ما هو سر الشرق الاوسط الجديد والربيع العربي

ما وراء الاحداث لهو صراع روسي صيني امام الارادة الامريكية للهيمنة على
الغاز الطبيعي وترسيم الحدود ومن سيحكم العالم وعزل روسيا والصين عن اهم موارد القوى وحجبهم عن المتوسط .....
ونقلا عن الكاتب كفاح نصر .....
حقائق:

1- بدأت القصة منذ العام 1992 حيث تم إقرار إتفاقية كيوتو للحد من إنبعاث الغازات الى الجو و لمنع تفاقم الإحتباس الحراري, و في العام 1994 ألزم الإتحاد الآوروبي نفسه بهذه الإتفاقية و أصبح الغاز أهم من النفط, و الغاز موجود في إيران و روسيا فهل ستسمح واشنطن بزيادة النفوذ الروسي في آوروبا و خصوصا بعد زوال حلف وارسو و بالتالي زوال سبب وجود الناتو.

2- في العام 1995 عقدت صفقة في قطر أدت الى إنقلاب الإبن على أبيه , و جرى ترسيم الحدود مع إيران و بدأ إستخراج الغاز لتلبية الطلب الآوروبي, فكان البدء بتسييل الغاز القطري كون لا يمكن مدد أنابيب من قطر الى آوروبا, و البحرين و سلطنة عمان يشترون غاز بعيد بينما الغاز القطري مخصص للسوق الآوروبية لمنافسة الغاز الروسي, و جاء هذا بعد أن قامت واشنطن بإشعال الشيشان و يوغسلافيا بوساطة الأفغان العرب.

3- في العام 1996 كان بوتين قد بدء يصبح ممسك بزمام الإمور جراء الوضع في الشيشان و تأسست شركة غازبروم التي ستصبح هي الحاكم الفعلي لروسيا على غرار الشركات الأمريكية التي تحكم الولايات المتحدة.


مشروع الشرق الأوسط الجديد:

واشنطن تدرك خريطة الغاز في المنطقة و هي في تركمانستان و أذربيجان و إيران و مصر , و الغاز الذي كانت تعلم به واشنطن فقط في

ساحل البحر الأبيض المتوسط ما بين فلسطين و لبنان و قبرص, و أدركت واشنطن إن السيطرة على هذه المنابع تعني بقاء واشنطن قطب أوحد يدير العالم, فهي قادرة على منافسة الغاز الروسي , و كون غاز أذربيجان و تركمانستان الوصول لهم صعب كونهم في منطقة نفوذ روسي , فإن الوصول لهم سهل في حال سيطرت واشنطن على غاز المتوسط و زودت آوروبا بالغاز و أصبحت موسكو عاجزة عن شراء الغاز من آسيا الوسطى, التي سترغم للدخول في النفق الأمريكي, و لكن الحصول على الغاز في المتوسط يحتاج الى سلام في المنطقة, و السلام في المنطقة وفق الشرعية الدولية سيكون بداية نهاية إسرائيل, وهنا قررت واشنطن تقسيم الشرق الأوسط الى دول طائفية تديرها إسرائيل, بحيث تتمكن من تصفية القضية الفلسطينية, و لكن قبل طرح مشروع الشرق الأوسط الجديد كان هناك طريقة أسهل في نظر واشنطن و هي الوصول الى الغاز دون حل القضية الفلسطينية, التي أصبحت عائق أمام مستقبل واشنطن, فكيف بدأت واشنطن بالعمل للسيطرة على هذه المنطقة, علماً بأن المشكلة في وجه واشنطن هي إما تصفية القضية الفلسطينية


لبدء بتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد:

أدركت واشنطن أن الغاز القطري أصبح عاجز عن المنافسة في السوق الآوروبية وأن النفوذ الروسي يزيد في آوروبا مع إزدياد الطلب, و ليس ذلك فحسب بل بدأت موسكو بالإنتعاش الإقتصادي تستعيد عافيتها, فقررت التحرك و كان الهجوم بالطائرات على مبنى التجارة العالمي في أمريكيا هو مقدمة الهجوم الأمريكي كرد على هزيمة إسرائيل في لبنان و وصول بوتين الى السلطة و التقارب الصيني الروسي , بعد توتر دام عقود أبان الحرب الباردة , و سقوط بعض معاقل واشنطن في أمريكيا الجنوبية و كانت البداية من إحتلال أفغانستان, و طبعا الهدف هو قطع طرق الترانزيت عن الصين و محاصرتها و محاصرة روسيا من جهة ثانية و محاصرة إيران.

