منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: اعلام لاتنسى...

  1. #1

    اعلام لاتنسى...

    السلام عليكم
    إنه علم من أعلام اللغة العربية والإنجليزية ,شاعر مبدع, إعلامي لامع , لغوي قدير فذ ....ألا يستحق التكريم ؟
    إنه العلامة الأستاذ حسن سعيد الكرمي....
    أ. حسن الكرمي:
    فلسطيني الأصل أردني الجنسية، تخرج من الكلية الإنجليزية في القدس، وكان من جملة اهتماماته اللغة العربية واللغة الإنجليزية والمقارنة بينهما، عمل بالإذاعة البريطانية، وحصل على وسام الاستحقاق من الملكة إليزابيث الثانية، قدم برنامجه في الشعر والأدب العربيين المعروف بـ "قول على قول" مدة ثلاث وثلاثين سنة، وأعد وأخرج عدداً من برامج تعليم اللغة الإنجليزية عبر الراديو، وله مؤلفات بالعربية والإنجليزية معجمية وغير معجمية، بدأها بمعجم المنار الإنجليزي العربي، ثم توالت معاجمه الستة الأخرى في سلسلة المغني في الإنجليزية العربية والعربية الإنجليزية، ثم بدأ في سلسلة معاجم في اللغة العربية العربية تحت اسم "الهادي إلى لغة العرب" , ومعجم الهادي الوسيط ومعجم الهادي للطلاب، ونشر اثني عشر مجلداً من برنامج "قول على قول"، وكتاب تعليم الإنجليزية، وكتاب خروج العرب من إسبانيا، وكتاب العلم والتعليم والكلية العربية في القدس، وغيرها، وله مقالات في مجلات إنجليزية وعربية عديدة، كما نشر عدداً من الكتب باللغة الإنجليزية، وتعد أعماله المعجمية إضافات رائدة لدعم اللغة العربية وآدابها ومن أهم المصادر للدارسين باللغتين العربية والإنجليزية.



    محمد إقبال....شاعر نسيه الناس

    --------------------------------------------------------------------------------

    شغل الناس بشعراء المجون والأغاني والسلطة و المناسبات.
    وأخذ حفاة الأدب يتناقلون ما تقصده الجرائد والمجلات من سقيم النظم وفقير المعنى
    وضاع في آتون الفوضى الأدبية كل صاحب رسالة سامية ممن قصدوا المعالي من الامور.
    ولو لم تكن مادة الأدب في مراحل الدراسة تحفل بالحديث عن الادباء والشعراء الكبار
    أمثال شوقي والعقاد والمنفلوطي وخير الدين وابو ريشة وسواهم لبقي أدبهم حبيس الورق
    الأصفر ولأكل الدهر على كتبهم وهي فوق رفوف المكتبات العامة..
    ====
    ومن هؤلاء الشعراء الذين نسيهم الناس :
    الشاعر محمد إقبال.شاعر وفيلسوف إسلامي هندي كبير، كان أول من طالب بإنشاء دولة

    إسلامية منفصلة عن الهند (باكستان) نبغ في الشعر نبوغاً عظيماً، وتمكن من أن يكتب

    بعدة لغات .وله 11 ديواناً من الشعر أشهرها ديوان (أسرار الذات)
    في حديثه عن نفسه يقول إن جسدي زهرة في حبة كشمير وقلبي من حرم الحجاز وأنشودتي

    من شيراز.
    =====
    بدأ محمد إقبال تعليمه في سن مبكرة على يد أبيه ثم التحق بأحد مكاتب التعليم في سيالكوت

    وبدأ إقبال في كتابة الشعر في هذه المرحلة المبكرة وشجعه على ذلك أستاذه مير حسن فكان

    ينظم الشعر في بداية حياته بالبنجابية ولكن مير حسن وجهه إلى النظم بلغة الاردو وكان

    إقبال يرسل قصائده إلى ميرزا داغ دهلوي الشاعر البارز في الشعر الاردو حتى يبدي رأيه

    فيها وينصحه بشأنها وينقحها ولم يمض إلا فترة بسيطة حتى قرر داغ دهلوي أن أشعار إقبال

    في غنى تام عن التنقيح
    ======
    وأتم إقبال دراسته الأولية في سيالكوت ثم بدأ دراسته الجامعية باجتياز الامتحان العام الأول

    بجامعة البنجاب 1891 التي تخرج فيها وحصل منها على درجة الماجستير 1899 وحصل

    على تقديرات مرموقة في امتحان اللغة العربية في جامعة البنجاب‚ وتلقى إقبال دراساته

    الفلسفية في هذه الكلية على يد الأستاذ الكبير توماس ارنولد وكان أستاذا في الفلسفة الحديثة

    وحجة في الآداب العربية والعلوم الإسلامية وأستاذها في جامعة لندن‚ وبعد أن حصل

    إقبال على الماجستير عين معيدا للعربية في الكلية الشرقية لجامعة البنجاب وحاضر حوالي

    4 سنوات في التاريخ والتربية الوطنية والاقتصاد والسياسة‚
    ======
    وفي 21 ابريل 1938 توفي محمد إقبال وكان يوما عصيبا في حياة جماهير الهند عامة

    والمسلمين خاصة فعطلت المصالح الحكومية وأغلقت المتاجر أبوابها ونعاه قادة الهند

    وأدباؤها‚ يقول طاغور عن وفاة إقبال: لقد خلفت وفاة إقبال في أدبنا فراغا أشبه

    بالجرح المثخن الذي لا يندمل إلا بعد أمد طويل‚ إن موت شاعر عالمي كإقبال مصيبة

    تفوق احتمال الهند ....
    من قصائده
    ====
    شكواي أم نجواي في هذا الدجى

    ونجوم ليلي حسدي أم عودي

    أمسيت في الماضي أعيش كأنما

    قطع الزمان طريق أمسي عن غدي

    والطير صادحة على أفنانها

    يبكي الربا بأنينها المتجدد

    قد طال تسهيدي وطال نشيدها

    ومدامعي كالطل في الغصن الندي

    فإلى متى صمتي كأني زهرة

    خرساء لم ترزق براعة منشد

    ====
    الصــين لنا
    والعُــرب لنا
    والهند لنا ،والكل لنا
    أضحى الإسلام لنا دينا .
    وجميع الكون لنا وطنا
    توحيد اللـه لنا نورٌ ..
    اعددنا الروح له سكنا
    الكون يزول ولا تُمحى ....
    في الكون صحائف سؤددنا
    بُنيت في الأرض معابدنا ....
    والبيت الأول كعبتنا
    هو أول بيتٍ نحفظهُ ....
    بحياة الروح ويحفظنا .
    يا ظلَّ حدائق أندلسٍ .....
    أنسيتَ مواني عشرتنا
    وعلى أغصانك أوكارٌ ...
    عَمُرت بطلائع نشأتنا
    يا دجلة هل سجَّلت على .....
    شطيك مآثر عزتنا
    أمواجك تروي للدنيا ...
    وتُعيد جواهر سيرتنا
    يا أرض النور من الحرمــــــين
    ويا ميلاد شريعتنا
    روض الإسلام و دوحته
    في ظلكِ روَّاها دمنا
    ========
    من هنا وهناك
    ===
    الصياد -ادلب الخضراء


