عز الدين الهردوف القديمي : يلخص تاريخ الجولان التجاري
الكاتب : محمد زعل السلوم

البداية والتأسيس من النقل على الجمال الى النقل علىالشاحنات ومن بيت الشعر الى المباني
الكاتب : محمد زعل السلوم

عزالدين عيد القديمي الشهير بالهردوف ابو عدنان

مواليد 1929مدينة القنيطرة كان لديه 30 سمان بالجولان

قدم والده عيد الهردوف الى قرية السمك عند الشيخ عفاش بن عبد العزيز حيث لمتنشأ مدينة القنيطرة آنذاك وانما كانت مجرد سرايا

اما عيد وليد القديمي الهردوف مواليد 1858

كان يستقبل البضاعة على الجمال من دمشق الى قرية السمك وكانت المحلات عبارةعن بيوت شعر عربية اذ لم يكن هناك اعمار

تزوج عيد 4 نساء

كان لعز الدين عيد الهردوف مبنى بمدينة القنيطرة بساحة بانياس وبعد 67 خرجكبقية اهل الجولان حفايا عرايا

كان اهل القرى يأتون للقنيطرة ويحصلون على حاجياتهم

وكانوا يسددون ديونهم للتجار حسب المواسم وهي بالجولان 3 مواسم وهي الربيعبعد بيع الخراف والصوف والسمن والخريفي والصيفي للذرة البيضاء والقمح

تجارته للقماش بالقنيطرة

كان يبيع القماش ايضا فالبدوية ترتدي الشرش ويبقى لسنة كاملة وكذلك انواعالاقمشة والملابس كرامنطو والملس والترغال وكل شخص حسب امكانياته

وهناك رداء الزبون عند البدو اوالقنباز عند الدمشقيين وهو لباس تركي وهوحرير بالصيف وجوخ بالشتاء

اما الشيوخ فيؤمن لهم لباس الجوخ وكان مصدره الاساسي دمشق التي تزوده بكافةانواع الاقمشة وبالمقابل يقوم تجار دمشق باستيراد هذه الاقمشة من انكلترا او الصيناو اليابان

وكان لكل تاجر عميل بصاغة الذهب فعندما يأتي الزبائن فانهم يتوجهون الىالتاجر ليقوم بتأمين ذهب للعروس وكل تاجر له منطقة خاصة به

اما فلاحي الجولان فيرتدون الشروال والقميص زالجاكيت والحطة السوداء

غالبية الاقمشة وطنية

اما لباس نساء الشيوخ فهي شمبر بلدي وفرملية جوخ وعصابة حرير بلدي

كذلك كان يقوم بتجهيز ملابس وذهب العروس من عصبة وفرملية وذهب كل حسبامكانياته

وهناك مبرك الماني للفلاحات وقميص وصدرية وجاكيت

وترتدي الفلاحات بالعادة الوان زاهية وموردة فضلا عن الشاش الابيض والروبالبويلين المزهر والمخمل وهو اما محلي الصنع او الماني او فرنسي او ياباني وذلكحسب الامكانيات

كذلك الشراكس كانوا يرتدون كالعرب من اهل المنصورة والخشنية من حطات وعقل

كان لعز الدين بنفس البناية محلين مساحة كل محل 25م مع مستودعات بنفسالبناية

كان يقوم ايضا بتأمين الحبال لأيام الحصيدة ومرس بفتح الميم والراء وتسكينالسين وكانت من نوع الكتان حيث لم يكن هناك النايلون بتلك الايام

ادوات التاجر كبائع قماش فهي الادوات التقليدية الاعتيادية من مقص ومترويبيع القماش جملة ومفرق

اما من انواع القماش الذي انقرض فهو القماش اليمني كما يسمى ولم يعد لهوجود

اما الاسعار فكانت بسيطة جدا وكذلك المرابح بالنسبة للتاجر عكس هذه الايامفثمن علبة الراحة مثلا كانت بفرنك سوري وكان هناك قناعة عند الناس

