعدين عن ديارهم بفعل قيصر روسيا وتنكيله بهم وطردهم اوتهجيرهم الى اراضي السلطنة واللاظ وغيرهم.
وكان للأكراد تحالفات مستجدة ومصالح مع الحزب الحاكم وهو حزب الاتحاد والترقي فغدروا بحلفائهم الارمن ــ (الاتفاقات على هامش مؤتمر برلين ما بين الارمن والاتراك الجدد ومنهم حزب الاتحاد والترقي والأكراد وخاصة الاحزاب اليسارية الكردية) ـــ ونفذوا الابادة بقسوة مروعة (عن طريق عصابات مخصصة للنهب والسلب وتسمى بالتشاتا ...وكانوا قد برعوا بهذا الاسلوب منذ عهد عبد الحميد عندما شكلوا العصابات الحميدية أو ما يدعونها الكتائب الحميدية لمساندة السلطان في حربه القمعية ضد الأرمن) واتفقوا مع الاتحاد والترقي ان الغنائم لهم أي للأكراد (ارض عقارات قرى كنائس مدارس بيوت حقول مزارع محاصيل دكاكين اسواق ثمار أشجار ذهب تحف مفروشات أثاث سجاد ومتعلقات وآثار...حجر وبشر ونساء جميلات وأطفال...الى آخره) وبعد انتهاء الحرب استولى الاتراك على الغنائم كلها وتركوا للأكراد الأوسمة والشرائط الحريرية ... ولم يتوقف الاتراك عن التنكيل بالاكراد حتى هذه اللحظة فلقد احرقوا قراهم ونكلوا بشبابهم وسبوا نسائهم وهجّروا معظم الشعب الكردي الى الخارج فترى اعداد كبيرة منهم في السويد والمانيا والدول الاسكندنافية ...اما اطفالهم فيفترشون الارصفة ويجلسون خلف صناديق البويا في شوارع انقرة وفي استمبول وحتى في بلاد الشام عندما تم ترويع أهلهم في تركيا واحراق قراهم كلها...فهربوا الى بلاد الشام والعراق وهم لا يحملون اوراق رسمية والمشكلة بدأت منذ العام 1915 ولم تنتهي حتى اللحظة ...وهم يعرفون كل دقائق المصيبة التي وضعوا نفسهم فيها من الألف الى الياء...وللأمانة التاريخية يستثنى من الاكراد اخوتنا الأزيديين في جبال سنجار وفي تخوم العراق الذين ساعدوا الأرمن وقدموا لهم الحماية ...وهؤلاء يتمتعون اليوم بمزايا كبيرة في جمهورية ارمينيا وبعض قادتهم تم تكريمهم والاشادة بمناقبهم وانسانيتهم وهم كثر ...وفي الشرق لم يترددوا في القتال مع الأرمن جنباً الى جنب وهناك بعض الضباط تمردوا على الاتحاد والترقّي واحسنوا للأرمن ولكنهم قلة قليلة...الدعم الكبير للأرمن جاء من بعض الولاة والقائم مقامية كعلي سواد ومن بعده الكثيرون الذين تم نفيهم والتنكيل بهم ...ويأتي بعدهم الشريف حسين وأبناؤه الأمراء الأجلاء الأماجد الملك فيصل والملك غازي والأمير عبد العزيز الجربا، وقبائل العرب كالجربا والشعلان وكافة القبائل العربية في بلاد الشام التي ساندت الثورة العربية الكبرى، وقادة الثورة العربية الكبرى بدون استثناء والسادة مستشاروا الملك فيصل كالاستاذ فائز الغصين الذي لم ينل التكريم اللائق وهذا دين في أعناقنا نحن الأرمن ...وسيخصص بحث في هذا الشأن يعطي لكل صاحب فضل حقه...
"هامش الصور" جاهانكير الآغا الكردي في مقدمة الصورة وخلفه القائد أنترانيك باشا وقد حاربا جنباً الى جنب حتى النهاية...الخاتشكار أو الصليب الحجري وهو الشاهدة على قبور الارمن ولا تتشابه شاهدتان بالمطلق، وتعتبر هذه الشواهد آثار ترشد الى حضارة وفنون الشعب الارمني ولا تقدر بثمن...وقد تم تحطيم معظمها في تركيا...مقاتلتان ارمنيتيتان من صاصون بزي الفدائيين تتقلدان السلاح المستعمل في ذاك الزمان 1894 ــ 1896 عندما قرر السلطان الأحمر عبد الحميد الثاني بالبدء بحملات الإبادة في زيتون وصاصون.
آرا سوفاليان
كاتب انساني وباحث في الشأن الأرمني
دمشق 12 04 2013
arasouvalian@gmail.com