  2. #2

  3. #3

  4. #4
    اضافة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على الرسول الأمي الكريم وعلى صحبه وآله أجمعين
    وفي لقاء يتجدد بكم أخوتي , ويتجدد بضيف جديد من أهل عناقيد وأدبائها ومفكريها .. لقاء يكاد يكون كالنهر الذي يفيض ويجري إلى مصبه .
    وفي غرة محرم للسنة الهجرية الجديدة لعامـ 1428هـ أبارك لكم هذه السنة الجديدة سائلة المولى عز وجلّ أن تكون سنة محملة بالخير والنصر والفوز.
    علينا وعلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم .
    يسعدنا أن نبدأ هذه السنة الهجرية تحت الغيمة النابلسية المحملة بالخير مع ابن فلسطين البار .. لعل هذا اللقاء يكون فأل خير لنا كأمة مسلمة قد عصفت بها الأحزان كثيراً وأمسكت بنا من أطرافنا حتى بلغت بنا الحناجر .
    قبل أن نتعرف على سيرته الذاتية تعالوا واقرؤوا كيف عصفت به الآلام قدسه وقدسنا فيقول:
    يا قدس هذي حالنا ومآلنا =عصفت بنا الأحزان والآلام
    يا جرحنا الدامي الذي لم تشفه.= الأعوام فالأعوام فالأعوام
    جرح الكرامة لم تداويه السنين = ولو تداوي جرحها الأجسام
    الأديب لطفي زغلول فلسطيني من مواليد مدينة نابلس - فلسطين 1938.
    - النجل الأكبر للشاعر الفلسطيني الراحل " عبد اللطيف زغلول " .
    - حاصل على شهادة ليسانس في التاريخ السياسي، ودبلوم التربية العالي،
    وماجستير في العلوم التربوية ، تخصص " تصميم مناهج تعليمية " .
    - شغل عدة وظائف أكاديمية منها:
    مساعد عميد كلية نابلس الجامعية.
    محاضر في جامعة النجاح الوطنية.
    مستشار ومحاضر في مركز شؤون المرأة والأسرة في نابلس .
    مستشار في شركة سامكو للاتصالات والكومبيوتر .
    مدرس ثانوي في المملكة العربية السعودية .
    مدرس ثانوي في المملكة الأردنية الهاشمية .
    عضو الهيئة الاستشارية للاتحاد العام للكتاب الفلسطينيين
    تدرج كما نرى في العديد من الوظائف ما بين تعليمية وآخر ,أصبح يحمل ثقافة الدول التي عمل بها . مما جعله بارعاً في مضمار الأدب والفكر الذي يحمله .
    أما عن سيرته الأدبية ففيها الكثير مما يقال .. ربما توازي هذه السير مسيرة حياته كلها من ألفها إلى ياءها
    فلقد حصل على العديد من الدروع والجوائز والشهادات التكريمية؛ لنذكر على سبيل

    المثال لا الحصر :
    - شهادة تقدير من وزارة الثقافة الفلسطينية لفوز نشيده " نشيد الحرية " الذي مثل دولة فلسطين على مستوى الوطن العربي 1996 ، في مهرجان أغنية الطفل العربي / الأردن .
    - درع فوز " نشيد الحرية " على مستوى الوطن العربي ، من المملكة الأردنية الهاشمية 1996 .
    - فوز نشيده " مغناة فلسطين " بالمرتبة الأولى على الوطن العربي في مهرجان دبي للأغنية الوطنية العربية 2003 .
    - مجموعة شهادات تقديرية ودروع من العديد من المؤسسات الوطنية الرسمية والأهلية الفلسطينية .
    بالإضافة إلا وطنيته الشديدة إلا أن الشاعر يملك مساحة رقيقة شاعرية في قلبه .
    وها هو أديبنا يتغنى بمحبوبته :
    لَكِ يَمَّمتُ ارتِحالي
    والمَدى نارٌ ونُورْ
    بَينَ عَينَيكِ وأشواقي ..
    دُروبٌ وجُسورْ
    وطنٌ لِي فِيهِ ..
    جَنَّاتُ نَعيمٍ وقُصورْ
    لِي غَرامٌ .. لِي مَشاويرُ
    وعُمرٌ وحُضورْ
    ورُؤىً تَعجَزُ عن تَصويرِها ..
    هَذي السُّطورْ

    ويملك حساً مرهفاً؛ بحيث أنه يمسك بالفرشاة والألوان ؛ ليخرج لنا مكنونات نفسه حروفاً ولوحات :
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أخوتي وأخواتي دعونا نلتقي الآن تحت هذه الغيمة المشرفة علينا من نابلس مدينة اللوز والزيتون والأعناب مع هاطلات السنا التي تجود على عناقيدنا بالأدب والشعر والفكر .
    دعونا نبحر إلى جزيرة الأديب لطفي زغلول ؛لنكتشف سوياً هذا الكنز العربي الذي نفتخر أن يكون بيننا في عناقيد الأدب .

