منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1

    الدور الأسري في اكتشاف مواهب الأطفال وإبداعاتهم ورعايتها

    http://dr-saudalzahrani.com/index.php?option=com_content&task=view&id=1235&Ite mid=227الدورالأسري في اكتشاف مواهب الأطفال وإبداعاتهم ورعايتها نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي الكاتب: web master 30 / 07 / 10 نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الدور الأسري في اكتشاف مواهب الأطفال وإبداعاتهم ورعايتها في مرحلة النمو الأولى قبل إلحاقهم بالمدارس
    ورقة عمل مقدمة إلى الملتقى الخليجي الأول لرعاية الموهوبين " الموهبة تجمعنا " المنعقد بمدينة صلالة بسلطنة عمان في المدة من 12-16/8/1431هـ، الموافق 24-28/7/2010م محور : طرق وأساليب رعاية الموهوبين وتعليمهم
    ملخص ورقة العمل
    شهد العالم منذ منتصف القرن العشرين الميلادي مجموعة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أدت إلى تغييرات في الأنظمة السياسية والثقافية والتعليمية، وتغيرات في العادات والتقاليد الاجتماعية وأنماط المعيشة والعمل والعلاقات ، وتطورت على إثرها الكثير من الأسس والنظريات والأساليب والإجراءات التربوية والتعليمية وانعكست على مستوى الاهتمام الدولي بالموهبة والإبداع ، وقد تعددت البحوث والدراسات المعنية باكتشاف الموهوبين والمبدعين ورعايتهم منذ إلحاقهم بالمدارس ، وتتنافس الأنظمة التربوية والتعليمية في الكثير من دول العالم ومنها دول مجلس التعاون لدول الخليج على ابتكار الطرق والأساليب العلمية لاكتشاف الموهوبين والمبدعين من الطلاب ورعايتهم خلال سنوات الدراسة ، إلا أن الاهتمام بالأطفال الموهوبين فيما قبل إلحاقهم بمدارس رياض الأطفال والمدارس الابتدائية من حيث الاكتشاف والرعاية يكاد ينعدم في الكثير من دول العالم وخاصة النامية منها

    ووفقاً لأحدث الدراسات العلمية تبيَّن أن نسبة الموهوبين المبدعين من الأطفال من سن الولادة إلى السنة الخامسة من أعمارهم تصل إلى 90% منهم ، و تنخفض نسبتهم إلى 10% عندما يصل الأطفال إلى سن السابعة ، وما إن يصلوا إلى السنة الثامنة حتى تتراجع نسبهم إلى 02% فقط . مما يشير إلى أن أنظمةَ التعليم والأنظمة الاجتماعيةَ والأعرافَ والتقاليد والتربية الأسرية تعمل على إجهاض الكثير من المواهب والإبداعات لدى أفراد المجتمع من خلال تكريس أساليب التسلط والردع والإقصاء وتحجيم الحريات؛ ولهذا تأتي ورقة العمل هذه لتسلط الضوء على الموهوبين من الأطفال في مرحلة النمو الأولى قبل إلحاقهم بالمدارس حيث تتركز الرعاية الأسرية على عمليات الاكتشاف والرعاية ، وتتناول في مضامينها التعريف بالأطفال الموهوبين وخصائصهم ، وإبراز دور الوالدين والأسرة في اكتشاف مواهب الأطفال وإبداعاتهم ورعايتها في محضنها الأول داخل المنزل ، وتوجيه ألعاب الأطفال ووسائل الترفيه والتسلية نحو تعزيز المواهب والإبداعات وإثرائها لدى الأطفال ، وأهمية استخدام الأدوات العلمية من قبل الوالدين للكشف عن الموهوبين من أولادهم من خلال مراكز رعاية أولية متخصصة تقدم الدعم العلمي والفني للأسر لرعاية الموهوبين من الأطفال ، والإشارة إلى أبرز الخصائص المأمولة في الوالدين للتعامل مع الأطفال الموهوبين ، ويرجو معد ورقة العمل أن تفيد هذه الورقة في الآتي :
    أولا : تقديم رؤية تربوية حول اكتشاف الأطفال الموهوبين والمبدعين في مرحلة النمو الأولى قبل إلحاقهم بالمدارس ورعايتهم .
    ثانيًا : إبراز أهم خصائص الأطفال الموهوبين وكيفية التعرف عليهم من قبل الوالدين والأسرة .
    ثالثًا : إبراز الدور الأسري في رعاية الأطفال الموهوبين والمبدعين .
    ثالثًا : تقديم بعض الحلول العلمية لاستثمار وسائل اللعب والترفيه لتعزيز مواهب الأطفال وإثرائها .
    رابعًا : التأكيد على أهمية تربية الوالدين والأسرة للمحافظة على خصائص الموهبة والإبداع لدى الأطفال.
    خامسًا : تقديم بعض التوصيات العلمية التي قد يتبناها الملتقى الخليجي الأول لرعاية الموهوبين ، حول اكتشاف الأطفال الموهوبين في مرحلة النمو الأولى قبل إلحاقهم بالمدارس ورعايتهم .
    مقدمة:
    شهد العالم منذ منتصف القرن العشرين الميلادي مجموعة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية أدت إلى تغييرات في الأنظمة السياسية والثقافية والتعليمية، وتغيرات في العادات والتقاليد الاجتماعية وأنماط المعيشة والعمل والعلاقات ، وتطورت على إثرها الكثير من الأسس والنظريات والأساليب والإجراءات التربوية والتعليمية وانعكست على مخرجات الأنظمة التعليمية وكفاءتها الداخلية والخارجية .
    ففي المجال الثقافي برزت ظاهرت عولمة الثقافة والإعلام المفتوح المستهدف اختراق خصوصيات الأمم واستلاب هويتها ، وتذويب الحضارات في عالم ليس له معيار أخلاقي محدد ، وقد شجع التطور المتنامي في تقنية الاتصالات واستخدامها في مجال الإعلام إلى توسيع دائرة التأثير لتشمل العالم بأسره.
    وفي المجال المعلوماتي برزت مجموعة من المفاهيم الجديدة مثل تقنية المعلومات ، والنافذة العالمية للمعلوماتية (الإنترنت) والتعليم الإليكتروني ، والمناهج الرقمية ، والتعليم والتدريب عن بعد، والفصول الافتراضية ، وبرمجيات التعليم ، والمدارس والجامعات المفتوحة .. ونحوها ، والتي أثرت على المنظومة التربوية تأثيرًا مباشرًا .
    كل ذلك دفع بالدول إلى التطوير في الأنظمة التربوية والتعليمية ، وإعادة النظر في مواصفات البيئة التعليمية ومحتوى المناهج الدراسية وفي أساليب التعليم والتعلم والتقويم التربوي واستراتيجيات التدريس وتطويرها بما يستجيب مع المتغيرات الجديدة ويؤهل لمواجهة التحديات المتواصلة في المجالات المختلفة . فالتحولات في النموذج التربوي والتحولات في أدوار عناصر العملية التربوية والتعليمية والتحولات التعليمية لتحقيق الجودة والنوعية ، والتحولات في مواصفات بيئات التعليم والتعلم ، وخطط التنمية وتوجهات الدول ووزارات التربية والتعليم المستقبلية تتجه جميعها نحو توفير متطلبات مجتمع المعرفة وتحقيق مهارات الألفية الثالثة ، والعناية الفائقة بالموهوبين والمبدعين ، فالرهان المعاصر والمستقبل على الصفوة من قادة التغيير والتطوير المتمثلين في الموهوبين والمبدعين ، و الأنظمة التربوية والتعليمية في الكثير من دول العالم ومنها دول مجلس التعاون لدول الخليج تتنافس على ابتكار الطرق والأساليب العلمية لاكتشاف الموهوبين والمبدعين من الطلاب ورعايتهم خلال سنوات الدراسة ، إلا أن الاهتمام بالأطفال الموهوبين فيما قبل إلحاقهم بمدارس رياض الأطفال والمدارس الابتدائية من حيث الاكتشاف والرعاية يكاد ينعدم في الكثير من دول العالم وخاصة النامية منها ، ووفقاً لأحدث الدراسات العلمية تبيَّن أن نسبة الموهوبين المبدعين من الأطفال من سن الولادة إلى السنة الخامسة من أعمارهم تصل إلى 90% منهم ، و تنخفض نسبتهم إلى 10% عندما يصل الأطفال إلى سن السابعة ، وما إن يصلوا إلى السنة الثامنة حتى تتراجع نسبهم إلى 02% فقط . مما يشير إلى أن أنظمةَ التعليم والأنظمة الاجتماعيةَ والأعرافَ والتقاليد والتربية الأسرية تعمل على إجهاض الكثير من المواهب والإبداعات لدى أفراد المجتمع من خلال تكريس أساليب التسلط والردع والإقصاء وتحجيم الحريات .
