اسقط الإعلاميون مرسي،فانتشلهم الأقصى
د. فايز أبو شمالة
لم تكنالإساءة للرئيس المصري محمد مرسي من أهداف شريط الفيديو الذي نشرته بعض المواقعالفلسطينية والعربية، كان الهدف ترسيخ فكرة حق اليهود في بناء هيكلهم في نفوسوعقول العرب والمسلمين، فجاء سقوط الصحيفة التي احتوت على صورة الرئيس المصري نقطةالإثارة التي أضاءت المشهد المفضي إلى حتمية بناء الهيكل المزعوم.
لقدتعمد الإعلام الصهيوني إطالة حالة الانتباه للشريط عندما تبرأ من الإساءة للرئيسالمصري، حتى صار الشريط مثار اهتمام ومتابعة وجدل ونقاش بين الشباب العربيوالفلسطيني، الذي التفت إلى حجم الإساءة للرئيس المصري، واهتم برد الاعتبار للشخص دونالغضب على المسجد الأقصى الذي زال، وانتصب مكانة مجسماً للهيكل المزعوم.
وللأسفالشديد، لقد سقطت المواقع الإعلامية العربية والفلسطينية في المصيدة الإسرائيلية،وأسهمت دون وعي في نشر الفكرة التي سعى المتطرفون اليهود إلى غرسها في العقلالعربي، وظل الإعلام الإسرائيلي هو المسيطر على الوعي حتى تنبه المخرج الفلسطيني "صابرعليان" إلى الخطر العقائدي الكامن في شريط الفيديو، فاعتمد نفس الفكرة فيالرد، وأشرك الأطفال المسلمين في بناء مجسم للمسجد الأقصى على شاطئ البحر، واعتمدالجملة الموجودة على شريط الفيديو اليهودي، ورد عليهم بالإنجليزية "أطفالناجاهزون أيضاً"، وأطلق العنان للخيال مع راية لا إله إلا الله ترفرف فوق قبةالمسجد الأقصى.
لقدأشفى المخرج صابر عليان غليل قوم مؤمنين، ورطب جوف الواثقين، وأشبع عقول المدركينللخطر العقائدي اليهودي، ورد الاعتبار لإعلامنا الساذج الذي روّج لشريط الفيديواليهودي دون وعي، بل تركنا صابر عليان لا نهاب من رؤية شريط الفيديو اليهوØA
--