مئة رجل هزوا عرش إسرائيل!
د. فايز أبو شمالة
مئة رجل هزوا عرش إسرائيل، مئة رجل فلسطيني يفرضون الرعب على ملايين اليهود، إنهم يتحركون بخفة ورشاقة داخل قطاع غزة، لا تشعر بهم، ولا تعرفهم، ولا تنته لغايتهم، مئة رجل فقط، يصوّبون فوهات قذائفهم إلى جهات معلومة لهم سلفاً، يطلقون باسم الله على تجمعات اليهود، وينسلون من المكان كنسمة صيف، تمسح الوجع عن جبين الأمة.
مئة رجل عربي هم الذين يقاتلون إسرائيل حتى اليوم الخامس للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، مئة رجل ينثرون الرعب في شوارع تل أبيب، وفي ريشون ليتسيون، وبير توفيا، مئة رجل فلسطيني في المعركة مع العدو الغاصب، أما باقي سكان قطاع غزة فهم عناصر إسناد، وتمويه، وتغطية، يستمدون الدعم والتأييد من ملايين العرب والمسلمين الذين آمنوا بأن الله أكبر من إسرائيل وأمريكا، وباتوا يفتخرون بأنفسهم، ويستردون شخصيتهم التي غيبتها الأعداد المجهولة من الجيوش العربية، التي أشرفت على تسليحها وتدريبها المخابرات الأمريكية.
مئة رجل يا غزة، مئة رجل حتى هذه اللحظة هم الذين يقاتلون إسرائيل، ويتصدون لعدوانها، ويوقعون فيها الإصابات بقذائفهم، أما باقي رجال المقاومة الفلسطينية في غزة فإنهم ينتظرون، إنهم يقبضون على متفجراتهم بتحفزٍ، تخبئهم الأرض في حضنها، يحمحمون للطراد كالخيل، ولكنهم ينتظرون، ويتربصون تقدم الآليات الصهيونية، وتلك اللحظة الفارقة، حين تصير الدبابة الصهيونية في متناول أيديهم، أو حين يلامس بطن الدبابة اليهودية حرارة عبواتهم الناسفة؛ التي أعدوها مسبقاً، وأبدعوا في إخفائها، وتفننوا في التمويه على شدة بطشها.
مئة رجل استشهادي هزوا عرش الصهاينة الأمني، هذا ما توصلت إليه بعد أن راقبت شوارع غزة، وبعد أن تجولت في المنطقة الممتدة من خان يونس حتى مدينة رفح جنوباً، ومن خان يونس حتى مدينة غزة شمالاً، لقد دققت في الأماكن، وتفرست في الوجوه، فلا مظاهر عسكرية، ولا معدات على الطرق، ولا مواقع، ولا مقاومين، حتى أنك لا تبصر في كل أنحاء قطاع غزة بندقية واحدة، أو مسدساًنحبندقيةة نبنبنبنبنبنبنبنو على خاصرة مقاوم، ولا تتوقف أمام أي حاجز عسكري، بل أنك لا تبصر ما يشير إلى وجود استعدادات للمعركة، أو تحضيرات للمواجهة العسكرية مع أكبر وأقوى جيش عرفه الشرق الأوسط !.
كل شيء على حاله فوق السطح، ولا يعلم ما تخفيه الأرض من إسرار إلا الله سبحانه وتعالي، وبعض قادة المقاومة؛ الذين يعدون المفاجآت المرعبة للجيش الصهيوني الذي أرعب الشرق على مدى ستين عاماً من انتصاراته الوهمية الزائفة.