ماذا بتهنئة الرئيس المصري لدويك؟
د. فايز أبو شمالة
إذا كانلقاء الرئيس المصري محمد مرسي مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل فياليوم التالي للقاء الرئيس مرسي مع الرئيس عباس، إذا كان اللقاء يعكس توازنالسياسة المصرية في معالجة الشأن الداخلي الفلسطيني، ويعلن عن نهاية الحقبةالزمنية التي تحيزت فيها مصر علانية لخط المفاوضات على حساب خط المقاومة، إلا أناللقاء تضمن رسالة سياسية فهم مضمونها طرفي الانقسام الفلسطيني، وأغضبت بإيحاءاتهادولة الصهاينة التي ربحت الزمن الإستراتيجي من انحياز السياسة المصرية لخط عباس.
وإذا كاناللقاء المزمع عقده في الأسبوع القادم بين الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي معرئيس الوزراء الفلسطيني المنتخب إسماعيل هنية، إذا كان اللقاء يعني أن مصر تسير فيطريق واضح المعالم السياسية، ويتمثل في إعادة الاعتبار لمكانة قطاع غزة الجغرافيةوالسياسية، مع التركيز على أهمية الحدود الشرقية للأمن القومي المصري، وإذا كانالتواصل بين مرسي وهنية يتجاوز مطلب فك الحصار عن قطاع غزة، ويتخطي مطلب تسهيل سفرالفلسطينيين عبر معبر رفح، فإن اللقاء يعني انغماس مصر بالكامل في مجريات السياسيةالفلسطينية، وعدم الاعتراف بأي حراك سياسي تقف من خلفه حكومة فلسطينية ولدت فيالمياه العكرة، وراحت تستنشق الأكسجين من دوام الانقسام.
رغمالدلالات السياسية لما سبق، فإن تهنئة الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي لرئيسالمجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز دويك بمناسبة الإفراج عنه من السجونالإسرائيلية، وبمناسبة حلول شهر رمضان، له من الأهمية ما يعكس الترابط المصيري بينشعب مصر وشعب فلسطين، ويعكس التآخي بين وجدان المصريين ووجدان الفلسطينيين.
وأزعم أنالتهنئة لا تعني شخص عزيز دويك لصفته الاعتبارية بمقدار ما تعني اهتمام شعب مصربمصير كل سجين فلسطيني لما يزل يعذب في السجون الإسرائيلية، والتهنئة لا تعني أنمصر تهتم بمصير الضفة الغربية التي ينتمي إليها عزيز دويك بمثل اهتمامها بقطاعغزة الواقع على حدود مصر، التهنئة تعني إيصال رسالة شعب مصر إلى إسرائيل، والتييقول مضمونها: إن مصر رئيساً وشعباً وجيشاً ورجال مخابرات يقفون مع فلسطين، ومعالشرعية المنتخبة المتمثلة بالمجلس التشريعي، ومع المقاومة، ومع مواقف حركة حماسالإيديولوجية التي ينتمي إليها عزيز دويك، ومع نهجها السياسي الرافض لشروطالرباعية؛ بما في ذلك شرط الاعتراف بإسرائيل.