الصهاينة لا يعبدون الأحزاب
د. فايز أبو شمالة
لا قداسة للأحزاب في دولة الصهاينة، ولا قيمة لأي تنظيم سياسي مهما علت سمعته، ومهما كانت انجازاته التاريخية، الأهم لدى الصهاينة مصلحة الدولة التي يأكل الحزب من خبزها، ويعيش قادة التنظيم في كنفها، لذلك، لا عقد زواج أبدي بين الحزب وبين الجمهور، ولا ولاء مطلق للحزب الذي بعمل الشخص في إطاره، بحيث يمكن التخلص من الحزب إذا اختلفت رؤية الشخص السياسية عن رؤية الحزب أو التنظيم.
قبل اعتزاله الحياة السياسية انشق "إيهود براك" عن حزب العمل الإسرائيلي، وهو في قمة الهرم، وشكل حزباً جديداً تحت اسم "عتسمئوت"، لقد حاكي مؤسس دولة الصهاينة "ديفيد بن غريون" الذي انشق عن حزبه الذي قاد العمل السياسي للعصابات اليهودية في أحرج الأوقات، ليشكل حزباً جديداً تحت اسم "رافي"، وقد انشق "شارون" عن حزب الليكود وهو في قمة الهرم، ليشكل حزب "كاديما" وكذا تفعل "ليفني" هذه الأيام، وهي تتخلى عن حزب "كاديما" بعد فشلها في الانتخابات الداخلية، لتشك حزباً سياسياً جديداً، يضم زعيم حزب العمل السابق "عمير بيرس"
وطالما كان الولاء للدولة هو الأهم، فقد صار المنتمي لأي حزب صهيوني لا يرى في نفسه الممثل الشرعي والوحيد لمصالح اليهود، لقد استبدلوا التفرد بالمشاركة، حتى صار تبديل الأحزاب لدى الصهاينة أقرب إلى تبديل الملابس الضيقة، ولا غضاضة لديهم في ذلك، فقد لإدراكهم أن سنة الحياة هي التغيير، وأن التغيير حراك حزبي يناقض الجمود، وأن الجمود هو الانكفاء على الحزب التاريخي المعبود، وتقديس قادته.
في دولة الصهاينة يتنافسون على خدمة الوطن، ومثلما رفعوا الشخص إلى درجة رئيس وزراء، فإنهم يبعدونه عن الرئاسة بلا تردد، إذا كان بقاؤه على الكرسي يضر بمصلحة الوطن، والصهاينة يحترمون الرأي الآخر، ولا يحاربون المنافس السياسي، ولا يرون فيه عدواً.
أما في فلسطين فإنهم يتنافسون على خدمة الحزب، حتى صار الانتماء للحزب أو التنظيم أكثر أهمية من فلسطين، وصار التقرب إلى رئيس التنظيم أكثر أهمية من الوفاء للوطن، وصار الاعتراض على مواقف التنظيم السياسية خيانة، وصار الرأي الأخر تجديفاً، فالتنظيم لا يأتيه الباطل أبداً، والقيادة قديرة في كل زمان ومكان.
لدى الصهاينة تنخسف الأرض بالرئيس إذا تقاعس عن خدمة المواطن، وإذا فرط بحبة من ترابه، فالرئيس الصهيوني خادم ذليل لمصالح الوطن والمواطن.
أما في فلسطين؛ فإن الأرض تنخسف بالمواطن إذا تقاعس عن خدمة الرئيس، أو تجرأ على انتقاده، ولا يصير المواطن صالحاً إلا إذا مجد الرئيس، وهتف بحياته سراً وعلانية، لأن التربية الحزبية في فلسطين قد اختزلت الوطن في شخص الرئيس.

الصهاينة لا يعبدون الأحزاب
د. فايز أبو شمالة
لا قداسة للأحزاب في دولة الصهاينة، ولا قيمة لأي تنظيم سياسي مهما علت سمعته، ومهما كانت انجازاته التاريخية، الأهم لدى الصهاينة مصلحة الدولة التي يأكل الحزب من خبزها، ويعيش قادة التنظيم في كنفها، لذلك، لا عقد زواج أبدي بين الحزب وبين الجمهور، ولا ولاء مطلق للحزب الذي بعمل الشخص في إطاره، بحيث يمكن التخلص من الحزب إذا اختلفت رؤية الشخص السياسية عن رؤية الحزب أو التنظيم.
قبل اعتزاله الحياة السياسية انشق "إيهود براك" عن حزب العمل الإسرائيلي، وهو في قمة الهرم، وشكل حزباً جديداً تحت اسم "عتسمئوت"، لقد حاكي مؤسس دولة الصهاينة "ديفيد بن غريون" الذي انشق عن حزبه الذي قاد العمل السياسي للعصابات اليهودية في أحرج الأوقات، ليشكل حزباً جديداً تحت اسم "رافي"، وقد انشق "شارون" عن حزب الليكود وهو في قمة الهرم، ليشكل حزب "كاديما" وكذا تفعل "ليفني" هذه الأيام، وهي تتخلى عن حزب "كاديما" بعد فشلها في الانتخابات الداخلية، لتشك حزباً سياسياً جديداً، يضم زعيم حزب العمل السابق "عمير بيرس"
وطالما كان الولاء للدولة هو الأهم، فقد صار المنتمي لأي حزب صهيوني لا يرى في نفسه الممثل الشرعي والوحيد لمصالح اليهود، لقد استبدلوا التفرد بالمشاركة، حتى صار تبديل الأحزاب لدى الصهاينة أقرب إلى تبديل الملابس الضيقة، ولا غضاضة لديهم في ذلك، فقد لإدراكهم أن سنة الحياة هي التغيير، وأن التغيير حراك حزبي يناقض الجمود، وأن الجمود هو الانكفاء على الحزب التاريخي المعبود، وتقديس قادته.
في دولة الصهاينة يتنافسون على خدمة الوطن، ومثلما رفعوا الشخص إلى درجة رئيس وزراء، فإنهم يبعدونه عن الرئاسة بلا تردد، إذا كان بقاؤه على الكرسي يضر بمصلحة الوطن، والصهاينة يحترمون الرأي الآخر، ولا يحاربون المنافس السياسي، ولا يرون فيه عدواً.
أما في فلسطين فإنهم يتنافسون على خدمة الحزب، حتى صار الانتماء للحزب أو التنظيم أكثر أهمية من فلسطين، وصار التقرب إلى رئيس التنظيم أكثر أهمية من الوفاء للوطن، وصار الاعتراض على مواقف التنظيم السياسية خيانة، وصار الرأي الأخر تجديفاً، فالتنظيم لا يأتيه الباطل أبداً، والقيادة قديرة في كل زمان ومكان.
لدى الصهاينة تنخسف الأرض بالرئيس إذا تقاعس عن خدمة المواطن، وإذا فرط بحبة من ترابه، فالرئيس الصهيوني خادم ذليل لمصالح الوطن والمواطن.
أما في فلسطين؛ فإن الأرض تنخسف بالمواطن إذا تقاعس عن خدمة الرئيس، أو تجرأ على انتقاده، ولا يصير المواطن صالحاً إلا إذا مجد الرئيس، وهتف بحياته سراً وعلانية، لأن التربية الحزبية في فلسطين قد اختزلت الوطن في شخص الرئيس.