دموع زياد البندك على مقابراليهود
د. فايز أبو شمالة
عندمايقوم وزير اسمه زياد البندك بزيارة معسكر "أوشفتز" في بولندا، المكانالذي يدّعي اليهود أنهم تعرضوا فيه للإبادة الجماعية على يد النازيين، فمعنى ذلكأن السيد محمود عباس هو الذي زار "أوشفتز"، لأن البندك يعمل مستشاراًلعباس للشئون المسيحية.
وحقلليهود أن يهللوا للزائر الوزير الفلسطيني زياد البندك الذي زار غرف السجون التيقضى فيها السجناء اليهود عدة شهور، وحق لليهود أن يفخروا بالوزير الفلسطيني زيادالبندك الذي ارتجف أمام الغرف المظلمة التي تعذب فيها اليهود، وحق لليهود أنينشروا عبر وسائل أعلامهم صور الوزير الفلسطيني زياد البندك، وقد اهتزت مشاعره،وراح يبكي عندما رأي محرقة الجثث التي أقامها النازيون لليهود المساكين، وحقلليهود أن يبرزوا صور الوزير الفلسطيني مرتجفاً مشفقاً، ويمسح دمعته التي سالت علىوجع اليهود، في الوقت الذي يبدي اندهاشه وإعجابه بقدرتهم على التمسك بالحق والعدل،ومحاربة الظلم، والإسهام الجدي في الحضارة البشرية؛ رغم ما تعرضوا له من تآمروإبادة جماعية وذبح ومجازر.
لقدبكي الوزير الفلسطيني زياد البندك، وسال دمعه على الدم اليهودي البريء الذي نزف في"أوشفتز" في الوقت الذي لم يكلف نفسه بزيارة السجون الإسرائيلية التيلما تزل تضم ألاف الأسرى الفلسطينيين، بعضهم قضى أكثر من ثلاثين عاماً، ولم يكلفالوزير زياد البندك نفسه أن يسمع عن التعذيب الوحشي الذي تعرض له عشرات ألاف الجرحىالفلسطينيين على يد الجلاد الإسرائيلي، ولم يكلف الوزير البندك نفسه زيارة بيتأسير فلسطيني واحد محرر من سجون إسرائيل، ولم يزر معسكر لاجئين فلسطيني واحد فيالضفة الغربية، طرد اليهود سكانه من بيوتهم، بعد أن دمروا قراهم، واغتصبوا أرضهم، ولميكلف الوزير البندك نفسه أن يسأل عن مقابر الفلسطينيين التي تضم رفات ألاف الشهداءالذين أطلق عليه اليهود النار ببرود أعصاب، وأهالوا على سيرتهم التراب!.
علىالشعب الفلسطيني أن يحاكم زياد البندك، مستشار السيد عباس بتهمة الخيانة العظمى، ويحاسبهعلى إقراره الرسمي بالأكذوبة اليهودية التي فندها المفكرون والكتاب الغربيون، وعلىرأسهم الفيلسوف الفرنسي "روجيه جارودي".
علىالشعب الفلسطيني أن يحاسب زياد البندك بتهمة الخيانة على اعترافه بحق اليهود في السيطرةعلى أرض فلسطين كاملة، تعويضاً مادياً لليهود عما تحملوه من إبادة جماعية على يدالنازيين في معسكر "اوشفتز" و "داخاو"!
علىالشعب الفلسطيني إحباط تسلل زياد البندك إلى صلب القرار السياسي الفلسطيني من خلالالتقرب لليهود، وذرف الدموع على مقاربهم.