نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
على مدى 25 سنة ....كنت خير سفير لبلادي بكل أصقاع الأرض ولم يكترث لتميزي ونجاحاتي... أحد .....


بلدي وإن نستني علي عزيزة ...وأهلي وإن نسوني يبقون كراما ....
هكذا ابتدأ الربان مصطفى كريدلي حديثه الهاتفي معنا من أثينا -اليونان ....
وحديثنا كان معه كالأتي
س. هل لك أن تحدثنا كابتن مصطفى بلمحة قصيرة عن حياتك :


بداية أنا أعتذر من الشاعر قائل البيت من الشعر أن حرفت به فبلدي هي أمي والأم لاتجور على ابنها مهما قست انا أحد ابناء سوريا في المهجر غادرت بلادي قبل 28 عاما والتحقت بالاكاديمية العليا للبحرية التجارية في أثينا اليونان وأكملت تعلمي الاكاديمي على نفقتي الخاصة حيث كنت أعمل ليلا لإحدى الصحف المحلية كرسام كريكتوري ومدقق للاخبار الدولية وفي النهار كنت اتابع دراستي في الكلية البحرية .
كان الامرفي غاية الصعوبة وللكثيرين كان ضربا من المستحيل فأنا لم أكن املك إلا مواهبي في الرسم والأدب ولا أعرف أي انسان في بلد لا أقرباء لي فيه ولا معين إلا الله –لم أكن أعرف مامعنى عطلة نهاية الاسبوع أو العطل الرسمية لأنني كنت في فترة 24 ساعة أنفق منها ما يعادل ال 17 ساعة مابين الدراسة والعمل هذا الأمر لم يكن لفترة شهر أو اثنين بل كان على مدى 5 أعوام وفي فترات الصيف حيث كانت تغلق الاكاديمية أبوابها للعطلة الصيفية كنت أعمل خلالها على إحدى مراكب الصيد لأوفر أكبر قدر من المال وذلك لاعتمد عليه خلال العام الدراسي فيما لو أصابتني وعكة صحية أو مرض حيث لم يكن بوسعي الالتحاق بعملي في تلك الجريدة الامر الذي يعني أنني كنت سأحرم من مرتبي خلال تلك الايام ...
في آخر سنة لي في الكلية حيث كانت سنة التخرج كان علي أن أقدم مشروع تخرج كي أحصل على شهادتي هذا الأمر الذي كان من أكثر سنوات الدراسة مشقة لأنني كنت مصمما على أن أكون الاول على كليتي لانه كان تحديا شخصي لي بين باقي الطلبة كوني أجنبيا
منذ بداية العام الدراسي لم أكن أحظى بفرصة للنوم تزيد عن خمس ساعات يوميا حيث اخترت بارداتي مشروع تخرج يعد في مجال البحرية التجارية من أصعب المشاريع على الاطلاق ...
كان ذلك المشروع هو عبارة عن تصميم ودراسة هندسية لبناء سفينة شحن تجارية وكانت تكمن صعوبة هذا المشروع بانها تحتاج لمعلومات في هندسة بناء السفن والفن البحري بأنواعه ورسم هندسي جدا دقيق ...
بلغ طول الرسم الهندسي للمشروع- كما ذكرت صحيفة (خانيوتيكي ليفتيروتيبياس ) اليونانية إحدى الصحف التي أجرت مقابلة معي بعد تخرجي- وعنوته في صفحتها الأولى (طالب سوري يحوز على المرتبة الأولى بين أكاديميات اليونان ال 14 بمشروع تخرج –رسم هندسي-بلغ طوله بمقدار عرض شارع )(7 امتار)
أطلقت اسم الامير فراس على مشروعي وكان الأهداء للسيد الرئيس حافظ الأسد ولروح والدي الطاهرة ...
قررت وزارة البحرية اليونانية أن ذلك (قسم التعليم البحري للربابنة) تعميم مشروع تخرجي هذا على كل الاكاديميات اليونانية للبحرية التجارية واعتباره لوحة تثقيفية نادرة في علوم البحرية التجارية حيث ان المشروع كان باللغتين اليونانية والعربية وقد طلب مني خذف اللغة العربية منه ولكني رفضت .


س.كيف كرمت آن ذاك من وطنك الام سوريا ؟

فضحك الربان قائلا
لا ينتظر الابن من أمه أن تقول له شكرا على كونك ابن صالحا ...للأسف الشديد لم يكترث بي أحد على الإطلاق على الرغم من أن اليونان أنذاك كرمتني تكريما كان كبيرا لي بالرغم من كونه رمزيا مقارنة بما حصلت عليه من تميز حيث منحوني تذكرة طائرة أثينا دمشق أثينا مجانا ...ومبلغ من المال يعادل اليوم ال 500 دولار واستثناء للعمل على الاسطول البحري التجاري اليوناني فكما هو معروف آنذاك أن كل من يتخرج من الاكاديميات البحرية اليونانية تمهر شهادته بخاتم من قبل وزارة البحرية والذي يقول (يمنع العمل على السفن اليونانيةكونه أجنبي)
عدت إلى بلدي بفخر شديد وحاولت أن أقدم النسخة الاصلية من مشروعي للسيد الرئيس ولكني لم أحظى بفرصة لمقابلته

