مشروعية اعدام القذافي
ملف جريدة الكرامة اعداد الناصر خشيني
لايختلف اثنان في كون القذافي له محاسن ومساوئء ولكن طريقة قتله بتلك الطريقة الهمجية والخارجة عن كل القوانين والشرائع لا تليق بمن يدعون لانفسهم الثورية والتدين الا اذا كانوا فعلا ينفذون اجندة غريبة عن قيمنا ومثلنا في التعامل الحضاري والاخلاقي الراقي مع الاسرى فليس هناك أي شريعة أو قانون يبيح قتلهم بتلك الطريقة التي تنم عن روح التشفي والثأر البغيض ومع أننا مع الشعب الليبي في مواجهة الديكتاتورية والفساد ولكننا ضد كل الممارسات الخاطئة والتي تصل حد الاجرام الفظيع حتى مع القذافي مع ادانتنا لسلوكه ومنهجه في التعامل مع الشعب الليبي انها ثورة عربية كبرى التي تجري على امتداد الوطن العربي ويجب ان تحمل رسائل حضارية وأخلاقية راقية تقطع مع كل تصرف مشين لا يخدم أهداف الامة العربية في التغيير الجذري العميق تحقيقا لكرامة وآدمية الانسان العربي التي كثيرا ما امتهنت وأهينت من قوى البغي والتآمر الاستعماري الغربي والصهيوني وقوى الاستبداد والتبعية في الداخل و يجب على ثوار الأمة ان كانوا فعلا ثوارا وطنيين وينفذون فعلا مطالب الجماهير العربية ان يرتقوا الى مستوى عال من المسؤولية والتعامل الحضاري الراقي الذي يليق بامة العرب التي تدين بالاسلام من قبل معظم سكانها وقد رصدت جريدة التقدمية جملة من المواقف المتباينة حول هذا الموضوع اعدام القذافي وتنقلها لقرائها كما هي دون تغيير فيها لنرى ان الاختلاف وارد بين ابناء الامة ولكن تبقى القيم والمعايير ثابتة لديها
ركلات ترجيحية لعميد الحكام العرب
د. فايز أبو شمالة من فلسطين
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.jpg[/IMG]
لا يليق بعميد الحكام العرب إلا ميتة تناظر مستواه الرفيع بين الحكام، فطالما كان استثنائياً في طريقة حكمه، فمن الجدير أن يكون الموت الذي يلاقيه استثنائياً، لأن العقاب من جنس العمل، ولما كان سفك دم الليبيين من مميزات حكم القذافي، فإن من العدل أن يرتد الظلم إلى نحر مطلقه، وتكون الطريقة التي يموت فيها القذافي تتماثل مع شخصيته، فالرجل الذي سخر من الشعب الليبي، وسخّف حاضره، واحتقر طاقاته، وعاث فساداً في الأرض، يليق فيه الموت صفعاً على وجهه، وسفعاً بناصيته كما ظهر على "اليوتيوب"، لقد مات القذافي بالركلات الترجيحية، مات بعد أن أغرقه الثوار بالبصاق والاحتقار، مات عميد الحكام العرب بمحاكمة ميدانية عفوية استمرت ست ساعات، حدد بأفعاله الشنيعة القضاة والشهود والمنفذين للحكم فيه، لقد استحث بتصرفاته وماضية المجرم أيادي الثوار كي تتخطفه، وتشده ذات اليمين وذات الشمال، حتى صار جرذاً استفزت رائحته مخالب القطط، ليموت عميد الحكام العرب بما يليق بجلال اللقب، مات القذافي صفعاً وركلاً ونهشاً وهبشاً.
لا شماتة في الموت، إنها حقيقة، ولكننا نفرح لتصفية الحساب مع صاحب الأفعال الدنيئة التي أوصلته إلى حوافي الموت، ليلفظ أنفاسه تحت النعال، فرحنا لموت غبيٍّ أجوفٍ أبلهٍ اغتصب لقب عميد الحكام العرب، ليؤكد للقاصي والداني أن الجهل والتخلف والحقد والتعسف من مقومات الحكم في بلاد العرب، بل راح القذافي يمارس عملياً ما يؤهله للاحتفاظ بلقب عميد الحكام العرب بلا منازع، فاستبد وبغى، وتسلط وطغى، وقهر الشرفاء بقسوة، حتى ظن نفسه الإله معمر القذافي، دون أن يدرى أنه يمشي مترنحاً إلى مصيره الغامق، كي يمحق أثره، ويحتقر ذكره، وتنطبق عليه الآية الكريمة "ما أغنى عنه ماله وما كسب".