    عناقيد الادب
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  5. #5
    الشاعر السوري محمد الحريري "الفصحى تتعرض لتجاهل وتغريب ولا استبعد نظرية المؤامرة "!!!
    --------------------------------------------------------------------------------
    الشاعر السوري محمد الحريري :
    الفصحى تتعرض لتجاهل وتغريب ولا استبعد نظرية المؤامرة
    حاوره - علي آل صمدة الزهراني
    هل هجرنا اللغة الفصحى ؟ هذا السؤال الكبير توجهنا به إلى الشاعر محمد إبراهيم الحريري والعضو الفعال في عدد من المواقع الإلكترونية منها ملتقى رابطة الواحة الثقافية ..سؤال أصابه الملل وتسلل إلى وجدانه الوهن أجاب عنه الغابرون بمداد الفطنة وأنار شموع إجاباته المعاصرون عرفته ميادين اللغة والشهود عليه أولو الأمر والقائمون على تطبيق منهاجه ولنا الدليل الصارخ من خلال التجربة الميدانية يفنـِّد كل إفك تقمُص الزور دثار بهتان ، فاللغة العربية الفصحى أضحت حملا تنوء لحمله الألسن ، وتستعصي طلاسمها على الفهم هكذا يقول النشء الجديد . معتزا مفتخرا بما يلوك من فضلات لغة غيره متباهيا بألفاظ لا تمت إلى ثقافته بأواصر رحمة ولا تربط تراثه بها إلا مظاهر احتضار أو تقديم اللغة قربانا . والشاعر محمد إبراهيم الحريري ولد في 13 أكتوبر عام 1957 بمحافظة درعا بسوريا ويحمل شهادة جامعية تخصص لغة عربية وآدابها من جامعة دمشق عام .1987 عمل في الكويت في وزارة التربية معلما لمادة اللغة العربية للمرحلة الثانوية ولديه الكثير من المشاركات الأدبية في الصحف الكويتية ومجلة المعلم . صدر له حتى الآن ثمانية دواوين هي علموني ، محكمة ، شاخصة سياحية ، صدى الرجاء ، حديث الفجر ، أيها الراحل فالقلب هنا ، لاجئ أدبي .
    * ما سر غضبتك على الفصحى ؟
    ** كثيرا ما ترشقنا أسئلة هجومية تستعر في جوفها شآبيب الغربة وفقدان الذات . ما فائدة الفصحى ما دمنا نعيش في زمن العولمة ذلك اللقيط الشرعي والانفتاح على ثقافات العالم ولا حدود أمام رؤيتنا إلا قفر لغتنا وسدود نحوها ورجيع ما كانوا ينطقون ؟ وما الجدوى من ضبط الكلمة ومعرفة حركاتها ما دامت الجملة تفهم والكلم الذي ننطق به يؤدي المعنى ؟ أسئلة لا يود السائل الإجابة عنها لأن الجدال عقيم . *
    ومن المسؤول في نظرك عن تراجع الفصحى؟
    ** تلك مشكلة بدأت واستعظمت وتطاولت أظافرها وبدت تؤتي أكلها من سقط الجني وحشف الكيل فاتسع الخرق على الراقع ، واستعر شواظ كيرها وتطايرت حمما على أسماع وألسنة أهليها حتى غدت وصمة عار أو غريبة في بيت أهلها ينظر إليها كداء استعصم على الشفاء ، ولكن ما هي الردود على تلك الترهات والنقائض ومجد الأمة أسير بلاغتها، وتاريخ العزة ممهور بسدنة فصاحتها ، وحبلها السري مربوط بوشائج العروبة وبيانها ما دام القرآن يتلى بلسان عربي مبين على قلوب تكحلت أعينها بمراود الفطرة ،ولا غيرة على تراثنا إلا من خلال التعصب وحمل عصا البيان نهش بها وريقات البلاغة والحجة العصماء أمام المرددين لصدى الهجران ونبذ سمات اللغة وهم يتناسون أن للغة العربية سمة تعتز بها وتتميز من غيرها بوجودها ، ومما يحز في النفس أن يجترئ على هذه السمة بعض الهدامين فيهاجمون الحركات ويحملون على الإعراب ويدعون دعوة صارخة جريئة إلى لغة ساكنة تنعدم الصلة بينها وبين الثراث الخصب الرائع ويحتجون . نقول إن هدم اللغة والنعيب على أطلالها هو ضياع للهوية وفقدان الشخصية . *
    ولكن لماذا كل هذه الجرأة والتجني على اللغة بأنها سبب لـتأخر المجتمع؟
    ** اللغة هي الرابط الأساس والمنبع الثري بين أقطار عروبتنا وبين مضارب ديننا السمح الكريم كيف يستطيع المسلم في شتى أصقاع الدنيا التكلم بلغة لا يأتيها اللحن، سامية على سارية الجمال والبيان ونحن عاجزون عن ترويض ألسنتنا على استقامة لفظها ؟ إنه العجب بعينه ، وكيف يتعلم الوافد الأجنبي لغة البلد الذي يأتي إليه ويتقن لهجته العامية والتي من خلالها يكتسب هوية القراءة المنسوبة إلى قطر بعينه؟ إن تدجين الألسن سهل لو أردنا ذلك بشرط التنازل عن عرش الكبرياء الفارغ والتخلي عن عقوق وهجرة لغته الفصحى والشفاء من عقدة التغريب . لقد قامت الفصحى بدور الناظم لشؤون الحياة المتنوعة وكثيراً ما تكون لنا في حل معضلة كلامية نصل من خلالها إلى تلقين المعلومة موئلا نستظل بدوالي بساتينها لأنها طوق النجاة بل سفينة المعرفة التي بعنا مرساتها خردة على قارعة الكسل ورفوف الذل ، فاللغة العربية هجرت هذا القول جانب الصواب بل إنها رجمت بعد أن طلقت ،فذاقت الثكل مرتين كثيِّب اتهمت بالفحش من أهلها وهم يعرفون براءتها لكنهم يتلمسون فساد عذريتها فتنكر لها أبناء رحمها ممن أرضعتهم لبان الطهر واتخذت الصدر مهد دلال لهم ومرتع طفولة لغزلهم ومدخل صدق يلجون منه إلى دواوين الحماسة وعذوبة التصابي على شرفات المجد ، وما نراه على مذبح الفضائيات ما هو إلا دليل جحود يورث الكلالة ، فهو مجزرة لأواصر اللغة ونحن على ذلك شهود .
    *
    ولكن لمن المشتكى والقائمون على شاشات التلفزة يعلمون ذلك؟
    ** أكاد أجزم بنظرية المؤامرة على عهد لغة وشعبها وتاريخها وثقافة أمة نهرق دمها على نصب الحداثة مستعيضين عنها بطلة جميلة بهية وسفور جاوز حد المألوف أليست الشاشة نافذة الثقافة ؟ وهل تسد نافذة ضعف اللغة بسفور الميعة وقسط الجمال ووفرة الدلع ولنا وفير الأمثلة تؤيد رأينا إن نافذة الثقافة اليوم هي التلفاز تلتصق بها العيون والأعناق المشرئبة ،ومن خلالها تزكم الأنوف من قتار لغة غلـ ِّفـَتْ بدهن الشتات وقليت بأصابع الحيلة في قدور الضياع ، حلت مكان لغة كانت نبراس معرفة ومشكاة حُداة البلاغة . فهل تكفي المذيعة طلتها وجمالها وحسن منظرها كدمية شمع أذرفت عليها دموع الجان لسد العجز عن نطق كلمة وفيَّة الصلة بتاريخها ؟ البسمة والطلة المريحة لا شك فيهما راحة للقلوب ومتعة للوجدان ومن تتقدم للعمل كمذيعة لا بد أن تتوفر فيها مساحة من ربوع الجمال ولكن لو نظرنا إلى بعض المذيعات في محطات غربية لا نجد في بعضهن من الجمال ما يشبع فضول الصبابة ومع هذا فيهن حلاوة .
