وسط أكثر من خمسين ألف متفرج، ومتابعة الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في السعودية والوطن العربي، توج الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية ، فريق الهلال بكأس بطولة ولي العهد والميداليات الذهبية، وطوق أعناق فريق الاتفاق بالميداليات الفضية ، عقب انتهاء اللقاء الذي جمع الفريقين اليوم الجمعة على استاد الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض ، وانتهى بفوز الزعيم الهلالي بهدفين مقابل هدف، وطرد خلاله محترفه الكوري الجنوبي يو بيونج سو في الدقيقة 87 بالبطاقة الحمراء .


تقدم للهلال السويدي ويلهامسون في الدقيقة التاسعة ، وضاعف النتيجة اللاعب نواف العابد عند الدقيقة 21 ، فيما قلص النتيجة للاتفاق لاعبه الموهوب يحيى الشهري في الدقيقة 35 من اللقاء الذي نجح فيه الفريقين في تقديم الكرة السعودية في أبهى صورها ، وأعلنا من خلالها عن جيل جديد من المواهب القادرة على قيادة الأخضر بعيداً في عالم التميز الكروي أسيوياً ودولياً .



التتويج الهلالي يعد هو الحادي عشر بهذه البطولة ، والخامس على التوالي ، حتى بات الفارس الأميز لها من بين عمالقة الأندية السعودية .



مع مطلع الشوط الأول دخل فريق الاتفاق بمنهجية عنوانها مقارعة الهلال بنفس السلاح ، فدفع مدربه برانكوفيتش بأكبر عدد من اللاعبين في ملعب الهلال لتنفيذ الضغط المبكر، وحرمان الزعيم من فرض إرادته كالعادة على المنافس من خلال استحواذه على الكرة وإحباط المنافس مبكراً .. ولعل إسلوب تنفيذ الفكر الاتفاقي كان محدوداً ويتوقف عند عملية قطع الكرات مع إحداث بعض الإرتباك لأبناء القافلة الزرقاء .


على الجانب الأخر ، تماسك لاعبي الهلال وامتصوا الاندفاع الاتفاقي حتى هدأ ، فبدأت تظهر الأدوار وتكليفات مدربه الجديد ايفان هاشيك للاعبين ، فعلى الجانب الأيسر الذي يكون الجبهة الأخطر في الفريق ، تولى فيها سلمان الفرج العمل الدفاعي مع المساندة الهجومية، ومن أمامه لاعب الوسط المبدع نواف العابد وفي المقدمة الهجومية يو بيونج سو ، .. فيما تولى القصير المكير محمد الشلهوب قيادة وتوزيع الأدوار من قلب الملعب كصانع للعب ونقل الكرة من جبهة إلى أخرى ، مانحاً الفرصة للمدافع الأيمن سلطان البيشي للإنطلاق بالتبادل مع لاعب الوسط المهاجم سالم الدوسري، وعلى الجانب التأميني، تولى المغربي عادل هرماش مسؤولية العمل الدفاعي كلاعب إرتكاز من خلف الشلهوب .


لم يتحمل الدفاع الاتفاقي أكثر من 11 دقيقة من السيطرة الهلالية ، حتى فتح الطريق أمام عادل هرماش ليرسل كرة طولية للسويدي ويليهامسون من خلف قلب الدفاع الاتفاقي سياف البيشي ، لينفرد ويلي ويحول الكرة من تحت أقدام الحارس الاتفاقي فايز السبيعي كهدف التقدم للزعيم .

رغم التقدم بهدف ويلهامسون، لم يمنح الهلال منافسه لإحداث انتفاضة كروية نفسية من أجل التعويض، وعاود استحواذه على الكرة وتنويع تمريراته بفضل مهارات لاعبي الوسط العابد والشلهوب وهرماش والدوسري .


في مشهد أثبت فيه قدراته الفردية وإمكاناته الهجومية، شن الصاعد الواعد سلطان البيشي هجمة فردية سريعة راوغ فيها المدافع الأيسر للاتفاق حسن مظهر ومرر عرضية برازيلية لنواف العابد الذي سدد مباشرة في سقف المرمى محرزاً الهدف الثاني للزعيم الأزرق عند الدقيقة 21 من اللقاء.