في العام 2002 , عقدت واشنطن صفقة مع رجب طيب أردوغان و عبد الله غل الذين إنقلبا على معلمهم أربكان, و أسسا حزب العدالة

والتنمية ليصبح عبد الله غل أول رئيس حكومة إسلامي في تركيا, و كما كان الإنقلاب في قطر سببه الغاز كان الإنقلاب في تركيا سببه الغاز فمع ظهور حزب العدالة والتنمية أعلنت واشنطن عن خط غاز نابوكو, و عند الأمريكيين حتى الإسم له معنى , فنابوكو إسم عمل موسيقي لفيردي يتكلم عن ما سمي سبي نبوخذ نصر لليهود في العراق, وبعدها بعام تم إحتلال العراق فعلاً.
لماذا نابوكو؟

طبعا تدرك واشنطن أن الغاز في آسيا الوسطى محال أن يصلها , و في إيران الحرب شبه مستحيلة, و لكن روسيا لم تكن تدرك أن البحر المتوسط يحوي الغاز الذي تريده واشنطن, فواشنطن حين أعلنت عن خط نابوكو كانت تعتقد موسكو أن هذا الخط ولد ميتا , و لكن واشنطنكانت تخطط أولاً للحصول على الغاز من مصر و ساحل المتوسط فلسطين و لبنان و قبرص, و مع تقسيم و تدمير سوريا ستحصل حكما بلا حرب على الغاز الإيراني , و بالتالي حكما لن تستطيع بعدها موسكو شراء الغاز الأذري, فبذلك تفقد موسكو نفوذها في المتوسط و آوروبا و وسط آسيا دفعة واحدة, و تكون واشنطن سيطرت على العالم للأبد.

نابوكو حلم أردوغان:

نابوكو يجمع غاز المنطقة في تركيا, ليصدر الى آوروبا دون المرور في اليونان, فتتحول تركيا الى دولة ثرية بالترانزيت الذي يفترض أن يبدأ بـ 31 مليار متر مكعب و يصل الى 40 مليار متر مكعب, و لهذا أردوغان الذي يدرك أن الوصول في البداية الى غاز وسط آسيا مستحيل أشرف بنفسه على زيارة القاهرة لدعوتها للتوقيع على اتفاق نابوكو, و لم يدرك وقتها حسني مبارك أن يوقع على وثيقة إقالته من السلطة. الصفقة مع أردوغان عبد الله
غل و أمريكيا:

1- يقوم اردوغان و غل بتأسيس حزب إسلامي و تساعده واشنطن على الإمساك بزمام السلطة

2- يقبل هذا الحزب بتقسيم مصر الى ثلاث دول , و العراق الى ثلاث دول و سوريا الى أربع دول

3- تتعهد واشنطن بجعل النفوذ على الدول السنية من الدويلات الجديدة لتركيا, و تقبل تركيا بأن يكون النفوذ على باقي الدول لإسرائيل.

4- تتعهد واشنطن بأن لا يمر إنبوب الغاز في اليونان كي تضمن تركيا الحصول على كامل قبرص و الدخول في الإتحاد الآوروبي على حساب اليونان.

5- مقابل أن تحول الولايات المتحدة تركيا الى عقدة غاز عالمية يقبل أردوغان أن يكون النفوذ على هذه العقدة لواشنطن.

6- تساعد تركيا الولايات المتحدة في أفغانستان خصوصا و العراق.

:
الدول التي كانت واشنطن بصدد إنشائها مباشرة:

1- مصر:- دولة قبطية و دولة سنية متشددة و دولة للنوبيين, ودليل ذلك أعقب الثورة عنف طائفي مدروس حيث كانت تضن واشنطن أن سقوط سوريا لن يستغرق أكثر من شهر, و لأول مرة بعد الثورة الإعلام يتناول النوبيين في مصر, و سر الفراغ السياسي في مصر هو إنتظار تطور الأحداث في سوريا, و ما تفجير خطوط الغاز في سيناء الا رسائل على أن المشروع حتى لو نجح لن يصل الغاز الى آوروبا,.

2- سوريا :- المفروض تقسيمها الى أربع دول و سبب بداية الأحداث من درعا لان المشروع كان يقضي بترحيل كل أهالي درعا من الجنوب السوري بشكل نهائي, و من يتابع تسلسل بداية الأحداث يمكنه وضع تصور عن التقسيمات التي كانت تخطط لها واشنطن. و طبعا التقسيم سيشمل باكستان و الخليج و العراق و حتى تركيا, نفسها و يعتقد أن أردوغان وافق على تقسيم تركيا بحيث دولة صغيرة غنية و لها نفوذ أفضل من دولة كبيرة بلا نفوذ.