    * ما الفرق بين الجمال والحلاوة في نظرك؟
    ** الجمال ما خضع لمقاييس من طول ولون عيون وملاحة وجه والشعر تمام الحسن . أما الحلاوة فهي جاذبية روحية لا تتمتع بها كثير من دمى الصناعة . تأتي المتقدمة إلى مسابقة التلفاز وهي تتسلح بالجمال ـ وما عدنا نعرف الجمال الطبيعي من المزيف فالبركة في صالونات التجميل ـ غير آبهة بنافلة اللغة وعندما يطلب منها قراءة نص أو قطعة أدبية أو خبر يختلط عليها الكلم وتتخذ العجمة سبيلا إلى لسان تهجن في مضارب العولمة فلا تستطيع لفظ كلمة كما رسمت، فتضيع بين جهل مقترن بالجمال ونص موسوم بالحسن والاتزان . وهذا القول ينطبق على المتقدمين الذكور . وإذا أخذنا مثالا على جاذبية اللغة وموقعها من الأسماع لوجدنا الكنوز ينوء بحملها أولو المعرفة وتكون حافلة بالمتعة مكسوة ببهاء النطق ورقة المعاني فمتابعة مسلسل جميل يطبع بالحسن ـ إن اتخذ الفصحى طريقا لعبور حواجز العقول ـ وشاهـ ُدنا القريب مسلسل الزير سالم لم تشكُ من سماعه أذن ولم تنطق ببنت شفة قلامة نقد للغته ، بل زادت عذوبته رنين اللغة وموسيقا حروفه المتناغمة تحت قيثارة المعاني .
    * ولكن ألست معي في أن بعض المصطلحات الفصيحة فات زمانها؟
    ** لا يمكن استبدال اللغة الخالدة برداء لا يستر ولا يقي حر العيون لا يمكن مقايضة البائد بالخالد فالأساس هو اللغة السليمة والتابع هو الجمال . وهنا لا بد من التركيز على لغة سهلة يستطيع المتلقي فهم قصدها فلا يمكن أن نقول مثلا " عيطموس وشمردل وجونة بمعنى السواد " لأن زمان استعمال هذه الألفاظ قد أكل الدهر عليه وشرب ماء التطور على ضفاف معاجمه . أسئلة كثيرة تدور في خلدي منها ما الطريقة التي عاشت فيها اللغة الكردية وقد حورب أهلها وسجنوا وأنا رأيت من القائمين على اللغة الكردية شيئا يستحق الإعجاب والتقدير كيف يعلمون أبناءهم مفردات وقواعد اللغة وهذا الأمر كان شيئا من المحرمات في زمن المد القومي العربي ورغم ذلك كانوا يخاطرون بدمائهم من أجل بذر نوى الثقافة الخاصة في تربة الروح . أليس التعصب للغة هو حياة الشعوب وتطعيمه ضد أنفلونزا النسيان والضياع في بحر لجِّيِّ من الأهوال التي تعصف بالحضارات ؟ كيف حافظ الغجر على هويتهم الثقافية وكذلك السريانيون والكلدانيون؟ ألم تحيا تلك الشعوب بفضل روح اللغة القومية الخاصة بها ؟ فلماذا نـَسِمُ لغتنا بميسم التخلف والموت وهي التي استوعبت تراثنا وتاريخنا وثقافتنا وأطـَّرت قوميتنا إنها بصمة على جبين الخلود؟ إن الانفتاح على الثقافات الأخرى لا يعني أبدا التخلي عن اللغة الفصحى وهدم أركانها . وبالعودة للتاريخ نجد الأتراك قد تخلوا عن ثقافتهم الإسلامية ولغتهم وامتطوا عربة التغريب وكانت النتيجة كالغراب الذي أراد تقليد مشية الحجل فنسي مشيته الفطرية ولم يستطع مجاراة غيره بخطى سحرية . وبالنظر إلى ما تبثه الفضائيات ، نرى أن اللغة هي الضيف الثقيل على أسماعنا فلا تكاد المذيعة تكمل جملة إلا وطعَّمت معانيها بكلمات لا تمت إلى العروبة بصلة ، ولا تكترث بوزن أو تكسير واستثني مما قلت بعض القنوات الملتزمة دون ضيق أو تبرم أو عنت بالفصحى ، تكتسي ألفاظها وقار البيان ورقة الجمال وكأني بها تغمز من قناة التواضع بجرأة الموقع تقول قد جمعت بين الحسنيين .
    * هل اللغة العربية معجزة وعصية على الفهم ؟
    ** هي معجزة الخلود وقد صانها الله في كتاب مبرأ عن اللحن والخطل ، لكنها ليست عصية على الفهم فمن الذي حارب ضد هدم اللغة إبان العهد العثماني والتركي هم النصارى من بلاد الشام لماذا لأنها الرابط الوحيد المنزه عن الميل والدجل والهوى وهم أحق نظريا بالميل إلى لغة دخيلة . إن قواعد اللغة المهجورة من أبنائها ليست مستحيلة الإتقان فهي لغة الفطرة والذوق كما أسلفنا ، حاول أن تتكلم على السجية دون النظر إلى قواعد الضبط تجد نفسك في مضارب نضرة خلابة ودع عنك غربة اللفظ تكون محترما في مقياس نفسك ، ومن حاول أن يتكلم الفصحى لا يجد عنتا ولا مشقة فمهارات قواعدها ليست أحاجي فهي منظومة وفق الإسناد الفطري والذوق السليم . لغة إذا وقعت على أسماعنا كانت لنا بردا عـلى الأكبـاد ستظل رابطة تؤلف بـيـنـنا هي الرجاء لناطق بالضاد . وأخيرا أشكر ملحقنا الثقافي بصحيفة البلاد المتألق في بث لواعج حتمية البوح بها هنا لما يفرضه علي حكم موقعي وغيرتي على لغتنا العربية العزيز والعزيزة علينا جدا وأرجو أن أكون ضيفا خفيفا على القراء .
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  6. #6
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    *هو الأديب الكبير والناقد المبدع والشاعر البليغ والروائي الرفيع
    أبو محمود محمد محمود محمد الحسناوي
    *ولد في مدينة جسر الشغور ـ سوريا عام 1357 ـ 1938 م
    *حصل على الدرجة الجامعية الأولى من كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة دمشق عام 1961م
    *حصل على الدرجة الجامعية الثانية عام1972م من كلية الآداب بالجامعة اللبنانية في موضوع (الفاصلة في القرآن)
    *عمل مدرسا للغة العربية في المدارس الثانوية في حلب
    *من مؤلفاته :
    ربيع الوحدة ( ديوان شعر)
    عودة الغائب (ديوان شعر)
    في غيابة الجب ( ديوان شعر)
    ملحمة النور (ديوان شعر)
    الحلبة والمرآة ( مجموعة قصصية)
    بين القصر والقلعة ( مجموعة قصصية)
    خطوات في الليل ( رواية)
    الفاصلة في القرآن
    في الأدب والأدب الإسلامي
    توفي يوم الأحد 14 / 2 / 1428
    رحمه الله رحمة واسعة
    وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء
    انظر معجم الأدباء الإسلاميين لأحمد الجدع
    (3/1100 ـ 1101)
    التوقيع :
    يحنُّ لِمَا مَضَـى البلـدُ السّليـبُ
    وكم يشتـاقُ عاشقَـهُ الحبيـبُ
    وفي القلب ِ الجريح ِ نشيجُ نبض ٍ
    ولا آس ٍ يُفـيـدُ ولا طبـيـبُ
    أبعدَ سُقُـوطِ أندلُـس ٍ، رِضانـا
    يعودُ .. وعيش ُ أُمَّتِنا يَطيـبُ ؟!
    وجِيّانَ التي ازْدهـرتْ، قرونـاً
    بأعلام ِ العُـلا ..عنّـا تغيـب ُ
    وقرطبة َ الهُـدى أفلـتَ ذُكاهـا
    سوى مِنْ بعض ِ أبنيـة ٍ تـذوبُ
    بلاطُ .. قصورِها..سَرَدَ الحكايـا
    عن الماضينَ .. يخنقُه النحيـبُ
    وأعمدةُ الحُصـونِ تكـادُ تبكـي
    فكيف َ ترقُ أحجار ٌ وطُـوبُ؟!
    :::
    ::عن
    :
    محمد بن أحمد الزهراني
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  7. #7
    وهذه اضافة
    الرافعي .. الحكمة في أجمل بيان *
    • سوري الأصل ** ، مصري المولد، إسلامي الوطن والعقيدة.
    • نمَّا ثقافته بعصاميته وقراءاته من كتب التراث والقراءات المترجمة.
    • وضع القرآن الكريم والبلاغة النبوية في المرتبة الأولى من ثقافته وفكره.
    • عاش كفافا في طنطا بعيدًا عن أضواء الصحافة.
    توطئة
    في صباح يوم الإثنين 10 من مايو 1937م فقدت الأمة الإسلامية ركنًا من أركان الأدب العربي، وأديبًا من أبلغ من عَرَفَتْ من أدبائها، وكاتبًا في الطبقة الأولى من كتابها منذ أقدم عصورها، ذلك هو "مصطفى صادق الرافعي"- يرحمه الله.
    عاش الرجل في فترة زمنية ارتفعت فيها دعاوى التجديد، ومحاولة سلخ الأمة عن هويتها، فآلى على نفسه أن يجعل من قلمه سلاحًا يذود به عن هذه اللغة، وحَربة يحمي بها حياضها؛ من أجل أن يهزم اللسان العربي هذه العُجمة المستعربة، وأن يُعيد إلى لغة القرآن مكانتها المرموقة.
    لقد حاول المبطلون- من أعداء العربية قديمًا وحديثًا- طمس معالم هذه اللغة ومحو آثارها، وإهالة التراب عليها، وسنعرض فيها لبعض الحوادث من حياة الراحل وأدبه في هذا الصدد.. ويبدو أن "مصطفى صادق الرافعي" لم يكن مبالغًا عندما قال: "سيأتي يوم إذا ذُكر فيه "الرافعي" قال الناس: هو الحكمة العالية مصوغة في أجمل قالب من البيان"!
    نشأته وحياته
    ولد "مصطفى صادق الرافعي" على ضفاف النيل في قرية (بهتيم) إحدى قرى مدينة القليوبية بمصر في يناير عام 1880م لأبوين سوريَّين**, حيث يتصل نسب أسرة والده بعمر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب- رضي الله عنهم- في نسب طويل من أهل الفضل والكرامة والفقه في الدين.. وقد وفد من آل الرافعي إلى مصر طائفة كبيرة اشتغلوا في القضاء على مذهب الإمام الأعظم "أبي حنيفة النعمان"، حتى آل الأمر إلى أن اجتمع منهم في وقت واحدٍ أربعون قاضيًا في مختلف المحاكم المصرية، وأوشكت وظائف القضاء أن تكون حِكرًا عليهم، وقد تنبه اللورد "كرومر" لذلك، وأثبتها في بعض تقارير إلى وزارة الخارجية البريطانية.
    أما والد "الرافعي" الشيخ "عبد الرزاق سعيد الرافعي"، فكان رئيسًا للمحاكم الشرعية في كثير من الأقاليم المصرية، وقد استقر به المقام رئيسًا لمحكمة طنطا الشرعية، وهناك كانت إقامته حتى وفاته، وفيها درج "مصطفى صادق" وإخوته لا يعرفون غيرها، ولا يبغون عنها حولاً.
    أما والدته فهي من أسرة الطوخي، وتُدعى "أسماء"، وأصلها من حلب.. سكن أبوها الشيخ "الطوخي" في مصر قبل أن يتصل نسبهم بآل الرافعي، وهي أسرة اشتهر أفرادها بالاشتغال بالتجارة وضروبها، وإلى هذه الأسرة المورقة الفروع ينتمي "مصطفى صادق"، وفي فنائها درج، وعلى الثقافة السائدة لأسرة أهل العلم نشأ؛ فاستمع من أبيه أول ما استمع إلى تعاليم الدين، وجمع القرآن حفظًا وهو دون العاشرة، فلم يدخل المدرسة إلا بعدما جاوز العاشرة بسنة أو اثنتين، وفي السنة التي نال فيها الرافعي الشهادة الابتدائية وسنه يومئذٍ 17 عامًا أصابه مرض (التيفوئيد) فما نجا منه إلا وقد ترك في أعصابه أثرًا ووقرًا في أذنيه لم يزل يعاني منه حتى فقد حاسة السمع وهو لم يجاوز الثلاثين بعد، وكانت بوادر هذه العلة هي التي صرفته عن إتمام تعليمه بعد الابتدائية، فانقطع إلى مدرسته التي أنشأها لنفسه وأعد برامجها بنفسه؛ فكان هو المعلم والتلميذ، فأكبَّ على مكتبة والده الحافلة التي تجمع نوادر كتب الفقه والدين والعربية؛ فاستوعبها وراح يطلب المزيد، وكانت علته سببًا باعد بينه وبين مخالطة الناس، فكانت مكتبته هي دنياه التي يعيشها وناسها ناسه، وجوها جوه، وأهلها صحبته وخلانه وسُمّاره، وقد ظل على دأبه في القراءة والاطلاع إلى آخر يوم في عمره، يقرأ كل يوم 8 ساعات لا يكل ولا يمل كأنه في التعليم شادٍ لا يرى أنه وصل إلى غاية.
    بدايته وانطلاقه
    بدأ "الرافعي" حياته الأدبية شاعرًا، وكان لا يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، وأخذ ينشر شعره ومقالاته في المجلات التي كانت تصدر آنذاك، وقد أخرج الجزء الأول من ديوانه سنة 1900م، ثم تلاه الجزآن الثاني والثالث، ومن هنا دخل "الرافعي" إلى مجال الشهرة الأدبية؛ إذ تبنى نشر شعره الشيخ "ناصيف البازجي" في مجلة (الضياء) سنة 1903م.
    ثم أخرج "الرافعي" بعد ذلك ديوان (النظرات) سنة 1908م، ثم كتب في تاريخ آداب العرب وإعجاز القرآن والبلاغة النبوية، وأضاف إلى العربية فنًا جديدًا من فنون النثر لم يسبقه إليه أحد، وهو فن الرسالة الأدبية وذلك من خلال كتبه الثلاثة "رسائل الأحزان" و"السحاب الأحمر" و"أوراق الورد"، ومن الإنتاج المتميز للرافعي كتاباه: "تحت راية القرآن"، و"وحي القلم"
    ثقافته وتأثره بالتراث
    على الرغم من أن "الرافعي" درس اللغة الفرنسية في المدرسة الابتدائية إلا أنها لم تجد عليه إلا قليلاً، بل أخذ "الرافعي" ينمي ثقافته بعصاميته كما ذكرنا سابقًا، وقد وضع كتب التراث أساسًا ومحورًا لها بالإضافة إلى بعض القراءات المترجمة، لكن ظل التراث نبعًا ثريًّا ينهل منه حتى إنه استطاع بفضل الله أن يكتب "تاريخ آداب العرب" من وحي ذاكرته التي جمع فيها شتات قراءاته.
