لقمان ديركي : مسلسل سوري
المصدر لقمان ديركي -جرية بلدنا
12 / 03 / 2007
يحاول شاب لطيف أن يساعد امرأة لا على التعيين في أمر لا على التعيين، المرأة تحمل أكياس الخضار بيد وبيد أخرى تسحب رتلاً من الأطفال الأبرياء الذين هم أبناؤها، وبالطبع هناك عدة شبان واقفون بلا عمل، وهم جزء أساسي من أي مشهد يمكنك أن تراه في شارع سوري، تسقط أكياس الخضار بدون سبب فتبدأ المرأة بجمعها وهي تعاني، ويبدو أنها بحاجة إلى مساعدة لأن الأطفال الأبرياء بدؤوا بالبكاء على أطلال الخضار بدون سبب أيضاً، الشبان لا يتدخلون ويكتفون بالفرجة وهم يضحكون من الأطفال وأمهم ، يتقدم شاب ذو نخوة من الطرف الآخر، ويبدو أنه كان يتفرج على مسلسل عاطفي سوري قبل قليل، ويبدأ بمساعدة المرأة دون أمل بأن تلمس يده يدها كما يحدث في الأفلام، ولكن المرأة وعوضاً أن تشكره تصرخ في وجهه بخليط من الرعب وطلب النجدة فيتقدم الشبان الواقفون وقد وصلت دماء الشرف إلى رؤوسهم ويهجمون على الشاب على أنغام كلمات هي بمثابة موسيقى تصويرية للمشهد “ يا حيوان .. بنات الناس مو لعبة بين إيديك .. شو مفكر الشارع فاضي ولاه... إلخ “....

وبالطبع يشبعون الشاب الشهم ضرباً من مختلف الأنواع المتعارف عليها “ رفس .. كفوف .. بوكسات ..” بينما تكمل المرأة عملية جمع الخضار ووضعها في الأكياس وكأن الأمر لا يعنيها ثم تسحب رتل الأطفال الباكي خلفها بعد أن هدّأت المعركة من أعصابهم وتمضي .. وتستمر المعركة .

لكن لماذا المرأة عندنا “نقوزية”، لماذا تتعامل بريبة أو شك مع أي شاب ؟!

يحب الرجل أن يدخل إلى مقهى تتواجد فيه الصبايا، بل ويسعده ذلك، ولكن إذا حدث وأن منع أحد ما الفتاة من الخروج فإن الشاب لا يعير هذا الأمر اهتماماً، وإذا دخل إلى المقهى ولم يجد فتيات فيه فإنه لا يتساءل عن السبب بل يغير المقهى بكل بساطة، فالشباب لا يدافعون عن وجود المرأة في حياتهم العامة، وإنما يريدون أن يجدوها جاهزة وكأنها قادمة من القمر، ولأنهم يمنعون أخواتهم من الخروج فلا شك بأنهم يعتبرون الفتاة التي تخرج داشرة أو فلتانة، وهكذا فإن العلاقة بين الشاب والفتاة في الحياة العامة قائمة على رأيين متشابهين ببعضهما البعض، فالشاب يعتبر الفتاة مجرد فلتانة حتى تثبت العكس .. وهذا العكس يحتاج إلى سنوات من قلب الخلقة في وجوه الشباب وبهدلة أي شخص يحاول أن يحييها والدخول إلى المكان وكأنها “كلينت إيستوود” وهي ترمق الطاولات الأخرى بغضب، وبالمقابل فهي تجد أن أي شاب هو صايع ضايع ولا شغلة ولا عملة حتى يثبت العكس، وهذا العكس أيضاً يحتاج إلى سنوات من الجلوس بأدب واحترام ولا مانع من أن يتكتف في المقهى .. ويحضر معه نفس الكتاب ليقرأه طيلة هذه السنوات..

الدخول إلى المقاهي في كل العالم هو للترفيه عن النفس ولقاء الأصدقاء إلا عندنا فهو لإثبات البراءة وعلى طول الأيام يا قلبي

شيئ مؤسف واظنه ظاهرة عامة وليست مستوطنة عندنا حكما
شكرا حكيم