    وقد يعزى في الغالب السبب في تدني نسب الذكاء لدى الأطفال الملحقين حديثًا بالمدارس والذين لا تتجاوز نسبة الموهوبين منهم في الغالب العشرة من المائة إلى أساليب التربية الأسرية والتي تتشكل وفقًا لنوعيتها واتجاهاتها شخصيات الأطفال وخصائصهم النمائية ، ولهذا فإنه لا بد من إعادة النظر في أساليب تربية الأولاد والكشف عن مواهبهم وإبداعاتهم من وقت مبكر ورعايتهم بما يساعد على نماء خصائصهم وإثراء مكتسباتهم ومواهبهم المتنوعة ، فالموهبة والإبداع عطيَّة الله تعالى لجُلِّ الناس ، وبِذرةٌ كامنةٌ مودعة في الأعماق ؛ تنمو وتثمرُ أو تذبل وتموت ، كلٌّ بحسب بيئته الثقافية ووسطه الاجتماعي وأسلوب تربيته وتعليمه ورعايته .
    ويقول الدكتور تيسير صبحي الأستاذ بجامعة الخليج العربي : إن هناك دراسات أجريت على أولياء أمور الأطفال أفادت نتائجها بأن 87% منهم أدركوا أن أطفالهم موهوبون قبل التحاقهم برياض الأطفال أما نسبة 22% منهم فقد أدركوا ذلك خلال السنة الأولى من عمر الطفل في حين أن 48% من أولياء الأمور كانت لديهم توقعات بأن أطفالهم موهوبون في السنوات الثلاث الأولى وتأكدت توقعات نسبة 17% من أولياء الأمور المتوقعين أن أطفالهم من الموهوبين في السنوات الأربع الأولى من عمر الطفل في حين أن نسبة 13% من أولياء الأمور لا يدركون أن أطفالهم موهوبون إلا في مراحل عمرية متأخرة. ويؤكد على أهمية مشاركة الأهل وأولياء الأمور في اكتشاف الأطفال الموهوبين في مراحل عمرية مبكرة ويحذر من محاولة قمع هذه السلوكيات لدى الأطفال عن طريق محاولة إلزامهم بقائمة طويلة من التعليمات والإجراءات المنزلية وعدم مخالفة الأوامر. وقدم جملة من الإرشادات للتعامل مع الطفل الموهوب ورعاية موهبته، منها الاتجاه الإيجابي والنظرة الإيجابية نحو الطفل بصفة عامة وسلوكياته أثناء اللعب وتحمل الفوضى والآثار المترتبة على بعض الأنشطة والألعاب التي يقوم بها الطفل ( صبحي 1992م ) .
    ويؤكد الدكتور محمد متولي قنديل رئيس قسم رياض الأطفال بكلية التربية في جامعة طنطا من خلال دراسة علمية قام عليها ضرورة الاكتشاف‏ ‏المبكر لموهبة الطفل والعمل على تنميتها بالطرق العلمية الصحيحة حيث أن التدخل‏ ‏المبكر لتنمية هذه المواهب يكون أكثر فاعلية من التدخل المتأخر.‏ ويشير إلى أن اكتشاف موهبة الطفل مبكرا يساعد على ‏التعامل معها بغرض تطويرها وتحسينها بعد ذلك ، وأن لدى بعض الأطفال قدرة في سن مبكرة تقل عن العاشرة "على عزف‏ ‏مقطوعات موسيقية أو لعب مباريات في الشطرنج بشكل يفوق أداء الكبار ، كما أن هناك علامات تقود إلى التعرف على المواهب داخل الطفل منها قدرته ‏‏الفائقة على اكتشاف المشكلات والتعامل معها بمرونة والرغبة في ممارسة أنشطة مفتوحة ‏ بالإضافة إلى الرغبة العارمة في المخاطرة للتعرف على المجهول ، ويمكن تلمس ذلك من خلال متابعة الطفل أثناء اللعب الحر والفردي محذرًا من الاعتماد على البرامج ‏ ‏التقليدية في مرحلة ما قبل المدرسة لاكتشاف هذه المواهب حيث أن تلك البرامج‏ ‏ يغلب عليها النمط التقليدي ، ويؤكد بأن الفهم العميق لطبيعة الموهبة لدى الأطفال يتطلب إعدادًا خاصا لبيئة‏ ‏محفزة تساعد على بزوغ الموهبة وإثرائها والحد من الغموض الذي قد يكتنفها مؤكدًا على دور الأسرة في ‏ ‏المساعدة على بزوغ هذه المواهب من خلال احترام إبداع الأطفال وتشجيعهم على القيام بمهام ‏ إضافية وإعطائهم مطلق الحرية للتعبير عن أنفسهم وتشجيعهم على اتخاذ القرارات وطرح الأسئلة ‏ ‏وإعطائهم مسؤوليات متنوعة للاعتماد على أنفسهم والتعبير عما بداخلهم بحرية وبدون ‏‏خوف ( قنديل 2003م ).
    فالأسرة مؤثر رئيس في بناء شخصيات الأطفال وتحفيز مواهبهم وإبداعاتهم ورعايتها ، وقد يعزى إليها وإلى المجتمع وبعض المؤثرات الخارجية الأخرى السبب في قلة الأعداد المرصودة من الموهوبين بين أفراد المجتمع ، وعليه فإن الحل يكمن في التعرف على الدور الأسري في الكشف عن الموهوبين من الأطفال والعمل على توجيههم نحو تنمية مهاراتهم ومواهبهم وفقًا لخصائصهم ورعايتهم بما يساعد على نمائهم وتطورهم .
    الطفل الموهوب :
    تعددت المصطلحات التي تعبر عن مفهوم الطفل الموهوب (Gifted Child )، مثل مصطلح الطفل المتفوق (Superior Child)، أو مصطلح الطفل المبدع (Creative Child)، أو مصطلح الطفل الموهوب (Talented Child). وهذه المصطلحات تعبر عن فئة من الأطفال غير العاديين وهي الفئة التي تندرج تحت مظلة الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، وتتعدد تعريفات الإبداع إلا أنها تتمحور حول الدلالة المعجمية للفظة الإبداع : وهو الإتيان بغير المألوف ؛ ففي اللغة : البدع : الشيء الذي يكون أولاً ، وأبدعت الشيء : اخترعته لا على مثال. وفي التربية : الإبداع : قدرة الفرد على الإنتاج المتميز بأكبر قدر ممكن من الطلاقة والمرونة و الأصالة والتداعيات البعيدة ، وذلك استجابة لمشكلة أو لموقف مثير. وهو ـ كما يرى سمبسون ـ المبادرة التي يبديها الشخص بقدرته على الانشقاق من التسلسل العادي في التفكير إلى تفكير مخالف كلية ، والإبداع ـ كما يعبر عنه تورانس (Torrance ) عملية إحساس بالثغرات أو العناصر المفقودة ، وتكوين الأفكار أو الفروض الخاصة بها، واختبار تلك الفروض ، وتوصيل النتائج ، وربما تعديل وإعادة الفروض.ويحتاج الإبداع كناتج إلى التفكير الإبداعي المتجسد في العمليات ، فالإبداع عملية خلق أو إنتاج أو اختراع شيء جديد على أن يكون أصيلا و ملائما للواقع و يحل مشكلة من المشكلات ، أو يحقق هدفا معينا و أن يكون ذا قيمة حقيقية و يحظى بالقبول الاجتماعي و يكون صاحبه قادرا على توصيله إلى الآخرين .