    وهذا ما أشار إليه الأستاذ "سعد العريان" في مقدمة كتابه (حياة الرافعي): "وهممت أن أسأل "الرافعي"، ولكني لم أفعل، وهممت أن أعرفه بنفسي فلم أبلغ، ثم عزوت ذلك إلى ذاكرة "الرافعي" وسرعة حفظه فقلت متفرقات قد عرفها في سنين متباعدة فوعتها حافظة واعية، وكان مستحيلاً عليه أن يجمعه، لو لم تُجمع له الذاكرة من ذات نفسها".
    وهكذا وصل "الرافعي" بعمق ثقافته في التراث إلى أن يكتب كتابًا من ذاكرته، يقع في ثلاثة مجلدات، وما هو إلا توفيق الله له؛ أعانه على أن يبعث أروع الأدب في هذه الأمة من جديد.
    ويتضح هذا من خلال قوله لأحدهم: "وما أرى أحدًا يفلح في الكتابة والتأليف إلا إذا حكم على نفسه حكمًا نافذًا بالأشغال الشاقة الأدبية، كما تحكم المحاكم بالأشغال الشاقة البدنية، فاحكم على نفسك بالأشغال الشاقة سنتين أو ثلاثًا في سجن الجاحظ أو أدب أبي العلاء المعرى أو غيرهما".
    ومن هنا نلمس كيف كان "الرافعي" حريصًا على أن تكون كتب التراث في مقدمة ثقافة الدارسين للغة والآداب؛ حتى يرتكز الأديب على ركن أصيل وتراث زاخر يحميه من كل الأفكار الوافدة التي قد تعصف به وتجعل منه لسانًا للعجمة، كما حدث مع الكثرة ممن انسلخوا من تراثهم وحاولوا أن ينالوا من هذه اللغة ومن أصالتها، وقد وقف "الرفعي" لأصحاب هذه الدعوات بالمرصاد، وقامت بينه وبينهم معارك أدبية، خاضها "الرافعي" مدافعًا عن العربية والإسلام دفاع المستميت.
    سمات أدب "الرافعي"
    نستطيع أن نبين أهم السمات والملامح التي تميز بها أدب "الرافعي" كما يلي:
    أولاً: الأصالة الإسلامية:
    من أولى السمات وأبرزها وأوضحها في آداب "الرافعي" السمة الإسلامية، وهي تتضح منذ نشأته وحتى مماته.. فبيته الذي نشأ فيه غرس فيه الروح الإسلامية، وظل ناشئًا معها محاطًا بها في كل أطوار حياته، ونرى السمة الإسلامية في نقده وثقافته، وفي إبداعه؛ وهو ما يدل على أنه كان يبغي وجه ربه في كتاباته، ومن هنا علَّق على نشيده "ربنا إياك ندعو" فقال: إني أعلق أملاً كبيرًا على غرس هذه المعاني في نفوس النشء المسلم، فالرجل لم يكتب لشهرة ولا لمال ولا لمنصب؛ وإنما كان الإسلام هو دافعه وموجهه.
    ثانيًا: أصالة المعاني والألفاظ:
    إن من يقرأ أدب "الرافعي" ويتمعن في سمو معانيه ودقة ألفاظه يقول: إن هذا الرجل لم يعشْ في القرن العشرين؛ وإنما عاش معاصرًا للجاحظ وابن المقفع وبديع الزمان، والدليل على ذلك أنه ما وُجد أديب معاصر له قارب أسلوبه أو لغته أو فنه، وكان هذا دافعًا لوجود أعداء كثيرين له، بل لقد عاداه الكثير من أدباء عصره حيًّا وميتًا، ولم يذهب واحد من خصومه معزيًا أهله في وفاته، إلا رجل واحد كتب برقية إلى ولده؛ هو الدكتور "طه حسين".
    ثالثًا: القوة في الحق:
    القوة في الحق سمة بارزة في أدب "الرافعي" وفي كتاباته، فبرغم أن "العقاد" قال عنه يومًا: "إنه ليتفتق لهذا الكاتب من أساليب البيان ما يتفتق مثله لكاتب من كتاب العربية في صدر أيامها"، إلا أن هذا لم يُغفر للعقاد أن يتناوله "الرافعي" بنقد شديد فيما بعد؛ حرصًا منه على فكرته، كما أننا لم نجد في كتاباته مداهنة لأحد ولا خوفًا من أحد، لقد كان العقاد كاتب الوفد الأول، إلا أن "الرافعي" لم يهبه، وكان "عبدالله عفيفي" شاعر الملك، إلا أنه لم يسلم من قلم "الرافعي"، هذه أبرز سمة في أدب "الرافعي" وهي تكفيه.
    النقد عند الرافعي:
    كانت بدايات النقد عند "الرافعي" بعض المقالات التي كان ينشرها في المجلات والجرائد التي كانت تنتشر في عصره، ومن أشهرها: مقال نشره في الجريدة، يحمل فيه على الجامعة وأساتذتها ومنهج الأدب فيها.
    - من أبرز نقده (تحت راية القران) و(على السفود)، وقد انتقد "طه حسين" ومنهجه كتاب (الشعر الجاهلي) في كتابه الأول، بينما انتقد العقاد في كتابه الثاني.
    - كان "الرافعي" ينتقد المعاني والألفاظ من ناحية مستوى تأليفها والابتكار فيها، وينقد التكرار القبيح في الألفاظ والمعاني، كما كان ينقد اضطراب القوافي وثقل الألفاظ.
    - كان "الرافعي" عنيفًا على "طه حسين"، كما كان عنيفًا على "العقاد"، وأخذ عليه بعض العبارات القاسية التي كتبها للعقاد في كتابه (على السفود)، التي كان من الأولى أن يسمو قلم "الرافعي" عنها وعن الخوض فيها، ولنقترب أكثر من منهجه في النقد ونقول: كانت للرافعي غيرة واعتداد بالنفس عُرفت من خلال نقده اللاذع، وكان فيه حرص على اللغة من جهة الحرص على الدين، وكان يؤمن بذلك، فكان بذلك ناقدًا حاد اللسان يغار على أدبه منها كما يغار على عرضه، فكان يضرب كل مَن تطاول عليه، ولا يخشى في الله لومه لائم".
    فهو يقول في مقدمة كتابه (تحت راية القرآن)- مبينًا منهجه-: "إننا في هذا الكتاب نعمل على إسقاط فكرة خطرة، وإذ هي قامت اليوم بفلان الذي نعرفه، فقد تكون غدًا فيمن لا نعرفه ونحن نرد على هذا".
    "الرافعي" بهذه الكلمات الموجزة قد حدد منهجه في النقد ببساطة ووضوح، فهل هناك منهج نقدي أرقى من هذا المنهج؟!
    نخلص إلى أن النقد عند "الرافعي" افترض أصالة الفكرة واللغة عن المبدع والسير حسب الأصول النقدية الصحيحة التي تزرع القاريء عند النقد.. والرافعي في كل هذا إنما ينقد من خلال السمة الإسلامية التي تسيطر عليه.
    معارك الرافعي الأدبية
    لقد عاش "الرافعي" في عصر كثر فيه أدعياء التجديد ونبذ القديم، بل وقف الرافعي وحده في الميدان مدافعًا، لا يستند إلا على ربه، وما وهبه من علم، فكان يبارز الكثير منهم في ساحة الصحف والمجلات والمطبوعات برغم أنه كان يعيش في (طنطا) بعيدًا عن أضواء الصحافة والمجلات الكثيرة التي كان يسيطر عليها أمثال هؤلاء، فكان يعتمد على مرتبه البسيط الذي كان يتقاضاه من المحكمة الأهلية، التي كان يعمل بها؛ لذلك نجده لم ينافق ولم يراءِ في معاركه، لأن ضميره ودينه يفرضان عليه خوض هذه المعارك.
    ومن هنا كانت المعارك التي خاضها "الرافعي" مع "طه حسين" و"العقاد"، و"سلامة موسى" و"زكي مبارك" و"عبد الله عفيفي"، وإن كانت معاركه مع العقاد أشهر هذه المعارك، إلا أن معظمها كانت من منطلق إيمانه بمنهجه وطريقته في الإبداع والنقد، والاحتماء بالتراث العربي الأصيل.. كما أسس الرافعي بتلك المعارك منهجه النقدي من خلال أبرز كتبه، وهي: (تحت راية القرآن)، و(على السفور).
