كشفُ اللثامِ عن الإسلامِ
د. فايز أبو شمالة
ستقوم معركة "هار مجدون"، وهي معركة فاصلة بين قوى الخير؛ "إسرائيل وأمريكا"، وبين قوى الشر؛ "العرب والمسلمون والأوروبيون"، وفي تلك المعركة سيجري تدمير العالم، وسيعود المسيح ليحكم ألف سنة، بعد أن ينسف المسجد الأقصى، ويبنى مكانه هيكل اليهود الثالث، ويرى المسيحيون الصهاينة "إنجيليو أمريكا الجدد" أن نهاية العالم بدأت مع إنشاء الكيان الصهيوني، وتتحقق النبوءة مع تجمع غالبية اليهود في أرض الميعاد!.فكيف ستكون أوروبا جزءاً من قوى الشر رغم وجود أغلبية مسيحية فيها!؟ صحيفة "يديعوت أحرنوت" أجابت عن السؤال الاستنكاري، ونشرت مقالاً افتتاحياً بعنوان "مستقبل الإسلام في أوربا" توقع فيه كاتب المقال أن تتحول أوربا كلها إلى الإسلام مع نهاية القرن الحالي، ولاسيما إذا استمر نمو المظاهر الإسلامية في أوروبا، وازدياد بناء المساجد والمراكز الإسلامية، مقابل تراجع "المسيحية" على المستوى المجتمعي والمؤسسي، ويستشهد الكاتب ببيان الفاتيكان الرسمي، نقلاً عن الوكالة الدولية للأخبار، ويقول: إن الإسلام هو الديانة الأكثر انتشاراً في العالم، إذا بلغ عدد المسلمين في العالم مليار وثلاثمائة واثنين وعشرين مليون مسلم، متجاوزاً بذلك عدد المسيحيين بثلاثة ملايين، وقد لاحظ الفاتيكان الإقبال المنقطع النظير من جانب موطنين غربيين "مسيحيين" و"يهود" على اعتناق الدين الإسلامي خلال السنوات الأخيرة، رغم حملة التشويه التي تقودها ضده جهات أخرى معادية للمسلمين، ورغم الأموال التي تنفق على حملات التبشير، إذ تكفي الإشارة إلى فرنسا وحدها، حيث يعتنق الإسلام 40 ألف مواطن فرنسي سنوياً، حسب أرقام وزارة الداخلية الفرنسية. لا بد من التذكير في هذا السياق، أن تزايد عدد المسلمين يجئ رغم تزايد عدد المنظمات المسيحية الصهيونية العاملة في أمريكا والعالم، والتي تجهد لنشر الأفكار المسيحية الصهيونية، والتي تجاوزت عددها 300 منظمة، ويقدر عدد المشتركين فيها بعشرات الملايين، وتقوم بجمع التبرعات التي تصب أموالها بطريقة غير مباشرة في إسرائيل، ويعد "جيري فولويل" أحد أعمدة المسيحيين الصهاينة، وقد حصل على جائزة المتطرف اليهودي "جابوتنسكي" نظير خدماته لليهود، ولأنه يقول: "إن الحزام الإنجيلي في أمريكا هو حزام أمن إسرائيل الأوحد، وقد نشر كتاباً بعنوان "كشف اللثام عن الإسلام" يصف فيه الرسول عليه الصلاة بالسلام بالإرهابي، وأنه رجل عنف وحرب، وكان الأجدر بربيب الصهاينة أن يجعل عنوان كتابة "فزع اللئام من الإسلام".سأحرص في نهاية مقالي على الربط بين موقف بعض الدول الأوربية المنتقد لسياسة إسرائيل الاستيطانية، وبين حملة التخويف من الإسلام الزاحف على أوروبا، وإثارة الفزع من المجهول، مع التذكير بأهمية إسرائيل القوية وسط بلاد المسلمين.