الغش في الامتحان.. ظاهرة استفحلت في جامعاتنا..!!


تعددت الوسائل والهدف واحد... الغش الامتحاني ظاهرة سلوكية يمارسها بعض الطلاب، الذين دأبوا الصعود على أكتاف الآخرين وسرقة النجاح بدلاً من البحث عنه.
الغش هو الكذب على النفس، والنجاح بواسطته لا قيمة له، والمؤسف أكثر انه في كل سنة تجد اكتشاف طريقة جديدة للغش... فما هو سبب هذه المشكلة التي غدت ظاهرة في امتحاناتنا الجامعية؟.. وكيف نتعامل مع من يطلب ان نساعده على الغش؟.. وما دور الأساتذة في التوعية..؟.
بصراحة أغش كي أنجح:
- يقول أيمن (قسم إعلام): ان تهيأت لي الفرصة لكي أغش فسأفعل لأنهم يضطروننا إلى ذلك، فهم يضغطون علينا طول السنة، كما ان المواد نفسها صعبة والتعليم لا يعتمد على الفهم بل على الحفظ (لازم نغش).
- خالد (أدب عربي): مقتنع ان الغش حرام بالمعنى الامتحاني للكلمة، والاعتماد عليه خطأ كبير، ولكن في بعض الأوقات يبقى الطالب محتاجاً إليه لكي ينجح، ولكن (هذا لا يمنع ان أدرس وأجتهد).
- ويرى مصعب (كلية تجارة): ان الغش مساعدة أخوية وكثير من الطلاب يغشون، إذ يلجأ الطلبة للغش لأسباب عدة أهمها: عدم محبته للمادة وضيق الوقت واهماله للمذاكرة.

الطالبات أشطر:
- يقولون: ان الطالبات هن أكثر جداً واجتهاداً في الامتحان، ولكن عندما سألنا شيرين(كلية تربية) عن موضوع الغش قالت: بصراحة ان كنت في موقف حرج، وأتيحت لي الفرصة كي أغش سأستغلها بأية طريقة للوصول إلى النجاح، وما يحدث لدينا ان بعض الطالبات يطلبن من طالبة جيدة تغشيشهن حتى يصلن إلى النجاح، وذلك خوفاً من عقاب الأهل عند الرسوب.
- وتشير نجاة (طالبة هندسة مدنية) إلى ان بعض الطلبة يغشون لتظاهرهم بعدم الفهم والاستيعاب في المحاضرة، وقلة المذاكرة في البيت وصعوبة المناهج الدراسية والتساهل في عملية التدريس، كما ان الغش يجعل الطالب دائم القلق والخوف والارتباك لإحساسه بالذنب وخيبة الأمل أثناء تأدية الامتحان.
من غشنا فليس منا:
- يؤكد مصطفى (طالب علوم): ان الغش ليس وسيلة للنجاح، فقد سبق له استخدامها واتضح انها غير مفيدة.. ويضيف: مذاكرتي تدفعني إلى عدم الغش والإجابة بضمير والحصول على درجات جد ومثابرة.
- ويرفض تيسير الغش لأنه ليس طريقة للوصول إلى النجاح، ويقول: ان من واجب كل طالب متفوق ان يحارب هذه الظاهرة، وتقديم النصيحة، ومن جانبي فأنا لا أغش كي لا يأخذ المدرس فكرة سيئة عني.

ابتكارات متنوعة للغش:
وتكشف كل عام حالات كثيرة من عمليات الغش يستخدمها بعض الطلاب، إلا ان أكثر الظواهر الملفتة للنظر هي ما يقدم عليه بعض الطلبة من خلال الابداع في تصميم وسائل الغش ومنها (الروشيتة) والكتابة على اليد والثياب والأرجل والممحاة والمسطرة وذاكرة الآلة الحاسبة، وحديثاً استخدام الموبايل من أجل مواكبة التكنولوجيا المعاصرة.

كيف نعالج الغش..؟.
سؤال طرحته على الأستاذ علي بيطار في كلية التربية، فأشار إلى ان الغش سلوك خطير لا يدرك الكثيرون أبعاده.. وأسباب الغش حسب رأيه متمثلة بالنقاط التالية:
- عدم دراسة الطالب لمادة الامتحان كلياً وجزئياً.
- ضغط الأسرة والمعلم على الطالب لمزيد من التحصيل دون مراعاة قدراته.
- تأثر الطالب بأحد أفراد أسرته أو أقرانه وتبنيه لعادة الغش تلقائياً.
- انخفاض مستوى الطموح لدى بعض الطلبة، مما يجعلهم اتكاليين يلجؤون إلى الغش لإنقاذ أنفسهم في اللحظة الأخيرة.
- حب المغامرة والتباهي أمام الأقران بأنهم قادرون على الغش دون ان يضبطوا.. ويمكن معالجة الغش كما نوه الدكتور بيطار من خلال الحلول التالية:
- رفع الضغط النفسي عن الطالب لمزيد من التحصيل، وعدم مطالبة الأسرة أو المدرس أي طالب بإنجاز ما لا يستطيع أصلاً.
- مقابلة الطالب والتعرف على مواطن الصعوبة التي يواجهها في دراسته.
- التعرف على ظروف الطالب الأسرية والشخصية، وتحديد نوع المشكلة.
ونحن بدورنا نؤكد على ضرورة محاربة ظاهرة الغش، فمن يرتقي من صف لآخر بمجهود غيره ويدخل الجامعة ثم يتخرج منها ويشغل وظيفة بالطريقة ذاتها لا يملك الكفاءة العلمية التي تؤهله لهذه الوظيفة.
ومن هنا نعرف أسباب تواجد بعض الأطباء الذين تسببوا في الأذى لمرضاهم بدلاً من شفائهم.

