بسم الله الرحمن الرحيم
الأجر فى القرآن
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
هذا مقال عنالأجر فى القرآن
لمن أجر الله؟
إن من أسلم وجهه لله وهو محسن له أجره أى ثوابه عند ربه وفسر هذا بأن
الذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر أى ثواب غير ممنون وفى هذا قال
تعالى بسورة البقرة"بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه
"وقال بسورة فصلت "إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون
"وهناك آيات أخرى تبين بألفاظ أخرى من مستحقى الأجر وهم الصابرين
والمهاجرين لله والعافين عن المسيئين والمحسنين والمؤمنين وغاضى الأصوات
عند النبى (ص) والمقرضين لله والخاشين لله والمقاتلين فى سبيل الله
والمتناجين بالخير والمطيعين والتالين كتاب الله والمنفقين أموالهم فى
سبيل الله والكل بمعنى واحد وهو المسلمين
الأجر على الله إن الأجر وهو الثواب على الله والمراد من عند الله وقد
اعترف الرسل بهذا فمثلا يقول نوح(ص)بسورة هود"إن أجرى إلا على الله
"ويقول هود"إن أجرى إلا على الذى فطرنى "ويقول نوح (ص)وهود
(ص)وصالح(ص)وشعيب(ص)ولوط(ص)نفس القول بسورة الشعراء "وما أسألكم عليه من
أجر إن أجرى إلا على رب العالمين "أى وما أطالبكم على تبليغ الوحى بمال
إن ثوابى من عند خالق الكل ومحمد (ص)قال بسورة سبأ "إن أجرى إلا على الله
"أى إن ثوابى من عند الله
الأجر مرتين :
لكل مسلم أجرين أى ثوابين ثواب الدنيا وثواب الأخرة وقد بين الله لنا أهل
الكتاب المؤمنين بالقرآن يؤتون أجرهم وهو ثوابهم مرتين بسبب صبرهم وهو
طاعتهم لحكم الله وفى هذا قال بسورة القصص "الذين أتيناهم الكتاب من قبله
هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا أمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من
قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا "وبين الله لزوجات النبى
(ص)أن من تقنت أى تطيع الله ونبيه(ص)وتعمل صالحا يؤتها الله أجرها وهو
ثوابها مرتين فى الدنيا والأخرة وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب "ومن
يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين "
ما أجر العاملين ؟
إن نعم أجر العاملين أى إن أحسن ثواب للعاملين هو جنات تجرى من تحتها
الأنهار يخلدون فيها إلى الأبد وهم الذين أمنوا وعملوا الصالحات وفى هذا
قال تعالى بسورة آل عمران "وجنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم
أجر العاملين "وقال بسورة العنكبوت "والذين أمنوا وعملوا الصالحات
لنبوئنهم من الجنة غرفا تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر
العاملين "
متى يوفى الله الأجور ؟
إن كل نفس والمراد إن كل مخلوق يذوق الموت وبعد ذلك يوفون أجورهم أى
يعطون جزائهم والمراد يدخلون مكان الحساب وهو إما الجنة وإما النار فى
يوم القيامة وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "كل نفس ذائقة الموت وغنما
توفون أجوركم يوم القيامة"
الله لا يضيع الأجر :
إن الله لا يضيع أجر أى ثواب المؤمنين وهم المحسنين وهم المصلحين وهم من
أحسنوا عملا وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران "وإن الله لا يضيع أجر
المؤمنين "وقال بسورة التوبة "إن الله لا يضيع أجر المحسنين"وقال بسورة
الأعراف "إنا لا نضيع أجر المصلحين "وقال بسورة الكهف "إنا لا نضيع أجر
من أحسن عملا "
وعد الله بالأجر :
وعد الله الذين أمنوا وعملوا الصالحات وهى المغفرة وهى الأجر العظيم أى
الثواب الكبير وفى هذا قال تعالى بسورة الفتح "وعد الله الذين أمنوا
وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما "
الأجر عند الله :
إن الله عنده أجر عظيم أى ثواب كبير هو الجنة وفى هذا قال تعالى بسورة
الأنفال "وأن الله عنده أجر عظيم "وقال بسورة التغابن "والله عنده اجر
عظيم "
أجر المرضعات :
إن المطلقات إذا فعلن للمطلقين التالى :أرضعوا المواليد فالواجب على
المطلقين هو أن يؤتوهن أجورهن أى يعطوهن ثوابهن أى المال مقابل الإرضاع
وفى هذا قال تعالى بسورة الطلاق "فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن "
أجور النساء :
لكى يتزوج المسلم النساء لابد أن يؤتيهن أجورهن وهى مهورهن المفروضة
بالمعروف وفى هذا قال تعالى بسورة النساء "فآتوهن أجورهن فريضة "و"وأتوهن
أجورهن بالمعروف " وقد أحل الله للنبى أزواجه اللاتى أتاهن أجورهن وهى
مهورهن وفى هذا قال بسورة الأحزاب "يا أيها النبى إنا أحللنا لك أزواجك
اللاتى أجورهن "
الاستئجار :
بين الله فى سورة القصص أن خير المستأجرين أى المطلوبين للعمل بالأجر وهو
المال هو القوى الأمين وفى هذا قال "إن خير من استأجرت القوى الأمين "وأن
طلاب المستأجرين فى اختيار الأجير كما شاورت البنتين الأب فقالت إحداهما
"يا أبت استأجره"أى استعمله بالرزق ولابد من تحديد أجر المستأجر وهو هنا
زواجه من إحدى البنتين وفى هذا قال "إنى أريد أن أنكحك إحدى ابنتى هاتين
على أن تأجرنى ثمانى حجج "أى على أن تعمل لى ثمانى سنوات ولابد من رد
دعوة الأجير لأخذ أجره كما بقوله "قالت إن أبى يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت
لنا "أى قالت إن والدى يريدك ليعطيك مال مقابل ما رويت لنا
أجر النبى (ص)لنا :
طلب الله من نبيه(ص)أن يقول ما سألتكم عليه من أجر أى ثواب فهو لكم أى
موزع على طوائفكم وفى هذا قال بسورة سبأ "قل ما سألتكم من أجر فهو لكم
"وأما أجره وهو ثوابه فى الأخرة فغير ممنون وهو الجنة وفى هذا قال بسورة
القلم "وإن لك لأجر غير ممنون "
أجر الدعوة :
طلب الله من نبيه (ص)أن يقول قل لا أسألكم عليه أجرا أى مقابلا إلا
المودة فى القربى وهو الدخول فى الجنة وفى هذا قال بسورة الشورى "قل لا
أسألكم عليه أجرا إلا المودة فى القربى "وقال بسورة الفرقان "قل ما
أسألكم عليه من أجر إلا من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلا "والمراد قل الذى
أطالبكم عليه ثواب لمن أراد أن يتخذ إلى ربه طريقا
أجر الأخرة أفضل :
بين الله أن لأجر وهو ثواب الأخرة خير للمؤمنين المتقين وفى هذا قال
بسورة يوسف "ولأجر الأخرة خير للذين أمنوا وكانوا يتقون "وفسر هذا بأن
أجر وهو ثواب القيامة أكبر فقال بسورة النحل "ولأجر الأخرة أكبر لو كانوا
يعلمون "
أجر المحسنات :
إن الله أعد للمحسنات وهن المؤمنات أجرا أى ثوابا عظيما هو الجنة فقال
بسورة الأحزاب "فإن الله أعد للمحسنات منكم أجرا عظيما "
الدعاة لا يطلبون أجرا :
قال مؤمن يس لقومه اتبعوا من لا يسألكم أجرا أى من لا يطالبكم بمال مقابل
البلاغ وهم مهتدون وفى هذا قال بسورة يس "اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم
مهتدون "
سبب الأجر :
سبب الأجر وهو الثواب هو العمل الحسن فالله يجزى المؤمنين أجرهم وهو
ثوابهم بسبب أحسن ما كانوا يعملون وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر
"ويجزيهم أجرهم بأحسن الذى كانوا يعملون "وقال بسورة النحل "ولنجزين
الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون "
توفية الأجر بغير حساب :
إن الصابرون وهم المسلمون يوفون أجرهم أى يدخلون جنتهم بغير حساب أى بدون
أى عقاب قبله وفى هذا قال بسورة الزمر "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير
حساب "
طلب الأجر على العمل :
لما وجد موسى (ص)والعبد الصالح(ص)الجدار الذى يريد التهدم عمل العبد
الصالح (ص)على إصلاحه فقال له موسى (ص)لو شئت اتخذت عليه أجرا أى لو أردت
طلبت مقابل إصلاحه مال وفى هذا قال بسورة الكهف "فوجدا يريد أن ينقض
فأقامه قال لو شئت لتخذت عليه أجرا "وقد طالب السحرة فرعون بالأجر وهو
المال إن غلبوا موسى (ص)وفى هذا قال تعالى بسورة الأعراف "وجاء السحرة
فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين "
البشرى بالأجر :
طلب الله من نبيه أن يبشر من اتبع الذكر بمغفرة أى أجر أى ثواب كريم فقال
بسورة يس"غنما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن فبشره بمغفرة وأجر كريم
"وطالبه أن يبشر المؤمنين أن لهم أجرا أى ثوابا كبيرا أى حسنا فقال بسورة
الإسراء "ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا "وقال
بسورة الكهف "ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا حسنا "