العمل المجتمعي في حياة ناشط
حوار
هيا ألنوري
صوت لبنان

العمل المجتمعي في حياة الإنسان والفرد هو ضرورة تكميلية لأداء الحكومات وهي مرآة الشارع في شتى أحواله ، من هنا نبدأ حوارنا مع ناشط عربي فلسطيني من قطاع غزة قضى معظم حياته في العمل المجتمعي وعلى حد قوله أن المنظمات هي عبارة عن مافيا أو أسراب بعوض في المجتمعات سبب إطلاق هذه المصطلحات سنعرفه في لقائنا الذي تم عبر الهاتف مع الناشط أحمد حسني عطوة مع المرضى في المشافي تجده يتألم معهم وبين صناع القرار تجد له صدا يتردد ولا يعرف المستحيل في أداء رسالته تجاه بلده وأطفال الوطن يبكي معهم ويفرح بينهم .
بطاقة تعريفيه :
أحمد حسني عطوة من مواليد الأردن عام 1970 أنهيت دراسة إدارة أعمال من الجامعات الأردنية والتحقت بالعمل النضالي الفلسطيني على الساحات العراقية من خلال منظمة التحرير الفلسطينية متزوج ولي 6 أطفال 3 بنات و 3 أولاد .
بطاقة العمل المجتمعي :
بدأت العمل المجتمعي متطوعا في جمعية الثغر لرعاية المعاقين بالعقبة في الأردن وعشقت العمل المجتمعي وكانت لي وقفات مع نادي الخليج الرياضي وجمعية العقبة للتراث الشعبي ومنتدى العقبة الثقافي والعديد من المؤسسات والأعمال في محافظة العقبة إلى أن وصل بي المطاف بعمل متميز انطلقت به مع نخبة من الأصدقاء وهي مسيرة السلام والمحبة التي انطلقت من محافظة العقبة مرورا بكل المحافظات والقرى والممدن الأردنية سيرا على الأقدام إلى أن وصلنا إلى القصور الملكية الأردنية التي استقبلونا فيها بكل حفاوة وحب هذا بالإضافة إلى سلسلة من المهرجانات والإعمال المسرحية التي قمنا بها في الأردن ، ووصلت إلى قطاع غزة عام 1997م وعملت مع العديد من المؤسسات فيها كانت بدايتها مع مركز السندباد الثقافي للأطفال وحاليا
مدير عام فريق أحلام الطفولة
نائب رئيس مجلس إدارة جمعية شموع الأمل للتنمية والتطوير
وأقوم على استكمال ملف تأسيس الاتحاد العالمي لحماية الطفولة
- لنقف عند حدود قطاع غزة وما هي قصة المافيا والبعوض ؟
الجميع في قطاع غزة يعي تماما هذه المقولة ويعرفها لأنني ذكرتها في لقاء أجري معي منذ سنين من خلال الصحفية مروة رسلان مندوبة المركز الدولي للبحوث والدراسات " مداد " وقد ذكرت مصطلح مافيا عن الجمعيات آنذاك وكنت أقصد تماما هذا المعنى لأننا نرى على أرض الواقع ماذا تفعل المنظمات الغير حكومية في قطاع غزة ، من جانب آخر أفصل مصطلح بعوضة وهذا لأن المتطوع له حقوق كما وعليه واجبات ولكن تغفل هذه المؤسسات عن حقوق المتطوع والتي تستنزف المؤسسات وقته وجهده ويصبح مصيره كما يقال بالعامية ( مركون على الرف ) ومن جانب آخر لو طالب هذا المتطوع بحقوقه كانت هنا الحرب بلا محالة بحيث يقذف المتطوع بأبشع التهم وتشوه صورته .
