غزة: من يقتل مصرياً ليس عربياً
د. فايز أبو شمالة
العملالمجرم الذي نفذته عصابة من القتلة بحق الجنود المصريين في شهر رمضان لا يمت للفلسطينيين بصلة، ولا علاقة له بالأمة العربية والإسلامية، إنه عمل مأجور، نفذته أيدي مضللة، مرتبطةبالمخابرات الإسرائيلية، التي أثلج صدرها استشهاد الجنود المصريين، ليخرج منهالأعداء سالمين غانمين.
ما يؤكدرأيي السابق هو ثناء رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتانياهو" على أجهزةالمخابرات الإسرائيلية "الشاباك"! فكيف يمتدح "نتانياهو"المخابرات الإسرائيلية دون أن تكون لها اليد العليا في تنظيم العمل المجرم،والإشراف على تنفيذه، وما يؤكد رأيي السابق هو اشتراك الطيران الحربي الإسرائيليمباشرة، ولا يتسنى للطيران المشاركة بهذه السرعة لولا الترتيب المسبق مع المخابراتالإسرائيلية، التي تعرف أدق تفاصيل العمل الجبان، والذي يؤكد رأيي أيضاً، تحذيرالحكومة الإسرائيلية المسبق لرعاياها في سيناء بالمغادرة فوراً، وهذا التحذير لايصدر إلا عن جهة تعرف تفاصيل ما يرتب في ليل ضد المصريين.
إنهاأفلام هوليود الأمنية، التي تخرجها المخابرات الإسرائيلية، حين توعز للجيشالإسرائيلي بان يقتل بدم بارد، وعلى ضوء معلومات مرتبة ومهندسة مع جهات مشبوهة،وقد حدث هذا في مرات كثيرة مع الفلسطينيين، لقد حدث قبل خمسة عشر عاماً؛ وأثناءزيارتي الشخصية لإحدى المقرات الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة، قيل لي: إنالمخابرات الإسرائيلية أبلغت الأجهزة الأمنية الفلسطينية عن عمل تفجيري سيتم فيذلك اليوم تمام الثانية ظهراً على شارع صلاح الدين، قريباً من مستوطنة"قطيف". وفي الوقت المحدد، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أحبط محاولة تخريبعلى الشارع المذكور، وأطلق النار على شاب فلسطيني يركب دراجة نارية، وقتله فعلاً، وتبينأن في حوزته عبوة ناسفة، كان يعدها للتفجير!
لقدحقق العمل الإرهابي ضد المصريين عدة أهداف إسرائيلية، منها:
1ـ بعد ارتعبتإسرائيل من العلاقة الحميمة بين سكان قطاع غزة كافة، بما فيهم حركات المقاومة،وبين إخوانهم المصريين شعباً ورئيساً وحكومة، سعت إسرائيل لتفجير حالة الاطمئنانوالسكنية، من خلال التحريض على سكان قطاع غزة.
2ـ تهدفإسرائيل إلى التشكيك في قدرة الأمن المصري على بسط سيطرته على سيناء، وهي بذلكتحرض بشكل غير مباشر على طرق تزويد قطاع غزة بسلاح المقاومة.
3ـ لما تزلاليد الإسرائيلية تعبث بأمن مصر، وتهدف إلى إشغال المصريين بحالهم، وإرباك خطواتهمالواثقة من المستقبل، والإيهام بأن غزة هي العدو المشترك لمصر وإسرائيل.
لقدأشار سكان قطاع غزة بأصبع الاتهام إلى للمخابرات الإسرائيلية، ويقولون: من يقتلمصرياً ليس عربياً، وليس مسلماً، ولا مسيحياً، من يقتل جندياً مصرياً فقد قتل الناسجميعاً، وسحقاً لفلسطين، لو جاء تحريرها من خلال الغدر بالجندي المصري البريء، وبالأمنالمصري الذي يحرص عليه الفلسطينيون أكثر من حرصهم على قضيتهم السياسية.