في غفلة هلالية ، كاد الاتفاق أن يحقق التعادل عندما هيأ المهاجم يوسف السالم كرة حريرية لزميله كوجالي من عند نقطة ركلة الجزاء ليسدد إلى خارج المرمى الهلالي .



على مدار 34 دقيقة، لم يقدم فيها الاتفاق ما يقنع ويبرهن قدرته على منافسة الزعيم على اللقب، فعلى المستوى الدفاعي اعتمد على التكتل والروح القتالية، وعلى مستوى خط الوسط ومنطقة المناورة ، سلم مفاتيحها للهلال لاختفاء دور صانع اللعب لازروني ، واختفاء اللاعب المهاري صاحب القدرات الهجومية السريعة يحيى الشهري بفضل التكتيك الهلالي لإيقاف الشهري والذي نفذه الفرج والعابد .

الاستفاقة الأولى لمدرب الاتفاق جاءت عند الدقيقة 34 عندما دفع بيحيى الشهري للعب في قلب الملعب مع لازروني ، وبعد مرور دقيقة واحدة استطاع الشهري قيادة هجمة عنترية شق بالكرة طريقه حتى منطقة جزاء الهلالية وتبادل التمرير مع تيجالي فانفرد وسدد مباشرة على يمين الحارس خالد شراحيلي محرزاً هدف التقليص لفريقه (1-2 ).


مرت دقائق الشوط الأول بايقاع شبه موحد ، فالهلال يعتمد على الثقة في التمرير القصير الذي يمنحه السيطرة، فيما اعتمد الاتفاق اسلوب الهجوم الخاطف مراهناً على سرعة السالم والحمد في خطف التعادل والعودة بنتيجة المباراة إلى البدايتها ، حتى انتهى الشوط دون تغيير .


مثلما أنهى الفريقين الشوط الأول، دخلا النصف الثاني من اللقاء بمنهجية عنوانها الهجوم وفتح الملعب في كل الظروف ، ففي الوقت الذي اعتمد فيه الاتفاق على الهجوم المرتد السريع من القلب أو الجبهة اليسرى التي سيطر عليها حمد الحمد وأرهق فيها بيشي الهلال ، تأثرت على الجانب الأخر الفاعلية الهلالية بسبب البطء والرعونة التي أدى بها أحمد الفريدي، والتي جاءت بديلة لجدية ويلهامسون وسرعة أداءه في نقل اللعب من وسط الملعب إلى الهجوم .


ولعل الدقائق 48 ، 58 ، 64 كانت شاهدة على رعونة الفريدي في التعامل مع الفرص التهديفية ، خاصة أن جميعها كانت من إنفراد ، وفي المقابل تألق الحارس الاتفاقي السبيعي في التعامل معها.


على الجانب الاتفاقي ، لم يكن الفريق القادم من المنطقة الشرقية ومدينة الدمام ببعيد عن تحقيق التعادل والسير بالمواجهة إلى ركلات الترجيح على الأقل ، خاصة عندما استغل تراجع الهلال على المستوى البدني وكذلك العمل المنظم الذي تأثر كثيراً يخروج الشلهوب وإشراك الشاب محمد القرني بدلاً منه .. وشن الاتفاق هجمات متتالية كان أخطرها تلك التي نفذها الشهري من وسط الملعب ليمرر للسالم الذي مررها للحمد فسدد في الشباك الخارجية للزاوية اليمنى للمرمى الهلالي عند الدقيقة 67 .


وشهدت الدقائق العشر الأخيرة من اللقاء نزالاً عنيفاً بين الفريقين ، فكان بمقدور الهلال مضاعفة النتيجة ، وعلى الجانب الاتفاقي كاد أن يحقق التعادل ، حتى جاءت صافرة حكم اللقاء الإيطالي نيكولا ريزولي لتعلن تتويج الزعيم السعودي بطلاً لبطولته المفضلة ، ومانحة الاتفاق شرف الوصافة ، ولجماهيره أحقية التغني بفريقها الذي فرض نفسه كقوة عتيقة ومكون أساسي للكرة السعودية .

الفريقين لعبوا مباراة تليق بالمناسبه

سلمت ودمت يا غالي