    وقد ظهرت العديد من التعريفات التي توضح المقصود بالطفل الموهوب والطفل المبدع ، وقد ركزت بعض تلك التعريفات على القدرة العقلية، في حين ركز بعضها الآخر على التحصيل الأكاديمي المرتفع، في حين ركز ت تعريفات أخرى على جوانب الإبداع، والخصائص أو السمات الشخصية والعقلية. أما التعريفات الكلاسيكية فتركز على اعتبار القدرة العقلية المعيار الوحيد في تعريف الطفل الموهوب، ويعبر عنها بالذكاء وهو تعريف هولنج ورث، وتيرمان 1952م (Hulling Worth & Terman) الذي ركز على القدرة العقلية العامة (General Intellectual ability) التي تقيسها اختبارات الذكاء، واعتبر نسبة الذكاء 140 هي الحد الفاصل بين الطفل الموهوب والعادي، وقد تبنى مثل هذا الاتجاه في تعريف الطفل الموهوب كل من «ديهان وهافجرست 1957م »( Dehaan & Havghurst)، حيث اعتبرا القدرة اللفظية والقدرة المكانية التخيلية والقدرة الميكانيكية والموسيقية...إلخ ، هي المعيار ( الروسان 2009م ) .
    وفي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي ظهرت تعريفات أخرى للطفل الموهوب تؤكد على معيار القدرة العقلية، ولكنها تضيف بعدًا آخر في تعريف الطفل الموهوب هو بعد الأداء المتميز، وخصوصًا في المهارات الموسيقية والفنية، والكتابية، والميكانيكية، والقيادة الجماعية.

    وقد ظهرت الكثير من الانتقادات التي وجهت إلى التعريفات الكلاسيكية (السيكومترية) للطفل الموهوب في حقبة السبعينيات من القرن الماضي، ومن هذه الانتقادات أن مقياس الذكاء كمقياس ستانفورد بينيه ( The Stanford- Binet Intelligence Scal) أو مقياس كسلر (Wechsler Intelligence Scal for Children ) لا تقيس قدرات الطفل الأخرى، كالقدرة الإبداعية أو المواهب الخاصة أو السمات العقلية الشخصية الأخرى للفرد بل تظهر فقط قدرته العقلية العامة والمعبر عنها بنسبة الذكاء. بالإضافة إلى العديد من الانتقادات التي توجه إلى مقاييس الذكاء مثل تحيزها الثقافي والعرقي والطبقي، مع تقصير قدرة اختبارات الذكاء عن قياس التفكير الابتكاري (التباعدي)(DIVERGENT THINKIN )، كما أشار إليه جلفور ( Gllford )عام 1957م الذي أشار إلى قدرة اختبار الذكاء على قياس القدرة على التفكير المحدد باستجابات معينة للتفكير التقاربي (CONVER GENT THINKING) وظهرت مقاييس التفكير الإبداعي فيما بعد ( طلبة 2009م ) .
    وقد اعتمدت التعريفات الحديثة للطفل الموهوب على تغير النظرة إلى أداء الطفل الموهوب في المجتمع وقيمته الاجتماعية، إذ لم يعد ينظر إلى القدرة العقلية العالية كمعيار وحيد لتعريف الطفل الموهوب، بل أصبح ينظر إلى أشكال أخرى من الأداء كالتحصيل الأكاديمي والتفكير والمواهب الخاصة، والسمات الشخصية كمعايير رئيسة في تعريف الطفل الموهوب.
    ويذكر «مارنلد» MARLEND أن الطفل الموهوب هو ذلك الفرد الذي يظهر أداء متميزًا في التحصيل الأكاديمي وفي بعد أو أكثر من الأبعاد التالية:
    - القدرة العقلية العامة.
    - الاستعداد الأكاديمي المتخصص.
    - التفكير الابتكاري الإبداعي.
    - القدرة القيادية.
    - المهارات الفنية.
    - المهارات الحركية.
    ويمكننا تعريف الطفل الموهوب بالطفل الذي يظهر أداءً مميزًا مقارنة مع المجموعة العمرية التي ينتمي إليها في واحدة أو أكثر من القدرات الآتية :
    - القدرة العقلية التي تزيد فيها نسبة الذكاء عن انحرافين معياريين موجبين من المتوسط .
    -القدرة الإبداعية في مجال أو أكثر من مجالات التفكير والتطبيق .
    - القدرة على التحصيل العلمي المتميز بالدرجة التي تزيد عن المتوسط بثلاث انحرافات معيارية.
    - القدرة على القيام بمهارات متميزة كالمهارات الفنية أو الرياضية أو اللغوية ...إلخ.
    - القدرة على المثابرة والالتزام والقوة الدافعة العالية، والمرونة، والاستقلالية في التفكير كسمات شخصيته وعقلية تميز الموهوب عن غيره، إضافة إلى خصائص عقلية وجسمانية ووجدانية ملحوظة من جانب المحيطين به لرعايته (الروسان 2009م ).
    والأطفال الموهوبين هم الأطفال الذين يظهرون تميزاً في الأعمال المكلفين بها ويبدون أكثر استقلالية وذكاءً وثقة بالنفس وطموحاً وتحصيلاً عن الأطفال العاديين وعلى الرغم من ذلك لا نستطيع القول بأن التأخر الدراسي لدى الأطفال يعني عدم وجود موهبة حيث نجد أحياناً موهوبين لكن ليس لديهم القدرة على التأقلم الدراسي والتعليمي .
    ولعل المتابع للدراسات والجهود المبذولة لابتكار أدوات القياس والتشخيص للأطفال الموهوبين يستنتج ما استنتجه الدكتور فاروق الروسان أن مقاييس السمات الشخصية والعقلية التي تميز الموهوبين والمبدعين والتفكير الإبداعي أعدت أغلبها للأفراد في سنوات الدراسة ابتداء من سن التحاقهم بالمدارس وما بعده ، ويندر وجود مقاييس للأطفال في مرحلة النمو الأولى قبل إلحاقهم بالمدارس باستثناء مقياس ستنافورد بينيه ، والمقياس الذي أعده وطوره الدكتور الروسان عن مقياس برايد للكشف عن الموهوبين بما يتلاءم مع البيئة الأردنية ، ويعتبر مقياس برايد (Pride) من المقاييس المعروفة في الولايات المتحدة الأمريكية وقد أعدته الدكتورة ريم سليفا (Rimm 1983 )في جامعة وسكوانس بهدف الكشف عن الأطفال الموهوبين في المرحلة العمرية ما قبل المدرسة بين سن 3-6 سنوات ، والاستفادة من نتائجه لتوزيع الموهوبين المكتشفين في المقياس على البرامج التربوية المقدمة في مرحلة الدراسة بالمدارس ، ويتكون المقياس من خمسين فقرة تمثل مظاهر الموهبة لدى الأطفال المتمثلة في الاهتمامات وتنوعها ، وحب الاستطلاع ، والاستقلالية ، والمثابرة ، والتخيل ، واللعب الهادف ، والقبول الاجتماعي ، والأصالة في التفكير ، ويطبق هذا الاختبار من قبل الوالدين أو معلمي رياض الأطفال ويتكون مدرج المقياس من خمس مستويات ، ويطبق فرديًا على كل مفحوص في مدة زمنية محددة بين 20-35 دقيقة ، أما مقياس الروسان فكان معربًا لمقياس برايد (Pride) بعد تطويعه للبيئة الأردنية وهو يتألف من خمس عوامل هي المحاور الرئيسة في المقياس وتتعلق ، بالاهتمامات ، واللعب الهادف والقبول الاجتماعي ، والتفكير التخيلي والتفاعل الاجتماعي ، والاستقلالية في التفكير التخيلي ، والأصالة في التفكير ، ويتألف المقياس في مجمله من خمسين فقرة تمثل مظاهر الموهبة لدى الأطفال كما هو الحال في المقياس الأصل للدكتورة ريم والتقييم فيه يأخذ أيضًا خمس مستويات ، وقد طبقه الروسان تجريبيًا وخرج بمجموعة من النتائج التي دلت على صدق المقياس وثباته وقدرته على مساعدة الوالدين ومعلمي رياض الأطفال للتعرف على الأطفال الموهوبين فعلا ، ولم يجد معد ورقة العمل من خلال بحثه مقياسًا أعد ليتلاءم مع بيئات دول الخليج للأطفال في مرحلة نموهم الأولى قبل إلحاقهم بالمدارس وهي المدة العمرية بين السن الثانية والسن السادسة ، وعليه فإن على المهتمين بهذه الفئة من الأطفال العمل على إعداد مقاييس علمية يمكن استخدامها من قبل الوالدين للكشف عن الموهوبين من أولادهم ، والعمل على نشره والتثقيف باستخدامه في الأسرة الخليجية .
