أيها الحاكم العربي، قف، وفكر!
د. فايز أبو شمالة
قبلعام كان بشار بن حافظ يسوس كل المدن السورية، وكان يدوس في أحشائها، ليخضعهاذليلة، وقبل عام كان بشار بن حافظ يقتل دون رادع، ويسجن بلا سبب، ويذبح، ويطرد،ويمنح، ويمنع، وكان الشعب يقدم روحه ودمه رخيصة على مذبح الحرية، وقبل عام كانبشار بن حافظ يمتلك السلاح وحده، ويفتك بالناس وحده، وكان الشعب لا يمتلك إلاإرادته، وصوته المدوي في الميادين، وقبل عام كان بشار بن حافظ يمتلك جيشاًمتماسكاً، واقتصاداً قائماً، وولاءً يكاد يكون مطلقاً، لذلك كان يستخف بما يحدث فيسوريا، ويهزأ من الشعب، وهو يصف حراكه بلعب عيال، لقد سخر بشار بن حافظ، وتحايل، وتمايلأمام وسائل الإعلام، وظن نفسه ممسكاً بتلابيب البلاد إلى الأبد، وأغمض عينه واثقاً.
اليومتغيرت الأحوال، وصارت أكثر المدن السورية في قبضة الثوار، وثار كل الناس ضد بشاربن حافظ، اليوم خرجت نصف البلاد عن طاعة بشار بن حافظ، وتسعى لتخليص ما ظل فيقبضته، اليوم يمتلك الشعب السوري سلاحاً يواجهون فيه سلاح بشار، وصار الثواريقتلون من رجال بشار مثلما يقتل منهم، ويلقون القبض على رجال بشار بن حافظ مثلماكان يقبض عليهم، اليوم ارتفعت معنوية الجماهير، وتحقق لها النصر، وانهارت دفاعاتبشار، وتأكد لقادته حتمية الموت، وانفرط عقد جيشه، وتهاوى اقتصاده، وازداد بشارضعفاً على ضعف، وباتت الطريق لنهايته واضحة المعالم، ولم يبق من زمن الثورة إلاأقل من الذي مضى، ولم يبق على الثوار أن يدفعوا من الدم إلا أقل مما انسكب، ولميبق على الشعب إلا أن يصطبر قليلاً، فالنتيجة تقترب، وخلاص سوريا بات محققاً.
النهايةالتي تقترب من بشار بن حافظ هي نفس النهاية التي اقتربت من زميله معمر بن القذافي،والنهاية التي اقتربت من معمر بن القذافي هي نفس النهاية التي اقتربت من زميلهحسني بن مبارك، وهي نفس النهاية المحتومة لباقي حكام العرب!.
فمتىيفقهون بأن بشار ليس استثناءً؟ متى يدركون بأننا لهم كارهون، وأننا عليهم لثائرون،وإنهم في يوم قريب لمنبوذون، وأن النار ستحاصرهم في قصورهم، وتلتف حول أعناقهم،ولن تتركهم إلا رماداً تذروه رياح الثورة؟ فأفيقوا أيها الحكام الغافلون، واهربوابما جمعتم من مال وموالين، فلن تجديكم نفعاً هذه الجيوش، ولن تحميكم الحصون، فجميعكمبشار بن حافظ، وغالبيتكم معمر بن القذافي، ومعظمكم مسحولٌ ومطحون.