الولايات المتحدة تشن هجومها الثاني:

رغم وصول أردوغان الى السلطة, و لكن كان على الولايات المتحدة إقناع حلفائها في الدخول في خط الغاز, فكانت الجزء الثاني من الهجوم بدأ بالثورة البرتقالية في أوكرانيا حيث إمدادات الغاز الروسي , و بدء التحرش بروسيا البيضاء, كذلك حيث إمدادات الغاز الروسي , و ثم تم إغتيال رفيق الحريري لبدء الضغط على دمشق, فكانت الحرب على لبنان و لكن عوضا عن تهجير أهالي الجنوب بشكل عام و الشيعه بشكل خاص الى العراق خسرت إسرائيل الحرب خسارة زلزت واشنطن نفسها, و كسرت هيبتها. فلجأت واشنطن الى حلفائها الجدد في أوكرانيا للضغط على الغاز الروسي لكي تضمن الولايات المتحدة الدعم الآوروبي لمشروعها القادم, حيث لازال بجعبتها خطط بديلة, و فعلا قطت موسكو الغاز عن آوروبا إسبوعين , واشنطن أرسلت رسالة بضرورة عدم الإعتماد على الغاز الروسي, و روسيا أرسلت رسالة بأن دول عبور الغاز هامة و بالتالي حتى لو جاء الغاز من مكان ثاني ضربه سهل, ونتج من هذه الحرب خروج البرتقاليين من السلطة برضى آوروبا.

الغضب الروسي:

سارعت موسكو بالرد, و كان رد موسكو عنيف, بعد الإعلان عن خط نابوكو, حيث أعلنت غاز بروم بأنها ستسثمر في مشاريع غاز من أمريكيا اللاتينية و إفريقيا و آسيا و حتى واشنطن ستجد نفسها تشتري الغاز من روسيا, و أعلنت روسيا عن أربع خطوط غاز و بدأت فعليا بالعمل و هي:

1- السيل الشمالي يوصل الغاز من شمال روسيا الى ألمانيا عبر البحر دون المرور ببر بيلاروسيا و بدأ تنفيذ هذا المشروع فعلياً و بالتالي خف الضغط الأمريكي على روسيا البيضاء لان اسقاط بيلاروس لن يفيد بعد الآن بوقف إمداد الغاز.

2- السيل الجنوبي عبر البحر الأسود الى بلغاريا و منها يتوزع خط عبر رومانيا هنغاريا النمسا, و جنوبا عبر اليونان إيطاليا, و قد تم إنجاز معظم الإتفاقيات لمد هذا الخط.

3- السيل الأزرق عبر تركيا فسوريا الأردن لمد الأردن و إسرائيل بالغاز, هذا يثبت أن موسكو لم تكن تعلم بوجود الغاز في المتوسط و قد تم إلغاء هذا الخط فعلياً, بعد أن علمت بإحتياطات الغاز في المتوسط.

4- مد خط من نيجيريا الى النيجر فالجزائر لتسييل الغاز نقله الى آوروبا و لاحقا مد إنبوب الى آوروبا.
5- قامت أيضا غاز بروم بالإستحواذ على نصف حصة شركة ايني الإيطالية في ليبيا , و بدأ بالإستثمار في السودان و زار بوتين مصر على أمل الإستثمار في مصر.

ورداً على الخطوات الروسية سيبدأ الربيع العربي , تمهيدا لتقسيم المنطقة و عزل روسيا و الصين عن المتوسط, و الإستحواذ على غاز مصر و

المتوسط , و ثم قطع الطريق في شمال آسيا على اي مشاريع روسية, من خلال إسقاط شمال إفريقيا و التحضير للإستحواذ على غاز المتوسط للبدء بالسيطرة على غاز الشرق الأوسط و وسط آسيا .....
من التقارير في هذا الصدد واشعال المنطقة بحروب في حوض بلاد الشام ...
لنقرأ معا ...
كشف تقرير لمركز الوثائق والمعلومات الإسرائيلي في لاهاي أن "انخفاض واردات الغاز المصري لإسرائيل بعد ثورة "25 يناير" قد يكون سببا في نشوب حرب إسرائيلية ...بسبب سعي إسرائيل إلى تأمين احتياجاتها عبر استغلال حقول الغاز الطبيعي الضخمة تحت سطح البحر المتوسط
وتبدي إسرائيل "اهتماما بحقل "ليفتان" أكثر من تمسكها بحقل "تامارا"، لأن الأول أكبر ويحتوي على كميات من الغاز تقارب ضعف ما يحتويه الحقل الآخر، وهي كميات تكفي لمد إسرائيل بما يكفيها من الغاز لفترة تقارب الخمسين عاما
ذكرت علا عبد الله ان حرب المتوسط هي حرب الغاز التي تشعل المنطقة لاسيما في بلاد الشام