    خصائص الأطفال الموهوبين :
    تُعدّ الخصائص السلوكية للأطفال الموهوبين أمراً أساسياً في تنشئة أطفال ما قبل المدرسة، فمن خلال معرفتها والوعي بها من قبل الوالدين وأولياء الأمور والأسر ومعلمي المراحل الأولية من التعليم ، يمكن التعرف إلى الأطفال الموهوبين، والتعامل معهم، والعمل على تلبية حاجاتهم.
    وقد كشفت مجموعة من الدراسات العلمية أن الموهوبين يتميزون بمنظومة من السمات والخصائص في المجالات العقلية ، والتعليمية ، والجسمية ، والانفعالية والوجدانية ، والدافعية أو الدينامية ( ميول، اهتمامات ، مستوى طموح ، دافعية انجاز ، الكمالية) ، والاجتماعية ، والخلقية ، وأضافت كلارك (Clarck, 1983) الجوانب الحدسية ( استيورات ، 1996م)، والتي قد ضمنها معظم الدارسين في المجال العقلي باعتبارها من نوع الاستبصار. ولازالت الدراسات الحديثة تكتشف تمتع الموهوبين بالعديد من السمات الخاصة بهم متفقة بذلك مع الدراسات التاريخية (السيد أبو هاشم ، 2003م) .
    وأضاف الصافي 1998م السمات المهيئة للإبداع مثل تحمل المخاطرة ، التعقيد ، حب الاستطلاع ، التخيل ،هذا بالإضافة إلى السمات الابتكارية مثل الطلاقة ، المرونة ، الأصالة في التفكير وسمات الدافعية والمثابرة والقدرة على الالتزام بأداء المهمات والانفتاح على الخبرة (سمر مقلد ، 2001م) .
    وذكرت عفاف حداد وناديا السرور1999م أن ديفز (Davis, 1992) قام بمراجعة أكثر من (100) دراسة حديثة تصف خصائص الموهوبين ثم صنف هذه الخصائص في اثني عشر مجالا يشتمل كل منها على مجموعة من الخصائص وهذه المجالات هي : الأصالة، والاستقلالية، والمغامرة، والحيوية، وحب الاستطلاع، والمرح، والانجذاب إلى التعقيد، والوعي بالإبداع، والفن، والانفتاح العقلي، والوحدة، والمبادرة.
    وعموماً يلاحظ وجود اتفاق على تمتع الموهوبين بمنظومة فريدة من السمات الجسمية ، والعقلية ، والمعرفية ، والاجتماعية ، والانفعالية، وهي منظومة سمات تختلف عن تلك الموجودة لدى العاديين . ولكن لا يوجد اتفاق تفصيلي حول هذه السمات ، فهي تختلف وتتنوع من دراسة لأخرى ، ولعل هذا يرجع لتباين المجتمعات ، والمراحل العمرية التي أجريت عليها الدراسات ، وتنوع المقاييس المستخدمة واختلاف مرجعيتها النظرية
    ومن أهم خصائص الأطفال الموهوبين في مرحلة ما قبل المدرسة، والسلوكات الدالة عليها الآتي :
    خصائص في التطور اللغوي
    1. يستخدم كلمات كثيرة، ويُركّب جملاً طويلة ومعقدة.
    2. يتحدث مع نفسه متلاعباً بالأصوات ومعاني الكلمات.
    3. يتميز بطلاقة لغوية وتعبيرات أعلى من مستوى عمره.
    4. يُعبّر عن نفسه بشكل جيد وواضح.
    5. يتعلّم مبكراً، وقد يتقن القراءة في عمر (3-4) سنوات إذا ما تم الاهتمام بهذا الجانب.
    6. يمتلك مخزوناً كبيراً حول عدد من الموضوعات يفوق فيها من هم في مستوى عمره.
    خصائص في التطور الإبداعي


    • 1.يظهر خيالاً خصباً في أفكاره ورسومه وقصصه.
    • 2.يبتكر أصدقاء من وحي الخيال.
    • 3.يستخدم الألعاب والألوان والأدوات بطرق خيالية ومختلفة.
    • 4.يميل إلى الألعاب التي تتطلب تفكيراً عميقاً، ويطور قواعد وقوانين جديدة في أثناء اللعب.
    • 5.يميل إلى ممارسة الألعاب التي تتطلب مجهوداً ذهنياً.
    • 6.يميل إلى ممارسة الألعاب المخصصة لمن هم أكبر منه سناً.
    • 7.يستطيع تركيب أجزاء الأشياء غير المترابطة لتكوين أشكال متكاملة، وعمل الأشياء بشكل منفرد.
    • 8.يثابر ولا يستسلم بسهولة في أثناء أداء المهمة.
    • 9.يميل إلى المغامرة، ولديه درجة عالية من حب الفضول.
    • 10.يستمتع ويتلاعب بالكلمات والأفكار.
    خصائص في تطور الأداء الحركي
    1. يتحكم بحركاته بشكل جيد ومتناسق.
    2. يتحكم بالأدوات الصغيرة كالمقص والأقلام بسهولة.
    3. يمشي ويتسلّق ويركض بصورة متوازنة في سن مبكر.
    4. يستخدم حواسه بشكل جيد، وأحياناً بشكل لافت.
    5. يمتاز بنشاط حركي عالٍ، ويبتكر حركات غير عادية.
    6. يمارس الألعاب التي تحتاج إلى مجهود عضلي.
    خصائص في التطور الاجتماعي والقيادي
    1. يرغب بالقيام في الأعمال الخاصة به بنفسه وبشكل مستقل.
    2. يميل إلى مصاحبة طفل أو طفلين.
    3. يرغب باللعب بشكل منفرد أحياناً.
    4. ينظم نشاطات اللعب ويقودها.
    5. يتعامل مع من هم أكبر منه سناً بيسر ومودة.
    6. يشعر مع الآخرين.
    7. حسّاس لمشاعر الآخرين نحوه.
    خصائص في التطور المعرفي
    1. يبدي سرعة عالية في التفكير.
    2. يميل إلى اللعب بالألعاب التي تستدعي التفكير والتحدي.
    3. يرى العلاقات بين الأشياء.
    4. يربط الأفكار المتباعدة بطرق جديدة.
    5. يرغب في التعرف إلى كيفية عمل الأشياء ويتساءل حولها.
    6. يتمتع بقدرة على الانتباه لفترة أطول من الأطفال الآخرين من العمرنفسه، ويملّ سريعاً من الأعمال الروتينية.


    • 1.يتعلم مبكراً.
    • 2.يمتلك القدرة على الإتقان السريع للمعلومات واسترجاعها.
    • 3.يحب المعلومات والتعرف إلى الأشياء ذات العلاقة بالشعوب الأخرى.
    • 4.يستمتع بالاطلاع على معلومات حول الكائنات الحية والطبيعة ( موهبة 1431هـ ).
    وهناك مجموعة من الدراسات التربوية التي تناولت خصائص الأطفال الموهوبين ، ومنها دراسة طلبة التي لخصت خصائصهم في الآتي :
    الخصائص الجسمية:
    تثبت الدراسات التشخيصية حول خصائص الموهوبين الجسمية أن أغلبهم يتمتعون بأكثر صحة ووزنًا وطولاً ووسامة وحيوية وتفوقًا في التآزر البصري والحركي عن أقرانهم العاديين ، وهم أقل عرضة للأمراض مقارنة مع الأفراد الذين يماثلونهم في العمر الزمني، وقد لا تنطبق هذه الخصائص على كل طفل موهوب، إذ لابد أن نتوقع فروقًا حتى بين الموهوبين في خصائصهم الجسمية.
