• " توخّى حِمامُ الموت ِأوسطَ صبيتي فللّهِ كيفَ اختارَ واسطةَ العقدِ
  لقد قلَّ بين المهدِ واللّحدِ لُبثهُ فلم ينسَ عهد المهد إذ ضُمَّ في اللحدِ
  سأسقيك ماءَ العينِ ما أسْعدتْ به وإنْ كانتْ السُّقيا من العينِ لا تُجدي
  أُلامُ لِما أُبدي عليكَ من الأسى وإنّي لأُخفي منه أضعافَ ما أُبدي
  مُحمّدٌ ما شيءٌ تُوهِّمَ سلوةً لقلبي إلّا زادَ قلبي من الوجدِ
  عليكَ سلامُ اللهِ منّي تحيةً ومن كلِّ غيثٍ صادقِ البرقِ والرعدِ " ابن الرومي ...
  
  أحببت أن أقدم لابني في قبره شيئا يسعده فمن سيشاركني في إهداءه رحمة أو فاتحة أو دعاء
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  

عظم الله لك الأجر أخيتي . تعزي بعزاء الله فكل حيٍّ لابد أن يموت لوكان مخلدا في الدنيا لكان الأنبياء أولى بالخلود تصبري يا أخيتي رحم الله محمد واسكنه فسيح جنته وجمع بينه وبين خيار خلقه احسن الله لكم العزاء والهمكم الصبر

*في الحقيقة هو مجرد عقد بين طرفين: الطرف اﻷول هو الله العزيز الحكيم؛ أما الطرف الثاني فهم المؤمنون.

ومهما عﻻ شأن المؤمنين فهم في اﻷول واﻵخر عباد لله خاضعون ﻷمره ممتثلون لمشيئته، نفوسهم بيده، وهو الذي يعلم مستقرهم ومستودعهم.

ينص العقد على مايلي:
أوﻻ) العقد هو عقد مبايعة بين طرفين.*
ثانيا) بموجب هذا العقد يشتري الله العزيز الحكيم من المؤمنين انفسهم وأموالهم.
ثالثا) يتقاضى الطرف الثاني ثمنا مقابل بذله لنفسه أو ماله أو حتى حهاده وإثخانه في العدو دون أن يستشهد ... يتقاضى ثمنا قيمته الجنة.بمعنى أن الطرف الثاني يتقاضى الجنة ثمنا (أيضا) فيما لو جاهد في سبيل الله ﻹعﻻء كلمة الله، وإن عاد بنفسه سالما*غانما. لكن أجر الشهادة ربما كان أكبر، وكﻻهما في اﻻجر على درجة وفق منازل ومقامات تفوق تصور البشر.*
رابعا) يتعهد الطرف الثاني بأن يقوم بموجب هذا العقد بالقتال في سبيل الله، وﻻ تتغير قيمة اﻷجر المنصوص عليه في البند الثالث سواء أنتج الجهاد إستشهادا للطرف الثاني أو قتﻻ للمشركين أو الكافرين.*
خامسا) يتعهد الله القوى العزيز الذي ﻻمعقب لحكمه تعهدا من لدنه بالحق بأن*تنفذ بنود العقد بحذافيرها.
سادسا) شهد الله وتعهد بما التزم به (جل شأنه) ضمن صفحات كل من التوراة والإنجيل*والقرآن.
سابعا) يؤكد الله العزيز الجبار قوﻻ وفعﻻ على بنود هذا العقد، ويؤكد التزامه به، ويؤكد أنه ﻻ أحد أوفى بالعهد منه ... وذلك صحيح ﻷن الذات المطلقة في العلم والقوة والحكمة والتقدير والتدبير هي اﻷقدر على الوفاء بالعهود دون أي سبب يقسرها على اﻹخﻻل.
ثامنا) يبشر الطرف اﻷول جل جﻻله الطرف الثاني بأن العقد رابح 100% وفق فوز عظيم.

سؤال: ترى هل الشهداء مشمولون بهذا العقد؟
الجواب: هم الفئة اﻷولى المشمولة بهذا العقد، وهم الذين ينطبق عليهم هذا العقد*أوﻻ.

سؤال: هل وردنا من الله شاهد على أن هذا العقد قد ورد منه تعالى؟
الجواب: قال الله تعالى في سورة التوبة:أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:"إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم".

أيها المتمعن في هذا العقد وبنوده، ألم تتفتت نفسك خجﻻ وإجﻻﻻ ووجﻻ أمام قيوم السموات والأرض يدعوك الى توقيع عقد رابح مضمون معه، نازﻻ إلى مستواك وأنت عبد له ... ويعاملك بمنتهى اللطف والمودة والمحبة والرحمة؟

يطلبك لأن يشتري منك أمورا زائلة رغم أنه هو الذي منحك إياها، وبمكنه انتزاعها منك في أي وقت؟

أي كرم هذا وأي عطاء هذا من لدن الصمد القيوم الذي هو قائم بذانه ﻻيحتاج إلى أحد وكل مادونه هو بحاجة مطلقة إليه.

أﻻ فلتصمت أيها الإنسان خجﻻ وأدبا في حضرة الرحمن الرحيم، *ولتتعلم كيف يكون الكرم وإن كنت ﻻتستطيع أنت وﻻ الناس أجمعين أن تتمثلوا جزء أو ذرة من هذا الكرم.

ولئن كان أحد قد وقع هذا العقد مع الله (اﻷوفى بالعهود) فإنه يكون قد فاز فوزا عظيما بشهادة الله وليس بشهادة أي من الناس، فبشراه وبشرى أهله.

