ليرتعب الناس من كلام عباس
د. فايز أبوشمالة
ليرتعب الناس من كلام عباس طالما ظل الرجل هوالمتصرف الوحيد بالقضية الفلسطينية، وطالما ظل صاحب القرار الذي لا يجرؤ علىمناقشته أحد، لقد تجلى ذلك في لقائه مع القناة الثانية الإسرائيلية، حين تجاوزالسيد عباس كل الخطوط الحمراء الفاصلة بين الثوابت الوطنية وبين التفريط بالقضية، وقالبلغة "الأنا" الكلام التالي:
1ـأنا من قاد المفاوضات منذ أوسلو إلى يومنا هذا.
2ـ أنا أمديدي للسلام وأريد السلام ومقتنع بالسلام، وأقول: إنه الآن وقت السلام وليس غداً،لأن غداً لا احد يدري ماذا يجري في المنطقة؟.
3ـ إننيجاهز للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي "نتانياهو"، والحوار معه، ولكن أريدأن أطلب منه طلبين، وهما: إطلاق سراح الأسرى، وتزويدنا بالمعدات الخاصة بالشرطةوهذه أمور متفق عليها أكثر من مرة".
4ـ خيارناالأول والثاني والثالث هي المفاوضات للوصول إلى سلام.
5ـ سنذهبإلى الأمم المتحدة للحصول على دولة، ولكن ليس لدينا مواعيد محددة.
6ـ أنا لاأعطي إنذارات لأحد، وإنما أطالب بالشرعية الدولية، وأطالب بتطبيق الاتفاقاتالمعقودة بيننا وبين الإسرائيليين"
7ـ أنا لمأرفض العرض الذي قدمه "أولمرت"، ولكن المفاوضات توقف بسبب سقوطه فيالانتخابات، وقد اعترف "أولمرت" بأنني لم أرفضمقترحاته للسلام.
8ـأنا لم أقل لوزيرة الخارجية الأمريكية: إنه لا يمكنني إخبار 4 ملايين لاجئ فلسطينيبأن العرض الذي قدمه "أولمرت" يقضي بعودة 5 ألاف لاجئ فقط.
9ـ أنا لا أوافق على مبدأدولة واحدة، ولكن على إسرائيل أن تفهم أن ما تقوم فيه هو ضد حل الدولتين.
10ـ أنا لا أقبل العودةلانتفاضة أخرى مسلحة، وأقول بثقة أن الكل متفق معي بما في ذلك حركة حماس على تبنيالمقاومة الشعبية السلمية.
11ـأنا رئيس كل الفلسطينيين، وقابلت الأسيرة المحررة "آمنة منى" بعد أن عفوتمعنها، وبعد أن حوكمت، وعوقبت على ما قامت فيه من عمل ضد الإسرائيليين.
انتهى كلام السيد عباس، ولا جديد إلا إفصاحه العلنيعن قلقه على مصير المفاوضات العبثية مما يجري في المنطقة، ولكن الغريب أن الرجل تجاهلبشكل متعمد صفقة وفاء الأحرار التي كانت السبب في الإفراج عن الأسيرة المحررة"آمنه منى"، لقد أصر عباس على أنها قد حصلت على عفو من الإسرائيليون،بعد أن حكموا عليها، وعاقبوها.
لقد أكثر عباس من استخدام لفظة "أنا"،وفي ذلك دلالة على أن الرجل لا يريد أن يرى الناس إلا ما يراه هو، لأنه لا يرى إلانفسه، ولا يحسب حساباً للرأي الآخر، وأنه ماضٍ في مفاوضاته التي مارسها منذ عشرينسنة، دون أن يعطي مؤيديه ورقة تين، يسترون فيها عورة حديثهم الممجوج عن القائدعباس الذي يسير على خطى الشهيد أبي عمار.