راقبت ردة فعل الفلسطينيين في قطاع غزة، واستمعت لتعليقات الكثيرين منهم على الطريقة التي مات فيها معمر القذافي، وأعجبني قول اثنين:
الأول قال: ليت القذافي لم يمت بهذه السرعة، وليت ثوار ليبيا نجحوا في التحقيق معه، لمعرفة الأسباب الكامنة خلف تدميره طاقة الشعب الليبي، ولصالح من تعمد إهدار موارد البلاد؟ وما علاقته باليهود؟ وأي الجهات الدولية التي اقترحت عليه فكرة "إسراطين" لحل الصراع مع إسرائيل؟ ولماذا أعلن الحرب على مصر العربية؟ ولماذا عمل على تقسيم السودان، وتدمير الصومال؟ ولماذا طرد الفلسطينيين من ليبيا، وتركهم يضوون جوعاً على الحدود المصرية؟ لصالح من ذبح الليبيين؟ ومن نظيره من الحكام في ارتباطاته الخارجية، وخيانته للأمة؟
الثاني قال: موت القذافي خلق حالة من الفرح في قلوب الفلسطينيين لا يضاهيه إلا الفرح الذي غمر قلوب الليبيين بتحرير الأسرى الفلسطينيين! لقد تلقت إسرائيل ضربتين موجعتين في أسبوع واحد؛ فإذا كان تحرير الأسرى عنوة قد أوجع اليهود، فإن موت عميد الحكام العرب قد أوجعهم أكثر، لأنهم خسروا قلعة من القلاع التي ساندت الإسرائيليين، وفقدوا ركيزة من ركائزهم في المنطقة العربية، وخسروا حليفاً حميماً عزز وجودهم في المنطقة، وسهل مع أمثاله اغتصاب فلسطين، وتهويد القدس، ومكّن اليهود ـمن استنزاف الثروة العربية.
وعلق عليه من مصر الاخ عزت هلال
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.jpg[/IMG]
لم أفرح لموت القذافي يا دكتور فايز رغم أنني كنت أتمنى زوال حكمه المستبد وربما زواله هو شخصيا .. من قتل القذافي هم مجموعة من الرعاع الهمج بعد أن سلمه لهم حلف الناتو (حلف الإمبريالية) .. إنها خسة وغلظة لا يتمتع بها إلا أهل البداوة: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (الحجرات 14)

أهل البداوة من تنظيم القاعدة والجماعة الإسلامة والسلفيين هم أصحاب الفكر المتخلف الذي يرى أن رجم الزانية حكما دينيا وتشريعا ربانيا وأنه لهول قساوته يطهر الزانية من الرجس الذي إرتكبته ويقولون أنه لم يطبقه الرسول صلوات الله وسلامه عليه إلا على من إعترفت بذنبها وأصرت على إقامة الحد عليها رغم تحايل الرحيم بالعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (الأنبياء 107)) حتى يبعد عنها توقيع الحد البشع. ونسوا هؤلاء البشر القاسية قلوبهم أن الله سبحانه وتعالى يغفر الذنوب جميعا (إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (الزمر 53) – إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (النساء 48)) وأشاعوا بروايتهم هذه أن الرسول لا يعرف الدين الذي أرسل به. فكيف يغيب عن الرسول الرحيم أن الله قد غفر لهذه السيدة لصدق توبتها قولا وشعورا وهذا يكفي.

كان الأولى بهم أن يحاكموه أو يضعوه في مصحة للأمراض العقلية أو يعدموه بعد محاكمته. ولا يقبل من مثل الدكتور فايز أن يقول أنهم حاكموه لبضع ساعات !







