بعد أن وضعت معركة "مؤتة الثانية" أوزارها، مسفرة عن نتائج تراجيدية..
فيما كانت قد نشبت لأسباب همجية مخزية، نسمع:
"الأردن واحة الأمن والأمان"..
تصريح لرأس النظام..

... بعد إقرار أسوأ برلمان في العالم..
لأسوأ قانون انتخاب في الكون..
وبعد رفض كل ممثلي الشعب لهذا القانون..
وتظاهرهم في كل أنحاء الوطن ضده، نسمع:
"لقد بدأ العد التنازلي لانتخابات نيابية نزيهة"..
كمان تصريح لرأس النظام..

بعد إجماع الكرة الأرضية على أن الإصلاح في الأردن عبارة عن..
مسرحية مبتذلة..
وكذبة ممجوجة، نسمع:
"مسيرة الإصلاح في الأردن مستمرة ولن تتوقف"..
برضو تصريح لرأس النظام..

أنا نفسي أعرف، أو حد يخبرني..
هو "رأس النظام"، وين عايش؟!

في "الأردن" أم في "كوستاريكا"؟!!!

أم أن "الدش" المربوط بتلفزيونات رغدان لا يلتقط عبر الأقمار الصناعية إلا أغنية "يا بيرقنا العالي"؟!!!

أنا عنجد محتار ونفسي أفهم!!!!!

طيب كمل معي أستاذ محمد :
*****************
عقيبا على من قال:

"إن الاعتصام لأجل الماء في مدينة الرصيبفة لا يحل مشكلة المياه على مستوى الوطن"..

بعد أن دعونا إلى الاعتصام الثاني في مدينة الرصيفة احتجاجا على انقطاع المياه المتكرر، والدائم أحيانا..

نقول..

نحن لا ندعو للاعتصام في مدينة الرصيفة لحل مشكلة المياه على مستوى الوطن..
فمشكلة المياه على مستوى الوطن تحل في سياق مشروع التغيير والإصلاح الشامل، الذي هو ذروة سنام أهداف الحراك الشعبي..

ولكننا ندعو للاعتصام كي نشرب من ماء متوفر في مدينتنا، يُرسل معظمه من الرصيفة والزرقاء إلى عمان، لتبقى برك السباحة في عمان الغربية جاهزة لاستمتاع أصحابها، فيما نحن عطشى، تمر الأسابيع والشهور ولا نرى قطرة ما، فنشتري التنكات تلو الأخرى بعشرات الدنانير في الشهر..

مليون متر مكعب من مياه الشرب تتجه من آبار الزرقاء والرصيفة إلى قصور وفلل عمان الغربية شهريا..
وهي كميات تكفي لتغطية الحاجة من مياه الشرب الشهرية لـ "80" ألف أسرة من أصل "120" ألف أسرة تقيم في مدينة الرصيفة..

أي أن طغمة من المرفهين في عمان الغربية لا يريدون الاستغناء عن متعة التمرغ في مياه شرب "80" ألف أسرة رصيفيةن وليذهب هؤلاء العطشى إلى الجحيم..

لا بل إن مئات المسؤولين المقيمين في الزرقاء والرصيفة، لا تنقطع عنهم المياه طول العام لري مزارعهم وحدائق بيوتهم، رغم أنهم يقيمون في قمم التلال والجبال، ويحتاج وصول المياه إليهم ضخا شديدا، في وقت لا تصل المياه إلى آلاف البيوت التي تقع في الوديان فتحرم حتى من نتائج انسياب الماء الطبيعي..

ومع أنني أختلف مع من يقول أن هناك أزمة مياه حقيقية ومواردية في الأردن..

لأنني أجريت دراسة علمية معمقة منذ سنوات أثبت فيها أن مشكلة المياه في الأردن سياسية وليست تقنية ولا مواردية..

إلا أنني أود أن أقول..

أن الظمآن لا ينتظر حتى تحل مشكلة الماء على مستوى الدولة، كي يشرب، خاصة أن الماء متوفر..

وأنه لم يكن يعاني من أي مشكلة قبل شهر نيسان هذا العام، وقبل شهر نيسان من أي عام..

نحن يا سادة يا كرام، نعرف جيدا ما يدور في مدينتنا المنكوبة "الرصيفة"..

ونعرف جيدا ما الذي يفعله المرتشون في وقتٍ بعينه من العام، كي يبدأوا بتحريك عجلة الفساد في مرفق الماء في المدينة بما يخدم مصالحهم وفق أخلاقهم وأجنداتهم الفاسدة..

نعرف جيدا كيف يتفق بعض الموظفين في سلطة المياه في المدينة، مع أصحاب آبار المياه مع بداية فصل الحر ليضغطوا على المواطنين، كي تبدأ مسيرة القهر والعمولات والرشاوي والسمسرة على عطش المواطن في هذه المدبنة المنكوبة..

ونعرف جيدا أننا لو قدمنا الرشاوي التي طلبت منا جهارا نهارا لتم حل مشكلتنا على الصعيد الشخصي..

ونعرف جيدا كم دفع جارنا فلان وتحت أي ظرف، كي يقفز الماء من ماسورة إلى ماسورة كي يصل إليه ويتجاوزنا،في مئات الحالات الشبيهة..

ونعرف جيدا لماذا يتوقف الضخ بدءا من تاريخٍ معين، ليترك الماء يصل إلى البيوت بطريقة انسيابية في مدينة كلها جبال ووديان، لا يجوز أن ينقطع عنها الضخ خاصة في فصل الحر..

ونعرف جيدا لماذا تم نقل الموظف الفلاني من السلطة في الرصيفة إلى مدينة أخرىـ بعد أن رفض الانصياع لنهج تعطيش المواطنين وهدد بكشف ملفات الفساد في سلطة مياه الرصيفة.. إلخ..

ونعرف.. ونعرف..

عندما تعطش أي كان وعائلته وأقاربه وأبنائه وجيرانه..

ولا يجد مالا يشتري به تنكا من الماء، سيعرف أن الحياة لا تساوي شيئا في مكان يسيطرون فيه على الغذاء والماء، وقريبا جدا على الهواء، مع أن كل شيء متوفر..

ونحن لا نطالب بالمستحيل..

بل بالماء..

وبالمتوفر منه..

ليس إلا..

ولندع جانبا كل حكايات النظام الممجوجة، أن الأردن ثالث أفقر دولة في العالم بالماء..

إن عندنا دراسات مقفلٌ عليها في أدراج وزارتي الري والمياه والزراعة منذ عشرات السنين..

فيها أنجع الحلول لنحول الأردن إلى جنة.. وواحة.. وغابة..

لكن هذا يمنحنا قرارنا السياسي السيادي..

وهو ما لا يراد لنا، لأنه يراد لنا ان نرهن مصيرنا وقرارنا..

وكي يتحقق ذلك لهذا النظام الوظيفي، يجب أن نجوع ونعطش، لا بل يجب أن نقتنع أننا لا نملك مقومات الارتواء والشبع..