س.هل تابعت تحصيلك العلمي فيما بعد أم انك انصرفت للعمل ؟


أنا رجل أعشق العلم وهذا مكلف للغاية خاصة عندما تكون رب أسرة وعليك العمل لتنفق على تحصيلك العلمي وتكفي عائلتك بنفس الوقت ولكني أحمد الله أن وفقني واستطعت ان أنجح بالامرين ...
أنا اليوم أحمل مايقارب 35 شهتدة (اعذروني لا أذكر بالضبط فملف الشهادات امتلأ على أخره )(يضحك)
فأنا لم أترك في مجال البحرية التجارية وكل ماله علاقة بهذا المجال أي شهادة لم أصل إليها ....فمثلا مايحضرني الآن أنني كبتن بحري وربان أعالي بحار لجميع أنواع السفن وتخصصي قيادة ناقلات نفط عملاقة
ولي الفخر أنني أحد الرببانة ممن حالفه الحظ بأن يخدم على ناقلات نفط عملاقة فاقت حمولتها ال 500 ألف طن
كما أحمل شهادة مفتش في الشؤون الداخلية للسفن التجارية لنظام السلامة
العالمي من الاستشارية الامريكية EBS
ايضا أحمل شهادة مفتش للشؤون الداخلية للسفن التجارية فيما يتعلق بالبيئة صادرة عن الاستشارية النرويجية DNV
شهادة وساطة قانونية في الخلافات القانونية البحرية مابين أصحاب السفن والمصدرين من أكاديمية ناشن وايت أكاديمي من بريطانيا ....
شغلت منصب دكتور محاضر في الجامعة العليا لعلوم أعالي البحار لمادة الملاحة الدولية والقانون البحري
هذا ماأسعفتني ذاكرتي لذكره ....

س. في ظل كل ماتملك من هذه الشهدات والخبرات لماذا لم تعمل في سوريا ؟


(يضحك)
ياسيدتي أنا لم يكترث بي أحد عندما أتيت بنجاح مثل نجاحي فكيف لي أن أعمل في سوريا ورغم هذا حاولت عن طريق معارف عسى ولعل أن أنهي مشوار غربتي وأبقى بجانب عائلتي للعمل في بلدي ولكن للأسف ماعرض علي لم يتجاوز أكثر من مكان موظف عادي جدا(محاسب بمصفاة بانياس)

س. ماهو رأيك بما يجري الأن وكيف تختم في كلمة لمتابعيننا في سوريا والخارج ؟


يؤسفني جدا مايحصل في بلدي ...والله إن القلب ليدمع ويبكي دما قبل العين فسوريا لاتستحق مايحصل لها ومايجري فيها ...الكثير هنا يسألني هل أنت معارض أم مؤيد وصدقيني أكاد لا أفهم هاتين الكلمتين على الرغم من اتقافني للغلة العربية بشكل جيد جدا ...فوسط هذا الفيضان الكبير من الضخ الاعلامي في الغرب والذي يتناقض فيما بينه لنقل حقيقة مايجري في بلدنا أكاد لا أعرف اين تبدأ كلمة معارض واين تنتهي كلمة مؤيد فكلا الاصطلاحين أكاد لاأفهمه لغويا فمعارض لمن ولحساب من ومؤيد لمن ومن أجل من .....فإن كان سؤالك إن كنت معارض لكل مايجري من حمامات دم في بلدي وكل مافيها من فساد ومحسوبيات وانتشار الرشاوى وعدم محاسبة كل مايخل بالامن ببلدي ويريد دمارها وإثارة الفتن مابين كل أطياف السوريين كل السوريين بكل معتقداتهم وأديانهم وطوائفهم ..فإذن سجلي عندك بأني معارض وبشدة وإن كان المؤيد هو من يرفض كل أشكال التدخل الخارجي ببلدي بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال شخصيات أو فئات ومن يرغب في الإصلاح والحوار الداخلي والعمل والتطور والدفع بمنهجية النهضة على كل الاصعدة وتفعيل المقولة المقدسة التي تقول الرجل المناسب في المكان المناسب وعودة الاستقرار واستتباب الامن وسيادة القانون لبلدنا فسجلي أنا مؤيد وبشدة ....



في النهاية أحب أن الفت نظرك لأمر هام لست ممن يجيدون التملق ولا النفاق ولا حتى تمسيح الجوخ كما يقولها السوريون ولا الاطراءات بقصد الوصول لمنفعة من أي كان والدليل أنني لازلت في المهجر منذ أن غادرت بلدي ...لم أفعل يوم ولا أفعل ولن أفعل ولو بقيت طوال حياتي في المهجر ولكن مااتمناه هو أن أكون بيوم ما ذو منفعة لبلدي بكل خبراتي ومعلوماتي التي حصلت عليها بمجهود شخصي بحت

منقول