رام الله وتل أبيب ضد إرهاب المستوطنين
د. فايز أبو شمالة
في الوقت الذي تناشد فيه حكومة رام الله المجتمع الدولي للتدخل لإلزام الحكومة الإسرائيلية بوقف إرهاب المستوطنين ضد الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، يحذر "نتانياهو" رئيس وزراء إسرائيل من اتساع هجمات الفوضويين الإسرائيليين إذا لم يتم وقفها الآن! بل أضاف "نتانياهو" قائلاً: لا نستطيع أن نقبل اعتداءات الفوضويين على جنود الجيش وعلى رجال حرس الحدود وعلى عرب ويهود ومساجد. إن هذه الاعتداءات تلطخ وجه جمهور حاشد من المستوطنين الذين لا يدعمون مثل هذه المظالم".التوافق؛ ما يمكن استخلاصه من مناشدة حكومة رام الله ومن تحذير "نتانياهو"؛ التوافق على وجود اعتداءات ينفذها متطرفون يهود، والاعتداءات تنفذ ضد العرب من وجهة نظر رام الله، وضد العرب والجنود الإسرائيليين من وجهة نظر "نتانايهو"، أما المعتدون فهم بعض المستوطنين الإرهابيين، وليس جميعهم، والمطلوب هو وقف الاعتداءات الإرهابية، حيث ترى حكومة رام الله في المجتمع الدولي سنداً للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف اعتداء الفوضويين الإسرائيليين، بينما يحذر رئيس الحكومة الإسرائيلية من اتساع ظاهرة التطرف التي ستفسد الحياة الهادئة، وتخل بالأمن السائد في الضفة الغربية!.الأمور قيد التفاهم بين حكومة رام الله وحكومة تل أبيب، وليس من كثير خلاف بين الطرفين في رؤيتهم للحل؛ إذ يجب على الحكومة الإسرائيلية أن توفر الحماية للمواطنين العرب،لأن حكومة رام الله تقوم بواجبها تجاه إسرائيل، وتوفر الحماية للمستوطنين اليهود أنفسهم، وتحارب الفوضويين العرب، وتعتقلهم، وتحرص على أمن المستوطنين.حكومة رام الله تترجى العالم أن يترجى الحكومة الإسرائيلية، والحكومة الإسرائيلية ستترجى عقلاء المستوطنين أن يترجوا المتطرفين منهم، وهؤلاء سيضغطون على الفوضويين حتى يوقفوا اعتداءاتهم على المواطنين العرب وعلى الجنود الإسرائيليين معاً!. إن كل ما ترجوه حكومة رام الله هو وقف اعتداءات المتطرفين اليهود اليومية على حياة الناس، حكومة رام الله لا تطالب المجتمع الدولي بقلع المستوطنات، أو المس بحياة المستوطنين الذين تضاعفت أعدادهم عدة مرات بفضل الأمن الذي وفرته لهم حكومة رام الله؛ حتى صار عددهم نصف مليون يهودي، وصاروا القرار في إسرائيل الكبرى.حكومة رام الله لما تزل تتحدي المستوطنين، وتتحدى الحكومة الإسرائيلية، وتتحدى المجتمع الدولي أن يثبتوا عليها أي قصور في محاربة المقاومة الفلسطينية.