تمثل حرب «الغاز» معركة الشرق الأوسط المقبلة ولاسيما فى منطقة شرق البحر المتوسط (حوض بلاد الشام)، إذ تتنازع إسرائيل مع سوريا وتركيا ولبنان وقبرص ومصر وفلسطين المحتلة، متمثلة فى فطاع غزة على الأحقية المشتركة لحقول الغاز المكتشفة حديثا فى شرق البحر المتوسط
.
ترغب إسرائيل فى الاستفادة الاقتصادية أحادية الجانب من الموارد المستقبلية لحقول الغاز، وهو أمر تعارضه سوريا ولبنان بشكل جدى، يضاف إليهما مؤخرا تركيا فى إطار التوتر الأخير للعلاقات بين تل أبيب وأنقرة، خاصة بعد تهديد رئيس الوزراء، رجب طيب أردوجان، بمنعها من الاستغلال الحصرى لهذه الموارد بالاشتراك مع قبرص لبناء منشآت للطاقة
ودون حصول إسرائيل على صديق فى منطقة «أرض الغاز»، فإن الإسرائيليين مضطرون للنظر إلى الأسواق الغربية بالتفكير فى بناء خطوط أنابيب عبر قبرص ومنها إلى تركيا وأوروبا القارية، إلا أن هذها الأمر سيظل مستحيلا هو أيضا طالما العلاقات بين أنقرة وتل أبيب قابلة للانفجار، فضلا عن مشاكل ترسيم الحدود البحرية مع دول الجوار (المعادية) لإسرائيل والنزاعات الأقليمية فى المنطقة
ولكن في عملية الياسمينة الزرقاء ورد :
الصفقة مع رجب طيب أردوغان وعبد الله غل..؟
لا يمكن لواشنطن تقسيم الشرق الأوسط وخلق نزعه الانفصال عند الأقليات دون إسلام تكفيري متشدّد، ولا يمكن وقف المدّ الإسلامي المناهض لواشنطن في تركيا دون إسلام متشدّد، ولا يمكن إعادة إشعال روسيا (الشيشان وداغستان) والصين (الإيغوريين) دون إسلام متشدّد، ولا يمكن بعد تقسيم المنطقة لجر الأقليات إلى الحضن الإسرائيلي دون إسلام متشدّد، وعبد الله غل وأردوغان يعلمان أن واشنطن لا تسمح لأي حزب مناهض لها في تركيا بالوصول إلى السلطة والجيش بيدها، فحلّت حزب الفضيلة وحزب الرفاه وقمعت الإسلاميين، وتحت العصا تمّ التفاوض مع رجب طيب أردوغان وعبد الله غل وفق شروط إيصالهم إلى السلطة:
- تلتزم واشنطن بعزل اليونان ونفوذها في قبرص لصالح تركيا، تركيا تستفيد وأمريكا تكون خلقت الثغرة التي ستسقط الاتحاد الأوروبي واليورو.
- تقبل تركيا بتقسيم المنطقة بما فيها أجزاء من تركيا.
- تُعوّضُ تركيا باحتلال جزء من سورية وبنفوذ في دويلات سنية في مصر وسورية التي ستُمنح مساحات منها تعويضاً عمّا ستفقده في دويلة كردية ودويلة علوية ستصل حتى حدودها.
- تقوم أمريكا بتحويل تركيا إلى عقدة غاز عالمية تؤمّن لها الرفاه الاقتصادي.
- تلتزم واشنطن بمنح أردوغان وغل دوراً عالمياً، كما حصل مع أمير قطر (كانت الخطة بإخراجه كفاتح للشام.. وسنتكلم عن هذا لاحقاً.
- توافق تركيا على تصفية القضية الفلسطينية.
- تساعد تركيا في الخفاء واشنطن في احتلال العراق وأفغانستان ولاحقاً سورية.
- تسهّل دخول الأمريكي إلى وسط آسيا، والأهم نشر الفوضى في البلقان.
- تحصل تركيا على النفط السوري مقابل الغاز اللبناني لإسرائيل. ويكون الغاز القبرصي تحت النفوذ التركي...
وانهي ما اقتبست بكلمة لجوزيف ليبرمان في 2005 المرشح السابق لنائب الرئيس وعضو الكونغرس الامريكي ...
... هدد الصين بقوله اذا استمرت الحال على ما هي عليه من تنافس مع الصين فذلك قد يؤدي الى صراع عسكري وليس اقتصاديا ...
وكما نعلم مركز الصراع الحالي الشرق الاوسط مركز الطاقة والمياه ...فكان الاستعمار الجديد باسم
القوة الناعمة والربيع العربي .............ولنا بالماضي عبرة لقد كانت حاجة ألمانيا إلى مستعمرات
تُجهزها بالطاقة، أحد أهم الأسباب التي أدت إلى الحربين العالميتين الأولى والثانية

الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة.
.