بوركت على هذا النسج الجميل شدا بين يديك الرمل تحياتي ايها القدير

شاعرنا الرائع
نقد وتحليل :
يبدأ الشاعر بفكرة جدلية بين الصخر والنبات
ويحدد الأبطال ، صخرة صماء كبيرة رقد
تحتها جذر نبتة صغيرة يافعة ، فيبدأ بجملة
إسمية للدلالة على ثبوت العلاقة وارتباط النتيجة
الحتمية بالسبب الدائم فيقول :
صخرة صماء تُقعي فوق نبت لم يَشِب
ثم يصف العلاقة الجدلية ليقول إن من ترعاه
يسيء لك ، ومن تزرعه يقلعك ، ومن تحسن
له يقابلك بالجحود والأذي والضرر فيقول :
رأسه في وهمها أضعف من ظهر الحَبَبْ
ثم يضفي الشاعر الحياة والنطق والقدرة على
التفاوض ، ومحاولة عقد اتفاق عادل بنية
طيبة من القوي آنذاك مع ضعيف يدرك القوي
أنه سيكون قويا قادرا مستقبلا ، فيحاول
إيجاد نوع من الاتفاق يمنع الضرر مستقبلا
ولكن حسن نية الصخرة يقابله تمسكن من
أجل التمكن من النبتة ، فيقول :
... عقدت صفقة غبن معه دون عَتَبْ
إنها تحميه من قيظ ومن بطش النُّوَبْ
وهي لا تطلب منه غير لينٍ وأدب
هكذا تبتكر الصخرة أسباب العجب
هكذا تنتزع الصخرة مكنون الريب
هكذا تشترع الصخرة أشكال النسب
رغبة النبت مشاع ومتى النبت رغب
لينُه يبدو قبولا وهْو عند الصخر حب
آه يا صخرة صبرا وستدرين الغلب
جاءه الغيث هطولا وإلى الجَذر رسب
جذب البرعم جذبا عَنْتريًّا فانجذب
شاء أن يبني حلفا وكذا الطين أحب
طلب الغيث يد الطينة للنبت خطب
نفذ النبت إلى النور على الأرض انتصب
ماردا يخترق الجو إلى الشمس ذهب
وبحقد قلب الصخرة رأسا لعقب

وتكون النتيجة المنطقية للطيبة والنية السليمة
مع النية السيئة في انتظار الفرصة ، هكذا هي
النتيجة الجدلية بين الطيبة والحقد والقلب
الماكر .
الأسلوب جميل محبب والموسيقا الداخلية
والخارجية عذبة والحوار المنطقي متناسق
ولغته سهلة سلسة تتناسب مع من يريدهم
فهم ما يريد / تحية ومحبة .