النفط وأمريكا وأستشهاد القذافي
حسين الربيعي[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.jpg[/IMG]
( تعسا لأمة تستبدل دكتاتور ( كما أسموه ) بعملاء تشاجروا على الكرسي قبل أستلامه )
هذا جزء من رسالة تعزية بأستشهاد المجاهد معمر القذافي من ضرغام الزيدي ، ولكن مقالتي لاتندرج تحت عنوانها ولاتحت عنوانات النعي أو التعازي ، فإن الرجل يكفيه أنه أستشهد واقفا ، بينما يموت غيره نياما ومنهزمين ، والفرق شتان ، وللتأريخ قولة لم يحن ظرفها الأن ، ولكن ما أكتبه محاولة للتحليل العلمي في مهمة جد خطرة لإعادة البوصلة إلى أتجاهها الصحيح ، وبحثا عن الحقيقة التي نبغيها صراطنا المستقيم .
إذا دعونا نبحث عن دور أمريكا الخفي المتبرقع بقناع الناتو ، وأن نحاول البحث عن السر بين زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون إلى طرابلس الغرب بتاريخ 18 أكتوبر تشرين اول الجاري ، بأغتيال وأستشهاد المجاهد معمر القذافي ؟ وأن نحاول أيضا التعرف على علاقة زيارة محمود جبريل عضو ما يسمى بالمجلس الأنتقالي لعملاء الناتو في ليبيا ، مسؤل المكتب التنفيذي والعلاقات الخارجية فيه ، إلى العراق والتي قام بها بتاريخ 6 تشرين اول أكتوبر الجاري ، بنفس الموضوع ؟
لاشك أن الولايات المتحدة قد ركزت كثيرا ، بعد ما أصابها بسبب أحتلالها المباشر للعراق واتساع المقاومة العراقية الباسلة لقواتها ومخططاتها ، ركزت على ما أسمته (الربيع العربي) تفاديا للخسائر المباشرة من قواتها وأكتفت بالتمويل والتخطيط والأشراف والحرب الجوية ، لكن ثلاثة مستجدات جعلتها تعيد النظر بأمالها المرجوة من (فصائل) هذا الربيع ، مما أجبرها على التدخل المباشر في تنفيذ (مراحل) ربيعها هذا ، كي تحافظ على بريقه وهيجانه وتقطف ثماره : ..
1 ـ جنوح الربيع العربي لأتجاهات أخرى غير الأتجاهات المرسومة من قبلها وحلفائها ، والتحرر من سيطرتها ، رغم إنها تمسك بزمام الأمور بعد أن صعدت لقمة الحكم من أحتاطيها المضموم في ثنايا الأنظمة السابقة ، وكذلك إمساكها بعناصر محركة في (الربيع) عن طريق حلفائها التقليدين كالأخوان المسلمين ، وعناصر الشغب التي كانت قد هيأت لهم قيادات ممن من الشباب المتمرد ، والدليل على ذلك ، أستمرار ثورتي مصر وتونس حتى تتحقق المطالب الشعبية التي قامت من أجلها الثورتين ، وثانيهما تصاعد تلك المطالب وفق رؤيا وطنية وقومية عالية جدا مثل المطالبة بطرد السفير (الأسرائيلي) وغلق سفارته والمطالبة بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد ، تلك المطالب التي أجبرت المجلس العسكري على الكلام المباشر عما اسماه الناطق بأسمه (تعديل الأتفاقية) وذلك لأمتصاص الغضبة الشعبية .
2 ـ المقاومة الشرسة التي واجهتها ما سميت ( الثورة الليبية ) و ( الثورة السورية ) حتى تحول ( جزء كبير من الناس ، وكذلك معظم الجيش ومعطم القبائل أيضا ) إلى جانب القذافي كما ذكر الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل نقلا عن ( شخص قريب الصلة بالمجلس الأنتقالي في ليبيا ) فأنتج ذلك مقاومة لم تكن في حسبان الولايات المتحدة والعملاء ، فأعتقد الأمريكان ان أغتيال القذافي سيؤدي إلى خفوت هذه المفاومة وتلاشيها فيما بعد ، فقرروا أستنفار أمكانياتهم الأستخبارية للبحث عن الرجل وتنفيذ محاولة الأغتيال به .
3 ـ الفيتو الصيني الروسي المشترك ضد مشروع القرار الغربي بشأن سوريا ، وموقف الدول العربية الخمس ( لبنان ـ الجزائر ـ السودان ـ أرتيريا والعراق ) في الأجتماع الأستثنائي للجامعة العربية يوم 16 تشرين اول اكتوبر الجاري ، وهو الموقف الذي افشل المشروع الخليجي الهادف إلى تجميد عضوية سوريا في الجامعة ، والأعتراف لاحقا بمجلس (أنقرة) الأنتقالي ، ومن ثم تنفيذ السيناريو (الناتوي الليبي) في سوريا .