    الخصائص العقلية:
    وهي أكثر الخصائص تمييزًا للموهوبين عن العاديين، إذ تشير الدراسات التربوية والنفسية إلى تفوق الموهوبين على العاديين الذين يتماثلون في العمر الزمني في كثير من مظاهر النمو العقلي، فهم أكثر انتباهًا وحبًا لاستطلاع ما حولهم، وأكثر طرحًا للأسئلة التي تفوق في الغالب عمرهم الزمني، وأكثر قدرة على القراءة والكتابة في وقت مبكر، وأكثر سرعة في حل المشكلات التعليمية، وأكثر استجابة للأسئلة المطروحة عليهم وأكثر تحصيلاً، وأكثر تعبيرًا عن أنفسهم، وأكثر قدرة على النقد، وأكثر نجاحًا في عمر مبكر، وأكثر مشاركة في النشاطات المتنوعة الأسرية والاجتماعية و التعليمية. وتظهر الفروق الفردية بين الموهوبين بحسب درجات الذكاء والموهبة لدى كل منهم.
    الخصائص الوجدانية:
    تؤكد الكثير من الدراسات تمتع الموهوبين بمشاعر خاصة تحتاج إلى فهمها من قبل الآخرين ، ومن الدراسات التي قامت لتحديد بعض الخصائص الوجدانية والمعرفية الخاصة بالأطفال الموهوبين دراسة «ويب وآخرين»، التي صدرت عام 1982م واستنتجت ثلاثة أنواع من الاكتئاب لدى الموهوبين نتيجة تعامل الآخرين معهم ما دعا إلى التأكيد على ضرورة فهم مشاعر الطلاب الموهوبين واعتقاداتهم لفهم العالم من حولهم، وفهم أنفسهم ، وأكدت أن الاكتئاب الوجودي وراء ارتفاع نسبة الانتحار بينهم، إذ يميلون إلى سؤال رجال الدين عن سبب الوجود والشعور بالاغتراب والرغبة في المعيشة في مستوى عال من المسؤولية والإنجاز والأخلاق والصراع بين هذه العوامل. ( طلبة 2009م).
    ويمكن تلخيص أبرز ما اتفقت عليه أكثر الدراسات في خصائص الأطفال الموهوبين في الآتي :
    يتصف الطفل الموهوب بأنه :
    • متسائل مستمر وباحث مصر للإجابة عن تساؤلاته .
    • محب للاستطلاع والاكتشاف.
    • مثابر ومتابع متميز لاهتماماته.
    • لديه حس الدعابة .
    • قيادي في مختلف المجالات .
    • حساس وشديد التأثر بالآخرين على كل المستويات .
    • نشط وفاعل ومتحرك وفطن .
    • يولد أفكار عديدة لكل مثير .
    • خيالي وواسع التخيل.
    • يميل إلى الوحدة للعمل والتفكير والابتكار .
    • يبرز في جوانب معينة وعادي فيما عداها .
    • ودود مع الآخرين عند التعامل معهم .
    ويتفوق الأطفال الموهوبون على الأطفال العاديين في عدد من السمات مثل الصدق ، والنضج، والاعتماد على النفس ، والإبداع ، والتكيف الشخصي ، وتحمل المسئولية و التحصيل .
    ويقع على الوالدين والأسرة واجب التعرف على الأطفال الموهوبين من خلال مجموعة إجراءات لعلنا نلخصها في الآتي :
    أولا : التعرف على سمات وخصائص الموهوبين والمبدعين من خلال أدبيات الموهبة والإبداع ، ومتابعة نمو أولادهم وتشخيص خصائصهم وتصنيفهم وفقًا لما جمعوه من معلومات حول خصائص الموهوبين والمبدعين ، فإذا ما تطابقت تلك الخصائص أو جزءا منها مع خصائص أولادهم فعليهم بالاستعانة باستشاريين متخصصين لرسم منهجية في التعامل مع الموهوب بما يدعم موهبته وينميها .
    ثانيًا : الاستفادة من أدوات القياس العلمية المتاحة لتشخيص أولادهم والتعرف على خصائصهم ، ويمكن الاستفادة من مقياس برايد (Pride) للكشف عن الموهوبين ، أو مقياس الروسان المعرب ، أو الاستفادة من مقياس مؤسسة الملك عبد العزيز للموهبة والإبداع "موهبة "الذي أعدته للكشف عن الأطفال الموهوبين ما قبل المدرسة من خلال الوالدين ، وهو مقياس بسيط يمكن للوالدين استخدامه والتعرف على خصائص الطفل ومدى تمتعه وامتلاكه للموهبة والإبداع مبكرًا ، ويتضمن مجموعة من المفردات التي تعبر عن سلوك الطفل في مجالات التطور اللغوي ، والتطور الإبداعي ، والنمو الجسمي والتطور الحركي ، والتطور الاجتماعي والقيادي ، والتطور المعرفي ، وينتهي كل مجال بتقرير يتضمن الحد الأدنى للإجابات التي تدل على تمتع الطفل بالتطور في المجال المقاس ، ويمكن تكرار تطبيقه كلما أراد الوالدين أو أحدهما أن يقيم سلوكيات طفله وتصنيفها بين سلوكيات الأطفال الموهوبين ، وفيما يلي استمارة مقياس موهبة :
    التطور اللغوي
    يتكلم مبكراً أو كثيراً، ويمتلك مفردات لغوية متقدمة
    يحاور الأطفال الآخرين مستخدماً جملاً جديدة
    يتلاعب بالأصوات ومعاني الكلمات
    يحب سماع القصص ويستمتع بها
    يقرأ مبكراً، ويكون قادراً على قراءة بعض المفردات الواردة في اللوحات الجانبية على الطرقات
    التطور الإبداعي
    يميل إلى ممارسة الألعاب التي تتطلب تفكيراً عميقاً، ويحب تجريب الألعاب الجديدة، ويطوّر قواعد وقوانين جديدة في أثناء اللعب
    يميل إلى ممارسة الأعمال التي تتطلب جهداً عقلياًّ كبيراً، ويطرح عدة أفكار وحلول
    يظهر خيالاً واسعاً في أثناء سرده للقصص
    يبني بيوتاً من المكعبات بطرق عديدة، ويخلط الألوان بطرق جديدة
    يحب التقليد والمحاكاة، ويبرع في تمثيل أدوار الآخرين
    النمو الجسمي والتطور الحركي
    يستخدم حواسّه بشكل متميّز
    يتحكم بسهولة في الأدوات الصغيرة
    يتحكم بحركاته بشكل جيد ومتناسق
    يمارس الألعاب التي تحتاج إلى مجهود عضلي
    يظهر مقدرة متميزة في تطوير ألعاب حركيّة جديدة
    التطور الاجتماعي والقيادي
    يميل إلى إداء أعماله الخاصة بنفسه
    يلعب مع الأطفال الأكبر منه سناً
    يتولّى توزيع الأدوار على الأطفال في أثناء اللعب
    يقدّر أفكار أصحابه في اللعب ويتقبلها
    يلعب مع طفل واحد أو اثنين على الأكثر
    التطور المعرفي
    يفكّر سريعاً
    يمتلك أفكاراً جيدة ومفيدة
    يسترجع الحقائق والمعلومات بسهولة عند الحاجة
    يسأل عن كل شيء
    يكوّن من الأشكال غير المترابطة نماذج مختلفة وجديدة
    الدور الأسري لرعاية الأطفال الموهوبين :
    يتمتع الأطفال عادة بالحيوية والحركة والانطلاق وحب الاكتشاف وهو ما يدفعهم غالبًا إلى اختراق قوانين الأسرة والمجتمع وربما اختراق القيم والعادات والتقاليد وقد يصل بهم الأمر إلى اختراق العقائد ، وهو ما يدفع الوالدين والأقربين إلى زجرهم عن الكثير من السلوكيات التي تشكل فعل الاختراق ، وقد لا يفكر الكثيرون منا فيما يحدث نتيجة الزجر المتواصل والمستمر في تكوينات عقول أطفالنا و تشكيل أفكارهم ونعتقد بأن ما نمارسه معهم هو نوع من التربية التي تحصر الأطفال في نوع من السلوكيات التي نعتقد صلاحها من منطلق العقيدة والثقافة الموروثة ، وهو أمر قد يؤدي إلى قتل الإبداع الفكري في الأطفال كما يرى ذلك كثير من علماء النفس، فالإبداع الفكري يتطلب في المقام الأول مساحة من الحرية للتدبر والتفكر والتجريب فإذا ما ضيقت مساحة الحرية بالزجر ضاقت معها مساحة الإبداع الفكري .والإبداع الفكري في المنظور الإسلامي يتمثل في حركة العقل الواعية، العقل الذي يتأمل، ينظر، يتدبر. وقد تضمن القرآن الكريم مجموعة من الآيات التي تدعو إلى التدبر.. إلى النظر ومخاطبة ذوي العقول.. ذوي الألباب، و التفكر و التدبر في الكون وسائر المخلوقات ، و على الإنسان بعد التدبر أن يسجل النتائج ويوظفها من أجل الإيمان والتعامل مع مقومات الحياة (عكام 2009م )
    وقد حثنا الإسلام منذ البداية على إعمال عقولنا في التفكير بالظواهر الكونية للوصول منها إلى الإيمان الصحيح بالاستناد على الأدلة العقلية، و لم يحجر على العقل و هو أداة التفكير و لم يحدده ولم يضيق عليه ، بل طالبه بالتحرك و التجوال الهادف في هذا الكون، ليكتشف أسراره، و يطلع على قوانينه ويكتشف كنه علاقاته و معادلاته و يسخر ذلك كله من أجل تعميق العبودية للخالق الحق سبحانه وتعالى ثم لخدمة الإنسان.
