السفر مع الأولاد... شر لا بد منه



كيف تستمتعون بالتجربة بأقل «الخسائر»


بيروت: منال جوهر
يرغب الكثير من الناس في السفر وزيارة دول اخرى للتعرف على ثقافاتها المختلفة او لمجرد الاستمتاع والاسترخاء. لكن في حال وجود الاولاد يتحول السفر احيانا الى تجربة مؤلمة يحسب لها الوالدان الف حساب ويخافان من الاقدام عليها اذا لم يكن لها من داع. ويرجع سبب خوف الوالدين من السفر برفقة الاولاد، الى حيوية هؤلاء المفرطة وحركتهم التي لا تهدأ، بالاضافة الى طلباتهم التي لا تنتهي وتزيد تعب الوالدين سواء في قاعة الانتظار او داخل الطائرة.
وتشتكي ميساء من ان ابنها البالغ من العمر 5 سنوات يعاني من دوار الحركة، وغالبا ما يتقيأ اكثر من مرة خلال الرحلة. لذلك تعمل جاهدة طوال الرحلة على تهدئته والهائه لابعاد فكرة التقيؤ عن رأسه.

اما رولا فتعاني من حركة ولدها المستمرة، بحيث تستنزف محاولة تهدئته كل طاقتها فتصل الى وجهتها كمحارب مهزوم متعب، لا تقوى على الابتسام في وجه الاصدقاء والمحبين الذين ينتظرون وصولها. وقد تحاول بعض الامهات اعطاء اولادهن ادوية مهدئة كتلك التي تستعمل في خفض الحرارة. الا ان الخبراء ينصحون بعدم الاستعانة بهذه الادوية قبل استشارة طبيب، اذ ان تأثيرها قد يأتي بنتائج عكسية لدى بعض الاطفال فيزيد نشاطهم لتتحول الرحلة الى كابوس مرعب لاهلهم.

ويجمع الخبراء على ان اول خطوة يجب القيام بها قبل السفر تكمن في التقصي عن شركة الطيران والخدمات التي توفرها للاطفال منعا لاي مشكلات لاحقة.

كذلك يجب الانتباه الى كيفية اختيار المقاعد، اذ ان المقاعد المجاورة للنوافذ قد تكون مثالية لإلهاء الولد لكن اذا كان كثير الدخول الى الحمام فعندها سيسبب هذا المقعد مشكلة كبيرة لاهله وجيرانهم. اما اذا كان الطفل صغيرا فان الجلوس على المقاعد المحاذية للممرات سيتسبب بنوع آخر من المشكلات بسبب عدم انضباطه ورغبته المستمرة في استكشاف محيطه. من اجل ذلك يتعين على الاهل الانتباه الى طبيعة ولدهم او ابنتهم قبل حجز مقاعد الرحلة.

الا ان محنة بعض الآباء والامهات تبدأ من المطار وتحديدا في قاعة الانتظار حيث يبلغ توتر الاولاد اشده. من اجل ذلك ينصح الخبراء والامهات المجربات بان يحمل كل ولد حقيبته الخاصة المليئة بكل انواع وسائل الترفيه المحببة الى قلبه من العاب ودفاتر واقلام تلوين ليتلهى بها. وتؤكد سهى، وهي ام لثلاثة اطفال، ان افضل طريقة لضمان استمتاع ابنائها خلال السفر تتمثل في اخفاء العابهم المفضلة قبل موعد السفر باسبوعين ثم مفاجأتهم بها في المطار. وهذه النصيحة جيدة كونها توفر على الاهل عناء شراء العاب جديدة لاسكات اولادهم، لكن من المفضل عدم اضافة العاب تصدر اصواتا مزعجة حرصاً على راحة جيرانهم خلال الرحلة.

الا ان وجود الالعاب ووسائل الترفيه لا يعني الراحة التامة للاهل، لانهم وسيلة الترفيه الوحيدة التي يعرفها اولادهم وسيظلون يحاولون اشراكهم في كل شيء لاستنزاف قواهم.