ولكل هذا .. فإن الولايات المتحدة ، بالإضافة لما يواجهها من ( نوبات ) مخاض ثوري في بلادها ، جراء السخط الشعبي على السياسة الأقتصادية وتفشي البطالة وهبوط الأجور كما هو ظاهر في المظاهرات المناوئة لوول ستريت ، فإنها أحوج ما تكون لإبراز عضلاتها وأستعراض قوتها ، لردع إمكانيات مشاركتها في قطبيتها الوحيدة من قبل قوى دولية كالصين أو روسيا ، وهي تحتاج لإلهاء الداخل بالمشاكل والتهديدات والمخاطر الخارجية التي ( تواجه ) أمريكا ، وأستخدام هذه الأدعاءات كحقنة مورفين لتهدئة الهيجان الشعبي العارم ضد الإدارة والسياسة الأمريكية .
كما أن تصفية المشروع القومي بأعتباره هدفا رئيسيا لمخططاتها في المنطقة ، خصوصا وأن هذا المشروع مصاب ( بوعكة ) شديدة ، بعض اهم أسبابها ذاتية ، وهو المشروع الذي قال عنه الكاتب محمد حسنين هيكل ( ما نراه في هذه اللحظة مشروع قومي يتهاوى ، وبقاياه تجري إزاحتها الأن ، ومشروعات أخرى تتسابق إلى الفراغ ، بعد أن اضاع ذلك المشروع مكانه وزمانه ) وتابع ( أكاد أرى الأن خرائط كانت معلقة على الجدران ترفع الأن وتطوى، لأن المشاهد أختلفت فالمواقع العصية تأدبت أو يجري تأديبها والمواقع الضائعة أستعيدت أو أنها تستعاد الأن ، وكل ذلك تمهيد لفصل في شرق أوسط يعاد الأن تخطيطه وترتيبه وتأمينه ، حتى لايفلت مرة أخرى كما حدث عندما راود العرب حلم مشروعهم القومي).
فإن الولايات المتحدة أرسلت وزيرة خارجيتها إلى طرابلس لترتيب الأوضاع في ليبيا وفق (شرق أوسط يعاد تخطيطه) وتقسيمه على أحداثيات سايكس بيكو الجديدة والتقسيم هذه المرة
وفقا لمقولة هيكل ( تقسيم موارد ومواقع ) وإن ( ما يجري تقسيمه الأن هو أولا النفط وفوائضه ، نفط وفوائض ليبيا بعد نفط وفوائض العراق ) . ان امريكا لايمكن أن تمنع رغباتها من الأستحواذ على النفط الليبي ولعابها يسيل عليه منذ مدة ليست بالقصيرة ، ولاتسمح لحلفائها ان يخرجوها من ( القسمة ) خالية الوفاض ، ففرنسا حصلت وفق اتفاقها مع مجلس العملاء على نسبة 30% من النقط الليبي ، وحصلت بريطانيا على 20% ، فإن الحصول على قاعدة للأسطول السادس في طرابلس لايسد الحاجة الأمريكية ، فالنفط وريد الحياة وبواسطته ستتم السيطرة على العالم ، وإن نفط العراق لايغطي أطماع أمريكا مطلقا ، ناهيك عن نوعية النفط الليبي العالية الجودة ، وسهولة نقله لقربه من الموانئ وبساطة أستخراجه .
بهذا نستطيع تفسر كلام هيلاري كلنتون في طرابلس من أنها تتمنى أن ترى القذافي مقتولا أو أسيرا ، فهذا عنوان زيارتها ، تضعه ( كالطعم ) أمام جرذان المجلس حتى سارعوا بالتهامه ، فأعضاء المجلس ومسلحيه تكاد تصيبهم الخيبة والوهن بسبب المقاومة المشتعلة في ليبيا ، ويردون قوة المقاومة وبسالتها لبقاء القذافي حيا ، ، ولكن محتوى الأعلان وتفاصيله تتضمن ( تعديل ) نسب الحصص النفطية لكي تأخذ أمريكا حصة الأسد . وفيما يبدوا إن ما تقوم به امريكا في المناطق الساخنة ( العراق وليبيا ) ليست حربها الأستراتيجية الكبرى ، بل إنه ترتيب خطة أو خطط الأعداد لتلك الحرب ، بعد أن تكون قد استحوذت على السلاح العربي الوحيد ( النفط ) ووضعته في خزانة حربها الأخيرة للسيطرة على العالم ، أنه كم يشبه الإحماء الذي يقوم به الرياضيين قيل إداء المبارة الحقيقية .
