مترادفات أو مختلفات

--------------------------------------------------------------------------------

هناك فرق بين (القراءة والتلاوة) اللتين تبدوان مترادفتين، فالتلاوة لا تكون إلا لكلمتين فصاعداً، والقراءة تكون لكلمة واحدة. يقال : قرأ فلان اسمه ولا يقال تلا اسمه، وذلك أن أصل التلاوة اتباع الشيء. يقال: تلاه، إذا تبعه، فتكون التلاوة في الكلمات يتبع بعضها، ولا تكون في الكلمة الواحدة، إذ لا يصح فيه التلوّ.

والخوف والخشية لا يكاد الناس يفرقون بينهما، ولكن الخشية أعلى من الخوف، وهي أشدّ منه، فهي من قولهم: شجرة خشيَّة، إذا كانت يابسة، وذلك انقضاء وفوات للأمر كلية، والخوف من قولهم: ناقة خوفاء، إذا كان بها داء، وذلك نقص وقصور وليس بانقضاء ولا فوت. ومن هنا خصت الخشية بالله في قوله تعالى سبحانه: ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب (الرعد: 21).

ومن ذلك (جاء وأتى) وما بينهما من فرق دقيق. فيقال (جاء) في الجواهر والأعيان و(أتى) في المعاني والأزمان. وفي مقابلتهما (ذهب) و(مضى)، يقال (ذهب) في الأعيان و(مضى) في الأزمان. ولهذا يقال حكم فلان ماضٍ ولا يقال ذاهب، لأن الحكم ليس من الأعيان.

وقال الله تعالى: ذهب الله بنورهم (البقرة: 17) ولم يقل: مضى، لأنه يضرب له المثل بالمعاني المفتقرة إلى الحال، ويضرب له المثل بالأعيان القائمة بأنفسها، فذكر الله (جاء) في موضع الأعيان (وأتى) في موضع المعاني والأزمان.

ومن ذلك (الخجل والحياء) فالخجل معنى يظهر في الوجه لحرج يظهر عند ذهاب حجة أو ظهور على ريبة وما أشبه ذلك، فهو شيء تتغير به الهيئة. والحياء هو الارتداع بقوة الحياء، ولهذا يقال فلان يستحي في هذه الحال أن يفعل كذا، ولا يقال يخجل أن يفعله في هذه الحال لأن هيئته لا تتغير منه قبل أن يفعله. فالخجل مما كان والحياء مما يكون. وقد يستعمل الحياء موضع الخجل توسعاً. وأصل الخجل في اللُغة الكسل والتواني وقلة الحركة في طلب الرزق ثم كثر استعمال العرب له حتى أخرجوه على معنى الانقطاع في الكلام.

ومن ذلك (الظل والفيء) فالظّل يكون ليلاً ونهاراً، ولا يكون (الفيء) إلا بالنهار، وهو ما فاء من جانب إلى جانب أي رجع، والفيء: الرجوع. ويقال: الفيء التبع، لأنه يتبع الشمس وإذا ارتفعت الشمس إلى موضع المقال من ساق الشجرة قيل: قد عقل الظّل.

أبووائل

بسم الله الرحمن الرحيم

موضوع آخر مهم في لغة الضاد ..

أشكرك ..

اشكرك على هذا التعريف