اتركوا غزة، وفكروا بالضفةالغربية
د. فايز أبو شمالة
اتركواغزة تطحن الزلط، اتركوها تلوك تحت أسنانها لحم محاصرها، اتركوها يا قيادة تاريخيةتتحمل مسئوليتها، اتركوا 2 مليون فلسطيني يحددون معالم المستقبل، ويرسمون أحلامالوطن فلسطين على نسائم الصباح، اتركوا غزة تشق طريقها، وتعلن براءتها من الهزائم،اتركوها تعلن تحررها، وتنطلق في اتجاه تحرير كل فلسطين.
اتركواغزة يا قيادة تاريخية، وفكروا بأرض الضفة الغربية التي حكمتموها بحديد الجنرالدايتون، ونار المخابرات الإسرائيلية، اتركوا غزة، وأهيلوا السكن على رأس كلفلسطيني يحرس الطرق الالتفافية للغاصبين، ويعتقل المقاومين، ويبني بيده الفلسطينيةالبشعة بيوت المستوطنين، وارجموا بالحجارة كل من أسهم في التوقيع على اتفاقيةأوسلو، الاتفاقية التي تركت مناطق (ج) في الضفة الغربية تحت السيادة الإسرائيليةالكاملة، واعتبرتها مناطق متنازع عليها، فهل تعرفون مساحة المنقطة (ج) يا شيوخ أوسلو؟
إنمساحة المنطقة (ج) التي تركتموها تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة حتى يومنا هذا،المساحة تبلغ 62% من مساحة الضفة الغربية!.
بعدهذا العار، ما شأنكم وغزة التي تحررت بقوة السلاح؟ لماذا تحاصرونها بشياطين الكلام،وأنت تبصرون بأم أعينكم قطعان المستوطنين يتوغلون في أراضي الضفة الغربية،يغتصبونها أمام أعينكم، وترون الجيش الإسرائيلي وهو يقتل الفلسطينيين بأم أعينكم،وترونه يأسر الفلسطينيين، ويجرح الأطفال، ويهدم البيوت بأم أعينكم، ولا تحركونساكناً؟
اتركواغزة، وراجعوا سياستكم التي سحقت المنطقة (ج) من الضفة الغربية، المنطقة التي انخفضفيها عدد الفلسطينيين حتى صاروا بفضل التنسيق الأمني 150 ألف فلسطينياً فقط، وتزايدفيها عدد اليهود حتى صاروا في منطقة (ج) 300 ألف يهودي؟
اتركواغزة، وأوقفوا التحريض على مقاوميها، واسألوا أنفسكم، كيف صار عدد المستوطنين فيالضفة الغربية 700 ألف مستوطن هذا العام، بينما كان عدد المستوطنين مع التوقيع علىاتفاقية أوسلو 100 ألف مستوطن فقط؟ فأيكم هو القائد الفذ الذي شجع الاستيطان،وأعطى للمستوطنين الأمان حتى تضاعف عددهم سبع مرات؟.
اتركواغزة، وتدبروا أمركم مع التقرير الذي طلبه "نتانياهو" وأعده اليهودي"ليفي" والقائل: إن الضفة الغربية ليست أرضا محتلة، والاستيطان اليهوديفيها قانونياً؟
ماذاسيكون ردكم؟ أم أنكم ستقولون كعادتكم: إن خيارنا الوحيد على تقرير"ليفي" هو المفاوضات، ثم المفاوضات، وسنحرر غزة من قوى الظلام، كينستأنف المفاوضات!.