    أما أبرز معارك الرافعي العلمية، التي يتعين الإشارة إليها بشيء من التفصيل بعد أن أهال عليها الزمن تراب النسيان، بل إن الكثيرين اليوم لا يحيطون بتفاصيلها.. وبخاصة ما كان بينه وبين كل من الأديبين الراحلين الدكتور "طه حسين" والأستاذ "عباس محمود العقاد" على التوالي.
    معركة "الرافعي" مع "طه حسين":
    بدأت المعركة حينما أصدر الرافعي كتابه (تاريخ آداب العرب)، وانتقده "طه حسين"، الذي كان لا يزال طالب علم في ذلك الحين في عام 1912م بمقال نشره بالجريدة، مبديًا أنه لم يفهم من هذا الكتاب حرفًا واحدًا.
    وأسرها الرافعي في نفسه، وإن كان "طه حسين" قد عاد بعد ذلك عام 1926م فقال عن ذات الكتاب: إن "الرافعي" قد فطن في كتابه لما يمكن أن يكون عليه تأثير القصص وانتحال الشعر عند القدماء، كما فطن لأشياء أخرى قيمة"!
    وبدأت المعركة في الاحتدام حينما أصدر الرافعي كتابه (رسائل الأحزان) واستقبله "طه حسين" بتقديم شديد، انتهى فيه للقول: "إن كل جملة من هذا الكتاب تبعث في نفسي شعورًا مؤلمًا"!
    ورد عليه "الرافعي" بجريدة "السياسي "ساخرًا بقوله: "لقد كتبت رسائل الأحزان في ستة وعشرين يومًا، فاكتب أنت مثلها في ستة وعشرين شهرًا، وأنت فارغ لهذا العمل، وأنا مشغول بأعمال كثيرة لا تدع لي من النشاط ولا من الوقت إلا قليلاً .. هأنذا أتحداك أن تأتي بمثلها أو بفصل من مثلها".
    واشتدت المعركة وزادت عنفًا حينما أصدر الدكتور "طه حسين" كتابه "الشعر الجاهلي"، وأحدث الضجة المعروفة، وانبرى "الرافعي" يندد بما جاء بهذا الكتاب وفنده فصلاً فصلاً، حتى اجتمع له من ذلك كله كتاب أطلق عليه عنوان (تحت راية القرآن)، الذي كان حديث الناس في تلك الفترة (عام 1926م).
    معركة الرافعي مع العقاد:
    بدأت حينما اتهم "العقادُ" "الرافعي"َّ بأنه واضع رسالة الزعيم "سعد زغلول" في تقريظ كتاب الرافعي (إعجاز القرآن) بقوله إن قول "سعد زغلول" عن الكتاب إنه (تنزيل من التنزيل أو قبس من نور الذكر الحكيم) ليروج الكتاب بين القراء .. هذه العبارة من اختراع الرافعي وليست من يراع الزعيم "سعد زغلول"!
    ويدافع الرافعي عن هذا الاتهام بقوله للمرحوم محمد سعيد العريان: "وهل تظن أن قوة في الأرض تستطيع أن تسخر سعدًا لقبول ما قال، لولا أن هذا اعتقاده".
    وأرجع "الرافعي" السبب في اتهام "العقاد" له إلى أن العقاد كان هو كاتب الوفد الأول، وأن سعدًا كان قد أطلق عليه لقب (جبار القلم)، ولا يقبل "العقاد" منافسًا له في حب "سعد" وإيثاره له.
    وقد أخذت المعركة طابعها العنيف حينما شن "العقاد" حملة شعواء عليه في كتابه (الديوان) سنة 1921م، وتناول العقاد فيه أدب "الرافعي" بحملة شعواء جرده فيها من كل ميزة .. وشمر "الرافعي" عن ساعده على إثرها وتناول العقاد بسلسلة من المقالات تحت عنوان (على السفود) بأسلوب حاد كان أقرب إلى الهجاء منه إلى النقد الموضوعي الجاد.. والسفود في اللغة هو الحديدة التى يُشوى بها اللحم، ويسميها العامة السيخ كما يقول "الرافعي" في شرح العنوان.
    وبعد أن هدات الخصومة بينهما بسنوات نشر المرحوم "الزيات" صاحب "الرسالة" رأي "الرافعي" الحقيقي في العقاد الذي يشتمل على استنكار الرافعي نفسه للأسلوب الناري الذي اتبعه وفاءً إلى التسامح بعد بضعة عشر عامًا من خمود المعركة على حد تعبير الأستاذ كمال النجمي.
    فقد قال "الزيات" للرافعي وهو يحاوره: ياصاحب (تاريخ آداب العرب) .. هل تستطيع أن تجرد نفسك من ملابسات الخصومة وتجمل لنا رأيك الخالص في العقاد"؟
    فأجاب الرافعي: "أقول الحق، أمَّا العقاد أحترمه وأكرهه لأنه شديد الاعتداد بنفسه قليل الإنصاف لغيره، ولعله أعلم الناس بمكاني في الأدب .. وأحترمه لأنه أديب قد استمسك آداة الأدب وباحث قد استكمل عدة البحث فصَّير عمره على القراءة والكتابة فلا ينفك كتاب وقلم".
    حينما اطلع "العقاد" في الرسالة على ما تقدم من رأي "الرافعي"، وفي أدبه رد على ذلك بعد رحيل "الرافعي" عن عالمنا بثلاث سنوات بقوله: "إني كتبت عن "الرافعي" مرات أن له أسلوبًا جزلاً، وأن له من بلاغة الإنشاء ما يسلكه في الطبقة الأولى من كتاب العربية المنشئين".
    أما المعركة الثالثة في الأهمية فهي تلك التي قال فيها بعضهم: إن كلام العرب في باب (الحكم) أن عبارة (القتل أنفي للقتل) أبلغ من الآية القرآنية: ?وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ? البقرة: 179)؛ إذ لم ينم "الرافعي" ليلته، بعد أن لفت الأستاذ الكبير "محمود محمد شاكر" برسالة بتوقيع م.م.ش نظره إلى هذا الأمر بقوله: "ففي عنقك أمانة المسلمين جميعًا، لتكتبن في الرد على هذه الكلمة الكافرة لإظهار وجه الإعجاز في الآية الكريمة، وأين يكون موقع الكلمة الجاهلية منها"؟
    واستطاع الرافعي ببلاغته أن يقوض هذا الزعم من أساسه بمقالاته: (كلمة مؤمنة في رد كلمة كافرة)، التي عدَّد فيها وجوه الإعجاز في الآية الكريمة: ?وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الألْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ? (البقرة: 179).
    إنتاجه الأدبي والفكري
    استطاع "الرافعي" خلال فترة حياته الأدبية التي تربو على خمس وثلاثين سنة إنتاج مجموعة كبيرة ومهمة من الدواوين، والكتب أصبحت علامات مميزة في تاريخ الأدب العربي.
    (1) دواوينه الشعرية:
    كان الرافعي شاعرًا مطبوعًا بدأ قرض الشعر وهو في العشرين، وطبع الجزء الأول من ديوانه في عام 1903م، وهو بعد لم يتجاوز الثالثة والعشرين، وقد قدّم له بمقدمة بارعة فصّل فيها معنى الشعر وفنونه ومذاهبه وأوليته، وتألق نجم الرافعي الشاعر بعد الجزء الأول واستطاع بغير عناء أن يلفت نظر أدباء عصره، واستمر على دأبه فأصدر الجزأين الثاني والثالث من ديوانه، وبعد فترة أصدر ديوان (النظرات)، ولقى "الرافعي" حفاوة بالغة من علماء العربية وأدبائها قلّ نظيرها، حتى كتب إليه الإمام "محمد عبده" قائلاً: "أسأل الله أن يجعل للحق من لسانك سيفًا يمحق الباطل، وأن يقيمك في الآواخر مقام حسان في الأوائل".