وكان بالقنيطرة مابين 30-40 محل لتجار الاقمشة

و4-5 اصناف اقمشة كانت تباع ولم يكن هناك منافسة

كانت خياطة القماش محلية واليوم معامل تصنع الجاهز

وكان اللباس مختلفا بين بين المدينة والقرية عكس ايامنا هذه

كما كان هناك نساء متخصصات بالخياطة وموجودات بالبيوت ولديهن مكنات يدويةيخطن السروال بنص ليرة وربع ليرة كامرأة مشهورة بالقنيطرة هي ام عز الدين وغيرهاوكن يقمن بالخياطة بذات اليوم وفورا وكانت سريعة جدا وليس كايامنا هذه حيث ياخذالمصمم عدة ايام وحتى اسابيع لاعداد التصميم

التجارة الغذائية وسمانيه الثلاثين بقرى الجولان

اما بالنسبة لعمله بتجارة المواد الغذائية فيقوم بتأمين السمن العربي مننفس المنطقة والناس لاتشتري الزيت

اما البقر الجولاني فيصفه عزالدين بان لحم الغنم الجولاني ولحم البقرالجولاني يمتاز بلذة طعمه

وللبقرة الجولانية شكل جميل ولون ابيض واسود وتحلب من 5-6 ارطال يومياباليوم الواحد وسمنها دسم ويعد لحم اغنام الجولان الافضل عالميا

بالنسبة لبضاعة عزالدين الهردوف فكانت تصل للقرى الامامية بالجولان قبل1948 مثل المفتخرة وغرابة والبارجيات وخيام الوليد

وقبل 1948كانت تصل بضاعته الى الخالصة شمالي فلسطين بقضاء صفد وكانت سوقهاكبيرة ومركزية بتلك المنطقة اي سهل الحولة

وكان سوق الخالصة يستقبل بضائع من الجولان وجنوب لبنان وتجار القنيطرةيرسلون بضائعهم اليها انذاك

كان عزالدين يغطي قرى الحولة الجولانية وهي الدردارة وعين التينة والصيادةوالدرباشية وعين مامون والمفتخرة وغرابة والعقدة والبارجيات وتل غريزيات وصولالبانياس

ويعتبر عزالدين نفسه منتسبا لعشيرة الهوادجة وكاتنت هذه العشيرة تمتلكالكثير من الاغنام والابقار وبالتالي السمن العربي الاصيل

وبالنسبة لوضع التاجر القادم من القنيطرة الى سوق الخالصة بفلسطين فكانالسمن البقري هو المرغوب بشكل كبير اكثر من سمن الغنم اما في سوريا اي القنيطرةودمشق فيفضلون سمن الغنم

كما كان التاجر يقوم بتأمين الجميد والهقط للمليح ياي الشاكرية باللهجةالجولانية وكذلك تأمين الشنينة او اللبن الرائب لتحضير المليحي او الشاكرية

ومن انواع الطبخ الشهير بالجولان فهناك الصاجية والتي تختلف عن المليحيفيغمر اللحم بالماء ثم تقلب بالصاج حتى تصبح حمراء وهناك الهفيت وهو خبز يوضع تحتاللحم ثم يضعوا فوقه البرغل اما اشهر اكلات الشركس فهي الفطائر بالجبنة والشيبس والباسطةولكن الشركس تعودوا بعادات العرب او البدو

كانت الجبنة بالبداية جبنة محلية الصنع من القنيطرة اي البقر او الغنم اوالجاموس وبعد انتشار الجيش بالجبهة بعد الاستقلال فاصبح التجار يحضرون المعلباتالخاصة بالجبنة وهي من ماركات البنت والكارباريتار وكرافت

كما كانت معلبات اللحمة تستورد لحمة الخروف من يوغسلافيا ورأس الثور منهولندا والطون الامريكي والطون الياباني

اما السكاكر باشكالها وانواعها مثل الصباح وأمية وناشد اخوان والتموروالعجوة من سوق الهال

والحلويات بالاعياد حيث كان هناك 4 معامل للراحة بدرعا وكان عزالدينالهردوف يشتري بهذه المناسبات حوالي 4 طون راحة ويأتي سمان من كل قرية ويأخذ 100علبة راحة ويعود بعد 10 ايام

