من الأمور التى يصدعنا بها الاعلام التليفزيونى المصرى حكاية أن احتياطى النقد الأجنبى فى البنك المركزى تناقص من كذا وثلاثين مليار إلى ستة مليار والمصيبة أنهم يستضيفون فى البرامج التليفزيوني مسئولين سابقين كعلى لطقى رئيس الوزراء الأسبق الذى قال أن مصر ستفلس بعد أربعة شهور فالاحتياطى يكفى الاستيراد وسداد بعض الديون لأربعة أشهر وتكررت نفس النظرية مع العديد من الضيوف فى برامج مختلفة ببصورة تكاد تكون يومية وهذا الاعلام هو اعلام فاسد يستدر عطف فقراء مصر ليتبرعوا ويعملوا مقابل أجور لا تكفي لاطعام اسرهم بينما الحكومة تاركة لكبار موظفيها مرتباتهم وحوافزهم وبدلاتهم التى تقدر بالملايين ومئات وعشرات الألوف شهريا ويطالب الفقراء بالامتناع عن الاضرابات والاعتصامات فى نفس الوقت .
هذا اعلام الفاسد يتناسى أن المصريين فى الخارج ما زالوا يرسلون فوائض دخولهم شهريا كما كان يحدث قبل الثورة وهى تقدر بمليارين او أكثر أو أقل قليلا وما زالت قناة السويس تدر دخلا يوميا لا يقل عن خمسين مليون مصرى وأننا فى شهر مارس موعد تحصيل الضرائب التى تقدر بأكثر من مائة مليار وما زال البترول وغيره من الصادرات يصدر للخارج فالحصيلة إذا متجددة والأهم أننا عندنا كنز اسمه القوات المسلحة لديه رصيد هائل أكبر من كل موازنة الدول وهذا الرصيد كله بالعملة الأجنبية لأنه استيراد السلاح لا يتم إلا به
هذا الرصيد الذى تبرعت منه القوات المسلحة بمليار دولار يعنى وجود مائة مليار دولار عندها أو أكثر من رصيد الموازنات السرية عبر ثلاثين سنة فنحن لا نشترى سلاحا من ثلاثين سنة سوى خردة الغرب وما زالت الطائرات الحربية التى تجرى تدريبات فى سماء بلادنا هى طائرات الميج والسوخوى من ستينات وسبعينات القرن العشرين وما خرج من دبابات وعربات مجنزرة لتأمين الثورة كان عبارة عن اشياء قديمة خرجت من مخازن الكهنة وليس من مخازن جيش حديث
فهل يرحمنا هذا الاعلام الفاسد من تلك الاسطوانة المشروخة التى صدعنا بها فلا يجوز الضحك على الشعب بعد الثورة ؟