    يقرر العالم النفسي " غليفور " بعد دراسته للموهوبين و ذوي القدرات غير العادية أن مما يميزهم ما يمتلكونه من القوة الدافعة و الإحساس بالمشكلات و القدرة على النفاذ إلى غير المألوف و امتلاك القدرة على التصور التجريدي و كذلك القدرة على الإنشاء، أي إيجاد عنصر جديد مستنبط من مركب أو مركبات موجودة." فمن أهم العوامل أو القدرات الأولية التي يمكن أن تساهم في عملية الإبداع هي: وجود القوة الدافعة أو الإحساس بالمشكلات، و الطلاقة في توليد و إنتاج الأفكار في وحدة زمنية ما، و درجة التجديد في طرح الأفكار، و المرونة في التفكير و القدرة على التغيير، و تنظيم الأفكار في أنماط أوسع و أشمل، كالقدرة التركيبية، و القدرة التحليلية و القدرة على إعادة التنظيم و التعريف و التمويل للأفكار و الاستخدام الجديد للأفكار ، و القـدرة على التعامل مع عدد من الأفكار ، وإدارتها في وقت واحد، و درجة الضبط التقويمي من أجل الاختيار الأفـضل من الأفكار " .(خلف 2006م )
    والمبدعون في حاجة ماسة إلى التحرر من أسر الواقع و التقاليد و العادات و الجمود و الروتين،للتحليق في آفاق جديدة، و للإبحار في اتجاه المجهول، والتقاليد الصارمة و الموروثات النمطية و الحدود المصطنعة و الممنوعات المظهرية، كلها موانع و إحباطات تكبل المبدع و تسجنه و تشل تفكيره و خياله. فمصادرة الحرية و التسلط الذي نمارسه في مجتمعاتنا على أبنائنا ، والتنميط والإخضاع المستمر والقهري للتقيد بنموذج الكبار ونمطية الحياة السائدة ..سلوكيات تقتل دوافع الإبداع والابتكار و المغامرة لديهم وتعيق عملية نموهم السوي وجدانيا وعقليا وحسيا وحركيا ، وتغرس في نفوسهم روح القهر الداخلي مما يؤدي بهم إلى الدخول تحت مظلة الكبار طائعين أو مكرهين . وكثيرا من مؤسساتنا التربوية تتبع أسلوب الأسرة في التسلط والزجر من منطلق حماية الناشئة من الوقوع في الممنوعات والمحرمات والمخالفات وفقًا للعقيدة والثقافة الموروثة والأنظمة واللوائح ، وقد يترتب على ذلك قتل للإبداع الذي يوجد في كل إنسان منا بالفطرة وخفض نسبة المغامرين من ذوي القدرات العالية و الموهوبين ، وبكل زجرة نطلقها نسد بابًا للإبداع لدى أبنائنا وبكل حد نفرضه لتشكيل الحرية نكبح به طموح مبدع لا تعترف قدراته بالحدود والأنماط . والحكمة التربوية تؤكد على أن مساعدة الأطفال على اكتشاف الأخطاء وتدريبهم على تلافيها خير من زجرهم عن الوقوع في الأخطاء ذاتها قبل الوقوع فيها. ( الزهراني ،2010م ).
    ولما يتمتع به الأطفال الموهوبين من خصائص حساسة وسريعة التأثر بنوع التعامل وأسلوب التربية والتوجيه ، فإن على الأسرة عند اكتشاف الطفل الموهوب مراعاة خصائصه في جوانب النمو المختلفة الجسمية والحركية والنفسية والاجتماعية ، وعلى الوالدين والأسرة استخدام الأساليب التربوية التي تتيح للأطفال الفرص المتنوعة للتعبير عن أنفسهم وعن أفكارهم والاستماع إليهم باهتمام وإظهار التعاطف معهم ومدحهم والإجابة عن أسئلتهم بوضوح وتشجيعهم على السلوك الاستقلالي أكثر من السلوك الاعتمادي وتقليل القيود والمطالب التي تحد من حركتهم ونشاطهم وتفكيرهم ، وعلى الأسرة الحذر الشديد من السخرية من أفكار الطفل الموهوب وأسئلته المتكررة وذلك حتى لا يتخوف من التعبير عن أفكاره أو يتردد في الإعلان عنها ، وعادة ما تؤدي الأسئلة المطروحة من قبل الأطفال الموهوبين إلى الشعور بحالة من الرضا والاطمئنان بعد حصولهم على الإجابة عنها وهي بذلك تدل بشكل واضح على الرغبة في التعلم والتدريب وارتفاع الدافع إلى التحصيل المعرفي والمهاري .
    وقد تؤثر في موهبة الأطفال أساليب التربية الخاطئة التي تعمد إليها الكثير من الأسر ، فالبيئة الأسرية التي تحد من حرية الطفل وتجبره على المسايرة والتبعية وذلك عن طريق ممارسة الأساليب الخاطئة في التنشئة الاجتماعية مثل الضرب والعنف والتفرقة بين الأبناء والحد من الحرية في إبداء الرأي أو التفكير أو التعبير تعطل الكثير من نماء الموهبة لدى الأطفال ، كما أن القلق الشديد لدى بعض الأسر على الأطفال يقودها أحيانًا إلى المبالغة في أساليب الحماية أو التدليل مما يعوق ويحد من تنمية المواهب لدى الأطفال ، ولذلك فلا بد من رعاية الأطفال الموهوبين وتنمية مواهبهم من خلال استخدام أساليب التربية الحديثة المتوازنة والتي تراعي خصائص الموهوبين واهتماماتهم .
    وعلى الوالدين والأسر توفير بيئة غنية ثقافيا تحفز الطفل الموهوب وتدفعه إلى البحث عن أماكن يرغب في زيارتها وأشياء يرغب في عملها ومهمات يرغب في إنجازها ودروس يرغب في تعلمها، كذلك من المفيد تنشيط الحوار مع الطفل والاستماع الجيد إلى آرائه ووجهات نظره ومشاركته في معالجة موضوعات تحظى باهتمامه الخاص . فالطفل يتعلم كثيرا من خلال اللعب ولذا ينبغي الحرص على مشاركة الأطفال في ألعابهم . ( صبحي 1992م ).