هشام

لئن كان ولدك في كنف من هو ارحم به منك، فهل مازلت حزينة عليه؟
والله الذي ﻻ اله اﻻ هو لو علم احدنا قدر الله وسعة رحمته بعباده لمات من الفرح كونه عبد هذا الخالق العظيم قبل أن يأتي اﻷجل.
رويدك ايتها المؤمنة، وتذكري بأن التعامل هو مع الحي القيوم. وأن المؤمنينن ( على أخطائهم ولممهم) هم عند من وسعت رحمته كل شئ ... حتى صفاته العﻻ.
أوليس العرش معنونا بعبارة الرحمن: "رحمتي سبقت غضبي"؟
لو تعلمين المقر الذي اعده الله لكل ناطق بكلمة التوحيد لوجدت ان ابنك قد بلغ الغاية. ولتتذكري بأن العيش بعده ليس بطويل ... وانه وهو في كنف الله يتمنى من احبهم معه ﻻنه غادر الفانبة الى الباقية ويسعد بالفرب من اللطيف الودود.
لقد بدأت حياته بالفعل مسلما مؤمنا عند من ﻻيضيع اجر من احسن عمﻻ. أما نحن فيا حسرتا علينا .. فإنا ﻻندري اي الفتن تنتظرنا؟ فطوبى لمن مضى الى الله بقلب سليم.

ومانظر الله إلى الجنة إلا قال لها:
طيبي لأهلك فتزداد بأمره طيبا على
ماكانت، وما من يوم كان عيدا في الدنيا إلا يخرج أهل الجنة، على منابر النور والزبرجد والياقوت، وهم اﻷقرب منزلة إلى الله يومئذ، فيكونون إلى رياضها .. فيبرز لهم الرب تبارك وتعالى وينظرون إليه، فتسفي عليهم الريح بالطيب والمسك، فلا يسألون الله تبارك وتعالى شيئا إلا أعطاهم، فيرجعون إلى أهلهم وقد ازدادوا حسنا إلى حسنهم سبعين ضعفا.

وإن أدنى أهل الجنة منزلة رجل أو امرأة تنظر إلى حدمها ونعيمها وسررها مسيرة ألف سنة؟

وإن أهل الجنة حين يبلغ منهم النعيم كل مبلغ وظنوا أن لا نعيم أفضل مما هم فيه، تجلى لهم الرحمن جل شأنه فينظرون إلى وجهه الكريم فينسون كل نعيم عاينوه حين ينظرون إلى وجه الرحمن.

فأين نحن من ذلك ؟؟

ﻻجزع وﻻحزن ... بل فرح واستبشار، ودعوة صالحة تخرق حجب السماء لترقد متواصعة تحت العرش تستجدي الرحمة ممن ببذلها بفضله دون استجداء.
فاﻻبن في سعادة ( بإذن الله) عند من هو ارحم به منك ولئن ساورتك نفسك في البكاء الما للفراق، فلتعدي العدة للقاء بإيمان وصبر. وإذا شئت فاقرئي آية سورة الطور:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
"والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما التناهم من عملهم من شء كل امرئ بما كسب رهين".
ام مؤمنة وابن مؤمن سيلتحقان في مكان حف بالنعيم، وفي ثنابا زمن تساوي الدنيا صفرا إزاءه. اليس هذا هو وعد الله الذي ليس احد أوفى بالعهد منه؟

قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:
يؤتى بأكثر أهل الدنيا نعيما فيها فيغمس غمسة واحدة في جهنم، ثم يقال له: هل رأيت نعيما من قبل؟ فيقول: والله لم أر نعيما قط ولاأعرفه!
ويؤتى بأكثر أهل الدنيا عذابا ومكابدة وصبرا فيها فيغمس غمسة واحدة في الجنة، ثم يقال له: هل رأيت شقاء أو مكابدة من قبل؟ فيقول: والله لم أر شقاء ولاعذابا قط ولاأعرفه!
ألا فلنعد العدة للآخرة فلطالما ردد رسولنا وحبيبنا عليه الصلاة والسلام القول مرتجزا ومغنيا:
"اللهم لاعيش إلا عيش الآخرة"
وهل يمكن لعاقل ( أيها اﻹخوة) أن يصدق بأن هنالك وجها واحدا للشبه بينهما. ألا فلنشمر لها ..

أسأل الله أن ينزل عليك وعلى ولدك من فيض بركاته ومن عظيم رضاه مايفوق الدنيا وزينتها.
وأسأله تعالى أن يجعل لكم قدم صدق في منازل الصديقين والشهداء والصالحين.

إن جهلنا بالحي القيوم قد جعلنا أسراء هذه الدنيا، ولو علمنا مايجب أن نعلم عنه (جل شأنه) لهان في أنظارنا الدنيا وماحوت من المال والأهل والولد.

ولقد قال الصادق المصدوق عليه أفضل الصلاة والسلام:
"أطت السماء وحق لها أن تئط، مامن موضع أصبعين إلا وملك ساجد واضع جبهته لله تعالى. والله لو علمتم ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولما تلذذتم بالنساء على الفرش" (وأطت يعني ازدحمت).
فلئن كانت السماء تعح بالمﻻئكة المسبحبن الساجدبن الذين لم بعصوا الله فط، وهم وجلون مرتعشون من هيبة وجﻻل وجمال الرحمن، ترى أين نحن من ذلك؟
طوبى لمن ذهب الى الله بجائزة تفوق فضل المﻻئكة بمراحل ... ﻻشك بأن الشهداء والصالحون هم الزمرة المتقدمة بين هؤﻻء الفائزين.