أن العلاقة أصبحت واضحة بين أغتيال القذافي وأستشهاده وبين زيارة كلنتون إلى ليبيا ، وسوف تكشف الأيام أن عملية الأغتيال ، جرت بواسطة القوات الأمريكية وتحت قيادتها ، أو على الأقل بإشرافها ، أما عن علاقة علاقة زيارة محمود جبريل إلى العراق بتاريخ 6 تشرين اول أكتوبر الحالي ، فإنه لأخذ المشورة والحكمة من ( مجرب ) عن كيفية أقناع امريكا لمساعدة المجلس في التخلص من القذافي ، وعن أساليب سرقة النفط ، ومعرفة الطريقة في تفتيت المقاومة المتصاعدة ، بطريقة التقسيم المفدرل والمحاصصة ، رغبة من المجلس الليبي بالوصول إلى الأمن والأمان ، ولكن جبريل لم يكن يعي أنه جاء ( يطلب من الحافي ....) ..!!
أستشهد القذافي ، كما أستشهد قبله عمر المختار ...كليهما في ساحة القتال ، ولكن المقاومة الليبية لن تمت بعد القذافي ، بل هي سوف تزداد عنفوانا ، مستفيدة من تأريخها ( العمري ) وحاضرها ( المعمري ) حتى تعود ليبيا من جديد إلى عالم الحرية والأستقلال ، فالذين يقاومون مع القذافي يفعلون ذلك بأنتمائهم إلى الوطن الليبي وفق مقولة هيكل ... وغدا لناظره قريب.
__________________________________________________ ____________________________________


لماذا قُتل القذافي؟ومن قتله؟
د/إبراهيم أبراش
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.jpg[/IMG]

لا يستحق ألقذافي الرثاء،فما فعله بشعبه وبالعرب جميعا من خراب وتدمير واحتقار وتلاعب بالعروبة والفكر القومي وتحقير الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية والزعماء العرب حتى الشعوب العربية، لا يُفسح المجال للتباكي عليه أو ذكر أفعال حميدة قد تشفع له.كان ألقذافي يعتقد ككل الدكتاتوريين عبر التاريخ أنه الأكثر ذكاء ودهاء وعلما وقوة، مع انه في الواقع كان الأكثر غباء وتخلفا، كيف لا وقد خسر بالإضافة لشعبه كل الحلفاء حتى من نصَّب نفسه ملكا على ملوكهم وأغدق عليهم المال بدون حساب. لم يعجبه لقب رئيس سلطة وقال بأنه لا يملك أية سلطة وأحال كل السلطات للجان الثورية ،فكانت مجرد ديكور يخفي أعظم سلطة استبدادية في التاريخ المعاصر.لم يعجبه وجود مناصب ومؤسسات وزارية واسند السلطة للشعب ،فعمت البلاد الفوضى . قال بان كل السلطة للشعب ومع ذلك حرم الشعب من حق تشكيل الأحزاب والنقابات والجمعيات .لم تعجبه كل النظريات والثقافات العالمية فقال بالنظرية العالمية الثالثة، فما كانت بنظرية ولا كانت بعالمية ولم تخرج من صفحات كتابه الأخضر.
وجد أن جغرافيا ليبيا وشعب ليبيا أصغر من طموحاته فنصب نفسه أمين القومية العربية وأراد أن يوحد العرب حسب فكره القاصر متجاهلا واقع العرب وتجاربهم التاريخية،فلفضته الشعوب العربية قبل أن يلفظه الزعماء العرب،وعندما فشل في توحيد العرب الذين تجمعهم قومية واحدة ولغة واحدة وتاريخ واحد اتجه لتوحيد أفريقيا بقومياتها وقبائلها ودياناتها التي لا حصر ولا عد لها ،فاخذ منه الأفارقة المال ولم يمنحوه إلا لقب ملك ملوك أفريقيا.