    وفيما يلي ملخص للدور الذي يجب أن يقوم به الوالدين والأسرة لرعاية أطفالهم الموهوبين :
    أولا : اكتساب ثقافة التعامل مع الأطفال الموهوبين :
    ويمكن تحقيق ذلك من خلال الاطلاع على أدبيات الموهبة والإبداع ، وأساليب الكشف عن الموهوبين من الأطفال ، وأساليب رعايتهم وإثراء مكتسباتهم ، ويمكن للوالدين وأفراد الأسرة الانخراط في دورات متخصصة في مجال رعاية الموهوبين للتعرف على خصائص الموهوبين وأساليب استخدام أدوات القياس للكشف عنهم وأساليب رعايتهم والعناية بهم .
    ثانيًا : التمتع بخصائص مربي الموهوبين :
    ومن أبرز الخصائص التي ينبغي أن تتوفر في الوالدين وأفراد الأسر التي يكتشف بين أطفالها موهوبين خصائص مربي الموهوبين الآتية : ( موهبة 2010)
    الخصائص العقلية:
    1. لديه اهتمامات فكرية وأدبية وثقافية.
    2. يتمتع بسرعة الفهم والإدراك.
    3. يتمتع بسعة الأفق والخيال العلمي.
    4. يتمتع بالمبادرة والطلاقة في الحديث.
    5. يتمتع بثقافة واسعة في مجالات متنوعة.
    6. يتمتع بقدر وافر من الذكاء فوق المتوسط.
    7. يتسم بالمرونة في أفكاره وأسلوب حل المشكلات.
    الخصائص الاجتماعية:
    1. يتقبل الأطفال ويحبهم ويتعامل معهم دون محاباة.
    2. حسن الخلق والتصرف .
    3. يتميز بتكيف جيّد.
    4. يهتم بالآخرين، ويقدّم لهم المساعدة ويحترمهم.
    5. لديه إحساس عالٍ بمشكلات مجتمعه.
    الخصائص الشخصية والنفسية:
    1. متزن انفعالياً.
    2. يتحلى بالبصر.
    3. متفائل.
    4. منفتح على الأفكار الجديدة.
    5. يمتلك دوافع داخلية وليست خارجية.
    6. يمتلك شخصية قوية.
    7. متحمس ونشط.
    8. مُبادر. .
    ‏ ‏ثالثًا : استخدام الأساليب التربوية الحديثة في التربية :
    فقد أثبتت الكثير من الدراسات التربوية أن من أبرز الأسباب التي يعزى إليها انخفاض نسبة الموهوبين الملتحقين حديثًا بالمدارس يعود إلى نوع التربية الأسرية ، حيث تمارس مع الأطفال عامة أساليب التسلط والقمع والترهيب والمنع من ممارسة الهوايات واللعب وقد يلجأ البعض إلى الضرب والتحقير والتسفيه مما يؤثر سلبًا على الأطفال ويحد من قدراتهم واستعداداتهم ومواهبهم ، ولذلك فإن التربويين يجمعون على أهمية استخدام الوالدين والأسرة لأساليب تربوية متزنة للتعامل مع الأطفال عامة والأطفال الموهوبين خاصة تساعدهم على النمو الطبيعي وتدفعهم إلى إبراز مواهبهم وتنميتها .

    رابعًا : تنويع الأنشطة للطفل الموهوب لتنمية مواهبه :
    يميل الأطفال الموهوبين إلى ممارسة النشاطات المتنوعة ، وعلى الوالدين والأسرة استثمار ميول الأطفال الموهوبين لتنمية ذكائهم بما يساعدهم على التفكير العلمي المنظم وسرعة الفطنة والقدرة على الابتكار ، ومن أبرز هذه الأنشطة الآتي : ( ديماس 2002م ) بتصرف
    اللعب :
    فالألعاب الآمنة تنمي القدرات الإبداعية لدى الأطفال ، مثل ألعاب تنمية الخيال التي تساعد الطفل على تركيز الانتباه والاستنباط والاستدلال والحذر والمباغتة وإيجاد البدائل لحالات افتراضية متعددة مما يساعدهم على تنمية ذكائهم ، ويعتبر اللعب التخيلي من الوسائل المنشطة لذكاء الطفل وتوافقه، فالأطفال الذين يعشقون اللعب التخيلي يتمتعون بقدر كبير من التفوق، كما يتمتعون بدرجة عالية من الذكاء والقدرة اللغوية وحسن التوافق الاجتماعي، كما أن لديهم قدرات إبداعية متفوقة، ولهذا يجب تشجيع الطفل على مثل هذا النوع من اللعب كما أن للألعاب الشعبية كذلك أهميتها في تنمية وتنشيط ذكاء الطفل، لما تحدثه من إشباع الرغبات النفسية والاجتماعية ، وتعوده على التعاون والعمل الجماعي وتنشط قدراته العقلية بالاحتراس والتنبيه والتفكير.
    القصص الخيالية:
    فالخيال مهم جداً للطفل وهو خيال لازم له، ومن خصائص الطفولة التخيل والخيال الجامح، ولتربية الخيال عند الطفل أهمية تربوية بالغة حيث تقوده في الغالب إلى الابتكار والإبداع، ويتم التخيل من خلال سرد القصص الخرافية المنطوية على مضامين أخلاقية إيجابية بشرط أن تكون سهلة المعنى وأن تثير اهتمامات الطفل،وتداعب مشاعره المرهفة الرقيقة، ويتم تنمية الخيال كذلك من خلال سرد القصص العلمية الخيالية للاختراعات والمستقبل ، فهي تعتبر بذرة لتجهيز عقل الطفل وذكائه للاختراع والابتكار ، ويمكن للوالدين وأفراد الأسرة قراءة بعض القصص التي تحتوى على الخيال العلمي والقصص الدينية وقصص الألغاز والمغامرات التي لا تتعارض مع القيم والعادات والتقاليد ولا تتحدث عن القيم الخارقة للطبيعة ، فالقصص الخيالية تثير شغف الأطفال،وتجذبهم وتدفعهم إلى التفكير وتعلمهم الأخلاقيات والقيم ولذلك يجب علينا اختيار القصص التي تنمي القدرات العقلية لأطفالنا والتي تملأهم بالحب والخيال والجمال والقيم الإنسانية .

    الرسم والزخرفة :
    فالرسم والزخرفة تساعد على تنمية ذكاء الطفل وذلك عن طريق تنمية هواياته المتنوعة،والتعبير عن أفكاره واتجاهاته، بالإضافة إلى أن الرسم يساعد الطفل على تنمية مواهبه الابتكارية عن طريق اكتشاف العلاقات وإدخال التعديلات التي تزيد من جمال الرسم والزخرفة ، ورسوم الأطفال تدل على خصائص مرحلة النمو العقلي، ونوع الخيال عند الأطفال، بالإضافة إلى أنها تعد من عوامل التنشيط العقلي والتسلية واللعب وتركيز الانتباه، كما أنها تؤدي إلى تنمية تفكيره وذكائه .
    مسرحيات الطفل :
    فمسرح الطفل، ومسرحيات الأطفال تلعب دوراً هاماً في تنمية الذكاء لدى الأطفال، حيث يمكنه المسرح من الاستماع إلى الحكايات وروايتها ، وممارسة الألعاب القائمة على المشاهدة الخيالية والتي من شأنها جميعاً أن تنمي قدراته على التفكير والمحاكاة ، كما أن المسرح يساعد على إبراز اللعب التخيلي، فالأطفال الذين يذهبون للمسرح ويشتركون فيه، يتمتعون بقدر من التفوق ويتمتعون بدرجة عالية من الذكاء،والقدرة اللغوية،وحسن التوافق الاجتماعي،كما أن لديهم قدرات إبداعية متفوقة ، وتسهم مسرحية الطفل إسهاما ملموسا وكبيرا في نضوج شخصية الأطفال فهي تعتبر وسيلة من وسائل الاتصال المؤثرة في تكوين اتجاهات الطفل وميوله وقيمه ونمط شخصيته.
