تدخلات إسرائيلية فيالانتخابات المصرية
د. فايز أبو شمالة
نجحالسفير الإسرائيلي في القاهرة بترتيب موعد لقاء في واشنطن بين أعضاء برلمانيين مصريينعن حزب الإخوان المسلمين، وبين وفد من أعضاء الكنيست الإسرائيلي، ولكن نشر الخبرفي وسائل الإعلام أفسد اللقاء!
ذالكالخبر الذي نشرته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية؛ مدعاة شكٍ وريبةٍ، ولايصدقه عاقلٌ حتى لو أكد السفير الإسرائيلي نفسه ترتيب اللقاء، وحتى لو أقسمتالسفارة الأمريكية في تل أبيب أنه خبر صحيح، وذلك للأسباب المهمة التالية:
أولاً: إن كلعضو برلمان مصري يؤمن بالإسلام ديناً، هو على استعداد لأن يقطع يده اليمني منجذرها؛ لو صافحت يهودياً يغتصب أرض فلسطين، فكيف لو جلس وأكل وشرب وابتسم ونسق فيوجه اليهودي الغاصب أثناء اللقاء؟
ثانياً: يعرفحزب الحرية والعدالة أن مثل هذا اللقاء لو تم، فمعناه إذابة الفواصل السياسيةوالفكرية بين مرشح الفلول أحمد شفيق، ومرشح الثورة محمد مرسي.
ثالثاً: تدعيالصحيفة أن الذي عمل على ترتيب اللقاء هو السفير الإسرائيلي في القاهرة، ولكنبمبادرة وتوجيه من وزير الخارجية الإسرائيلي "أفيقدور ليبرمان" الشخصاليهودي المتطرق المتعجرف الذي يخجل أي عربي لا علاقة له بالوطن والوطنية أن يلتقيمعه، فكيف بمن آمن بالله ورسوله، وصدق أن أرض فلسطين وقف لكل المسلمين؟.
رابعاً: أضحىالقاصي والداني يعرف خطر اللقاء مع الإسرائيليين، وأن لقاء الإسرائيليين هو أسهلالطرق للانتحار السياسي، وعلى العكس من ذلك، يعرف الإسرائيليون إنهم نجحوا فيصناعة أبطال عرب وقيادات فلسطينية، بعد أن اعتقلوهم لفترة من الزمن، بدعوى أنهميعادون الكيان الصهيوني.
كلُّعاقلٍ يتشكك بالخبر الذي بثته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، وسارعت إلىنشره مئات المواقع والصحف العربية التي تقدس كلام اليهود، وتترصد لتشويه مصداقيةمرشح حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي.
كلُّعاقلٍ يكذب الخبر، وهو يعرف أن على أرض فلسطين المغتصبة والمحتلة لا يوجد بشر بلاشهوة، وبلا ميول، وبلا توجه سياسي، على أرض فلسطين لا حيادية في القضايا المصيرية،وكما انحاز اليهود جميعهم إلى مرشح الفلول أحمد شفيق، فإن الفلسطينيين بغالبتيهمقد مالوا بروحهم وعقلهم وقلبهم إلى جانب مرشح الثورة محمد مرسي.
قبليومين، ألقيت محاضرة في ندوة عقدت في الجامعة الإسلامية، فرع الجنوب، وكانتبعنوان: الموضوعية في التحليل السياسي، وتأثير ذلك على الوعي المجتمعي. كان الحضورفي معظمهم إعلاميون يمثلون الكتلة الإسلامية.
لقدزادت المدة الزمنية للمحاضرة عن ساعة ونصف، انصب الحديث فيها عن التحليل السياسيلمدة نصف ساعة فقط، بينما استغرق الحديث عن الثورة المصرية، وما ستسفر عنهالانتخابات، وانعكاس ذلك على القضية الفلسطينية، باقي زمن المحاضرة، وذلك بناءًعلى رغبة الحضور، الذين أظهروا اهتماماً بالشأن المصري يفوق الاهتمام بقضايا العالمقاطبة، لقد سكنت مصر وأحداثها في قلوب الفلسطينيين، وشغلت بالهم، وهزت وجدانهم،وذابت كل قضاياهم الشخصية في قضية مصر الأم التي تتغذي من ثديها كل قضايا العرب المركزية.
فكيفنصدق أن الإعلام الإسرائيلي بريء، ولا يشارك في المعركة الانتخابية لصالح مرشحتحالف الفلول مع إسرائيل مع أمريكا ضد مرشح الثورة الدكتور محمد مرسي!؟