قد يقول البعض إن ألقذافي ليس الدكتاتور الوحيد في العالم العربي، وليس نظامه بالنظام الوحيد المعادي للديمقراطية ولحقوق الإنسان، وليس نظامه النظام الفاسد الوحيد الذي وظف ثروة بلاده لخدمة النظام لا لخدمة الشعب ... فلماذا يسقط ولا يسقط آخرون ؟ولماذا لم يتم اعتقاله ويُقدم للمحاكمة كما جرى مع مبارك؟.
أسقط الشعب التونسي الدكتاتور زين العابدين،كما اسقط الشعب المصري الدكتاتور حسني مبارك،وإن كان من السابق لأوانه تقييم حجم ونوع التغيير الذي سيحدث في تونس ومصر إلا أن ما حدث أمر عظيم لان الشعب هو الذي اسقط الرئيسين وليس قوات حلف الأطلسي،ولان الرئيس مبارك يُحاكم اليوم داخل مصر.أما لماذا لم تجري الأمور في البلدان العربية الأخرى كما جرت في ليبيا ،فهذا أمر يحتاج لدراسة وتأمل،ولكن يجب التنويه بأنه بالرغم من تشابه المجتمعات العربية وتشابه الأنظمة من حيث علاقتها بشعوبها إلا أن لكل شعب خصوصيته ولكل نظام آلياته الخاصة في التعامل مع شعبه ومع العالم الخارجي ،هذا لا يعني أن رياح التغيير لن تصل للدول العربية الأخرى بل ستحدث التغييرات ولكن بطريقة مختلفة .
أما بالنسبة لمقتل ألقذافي وبالرغم من تضارب الأقوال حول مقتله فنعتقد بأن الناتو هو الذي قام بتصفية القذافي جسديا بطريقة مباشرة من خلال القصف الجوي أو غير مباشرة بطلقة برأسه على يد بعض المقاتلين تنفيذا لأوامر من الناتو ،ليس حبا في الانتقام من شخص أجرم بحق شعبه بل حتى لا يتم تقديم القذافي لمحاكمة سيتحدث فيها كاشفا أسرارا لا تريد دول الناتو كشفها.
فبداية لم يتدخل الغرب في ليبيا حبا بالشعب الليبي بل لمصالح اقتصادية وإستراتيجية،ولكن هذا الغرب الذي قاتل وقتل القذافي دون أن يفقد جنديا واحدا وبفاتورة صفر حيث ستدفع ليبيا تكاليف الحرب،كان حليفا وداعما لحكم ألقذافي طوال أربعين عاما،ففي السياسات الدولية لا يتم الحكم على سياسات واستراتيجيات الدول من خلال الإعلام والخطابات السياسية بل من خلال شبكة المصالح التي تربط الدول بعضها ببعض،وكان للقذافي علاقات استخباراتية مهمة مع الغرب وخصوصا بعد تسوية لوكيربي،أيضا كانت علاقات اقتصادية كبيرة بينهم سواء حول النفط او المجالات الاقتصادية والاستثمارية الأخرى،كان القذافي صديقا مميزا لبرلسكوني إيطاليا وبلير إيطاليا وغيرهم كثيرون قد تكشف الأيام خفايا هذه العلاقات . لم يستمر حكم ألقذافي لأربعين عاما بسبب قوة النظام الأمنية ولا بسبب شعبية النظام ،بل لان الغرب كان يمارس سياسة نفاق هي جزء من البراغماتية السياسية التي تحكم الغرب عموما،سياسة حماية القذافي مقابل بترول وخيرات ليبيا وتغطية ذلك بخطاب معادي لنهج ألقذافي،ولو كان في مِكنة الغرب لنصب في كل بلد عربي شبيها للقذافي.
نعتقد أن نفس الأنظمة والقوى الغربية التي كانت صديقة او داعمة للقذافي بالعلن أو بالسر هي التي عملت على تصفيته جسديا حتى لا يكشف أسرار علاقته معهم،لأنه لو كشفها سيكون من الصعب عليهم كسب ثقة الشعب الليبي الذي هو شرط عودة المصالح الغربية لليبيا وإسناد مهمة إعادة بناء ليبيا له.