غادة يوسف





في الامتحان الجامعي...
الشاطر من يجد رقمه الامتحاني!!

ما ان يقترب موعد الامتحان الفصلي حتى يتهافت الطلاب لمعرفة أرقامهم وقاعاتهم الامتحانية.. ويدور السؤال حول: أين أجد رقمي؟.. وفي أي مكان يوضع؟..
وأثناء الذهاب إلى الموقع يفاجؤون بأن لوائح الأرقام ممزقة فيضيعون في دوامة البحث عنها.. ومحظوظ ذلك الذي يجد رقمه، وللأسف الكثير من الطلبة يفشلون أو يحرمون من التقدم للامتحان نتيجة هذه المشكلة التي تتكرر كل موسم امتحاني!!.
تُرى ما الحل؟.. وماذا نستطيع ان نقدم للطالب كي لا يقع في دوامة الدوران؟..
أما على الطرف الآخر للمعضلة، يقف الموظف أو المراقب بالمرصاد ليصبح الهم همين!!.
يقول الدكتور محمد الفرعون، الوكيل الإداري لشؤون الطلبة في كلية الآداب بجامعة دمشق، رداً على سؤال بخصوص مشكلة توزيع الطلبة على القاعات الامتحانية: «ان كلية الآداب تعاني من صعوبة واضحة أثناء موسم الامتحانات نظراً لكثرة عدد طلابها الذي تجاوز الـ /40/ ألف طالب، ومع ذلك تحاول الكلية ان تسيطر على المشكلة بالتوزيع المناسب والمدروس، لكن رغم ذلك تواجهنا مشاكل في امتحانات قسم اللغة الانكليزية، إذ غالباً ما يزيد عدد الممتحنين على /4000/ طالب لذلك نلجأ إلى الممرات للسيطرة على المشكلة!!.
وتعليقاً على شكوى الطلبة من صعوبة الحصول على الرقم الامتحاني بسبب التزاحم على أماكن عرضه، إضافة إلى تمزيق اللوائح المعلقة في أماكن العرض المخصصة، حمّل الدكتور فرعون المسؤولية لبعض الطلبة «المستهترين» وغير المبالين بالامتحان، الذين يتسببون بتصرفهم الأرعن بتشتت زملائهم وارباكهم وتوتيرهم قبل ساعة الامتحان.
وقال: لدينا ثلاثة مواقع تعلق فيها الأرقام، ومن لم يجد رقمه بإمكانه مراجعة رئيس المركز الامتحاني لمساعدته، فالكلية جاهزة لحل أية مشكلة ينقلها أو يبوح بها الطالب.
ونقلنا للدكتور فرعون تساؤلات الطلبة وشكواهم من سوء تصرفات بعض المراقبين في القاعات الامتحانية، فقال: لدينا كادر من الموظفين في الكلية يقوم بمهمة المراقبة، هذا الكادر يوزع على القاعات، ونحرص ان يكون أمين القاعة من الفئة الجامعية، أو من طلبة الدراسات العليا، أو ان يكون موظفاً عادياً، ونطلب من الجميع التقيد بالتعليمات الامتحانية ووجوب احترام الطلبة وتأمين الأجواء المناسبة لتقديم امتحان جيد.
وبالنسبة لشكاوى الطلاب، أكد فرعون ان لدى الكلية مركزاً امتحانياً يعرف كل ما يجري في القاعات الامتحانية، وفي حال ضبط وسيلة غش مع أي طالب، ترفق هذه الوسيلة مع تقرير للمراقب ورئيس القاعة، وتشكل لجنة لتوثيق الحالة بموجب تقرير إلى رئيس الجامعة، وأوضح ان الكلية تعتبر كل وثيقة موجودة مع الطالب سواء أكانت تتعلق بالمادة أم لا، هي وسيلة غش يعاقب عليها دورتين امتحانيتين، وفي حال تمنعه عن تسليمها أو حاول التخلص منها يحرم دورة أخرى، ودائماً هناك لجان تحقيق للوصول إلى الحكم العادل تجنباً لشعور أي طالب بأنه مظلوم.
وسألنا الدكتور فرعون:
كيف يمكن للطالب ان ينفي التهمة عنه إذا كان حقاً لا علاقة له بوسيلة الغش..؟!.
فأجاب: ما يوقع الطالب في الخطأ هو انه عندما يوجه إليه إنذار لا يتوجه إلى الجهات المسؤولة التي تقرر فيما إذا كان مذنباً أم لا.. عدا عن عدم شعوره بالمسؤولية لظنه الدائم بأنه صاحب حق!!.
ومع احترامنا لوجهة نظر الدكتور فرعون، لكن نلاحظ ان اللوم يقع دائماً على الطالب دون ان نبحث عن جذور المشكلة سعياً لحلها،
ولا شك ان التعاون ما بين الإدارة والطلبة هو الورقة الرابحة للحل.


جريدة البعث