حين تخاف (إسرائيل) المواجهة



الكاتب علاء الريماوي

ينشغل الإعلام العالمي اليوم والعربي في متابعة مؤشرات التأييد من المجتمع الإسرائيلي للعملية العسكرية على قطاع غزة والتي بدأت كثير المعطيات تقلق المستوى السياسي والأمني على حد سواء .

في متابعة الإعلام الصهيوني نشرت " صحيفة هآرتس " استطلاعا جاء فيه أن الجمهور الإسرائيلي بات أكثر تأييدا لنتنياهو ، وأن الرضا عن الحرب تجاوز حاجز ال 50 % .

هذا التأييد كان مشروطا في شق الاستطلاع الآخر والذي أعطى نتنياهو 30 % فقط لتأييد في المواجهة البرية ، مضافا إليه تردد غالبية الوزراء المركزيين في حكومة نتنياهو من الدخول في حرب برية غير معروفة النتائج .

حديث التأييد بهذه النسب لا بد من الوقوف عليه جيدا خاصة وان معطيات التأييد كانت لحكومة أولمرت تصل الى 85 % في حربه ضد غزة في العام 2008 ، 2009، وكذلك الحال كان مع حرب لبنان الثانية والتي تحولت بعد مسار العمليات وتوسيعها إلى هزة أصابت المؤسسة الأمنية والعسكرية وضعتهما تحت رحمة النقد والمراجعات والتحقيقات الجوهرية .

هذه النسبة المرتفعة لم تتحقق اليوم لنتنياهو ، الذي أبقى نسب التأييد مرتفعة له بين الجناح الأكثر تطرفا والذي بات واضحا في المجتمع الإسرائيلي الذي تطربه موجة القتل للفلسطيني أيا كان طفلا أو عجوزا أو قصف مسجد ،أو مدرسة .

لكن هذه الكتلة من التأييد كما أسلفنا تهتز حين الحديث عن الحرب البرية وتهبط إلى دون 30 % مما اعتبرته أوساط سياسية في الكيان رفض غير مباشر وتوجس بات يرى في الإعلام الإسرائيلي على شكل عناويين إعلامية صارخة يمكن تلخيصها من خلال ما تحدثت به "صحيفة معاريف" التي قالت " كلفة الحرب البرية ستكون عالية وغير مسبوقة " ... صحيفة هآرتس " حماس تمتلك من وسائل القتال ما يمكنها من مواجهة غير التي شوهدت في عملية رصاص مصبوب " ذات الصحيفة تحدثت " أن الحرب البرية وحل لا يمكن التعاطي معه بسطحية " صحيفة يدعوت أحرنوت " ركزت على حديث أبو عبيدة قائلة : " لقد طورت حماس قدراتها بشكل لافت فهي تستطيع مواصلة النار ، وحفظ الجبهة الداخلية في غزة ، مع جاهزية مختلفة عما شوهد في المواجهات السابقة " .

أما القناة الثانية فتحدثت بشكل واضح عن أن( إسرائيل) قد لا تحتمل ما سيكون من رد فعل عربي ودولي على هجمة برية إسرائيلية سيكون لها آثار وخيمة على المنطقة .

هذا الحديث دفع ضابط احتياط كبير للحديث من خلال مقالة كتبها لصحيفة معاريف قال فيها " إن ما يتحدث به الإعلام الإسرائيلي من عدم إسناد للحرب البرية سيضعف جبهة الداخل التي وجب عليها تحمل أيام صعبة قادمة إذا اتخذ القرار بمواجهة برية .

هذا الحديث بات يشاهد على شكل تسريبات عسكرية تفيد : أن الأهداف الرئيسية قد تحققت وأن إحتلال غزة غير وارد ، وأن التهدئة ممكنة إذا رضخت حماس لشروط (إسرائيل) .

وبغية ذلك تعيش القاهرة موجة من اللقاءات مع وفد إسرائيلي وازن ، بالإضافة إلى وجود قيادة حماس التي عززت وفدها إلى القاهرة بوجود شخصيات محسوبة على الجهاز العسكري في إشارة ذكية من أن حديث الحسم للبندقية على الأرض .

هذا الجلد من المقاومة ، مع ما أبدته من مفاجآت للعدو على الأرض من خلال قصفها المركز وبوتيرة مرتفعة ومتسعة جعل الجيش الإسرائيلي ولأول مرة في تاريخيه يعترف بقيام القسام وقوى المقاومة باستهداف طائراته عشر مرات ، وكذلك بارجاته البحرية .

هذا الحديث أربك المجلس الأمني المصغر الذي إتخذ قرارا واضحا برفع وتيرة القتل ، تدمير البنى التحتية في غزة ، والمس بشكل مباشر في كل مباني الحكومية في غزة ، مما جعل الاستنتاج واضحا من أن الكيان أفلس بنك أهدافه ، وفشل من المس ببنية المقاومة.

هذا الحديث الطويل يمكن لنا تلخيصه من خلال خلاصة مهمة " الحرب البرية تخشاها إسرائيل ، وتحسب جيدا عدد قتلاها وتركز أكثر على صورة جيشها غير المتحمس للمواجهة البرية و التي حذر منها قادته الذين تحدث بعضهم بشكل واضح قبل الحرب عن عدم توفر الأجواء المناسبة لحرب طويلة مع حماس ستكون كلفتها عالية في كل اتجاه .

لذلك ستواصل ( إسرائيل) تصعيد موجة القتل لدفع عجلة التهدئة ، وإن شعرت أن المقاومة مستمرة في المواجهة ستتحول وجهة النار لتصفيات في القيادة السياسية مع تحرك بري عند نطاق التماس ولن تزيد على ذلك إلا من خلال رفع فاتورة الدم وبشكل غير مسبوق .