تجربة صعبة للجولانيين الدارسين في سورية




تجربة صعبة للجولانيين الدارسين في سورية

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الحدود بين الجولان والارض السورية تجربة صعبة للطلاب
تقرير: أحمد البديري
بي بي سي - الجولان المحتل



مئات من طلاب الجولان يتركون عائلاتهم لمتابعة دراستهم في سورية
يدرس المئات من طلاب الجولان السوري المحتل في جامعات الوطن الام سورية فلا يوجد جامعة في الجولان, وعدد كبير منهم لا يرغب بالدراسة في الجامعات الاسرائيلية . شروق مرعي درست صيدلة مع اختها التوأم في جامعة دمشق و أحبتها كثيرا و لكن بعيد التخرج كان لابد لها من العودة إلى الجولان وإلا فإن السلطات الاسرائيلية لن تسمح بعودتها أبدا .

اسرائيل تسمح للطلاب و بعض رجال الدين من عبور الحدود بعد موافقة الاجهزة الامنية و عملية المرور تتم بمساعدة قوات الامم المتحدة . تصف شروق دمشق بالقول " إنها مدينة كبيرة والمجتمع كبير وبنايات عالية و جميلة و هناك كنت سعيدة ولكن كان لا بد لي من العودة لأنني اشتقت إلى أهلي ".

الطلاب و الطالبات يغادرون الجولان عند بداية العام الدراسي و لا يعودون إلا عند نهاية العام فلا يمضون الاعياد أو اجازة منتصف العام مع الاهل واذا ما حدث طارئ كوفاة الام أوالاب فالطلاب لن يسمح لهم بالعودة والسلطات الاسرائيلية عمدت مرارا على منع بعضهم من عبور الحدود تحت ذريعة الاسباب الامنية.

الحب الممنوع
الحدود بين الجولان والارض السورية تجربة صعبة للطلاب
الموقف الصعب هو عندما يقع الشاب الجولاني أو الشابة في علاقة حب مع شخص على الجانب الاخر وهنا القرار الصعب ترك الحبيب أو البقاء هناك إلى الابد , سألت عروبة مرعي عن هذه الاشكالية فقالت إن " بعض الصبايا كان عليهن العودة معنا و لكنهن وقعن في الحب فلم يستطعن العودة فبقين هناك، ,أما أنا فقررت منذ البداية إذا أحببت فلن أبقى و سأرجع إلى أهلي هنا , والصبايا اللواتي أخذن هذا القرار بالبقاء كان قرارا صعبا بلا شك ".

درست نيفين أيوب الأدب الانجليزي في جامعة دمشق وتقول إنها لم تشعر بالغربة في دمشق بالرغم من أنها تركت العائلة في الجولان " لن أقول أن السبب سياسي و المرء لا يشعر بالغربة في بلده , لن أقول ذلك و إنما لم أشعر بالغربة وكأنني كنت هناك قبل زمن طويل .. في البداية كانت هناك صعوبة في التعرف على الناس فهذا ليس من طبيعتي ومعرفة من أستطيع التأقلم معه ,هذا في البداية ثم مشت الامور بشكل عادي ".

حنين لا ينتهي
معظم الذين درسوا في سورية الام يشتاقون للعودة إليها و يريدون للاسلاك الشائكة أن تختفي وبعد التخرج فإن اللحظات الاخيرة قبل العودة إلى الجولان لا تنسى ,تقول نيفين أيوب والحزن بعينيها " عندما غادرت الشام كان الوقت فجرا أي أن الشام كانت معتمة وشعرت أنني أنظر إليها للمرة الاخيرة ,وأردت أن أشبع من كل شي في تلك اللحظات .. كان صعبا ".

وسيلة الاتصال بين رفقاء الجامعة بين الحدود هو الانترنت و مواقع الدردشة و لكن مع مرور السنين فإن الذكريات تبقى حاضرة.

يترك الطلاب و الطالبات في سورية الأحباب و الاصدقاء و لكنهم يرجعون إلى الجولان و معهم العلم الذي سيساعدهم على بناء مجتمعهم بشكل متطور و متقدم و بعقلية علمية متفتحة على العالم.




بيبيسي