ازمة كهرباء وازمة اخلاق
بسام صالح
أزمة كهرباء،ازمة سولار، أزمة غاز وأزمة الازمات هي الانقسام، من يتابع الانباء الواردة من قطاعنا الحبيب يشعر بالاسى لما آلت اليه اوضاع شعبنا هناك. جميع التقارير المحلية والعالمية تتحدث عن ظاهرة الازمات في غزة، عن القهر والقمع والحرمان من ابسط حقوق الانسان .

قرأت تقريرا جاء فيه ان حياة البشر في غزة اصبحت تدور حول ساعات محدودة عندما تعود الكهرباء، وعندما تنقطع ، ولا تدري ان كنت تستعمل الكهرباء كيف ستواصل عملك، او بحثك حتى سيارات الاسعاف والمستشفيات اصبحت مهددة بينما البعض من تجار المال والحرب والسلطةالربانية يتمتعون بانارة منازلهم ليلا نهارا.أعمت بصيرتهم قبل بصرهم فهم لا يحسون بما يحس به الشعب المغلوب على امره، الكل يشكي والكل يوجه الاتهامات شمالا ويسارا والكل يحمل المسؤولية للكل الاخر.وعندما لا تستطيع تحديد المسؤولية وتلقي بها على العموم فان الحقيقة هي الخاسر الوحيد، وهذه سياسة طالما تم ممارستها لتضييع المسؤولية والهروب من المحاسبة.
والحقيقة تكمن في استمرار هذا الانقسام الاجرامي بحق القضية والوطن والشعب. لقد سئمنا اللقاءات والاجتماعات والتصريحات عن قرب المصالحة وكانها اصبحت الهدف بدلا من مقارعة الاحتلال والاستيطان فهل استعادة وحدة الشعب اصبح هدفنا؟ بدلا عن تحرير فلسطين وهل المصالحة اصبحت بديلا عن الوحدة الوطنية؟ وان عجزنا خلال السنوات الخمس الماضية عن ردع من كان سببا بهذا الانقسام، وقدمنا له كل الفرص للتراجع والعودة الى وحدة الصف الوطني،وبقي مستمرا في عناده وصلافة مواقفه المتقلبة وبكثرة ، المفاهيم والتفسيرات لكل كلمة تقال او تكتب، ليتراجع عنها بتصريحات تصيب شعبنا بالخذلان فاصبح موضوع المصالحة مثل قصة ابريق الزيت التي كانت ترويها لنا الامهات او الجدات كي نخلد لنوم عميق.
قناعتنا ان هناك من لا يريد المصالحة ولا يريد الخير لهذا الشعب طمعا بالمحافظة على ما حصل عليه من مواقع ومن اموال وثراء فاحش، وهم اصبحوا معروفين بالاسم وليس فقط بصفتهم تجار الحرب والانفاق، اصبحوا يقولونها علانية وبوضوح النهارمستندون على دعم قوى اقليمية متنفذة ومرتبطة باستغلال الوضع الفلسطيني لصالحها.
ومن هنا فان الموقف المسؤول للاخ القائد جمال المحيسن الذي تحدث بمسؤولية وطنية وتاريخية استشفها من عناء وعذاب اهلنا في غزة مطالبا اياهم بالثورة على هذا الواقع المرير الذي سببه بعض الاطراف المستفيدة في حماس ومن يدور بفلكهم هو حديث وموقف مسؤول وشجاع فقد وضع الاصبع على هذا الدمل وطالب بازالته ومعالجة ما قد يبقى من أثاره. وهذا في نظرنا يمثل موقفا وطنيا حريصا على وحدة الشعب والارض والقضية. ويجب على كل من يؤمن بذلك ان يتحرك بالشكل والاسلوب المناسبين للوصول لهذا الهدف، بالثورة بالعصيان المدني بالنزول للشوارع والساحات لاسقاط، من تمسك بالسلطة الربانية وأقام حكما مطلقا، تماما كما سقطت دكتاتوريات متعددة في مختلف بقاع العالم. وهذا واجب وطني واخلاقي ملتزم بحق شعبنا في الحياة الحرة الكريمة.
اما دعاة الانقسام مع سبق التعمد والاصرار وهم بعض المرفهين منظري الانقسام في عاصمة التآمر البريطانية من امثال ابراهيم حمامي الذين يعيشون على فتات اسيادهم من حكام الانقسام في غزة والذي لا يريد ان يرى ويسمع معاناة اهلنا في غزة، ويكتفي بما يسمح له بمشاهدته من اسياده، فالكهرباء متوفرة والسولار والغاز ايضا ولا توجد اي ازمة في غزة لا سجون لا قمع للحريات بل ان الامارة في غزة يجب ان تكون مثالا لكل ما يسمى اليوم بالربيع العربي، لا يا سيد حمامي كلامك مردود ومرفوض تماما كما هو مرفوض الاستمرار بالانقسام. كما هو مرفوض دعوتك للاقتتال الفلسطيني وخلق فتن جديدة بين ابناء الشعب الواحد فهل لشخص عاقل ان يقول ما قلت واقتبس منك // لا ننكر ولا نخفي سعادتنا وغبطتنا بانقشاع ضباب المصالحة وبشكل سريع // باي اخلاق تتحدث ونيابة عن اية اجهزة استخبارية وعميلة؟ اسرائيل هي التي تسعد باستمرار الانقسام ومعها عملائها من المستفيدين، وماذا عندما تقول واقتبس ايضا //ان اهلنا في غزة كان لهم شرف اطلاق الثورات العربية يوم ثاروا ضد الظلم والفساد والعمالة والنذالة.. وطهرو القطاع// هل هذا الكلام تعبير وطني يعكس ما تعيشة غزة هاشم اليوم، ام كان الاحرى ان تذكر غزة التي انتفضت عام 56 ومن رحمها ولدت الثورة الفلسطينية المعاصرة بانتفاضاتها الدائمة قبل ان تولد حماس ، اهالينا في غزة تاريخهم اكبر واعظم من ان تربطه بانقلاب دموي خرقت فيه مجموعة من العصابات المسلحة الشرف الوطني الفلسطيني واستعملت فيه السلاح ضد ابناء الشعب الواحد، اهلنا في غزة يا سيد حمامي لا يشرفهم ولا يليق بهم ان يكونوا حماة للقتلة وحماة لفساد قلة هم حثالة شعبنا الذين تتوافق واياهم على الاستمرار بالانقسام.
اهلنا في غزة يريدون الوحدة وسيسقطون الانقسام ودعاته من امثالك، يومها لن نسمع نعيقك ولن تمتلك الجرأة حتى لزيارة غزة لتبقى مدفونا في ضباب لندن . خسئت ومعك كل دعاة الانقسام والفتنة،




Palestine the 194. State in UNO



--