أم كنعان طائر الفينيق
بقلم : أ . تحسين يحيى أبو عاصي – كاتب فلسطيني مستقل – -4 -2012م -
يا أم كنعان : أيتها الأم المعاصرة لأسطورة طائر الفينيق الكنعانية ، عودي إلى أحضان بيتك الدافئ فاسقطي وعد بلفور المشئوم ، وتصدي لقرار تقسيم فلسطين ، واستمري في مقاومة مشاريع إعادة التوطين ، واصمدي في الدفاع عن حقوق أولادك وأحفادك التاريخية في فلسطين ، فلقد لمسنا إصرارك على عدم التنازل عن سنتمتر واحد منها ، وحاربي نتائج النكبات المتتاليات على بيتك وأولادك ولا تحزني ، فأنت الأم التي لا نعترف بغيرك أُما ، وإن حاولوا انتزاعك من حضن أولادك وأحفادك ...
يا أم كنعان : أنتِ الثورة والأمل ، وأنتِ النصر والتحرير ، وأنت الشعب والقضية فلا تحزني ، فكل من حولك هم تلاميذك وإن أنكروا حقك بالريادة والأستاذية ...
يا أم كنعان : لقد تعددت الزوجات في حجرتك ، وكثر الزناة على مهدك الطاهر ، ولكنك ستبقي الأم الأولى والأخيرة لكل الدموع والدماء والأشلاء ، ولتلك الأرواح التي تغرد في السماء تسبح تحت عرش الرحمن ...
يا أم كنعان : لقد فجَّرتِ ينابيع الدماء في أوردة وشرايين أولادك ، وكتبت تاريخك بأحرف من نار ونور ، فلا تيأسي إن لم تتمكني حتى الآن من تغيير المعادلة ، فأولادك وأحفادك رجال ، علموا ثورات الشعوب كيف ينتزعون النصر من بين مخالب الذئاب وسياط الجلاد ...
يا أم كنعان : استمري على عهدك ووعدك لأبنائك وأحفادك واخلطي القرآن بالقطران لإزالة الجرب الذي أحل بناقتك التي قطعتِ من خلالها أميالا وأزمنة ...
يا أم كنعان : أنت لست في جيب أحد ، وأنت أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدك ، ففصول ملحمتك باقية لم ولن تزول بإذن الله ...
يا أم كنعان : أولادك وأحفادك تعرضوا إلى التهجير مرة تلو المرة ، وذاقوا ويلات القتل والذبح ، وبقر البطون ، واغتصاب الطاهرات ، وبتر الأطراف ، وكسرت الضلوع ، وكَثُرت السكاكين الملطخة بالدماء وهي تفعل أفاعيلها في أجساد أولادك وأحفادك الشرفاء ، من دير ياسين إلى تل الزعتر ، إلى مذابح جنين وقبية ، إلى مذابح دهمش ، ومذابح مساجد وأحياء اللد والرملة ، إلى مذبحة عائلة السموني ...
يا أم كنعان : انهضي ولا تيأسي ، ولا تسمحي لأبنائك وأحفادك بالخلاف ، فأنت طائر الفينيق الذي سينهض من جديد مهما طال الزمن ، فتحضني جميع أولادك في بيتك الكنعاني الخالد ...
يا أم كنعان : أنت لستِ كالتي وعلى نفسها جنت براقش ، بل أنت بيضة القبان ، ففي الليلة الظلماء يُفتَقَد البدر ، فما أحوجنا إليك اليوم وقد نضب الماء ولم يبق في البئر غير الحجارة ...
يا أم كنعان : لئن سقط منك عمر المختار، وعز الدين القسام ، وعبد القادر الحسيني ، ومحمد السنوسي ، وجمجوم ، والزير، وحجازي ، وراؤول ، و تشى جيفارا ، ورفائيل تروخيو ، وجون كندي ، فلن يسقط منك عرابي ، وزغلول ، والخطابي ، وكاسترو ، وهوشيمنه ، وهوغو تشافيز .
يا أم كنعان : وكما لم تنجح أدوات الظلم في اغتيال الزعيم الصيني (شواين لاى ) ، ورئيس فيتنام الجنوبية (وييم) ، والأسقف (مكاريوس ) ، و(فرنسوا بابا) زعيم هاييتى ، و(روفائيل تروجيليو) رئيس الدومانيك و(سوكارنو)رئيس اندونيسيا (وشارل ديجول) رئيس فرنسا ، فلن تنجح في قهر شعب أمه طائر الفينيق ...
يا أم كنعان : إن قادة حركات وثورات التحرر في العالم وعبر التاريخ يصافحونك ويخاطبونك قائلين : كيف كان المحتلون يلقون بالثوار من الطائرات ، وكيف كانوا يقطعون أصابعهم وآذانهم ، وكيف كانوا يعذبونهم بالصدمات الكهربائية ، وكيف كانوا يدقون الخوابير الخشبية في رؤوسهم ، ويدخلون فوهات الزجاجات في أدبارهم – أجلكم الله - وكيف كانوا يحرقونهم وهم أحياء دفاعا عن كرامة شعوبهم ... ولكنهم في النهاية نزعوا النصر انتزاعا رغم قول بوش الابن اقتلوا ...ما دام القتل في صالح أمريكا . للاتصال بالكاتب من داخل فلسطين 0599421664من خارج فلسطين 00970599421664إميل
tahsen-aboase@hotmail.com