انتهى حكم القذافي الذي يعتبر أغرب حكم وحاكم في التاريخ المعاصر ولكن من السابق لأوانه القول بان الثورة انتهت لان نهاية الثورات لا ترتبط بنهاية الطاغية بل بتحقيق مطالب الشعب بالحرية والاستقلال والديمقراطية.
عبد الباري عطوان في جريدة القدس العربي
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ADMINI%7E1/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image008.jpg[/IMG]
ان يخرج مئات الآلاف من الليبيين للاحتفال بمقتل الديكتاتور معمر القذافي، بعد استعادة مدينتي سرت وبني وليد آخر معاقلة، فهذا امر متوقع علاوة على كونه مشروعاً، لان ابناء الشعب الليبي عانوا، ولأكثر من أربعين عاما، من ظلمه وطغيانه وفساد نظامه، ولكن ما خيب آمالنا هي الطريقة غير الانسانية التي عومل بها الزعيم الليبي بعد اصابته وأسره، وكذلك بعض ابنائه والمقربين منه.
نحن مع الاحتفالات بسقوط الطغاة وأنظمة حكمهم، وعودة السلطة كاملة الى الشعب، صاحبها الحقيقي، ولكننا لسنا، ولا يمكن ان نكون مع قتل الأسرى، وجرجرة جثامينهم بالصورة التي شاهدناها جميعاً عبر شاشات التلفزة العربية، قبل الأجنبية.
العقيد معمر القذافي نزل من السيارة التي نقلته الى سرت وهو في صحة جيدة، وكان يمشي على رجليه، ولا آثار للاصابة في رأسه، ثم رأيناه جثة هامدة مضرجة بالدماء وهو في سيارة الاسعاف، مع تضارب كامل في الروايات حول مكان وكيفية العثور عليه، والظروف المحيطة بإصابته.
ديننا الاسلامي الحنيف، وتقاليدنا وقيمنا العربية التي نفتخر بها ونعتز، توصي بالعناية بالأسير، واكرام وفادته، وتضميد جراحه، هكذا اوصانا رسولنا محمد، صلى الله عليه وسلم، وهكذا فعل كل الصحابة وقادة جيوش الفتح المسلمين، وعلى رأسهم المجاهد الأكبر الناصر صلاح الدين الذي ضرب مثلاً للبشرية جمعاء في تعاطيه الاخلاقي مع الأسرى الصليبيين.
العقيد القذافي ارتكب جرائم، وخرج بذلك عن كل قيم الاسلام عندما عذب اسلاميين قبل ان يحرق اكثر من الف منهم في سجن ابوسليم، ولكن علينا ان نتذكر ان الثورة ضد نظامه اندلعت بفعل هذه الممارسات اللاإنسانية، وكنا نتوقع من قادة الثوار ان يقدموا لنا نموذجاً مختلفاً، وممارسات اكثر حضارية وانسانية في التعاطي مع الخصوم، ولكن توقعاتنا لم تكن في محلها للأسف.
ما نستشفه من التقارير الاخبارية المصورة التي وصلتنا حتى الآن، ان قراراً صدر بـ'اعدام' كل، او معظم، رجالات العهد السابق، وعدم القبض عليهم احياء. وهذا يؤكد ما اعلنه السيد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الانتقالي الليبي نفسه، من انه جرى رصد مكافأة مالية (مليوني دولار تقريباً) لكل من يقتل العقيد القذافي، وتوفير الحصانة الكاملة له من اي مقاضاة او ملاحقة قانونية على فعله هذا.
فليس صدفة ان يتوالى وصول جثث نجلي العقيد سيف الاسلام والمعتصم، وبعدهما ابوبكر يونس جابر وزير الدفاع الذي كان واجهة فقط، لم يمارس اي صلاحيات، وكذلك السيد عبد الله السنوسي رجل امن النظام القوي وولده او ولديه، ولم يؤخذ اي من هؤلاء بمن فيهم العقيد نفسه الى مستشفى قريب او بعيد لإسعافه.
***
انه اعدام بدم بارد، يعكس رغبة دفينة بالانتقام والثأرية لا يمكن ان تساعد في تأسيس نظام ديمقراطي حضاري يتماشى مع تطلعات الشعب الليبي وطموحاته. ممارسات تذكرنا بما جرى للأسرة الهاشمية في العراق بعد الاطاحة بنظامها بعد ثورة عام 1958 بقيادة المرحوم عبد الكريم قاسم ورفاقه.
الرئيس المصري حسني مبارك الذي لا يقل ديكتاتورية عن الزعيم الليبي المخلوع، عومل بطريقة انسانية يحمد عليها المصريون، فقد احضر الى المحاكمة على سرير، وجرى توفير افضل المحامين للدفاع عنه، وكذلك ابناؤه، وكبار المسؤولين في نظامه الفاسد، وهذا ما كنا نتمنى ان نراه في ليبيا الثورة.
سمعنا عضواً في المجلس الانتقالي يطالب بالقاء جثمان الزعيم الليبي في البحر لتأكله كلاب البحر، في مقابلة على شاشة محطة 'العربية'، وشاهدنا آخر يصف الجثمان بأنه 'جيفة'، وثالثاً يتباهى بأنه وجه اليه الاهانات، فهل هذا امر يعقل وديننا الحنيف وقيمه تنص على انه 'اللهم لا شماتة في الموت'.
اعدام العقيد القذافي هو نهاية مرحلة وبداية اخرى، ولا نبالغ اذا قلنا ان ما هو قادم قد يكون الأصعب، لما ينطوي عليه من تحديات جسيمة نلخصها في النقاط التالية:
أولاً: العمل على تكريس الاستقلال والسيادة الليبيين في مواجهة اي نفوذ لحلف الناتو ودوله. فإذا كان هذا الحلف قد ساعد في اطاحة النظام الديكتاتوري وحمى المدنيين، فلا مانع من ان يكافأ بالاموال، وهناك اكثر من 160 مليار دولار من الودائع المالية في الغرب يمكن تخصيص مبالغ منها لهذا الغرض.
ثانياً: تسوية الخلافات المتفاقمة بين الجناحين الرئيسيين في المجلس الوطني الانتقالي، الاسلاميون من ناحية، والليبراليون من ناحية اخرى، واعطاء كل ذي حقه ودوره، حسب حجم تضحياته في هذه الحرب، ونحن نعرف حجم هذه الخلافات وضخامتها.
ثالثاً: نزع سلاح الميليشيات ودمج أفرادها في القوات الوطنية المسلحة، لان ليبيا تحولت في الأشهر الثمانية الماضية الى غابة سلاح، ولا يمكن ان يستقيم الأمن في ظل هذا الانتشار الكثيف للأسلحة، خارج اطار القانون. وسمعنا السيد محمود جبريل رئيس الوزراء يقول ان لا احد يستمع الى اوامره او يطبقها، وانه يحذر'من فوضى عارمة في البلاد.
رابعاً: لا بد من المصالحة الوطنية، والخطوة الاولى في هذا الصدد تتمثل في عدم التعاطي بمنطق المنتصر مع انصار النظام السابق، فالمجمتع الليبي مجتمع قبلي لا يمكن ان يقبل الاهانة والفوقية.
خامساً: الديمقراطية تعني الحكم الرشيد، وسيادة حكم القانون، والشفافية، والقضاء العادل المستقل والمساواة في توزيع الثروات، والعدالة الاجتماعية، واذا كانت قد وقعت اخطاء وتجاوزات فلا بد من علاج سريع لها، قبل ان تتفاقم وتتحول الى غضب وربما ثورة مضادة.
***
قد يجادل البعض، وهم كثر داخل ليبيا خاصة، ان ما حدث بالأمس هو نهاية دموية لنظام دموي، ولكن الشعوب العربية تريد نهايات وردية ديمقراطية انسانية لهذه الانظمة الدموية، تظهر الفارق بين ممارساتها وممارسات ممثلي الثوار الديمقراطيين، فشيم القادرين المنتصرين تتلخص في الترفع عن النزعات الانتقامية الثأرية.
ندرك جيداً انه في ظل الاحتفالات الكبيرة والمشروعة بسقوط نظام طاغية، تسود العاطفة ويتراجع العقل، ولهذا قد لا يعجب كلامنا هذا الكثيرين، ولكن نجد لزاماً علينا ان نقول ما يجب ان يقال، في مثل هذه اللحظة التاريخية في ليبيا.