ومن النصائح المفيدة ايضا، الاستعانة برباط امان من تلك المخصصة للاطفال حيث انها ستمنح الطفل مجالا كافيا للعب والحركة مع البقاء ضمن «مرمى حجر» من والديه.

اما بالنسبة الى حزم الحقائب فافضل طريقة لذلك تكمن في جمع كل ما قد يحتاجه الاطفال في السفر ثم محاولة التقليل من الكمية الى ابعد حد. وقد يتطلب هذا الامر عدة محاولات قبل التوصل الى المعادلة المطلوبة. كما يُفضل استعمال اكياس محكمة الغلق لوضع الادوية والحفاضات والملابس الداخلية وغيرها كل على حدة كي يسهل الوصول اليها لدى فتح الحقيبة.

اما بالنسبة الى الام فعليها ان تنسى هوسها بالاناقة لدى سفرها مع الاولاد لان الملابس العملية اكثر فائدة في هذه الحالة، وهكذا يتوجب عليها الاستغناء عن الحذاء ذي الكعب العالي والحقيبة الصغيرة لصالح حقيبة ظهر كبيرة بجيوب متعددة وحذاء خفيف يصلح للجري لمساعدتها على اللحاق بالاولاد ومجاراتهم في لعبهم وركضهم.

كذلك يجب ان تتضمن حقيبة الظهر ملابس بديلة للاولاد وللام في حال اتساخها، واكياساً معطرة من تلك التي تستخدم لرمي الحفاضات والتي يمكن استعمالها ايضا اذا تقيأ احد الاولاد مع ضمان اخفائها للرائحة غير المرغوب فيها. اما اهم ما يمكن للام ان تضعه في حقيبتها فهي المناديل المعطرة او العادية التي تشكل حليفها الاول في تنظيف الاولاد خاصة بعد تناول الطعام. ولتسهيل الامور ينصح بوضع جوازات السفر والاوراق المهمة في حقيبة صغيرة منفصلة تعلق على الخصر او الرقبة لسهولة الوصول اليها، ثم توضع في حقيبة الظهر لدى الصعود الى الطائرة.

واذا كان الطفل لا يزال يرضع فيستحسن احضار كمية من زجاجات الرضاعة المعقمة مع علبة مقسمة بالمقادير اللازمة ناهيك بالاطعمة المخصصة لها. لكن من المؤكد ان الاهل يعرفون ما هو الانسب لاطفالهم وسيتصرفون على هذا الاساس، وان كان من الضروري التشديد على تحليهم بالصبر وطول البال في التعامل مع اولادهم وطلباتهم التي لا تنتهي.

* نصائح للترفيه عن الاولاد

* - على الاهل ان يجهزوا انفسهم لكل الاحتمالات وعدم الاكتفاء بما يمكن ان تقدمه شركة الطيران لاولادهم.

- اسمحوا للاطفال الاكبر سنا بحمل حقائبهم الخاصة، المليئة بوسائل الترفيه المختلفة من كتب والوان ودفاتر تلوين واشرطة والعاب الخ...

- خذوا العابا يحبونها واخرى جديدة لمفاجأتهم خلال الرحلة.

- لفوا الالعاب باوراق جذابة لتزيدوا قيمتهم الترفيهية.

- خذوا البوم صور صغيراً يضم صور افراد العائلة لتعريف الاطفال عليهم خلال الرحلة.

- الامتناع عن احضار العاب تصدر اصواتا مزعجة.

- الجأوا الى البالونات كحل اخير لملء وقت اولادكم في قاعة الانتظار او الترانزيت.

- لا تتوقعوا الراحة قبل هبوط الطائرة لان الاهل هم وسيلة الترفيه الوحيدة التي يعرفها الاولاد.

الشرق الاوسط

ليس هناك اورع من رحلات الاولاد مع الاهل ...
ايه شكرا على هذا المقال