    (2) كتبه النثرية:
    قلّ اهتمام "الرافعي" بالشعر عما كان في مبتدئه؛ وذلك لأن القوالب الشعرية تضيق عن شعوره الذي يعبر عن خلجات نفسه وخطرات قلبه ووحي وجدانه ووثبات فكره، فنزع إلى النثر محاولاً إعادة الجملة القرآنية إلى مكانها مما يكتب الكتاب والنشء والأدباء، أيقن أن عليه رسالة يؤديها إلى أدباء جيله، وأن له غاية هو عليها أقدر، فجعل هدفه الذي يسعى إليه أن يكون لهذا الدين حارسًا يدفع عنه أسباب الزيغ والفتنة والضلال، وينفخ في هذه اللغة روحًا من روحه، يردّها إلى مكانها، ويرد عنها، فلا يجترئ عليها مجترئ، ولا ينال منها نائل، ولا يتندر بها ساخر إلا انبرى له يبدد أوهامه ويكشف دخيلته، فكتب مجموعة من الكتب تعبر عن هذه الأغراض عُدت من عيون الأدب في مطلع هذا القرن، وأهمها:
    1- تحت راية القرآن: المعركة بين القديم والجديد: وهو كتاب وقفه- كما يقول- على تبيان غلطات المجددين، الذين يريدون بأغراضهم وأهوائهم أن يبتلوا الناس في دينهم وأخلاقهم ولغتهم، وهو في الأصل مجموعة مقالات كان ينشرها في الصحف في أعقاب خلافه مع "طه حسين"، الذي احتل رده على كتاب "في الشعر الجاهلي" معظم صفحات الكتاب.
    2- وحي القلم: وهو مجموعة من مقالاته النقدية والإنشائية المستوحاة من الحياة الاجتماعية المعاصرة، والقصص، والتاريخ الإسلامي المتناثرة في العديد من المجلات المصرية المشهورة في مطلع القرن الماضي، مثل: الرسالة، والمؤيد والبلاغ والمقتطف والسياسة وغيرها.
    3- تاريخ آداب العرب: وهو كتاب في ثلاثة أجزاء؛ الأول: في أبواب الأدب، والرواية، والرواة، والشواهد الشعرية، والثاني: في إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، وأما الثالث: فقد انتقل "الرافعي" إلى رحمة ربه قبل أن يرى النور؛ فتولى تلميذه "محمد سعيد العريان" إخراجه، غير أنه ناقص عن المنهج الذي خطه الرافعي له في مقدمة الجزء الأول.
    4- حديث القمر: هو ثاني كتبه النثرية، وقد أنشأه بعد عودته من رحلة إلى لبنان عام 1912م، عرف فيها شاعرة من شاعرات لبنان (مي زيادة)، وكان بين قلبيهما حديث طويل، فلما عاد من رحلته أراد أن يقول، فكان "حديث القمر".
    5- كتاب المساكين: وهو كتاب قدّم له بمقدمة بليغة في معنى الفقر والإحسان والتعاطف الإنساني، وهو فصول شتى ليس له وحدة تربطها سوى أنها صور من الآلام الإنسانية الكثيرة الألوان المتعددة الظلال. وقد أسند الكلام فيه إلى الشيخ "علي"، الذي يصفه "الرافعي" بأنه: "الجبل الباذخ الأشم في هذه الإنسانية التي يتخبطها الفقر بأذاه"، وقد لقي هذا الكتاب احتفالاً كبيرًا من أهل الأدب، حتى قال عنه "أحمد زكي" باشا: "لقد جعلت لنا شكسبير كما للإنجليز شكسبير وهيجو كما للفرنسيين هيجو وجوته كما للألمان جوته".
    6- رسائل الأحزان: من روائع الرافعي الثلاثة، التي هي نفحات الحب التي تملكت قلبه وإشراقات روحه، وقد كانت لوعة القطيعة ومرارتها أوحت إليه برسائل الأحزان التي يقول فيها: "هي رسائل الأحزان، لا لأنها من الحزن جاءت، ولكن لأنها إلى الأحزان انتهت، ثم لأنها من لسان كان سلمًا يترجم عن قلب كان حربًا؛ ثم لأن هذا التاريخ الغزلي كان ينبع كالحياة، وكان كالحياة ماضيًا إلى قبر".
    7- السحاب الأحمر: وقد جاء بعد رسائل الأحزان، وهو يتمحور حول فلسفة البغض، وطيش القلب، ولؤم المرأة.
    8- أوراق الورد رسائله ورسائلها: وهو طائفة من خواطر النفس المنثورة في فلسفة الحب والجمال، أنشأه "الرافعي" ليصف حالةً من حالاته، ويثبت تاريخًا من تاريخه.. كانت رسائل يناجي بها محبوبته في خلوته، ويتحدث بها إلى نفسه، أو يبعث بها إلى خيالها في غفوة المنى، ويترسل بها إلى طيفها في جلوة الأحلام.
    9- على السَّفُّود: وهو كتاب لم يكتب عليه اسم "الرافعي"؛ وإنما رمز إليه بعبارة إمام من أئمة الأدب العربي، وهو عبارة عن مجموعة مقالات في نقد بعض نتاج العقاد الأدبي.
    لماذا يحاولون إهالة التراب على أدبه؟
    حاول الكثيرون ممن لهم مصالح في انسلاخ الأمة العربية من جلدها إهالة التراب على هذا الرجل وعلى أدبه؛ لأنه آثر الأصالة والإسلام والمروءة، ولأنه لم ينافق في أدبه ولم يداهن، ولم يبتغ إلا ارتقاء هذا الدين واللغة التي أنزل بها.
    ولا نكتب عن "الرافعي" من منطلق رافعي، لكنها تذكرة لهذه الأمة للمحافظة على مكانة الأدباء فيها، ولا ينكر وجود الشمس إلا من بعينيه رمد.. فأي إنصاف وأي عدل أن يُهمل مثل هذا الرجل، وأن نهيل عليه التراب.
    فيا من تغارون على العربية والإسلام، إن هناك أديبًا عاش مدافعًا عن العربية والإسلام طيلة حياته، ولم يجد من أمته إلا التجاهل والتناسي غمطًا لحق، ومحاولة لطمس معالم أديب اسمه "مصطفي صادق الرافعي".
    ----------------------------------------
    * مصادر متعددة
    ** والبعض يقول أن أصوله شامية

المواضيع المتشابهه

  1. اعلام المحدثين
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-06-2015, 03:24 AM
  2. لاتنسى ذكر الله...
    بواسطة فراس الحكيم في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-18-2010, 04:01 PM
  3. لاتنسى الدعاء
    بواسطة أحمد الغصين في المنتدى حكايا وعبر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-10-2009, 02:29 PM
  4. اعمال اخر اربعاء من صفر
    بواسطة رغد قصاب في المنتدى فرسان الإسلام العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-05-2008, 03:46 PM
  5. لاتنسي انهن نساء
    بواسطة tasawof_2010 في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-24-2007, 03:16 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •