منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355

    يومُ النكبة ... يومٌ ذو مَكرَبة !

    يومُ النكبة ... يومٌ ذو مَكرَبة !

    قرن المولى تبارك وتعالى في آية واحدة بين قتل النفس والإخراج من الأرض ، ممّا يوحي أنّ كلا منهما يوازي الآخر، فقال عزّ من قائل : (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل منهم ) (النساء66) ذلك أنّ جبلّة الناس قائمة على أنّ ديارهم لأشباحهم كأرواحهم لأبدانهم !
    وفي ذلك كفاية في هذا المقام ؛ مقام الحديث عن النكبة عن بسط الحديث عن لهيب الشوق المستعر في الصدور ، وعن الآهات والأنّات الحبيسة في القلوب ، وعمّا تختزنه الذاكرة من مشاهد وأحداث جسام ، لا تضمحل فتتلاشى ، بل تتنامى مع مرور الأيام !
    فأهل فلسطين حين نزحوا عن ديارهم ظلماً وعدواناً سُلبت منهم أرواحهم في ذاك اليوم العصيب ، وما زالت تلك الأرواح تخيّم على حدود الوطن ترتقب عودة أصحابها لتسلك عندها أرواحُهم في أجسادهم ، فيلتمّ شملُ الروح بالجسد أولاً ، ثمّ بالأرض والإنسان ثانياً فتفرّج كربتهم وتنتهي بعون الله غربتهم !وإن أذِنَ لنا بالتفاتة واعية إلى الذات في ذكرى النكبة الأليمة فحريّ بنا أن نصْدُقَ القولَ لنقرّ بأن الاحتلال أماتنا معشر الفلسطينيين ميتة واحدة ونحن أمتنا أنفسنا اثنتين ؛أماتنا الاحتلال ميتة واحدة حين احتلّ أرضنا وشرّدنا من ديارنا ، وارتكب المجازر المروّعة بحقّ أبناء شعبنا ، فيما نحن أمَتنا أنفسنا اثنتين ؛ مرّة حين صدّقنا عدوَنا وركنّا إلى وعوده ومواثيقه الزائفة فهدمنا ما هدمنا من الأسوار النفسيّة المَشيدة فيما بيننا وبينه منذ عقود ، ومِيتة أخرى حين صدّعنا جدار وحدتنا فخمدت لهيبُ نارنا ، وهدأت على الاحتلال عاصفتنا !وكلّ ذلك يجرّنا للقول : رويداً أهل فلسطين ساسة وشعباً ! إنها نكبات ونكبات .. بعضها فوق بعض ! فليس في النكبة نكبة فقط ! بل وفي تفتت شملنا نكبة ! وفي فرقة كلمتنا نكبة ! وفي تناكر قلوبنا نكبة ! وفي انشغالنا ببعضنا بعضا نكبة !وفي بقاء أسْرانا في غياهب السجون نكبة ! وفي تضييعنا لبوصلتنا النضالية نكبة ! وفي غفلتنا عن أولوياتنا نكبة ، وفي اختزال مطالبنا الوطنية نكبة ! وفي انقسام شطري الوطن نكبة ! وفي عيشنا بترقب وتربّص ببعضنا نكبة ، وفي توجّسنا خيفة من بعضنا بعضا نكبة ! وفي اصطلاء أشقائنا من الشعوب العربية بنير حكّامهم هي لنا نكبة ، حتى إذا ما تساءلنا : أنّى هذا ؟! جاءنا الجواب الذي يبيّن جِماع نكباتنا : (قل هو من عند أنفسكم) (آل عمران 165) لذا فنكبتنا في أنفسنا تصدّق سائرَ نكباتنا أو تكذبها !!! ومتى محونا النكبة من أنفسنا بتنا قادرين على محوها من واقعنا !!وإذا كان ذلك كذلك : فأول خطوة على الطريق ، طريق الخروج من نكبتنا في أنفسنا هو : تخلية النفوس عن التعلّق بأوهامها وأهوائها وعوائدها ومصالحها الشخصيّة الحاجبة لها عن دَرْك الحقائق !وإلا فقد رأينا الآيات في الآفاق ؛ آفاق الواقع من حولنا ، ورأيناها في أنفسنا حتى تبيّن لنا الحقّ من الباطل والغثّ من السمين ! فلسنا بمعذورين البتة بعد اليوم بطرق أبوابٍ أو الانحياز لخياراتٍ ما فتئنا نطرقها وننحاز إليها منذ عقود ، فكانت النتيجة : ها هو الاحتلال على صدورنا جاثم موجود ، والأحزمة الاستيطانيّة تلفّ قدسنا وسائر ربوع وطننا فقطعت أوصاله وكبّلتنا بالقيود ، وها هم ذوو المؤسسات والهيئات الدولية على ملابسات الواقع ودقائقه شُهود ، لكنّهم للإرادة الصهيونية وإملاءاتها رُكّع سجود !! فليس ينفعنا بعد اليوم إلا التفاتة صادقة إلى أنفسنا تجمعنا من فرقة ، وتعزّنا من ذلّة ، وتكثّرنا من قلّة ، وتنتشلنا من وهدة ، وتواسينا من همّ ، وتسلّينا من غمّ ، وتسرّي عنّا الشدائد والنّقم ! وتبعث فينا الأمل ، وتنفض عنا اليأس ، وتشدّ عزائمنا في البأساء والضرّاء وحين البأس !
    وأخيراً : فلا أقول ( يا ليت قومي يعلمون ) لأنهم يعلمون ويُدركون ، ولكن يا ليتهم يُطبّقون ! ولسياساتهم يُراجعون ، ولحظوظ أنفسهم من أنفسهم يُخرِجون !

  2. #2
    السلام عليكم
    والله ابتينا بالكثير ولم نجد كثير مخلصين فاستفحلت المصيبة وانا لله وانا اليه راجعون....لكن سنبقى قضايانا حية بحياة المخلصين المؤمنين
    جزاكم الله خيرا
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    Moderator
    تاريخ التسجيل
    Feb 2011
    الدولة
    فلسطين - رام الله
    المشاركات
    355
    ويمرّ عام تلو عام ، وما زلنا كالأيتام على موائد اللئام ، وما زالت نكباتنا تترى وتتغلغل في فلسطين والشام ؛ فالدّم ما زال نازفاً مهراقاً لا يجد من يوقفه ، والجرح ما زال غائراً لا يجد من يضمّده ويُسعفه ، والشعب مظلوم مغلوب على أمره لا يجد من يُنصفه !!!!

المواضيع المتشابهه

  1. مَن لَكَ بلا إله إلا الله يومَ القيامةِ ؟
    بواسطة أ.د. محمود نديم نحاس في المنتدى فرسان المقالة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 09-18-2014, 08:21 AM
  2. يومٌ بأحضان العنود
    بواسطة عبدالكريم شكوكاني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 09-19-2011, 09:40 AM
  3. يومَ رأيتكِ أولَ مرةٍ
    بواسطة معاذ العُمري في المنتدى foreign languages.
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-15-2009, 03:42 AM
  4. ودعتُهم يومَ البعادِ بعبرةً
    بواسطة علي جاسم في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 05-22-2009, 10:25 PM
  5. يومٌ من أيام الحريث
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان العائلات العربية والتراث.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-11-2007, 07:11 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •