اللقاء مع الإسرائيليين ليس مفاوضات!
د. فايز أبو شمالة
تردد القيادة الفلسطينية صباح مساء: "لا مفاوضات مع إسرائيل طالما تواصل الاستيطان اليهودي، وطالما لا تعترف بحق الدولتين للعيش ضمن بحدود 67"! ومع ذلك، فإن القيادة الفلسطينية تلتقي بكافة المستويات مع الإسرائيليين، وتناقش معهم أهم قضايا المفاوضات، فتلتقي بمستوى رئيس السلطة مع الرئيس الإسرائيلي "شمعون بيرس"، ومع زعيمة حزب كاديما، وتلتقي السلطة الفلسطينية بمستويات وزارية وأمنية لم ينفها أي مسئول فلسطيني، كان آخرهم الدكتور "صائب عريقات" الذي اعترف بتواصل اللقاءات على المستوى الوزاري والأمني، ولذا سيلتقي الثلاثاء في عمان بصفته كبير المفاوضين الفلسطينيين مع "يتسحاق مولخو" ممثل رئيس الوزراء، والهدف من اللقاء بحث قضيتي الحدود والأمن وليس استئناف المفاوضات!.إذا كان اللقاء مع الإسرائيليين لمناقشة قضيتي الحدود والأمن لا يعد مفاوضات، فمتى ستستأنف المفاوضات مع الإسرائيليين؟ وإذا كانت كل هذه اللقاءات التي حظيت بترحيب الخارجية الأمريكية التي أعلنت عن دعم أمريكا واحتفاءها بهذه بالتطورات الإيجابية التي تعقد تحت رعاية الرباعية الدولية! إذا كانت هذه اللقاءات ليس مفاوضات، فما هي المفاوضات؟القيادة الفلسطينية تفاوض الإسرائيليين مرغمة، وليس لها أي خيار إلا مواصلة التفاوض مع الإسرائيليين وفق الشروط الإسرائيلية، والتي تقضي بواصلة الاستيطان، وعدم الاعتراف إلا بحدود الدولة الإسرائيلية التي حددها "نتانياهو" قبل أيام أثناء زيارته إلى غور الأردن، حين قال: إنّ غور الأردن هو الحدود الأمنية الشرقية لإسرائيل، وهو الحدود القابلة للدفاع! إن الذي ضيق الخناق على الفلسطينيين، ولم يبق لهم إلا خيار المفاوضات، هو السيد محمود عباس نفسه؛ الذي هدد عشية الاحتفال بانطلاقة حركة فتح بالخيارات المفتوحة في حالة فشل الرباعية في استئناف المفاوضات، أما الخيارات المفتوحة من قبل السيد عباس فإنها تستثني المقاومة المسلحة كما قال، وتستثني الانتفاضة التي يتحدث عنها البعض كما قال، ويستثني الاحتكاك المباشر مع المستوطنين كما قال!.فما الذي استبقاه السيد عباس من خيارات مفتوحة للفلسطينيين غير المفاوضات، والتغطية عليها بحديث المصالحة مع حركة حماس، حتى صار الحديث عن المصالحة غطاء من حرير لشوك المفاوضات، وصار حديث المصالحة غاية بحد ذاته، بدل أن تكون المصالحة الفلسطينية وسيلة لمواجهة الغاصبين، وطرد المستوطنين، واسترداد فلسطين.