- هل واجهت مثل تلك المواقف أثناء عملك ؟
بالتأكيد وليس على مستوى قطاع غزة فقط وإنما على مستوى مؤسسات خارجية أذكر منها
المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي بالنرويج على سبيل المثال حيث عملنا ما بوسعنا لمدة عام تقريبا بفتح مقر على نفقتي الخاصة بكافة مصاريفه وكنا نتابع العديد من القضايا وقمنا بالتشبيك مع العديد من المؤسسات ولا يخفى هذا عن الجميع فكل هذا موثق من خلال وسائل الإعلام المختلفة ولكن للأسف الشديد هناك في قطاع غزة من يعشقون المناصب والكراسي وسرقة المال من ورائها وإدارة المركز لم تتصرف معنا بحكمة في ظل العمل الذي كنا نرفعه لها إلا أنهم مشوا وراء كلام ليس له أي واقع ولا يستند إلا على قيل وقال ، أنا لا أخشى أحدا وأنا على ثقة مما أقول أننا للأسف فقدنا القيم والمبادئ وأصبحنا نجري وراء أوهام ونترك الأرض والميدان الذي يحكم على المرء وعمله لست ممن يجرون وراء المناصب ولا هدفي مادي ولكن هدفي أن أبني هذا الجيل على أسس سليمة وصحيحة ليعرف حقوقه وواجباته أقولها بصراحة ولا أخشى أحدا وهذا بسبب سوء الرقابة على منظمات المجتمع المدني فكم من المنظمات تقف وتلمع على كاهل ذلك المتطوع ومن ثم يقذف بأبشع التهم .
وهذا أحد المواقف وأقلها التي ممكن أن تصيب أي متطوع يعمل بكل جدية وصدق هذا مع التحفظ بأن هناك العديد من منظمات المجتمع المدني التي تعمل بكل شفافية ونزاهة ولكنها قليلة جدا وهذه المنظمات لكي تستمر وتعمل بشفافيتها ومصداقيتها عليها أن تواجه معارك وحروب وجبهات من كل النواحي .
- هل تأثرت وتأثر عملك بسبب هذه الحروب والمعارك ؟
صدقيني أذكر جملة قالها لي السيد أيهان جاف مدير عام المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي بالنرويج وهذه الجملة هي أحد أسباب استمراري وهي ( أن الشجرة المثمرة تقذف بالحجارة ) ولا يعنيني ما يقال من شائعات لأن كل أعمالي مكشوفة على الملأ من خلال فريقي المتميز على مستوى قطاع غزة والذي يقدم خدماته لأطفال القطاع منذ عام 1997م يواجه الفريق حربا شرسة في بعض الأحيان من الداخل والخارج ولكن لا يهمني كل ذلك طالما أنني أعمل بصدق وشفافية ونزاهة في توصيل أهدافي للطفل وطالما أنني أرى العديد من الأطفال حولي عندما أسير في الشارع يلتفون بفرح سائلين عن موعد فعاليه جديدة تسعدهم .
- ممن تتلقى دعم المؤسسة ؟
لا أخفي ولن أخفي أن فريق أحلام الطفولة يقدم خدماته لأطفال قطاع غزة مستندا على تمويلي الشخصي والذي أضع فيها معظم راتبي لإيماني بما أقدم من خدمات وكذلك إيمان الفريق الذي يقف معي طوال فترة طويلة من العمل في الفريق ولثقتهم بما أقوم به من أعمال واطلاعهم على كل تفاصيل العمل بوجودهم الدائم حتى مقر الفريق الحالي مفتوح على نفقتي الشخصية والخاصة .
- كيف يدير أحمد عطوة مؤسسته ؟
هذا هو الخلل الوحيد الذي أقع فيه دائما ويعيقني في التقدم أنني أثق بكل طاقم الفريق دون استثناء مع وجود منتفعين على سمعة واسم الفريق ممن يسيئون استخدام هذه الثقة وبالرغم من ذلك أستمر وأقع وأنهض وأستمر وللعلم لا أتكبر في العمل وإنسان بسيط جدا يجدني الجميع دائما في الميدان لا أعتبر للسن أو للمنصب تجدني تارة أغني مع الأطفال وتارة أرتدي دمية وتارة أخرى أرتدي زي المهرج وأقترب من الطفل فلن يقدر أحد معنى سعادة الطفل عندما ترسم على شفتيه بسمة .
- هل للفريق أعمال حالية ؟
نعم صحيح الفريق يعمل بصورة دائمة ولا يتوقف ليوم واحد عن تقديم برامجه لدينا عملين نقوم عليهم حاليا وهما
برنامج كأس المنافسة : وهو عبارة عن برنامج تصفيات ثقافية في المعلومات العامة بين العديد من القطاعات الخاصة ومنظمات المجتمع المدني حيث يستضيف البرنامج جامعة غزة .
وكذلك في مهرجان الخيمة للتسوق حيث سيقدم الفريق العديد من البرامج للأطفال رواد خيمة التسوق تبدأ من يوم الأربعاء وحتى نهاية العيد يوميا للأطفال وذويهم من رواد السوق وهذا العمل مجاني نقدمه للأطفال في ساحة الخيمة .
هذا بالإضافة إلى الجولات التي يقوم بها الفريق على رياض الأطفال والمؤسسات المهتمة بهذا المجال من خلال الوحدة التعليمية الترفيهية المتنقلة والتي أحلم بأن تتطور إلى أكثر من ذلك .
- هل للفريق اتفاقيات وأعمال مع مؤسسات خارجية ؟
لا أستطيع أن أقول أن هناك اتفاقيات ولكن هناك خربشات بيننا وبين بعض المؤسسات الأجنبية ولا أكترث كثيرا للتعاون معها تحت أي بند أو بأي شكل لأنني لا أبحث عن دعما ماديا أو هبة أسرق من خلالها ولكن أنا أبحث عن مقومات عمل تجعلني أستمر في تقديم خدماتي .
- هل لنا أن نعرف من هي ؟
بالتأكيد أنا لا أخفي شيء كما ذكرت وكل شيء لدي موثق إما عبر وسائل الإعلام المختلفة أو بمرفقات لدى الجهات الرسمية المعنية بعمل الفريق من هذه المؤسسات :
مؤسسة الرحمة الدولية بالخليج .
المركز الدولي للعلوم الصحية .
منظمة النسوة النمساوية .
وعدد كبير يقارب من التسع مؤسسات عربية وأجنبية يتم طرح أفكار متبادلة بيننا ولكن أضعها بين يدي إدارة الفريق وأعضاءه ليقرروا فيها وكما قلت أنا لا أعول كثيرا على التعاون مع المؤسسات الدولية لأن معظمها معنية بتطبيق أجندات مختلفة ولكن على صورة دعم وتمويل وخدمات ولا نستطيع التفريق بينها .


- ماذا يطلب أحمد عطوة من المؤسسات بشكل عام ؟
أنا لا أطلب شيئا من أحد ولا أريد شيئا من أحد ولكن لي كلمة بسيطة أقولها من يؤمن بما يقدم لا يأبه بمن حوله فأنا إنسان صاحب رسالة أؤمن بها وسأستمر فيها حتى آخر أنفاسي .
- في نهاية اللقاء ماذا تحب أن توجه إلى العامة ؟
أختم حديثي قائلا آية كريمة تقول
يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين
فأنا لست متهما ولن أدافع عن نفسي لأنني بكل بساطة إنسان مفتوح للجميع ومستعد للمسائلة من أي جهة كانت حتى المار من جانب المقر يمكنه زيارتنا ورؤية ما لدينا بكل بساطة فنحن ليس لدينا شيء نخفيه فأنا عشت طفولة مشردة مع والداي من بلد إلى بلد ومن ألم إلى جرح فلا أريد أطفالي أن يعانوا معاناتي أو يجدوا من يسرق منهم الحلم والأمل وشمعة المستقبل كما وأشكر طاقم فريق أحلام الطفولة بأكمله حتى من وجهوا الاهانة للفريق ولشخصي فالجميع يعي تماما أنه يتعامل مع إنسان أبسط مما يكون وبروح طفل حقيقية لا تعرف الكراهية ولا الحقد لأنهم بذلوا ولا يزالوا يبذلون مجهودات متميزة في تقديم خدماتهم لأطفال قطاع غزة والذي وصلوا اليوم إلى ما يزيد عن 80 عضوا في مختلف أنحاء قطاع غزة .
كما وأخص بالشكر الأخت هيا على هذا الحوار الثاني والمؤسسة الإعلامية التي فعلا تهتم بوصول صوت المتطوع بالذات إلى العالم كما ولن أنسى وسائل الإعلام في قطاع غزة والتي صدقا تعمل بكل جدا في نشر الحقائق وتوثيق الأعمال .
- هذه هي معاناة المتطوع وهذه هي ضريبة العمل التطوعي الصادق وصدقا كما جاء في اللقاء أختم هذا الحوار بأن الشجرة المثمرة تقذف بالحجارة .