"هنية" على رأس وفد فلسطيني
د. فايز أبو شمالة
الإبداعفكرة، والفكرة تقول: إن وفداً فلسطينياً برئاسة الأخ أبو العبد هنية سيقدم التهنئةللرئيس المصري محمد مرسي بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية. وإذا كانت غزةجديرة بأن تترأس الوفد الفلسطيني، وأن تقدم الدعم المعنوي للرئيس المصري المنتخب، فهيفي الوقت نفسه بحاجة لتستمد من الرئيس المصري القوة في مشوارها المقاوم للغاصبين.
إنروعة الفكرة لا تكمن في تشكيلة الوفد الذي يترأسه الأخ أبو العبد هنية، إنما روعةالفكرة تكمن في قدرة رئيس الوفد على ترأس وفد يضم شخصيات فلسطينية عامة؛ تمثلمختلف أطياف الشعب الفلسطيني، على أن تتمثل حركة حماس بأقل عدد من الرجال، وفدفلسطيني لا تقصر شخصياته على سكان قطاع غزة فقط، بل يجب أن يضم شخصيات فلسطينية منكافة مدن وقرى ومخيمات قطاع غزة والضفة الغربية معاً، ومن فلسطيني الأرض المغتصبةسنة 1948، ومن لاجئي الأردن ولبنان وسوريا، ومصر ودول الشتات، على أن يضم الوفدعدداً من رجال المقاومة، وعدداً من الأسرى المحررين، ومن أهالي الأسرى، ومن الجرحى،ومن الشباب، والمرأة، وأن يضم الوفد عدد من المفكرين، والكتاب، والمبدعين، وأساتذةالجامعات، والعمال، والمزارعين، والصيادين، ورجال الأعمال، والصحفيين، ورؤساءبلديات منتخبين في الضفة الغربية، وأصحاب الورش والمباني التي تضررت من العدوان،ولا مانع أن يضم الوفد شخصيات فلسطينية لها تأثيرها الفكري والعلمي على مستوى العالم،ولماذا لا يضم الوفد شخصيات مثل الكاتب عبد الباري عطوان والدكتور إبراهيم حمامي، والدكتورعبد الستار قاسم، والكاتب المقدسي نقولا ناصر، ورشاد أبو شاور، وعبد القادر ياسين،ورشيد ثابت، وزاهر براوي وشاكر الجوهري، ونواف الزرو وغيرهم؟ وما الذي يمنع أن يضمالوفد شخصيات فلسطينية لما تزل تعمل في أوروبا من أجل فلسطين؟
إنمثل هذا الوفد الفلسطيني الموحد لقادر على حمل رسالة فلسطين السياسية، في الوقتالذي يحمل التهاني للرئيس المصري، وإن مثل هذا الوفد لقادر على مصافحة مصر كلها،وهو يصافح رئيسها المنتخب، وإن هذا الوفد الفلسطيني الموحد لقادر على الحديث باسمالفلسطينيين جميعهم، وقادر على عكس تطلعاتهم السياسية، والتأكيد على الثوابتالسياسية التي التئم من حولها الوفد، والتي تختصر الطرق لتحقيق الوحدة الوطنية.
إنشعباً مشتتاً في أكثر من دولة، وله حضوره المقاوم، لا يمكن اختزاله في مئة شخصية،كما لا يمكن قصر اهتماماته على قضية المعابر، والحصار المفروض على قطاع غزة، فهذهقضايا من نتاج الانقسام، ومن إفراز مرحلة نظام مبارك، وتغييرها تحصيل حاصل، وإذاجاء ذكرها فليكن على هامش اللقاء، الذي سيؤكد المشاركون فيه على الثواب الوطنيةالفلسطينية، ليتأكد للرئيس محمد مرسي أن الإجماع الفلسطيني لن يفرط بالمقدسات، وأنالشعب الفلسطيني لا يعترف بإسرائيل التي اغتصبت أرضه، وأن المقاومة هي منطلقالإجماع الفلسطيني، وأن قضية الشعب ليست الضفة الغربية وقطاع غزة، وإنما ملايين اللاجئين الذي يقيم بعضهم في مصر، وأن قضيتنا هي مدننا وقرانا المغتصبة بالقوةالعسكرية الصهيونية سنة 1948، وأن الحل الذي يتطلع إليه الفلسطينيون هو حل عربي إسلامي.
لننُحمِّلَ الرئيس المصري أكثر مما يختزنه وجدان المصريين، ولن نَحمِل له في صدروناأقل مما يحمله غالبية الشعب المصري لرئيسه المنتخب محمد مرسي.