اما علب الحلاوة فكانت من التنك ونصاصي تزن الواحدة 8 كغ وهي مخصصةللعائلات الغنية بالجولان مثل السلوم والفاعور والعفاش والطحان

ويتم شراء الحلويات بالجولان لغاية الاعياد وزيارة الارحام

كما كان ابوعدنان يقوم بتأمين أسرجة الخيول والعتاد العسكري والجنادات وكانيقوم بالحصول على هذه البضاعة من سوق السروجية بدمشق وسوق الهال وسوق الحريقةبدمشق

ايضا كان يعمل على تأمين المقشات وأكياس الورق وكل الحاجيات وحتى الذهب عنطريقه

فكل عائلة كبيرة بالجولان لها تاجرها او يسمى عميلها الذي يؤمن كل شيء

في السابق يقول ابوعدنان الهردوف ان الذهاب الى دمشق يحتاج ايام ثم جاء عصرالسيارات والبضائع من نقلها بالجمال من دمشق الى الجولان الى الشاحنات وقد عايشالعصرين

اما البضاعة التي كان يبيعها من القنيطرة الى دمشق فكانت السمنة وتحدث عنحادثة طريفة حصلت معه انه من كثرة خيرات الجولان وقوة تصدير السمن العربي سواء غنماو بقري لم تعد سوق دمشق قادرة على استقبال المزيد فاضطر ابوعدنان الهردوف الىتوزيع هذه السمنة على مطاعم دمشق والتسديد حسب استخدامها

كما كان له دلال يمر على اسواق الشام ويؤمن الزبائن وايضا الحسبة من بندورةوبطيخ حيث يصدره الى مدينة دمشق فيصدر البطيخ بمعدل 14 طون سنويا

كما يحصل غالب الاحيان على تصاريح داخل الجولان ذاته لتوزيع البضاعة وكيلوالبطيخ تلك الايام كان ب9 قروش ويربح من الكيلو قرش واحد ليصل الى الزبون بعشرقروش

اما القمح الجولاني فكان له حواصل ويرسل الى الشام بوايك اما العدسالجولاني فمميز ومطلوب جدا ويباع بالمد ومد العدس يعادل 23 كيلوغرام اما مد القمحفيعادل 16 كيلوغرام

وكان ابوعدنان يعتمد على قرى اقاربه الهوادجة حيث ينتسب الى عشيرتهم رغماصله الدمشقي الا انه يفتخر بانتسابه اليهم فكان يقوم بتأمين العدس من قرية قرحتاوعدس الجولان يختلف عن عدس حوران وكان يبيع التجار في القنيطرة من عائلتي ابوشعروفرواتي بسوق الحبوب بالقنيطرة فباع كيلو العدس حين انقطع موسمه ذات عام ب17 قرشوقام بتأمين 12 طون كانت دمشق بحاجة اليها وارسلها بشحنة اسماعيل رباح التي تعملبين الشام والقنيطرة كما يرسل القمح معه

اما زيتون الجولان فلم يكن مرغوبا حتى عند الجولانيين لانهم لم يزرعوهبكثرة وكانو يشترون السمن على الغالب

وكانت هناك معصرة للزيتون ببانياس الجولان فيأخذ ابوعدنان من قرحتا التيزرعت الزيتون بوقت متأخر قبيل النزوح ويرسل زيتونها الى معصرة بانياس واعادتهلقرحتا دون بيعها حيث تقوم عائلة العفاش بتوزيع الزيتون على الاهل والاقارب دونمنفعة تجارية كما يذكر ابوعدنان

كما كان ابوعدنان يقوم بتأمين جميع المعلبات بأنواعها للجيش وبكافة الاوقاتمن تموين كامل

يتحدث ابوعدنان عن المونة بالجولان وخاصة مدينة القنيطرة فيتحدث عن الكشكوالهقط والقاورما التي كانت توضع بجرة بمكان بارد

والمقرن الشمالي من الجولان كان باردا لذلك كان الدروز اكثر من اشتهر بالقاورما

ابو عدنان ورمضان وبرد القنيطرة

يتحدث ابوعدنان ايضا عن اجواء رمضان بالقنيطرة وماالحاجيات التي يؤمنهافكان يقوم بتأمين قمر الدين للسحور والحواضر والجبنة كانت توضع بمطربانات والزيتالبلدي والمقدوس بالزيت وان كان منزلي الصنع غالب الوقت

اما عن البرد الذي تشتهر به القنيطرة فكانوا يضعون المنقل الفحم وفيه نصفكيلو او كيلو فحم فقد كانوا لايعرفون البرد ولايشعرون به فيتحدث عن قصة طريفة انهعندما كان طفلا واخوته يذكر انهم كانوا يخرجون بلباسهم الداخلي بارض الديار ببيتهمبالقنيطرة بل ويخرجون بها الى الثلج بخمسينية الشتاء

ابوعدنان الهردوف بعد عام 1967 سيرة ذاتية

بعد النزوح ذهب ابوعدنان الى بشير العاص وكان محافظا لدمشق آنذاك فأمن لهوظيفة براتب 200 ليرة سورية بالشهر فلم تعجبه الوظيفة وهو التاجر المعروف فذهب الىلبنان الى نوري الحكيم والذي كان وزير سابق للاقتصاد في سوريا وزار ابوعدنانببيروت بيت الغازي الذين عاشوا بقرحتا عام 1915 وهم اصدقاء له ولعائلته فقدم لهنور الحكيم وظيفة ب200 ليرة لبنانية فلم يعجبه ذلك وعاد الى دمشق ثم ذهب الىاصهاره بسوق مدحت باشا وكان المحل يبيع ب20 ليرة سوري فاصبح يبيع بين 500-600 ليرةسورية يوميا لان الرعيل الاول من ابناء الجولان من النازحين اصبحوا يشترون من عندهواصبح محله معروفا وعليه رجل اي قدم ومع ذلك لم يعجبه لانه تاجر جملة فقرر السفرالى الكويت فاتفق مع اصهاره من بيت المعراوي

وحتى عندما توجه الى الجوازات وجد شخص داغستاني من القنيطرة وهو ابن خليلسلطان الداغستاني واخرج له جواز السفر فورا وكان هناك طائرتين متوجهتين للكويت هماداكوتا ونفاثة فسافر بالداكوتا الى الكويت وكانت الكويت انذاك تتفوق على جميع دولالخليج وبدأ باستيراد البضائع من دمشق الى الكويت ثم اصبح يستورد بعد ذلك من الصينواليابان وبريطانيا

بسنة 1976 اشترى منزل بالمزة جبل بمساحة 260 متر ثم اشترى طابق ثاني لابنه

بقي 22 سنة بالكويت واثناء اجتياح الكويت عام 1990 كان لديه اموال ببيتالتمويل الكويتي وبعد تحرير الكويت قام البنك بالتعويض عليه

اما محل مدحت باشا فباعه

عمل بدمشق بمعمل تطريز كشراكة من 6-7 سنوات وهذا المعمل اليوم مؤجر ببوابةالصالحية ببناء مجذوب

عدد اولاده 4 تخرجوا مهندسين

معلومات اخرى عن اهم التجار بالقنيطرة

كان شيخ سوق القنيطرة محي الدين الهردوف وهو مختار القنيطرة بذات الوقتومستشار المحكمة لحل قضايا التجار كخبير

من أشهر تجار القنيطرة قبل 1967 هم

-عز الدين قديمي الهردوف

-ديب ناجي وهو تاجر جملة

-محمد سعيد ابوشعر وشتيوي محمود وهما تاجرا الكترونيات شهيران

-عبدالرحمن شحادة وهو اكبر تاجر اغنام بالقنيطرة وكان يملك 10000 عشر الافراس غنم

-ابو صياح الحرستاني واولاده موفق وممدوح وصلاح

-حسن شتيوي وعادل البيتموني وكان لديهما كازية القنيطرة وحسبة

-ايليا صنيج وهو صائغ ذهب وهو الاشهر بالقنيطرة

مخاتير القنيطرة

مختار الداغستان هو علي زرو

مختار العرب محي الدين الهردوف

مختار الشركس خالد طوموق

مختار المسيحيين أبو نمر