    الهوايات والأنشطة الترويحية :
    فالأنشطة والهوايات مهمة لجميع أفراد الأسرة وخاصة الأطفال حيث تؤدي إلى استثمار وقت الفراغ لدى الطفل ونمو الشخصية، ويرى الكثير من رجال التربية ضرورة الاهتمام بتشكيل أنشطة وقت الفراغ بصورة تسهم في إكساب الفرد الخبرات الإيجابية، والعديد من الفوائد الخلقية والصحية والبدنية والفنية. ومن هنا تبرز أهميتها في البناء العقلي لدى الطفل والإنسان عموما، فهي تسهم في إشباع ميول الطفل ورغباته واستخراج طاقته الإبداعية والفكرية والفنية .
    الأفلام الكرتونية :
    وهي من وسائل الجذب لدى الأطفال ويميلون الكثيرون منهم إلى متابعة حلقاتها وأحداثها وهي إذا ما تم انتقاؤها للأطفال تساعد على النمو العقلي والعاطفي والاجتماعي ، وتكسبهم معارف ومعلومات متنوعة ، وتساعدهم على التفكير والتحليل والنقد ، وعلى الأسرة تنظيم وقت الأطفال وإتاحة جزء من فراغهم لمتابعة هذه الأفلام المعلمة ، والحذر من فتح مجال المشاهدة لكل ما هو معروض ، فالأطفال سريعون في التأثر بالمشاهد ويصدقون ما يشاهدونه في الغالب ، ويميلون إلى محاكاته في سلوكياتهم واتجاهاتهم ، ومن هنا فلابد من التدخل الأسري في اختيار الأفلام ، والوقت المخصص للمشاهدة .
    حفظ القرآن الكريم :
    فحفظ القرآن الكريم والاستماع إلى تلاوته من أهم الأنشطة المدربة لتنمية الذكاء لدى الأطفال، وقد ثبت علميًا وتربويًا أثر ذلك في النمو العقلي والعاطفي ، ويلاحظ أن الكثيرين ممن برزوا من علماء المسلمين وأدبائهم حفظوا القرآن الكريم منذ الصغر، فحفظ القرآن الكريم يؤدي إلى تنمية الذكاء بدرجات مرتفعة .
    خامسًا : التواصل مع مؤسسات ومراكز رعاية الموهوبين :
    لاختلاف مستويات الثقافة العامة والثقافة التخصصية بين أفراد الأسر ، ولما تحتاجه عمليات الكشف عن الموهوبين ورعايتهم من أساليب علمية متقنه فإنه ينبغي للوالدين وأفراد الأسر التواصل مع المتخصصين في مؤسسات ومراكز رعاية الموهوبين لتلقي الاستشارات المتخصصة ، والاستعانة بما يتوافر لديها من أدوات القياس ومعايير الكشف ومناهج وطرق الرعاية والإثراء ، وعلى الدول الاهتمام بإنشاء مراكز رعاية تربوية أولية تقدم الدعم والمساندة للأسر في هذا المجال ، وحتى يتم إنشاء مثل هذه المراكز فيمكن للوالدين والأسر تلقي الدعم من المتخصصين إينما وجدو في المؤسسات والمراكز وفي المدارس والجامعات ، فالأطفال الموهوبين يستحقون بذل الجهد واسعًا من أجل رعايتهم وتنمية مواهبهم .
    تربية الوالدين لتربية الأولاد :
    تتجه أفكار الكثيرين من التربويين وعلماء الاجتماع إلى العناية بتربية الجذور ، حيث اتضح للكثيرين من الدارسين والمتابعين أن إشكالية تأخر تأثير التربية المدرسية المقصودة وبطئها أو قصورها في بعض الأحيان لا يعزى إلى مزاحمتها بمتغيرات مجتمعية وإعلامية مؤثرة فحسب ، بل تتركز الأسباب في المقام الأول على نوعية التربية والعلاقات الاجتماعية في حضن التربية الأول وهو الأسرة ، حيث تبنى القواعد الأساسية للتربية والتعليم وتوجيه القدرات واكتشاف المواهب ، ولهذا تعد المدرسة مؤسسة مكملة أو معززة أو مصححة لجهود مؤسسة اجتماعية أخرى لا تقوم فيها أساليب التربية والتعليم غالبًا على أسس وأهداف علمية كما هو الحال عليه في المدرسة ، ولذلك فإن الأساليب المختلفة تؤثر على نوعية التحصيل والمخرجات في كلا المؤسستين ، ولأن المدرسة وهي الوسيط المجتمعي لتخريج الأجيال تحتاج إلى تكافل شركائها في التربية والتعليم بدأ من الأسرة ثم مؤسسات التثقيف والإعلام والتوجيه ووسائلها المتنوعة العادية والمتطورة والإليكترونية ، ومن هنا تبرز الأهمية العظمى لتخطيط التربية الأسرية وتربية الأولاد ما قبل المدرسة وتوجيهها نحو الأهداف والغايات المنشودة من التربية والتعليم وهو ما يقتضي بالضرورة إيجاد مؤسسات حكومية وأهلية تعنى بتثقيف الأسرة وتدريبها من أجل إكساب الوالدين مهارات البناء الأسري الصحيحة وتربية الأولاد القويمة الموازية للتربية المقصودة في مؤسسات التربية والتعليم والممهدة لها والمتوافقة معها لتحقيق أكبر قدر من التجانس التربوي والتعليمي والحفاظ على الثروة الحقيقية للأوطان والشعوب .
    ولعل المتابعين لإشكاليات الحياة الأسرية وعلاقة الزوجين ، والدارسين لأسباب التفكك الأسري وفشل العلاقات الزوجية و المجتمعية يدركون تمامًا أن من أهم الأسباب التي يعزى لها حدوث الفجوة في العلاقات الأسرية المؤدية في الغالب إلى الطلاق وتفكك عرى البناء الأسري تنطلق أساسًا من نوعية الأهداف التي استهدف الزوجين تحقيقها في البناء الأسري ، ونوعية المهارات الاجتماعية المكتسبة لدى كل منهما للتعايش والتفاعل الأسري والحفاظ على البناء المتكامل للأسرة ، وهو ما يدعو المهتمين بالمجتمع والمهتمين بالتربية والتعليم على السوية إلى المطالبة بتثقيف الوالدين وتدريبهم من أجل إكسابهم تلك المهارات المطلوبة لضمان بناء أسري منتظم وتربية ناجحة لأولادهم .( الزهراني 2010م )
    ولهذا فإنني أرى من وجهة نظري المتواضعة أن الحلول العملية والعلمية لمواجهة هذه الإشكاليات تتمثل في تبني الدولة أو المجتمع تأسيس مؤسسات تثقيف وتدريب على أوسع نطاق وشمول ينخرط فيها الوالدين قبل تكوين الأسرة وأثنائها ، ويمكن أن تشترط الأنظمة المدنية والتربوية للحفز على تنفيذها والانخراط فيها والإفادة من إيجابياتها الشروط الآتية :
    o يشترط لعقد النكاح بين الزوجين حصول كل منهما على شهادة دورة تدريبية في التكوين الأسري والحفاظ على الأسرة .
    o يشترط لتسجيل الأولاد في السجلات المدنية ، حصول الأحياء من والديهم أو أوليائهم على شهادة دورة تدريبية في تربية الأولاد ورعايتهم الأولية .
    o يشترط لتسجيل الطلاب في المدارس حصول الأحياء من والديهم أو أوليائهم على شهادة دورة تدريبية في تربية الأولاد وتهيئتهم للحياة المدرسية .
    ويمكن مع التطور في وسائل التقنيات ووسائل الإعلام تفعيل أساليب التثقيف والتدريب عن بعد لتحقيق هذه الغاية السامية والتي يتوقع لها بإذن الله تعالى أن تؤثر إيجابيًا في الترابط الأسري وفي فاعلية تربية الأولاد وزيادة فاعلية التربية والتعليم وتحسين المخرجات المجتمعية ورفع كفاءة الأفراد في البناء والتنمية الوطنية .
    فالمستقبل للدول التي تركز على الاستثمار في الإنسان والطاقات البشرية منذ الولادة ، والعناية الخاصة والهادفة بالوالدين أساس التكوين الأسري والمجتمعي ، وغدًا ستتعود أعيننا على رؤية مؤسسات تدريب متخصصة في تدريب الوالدين ، وقنوات فضائية ونوافذ إنترنت وقاعات تدريب افتراضية موجهة نحو تنفيذ الدورات التدريبية عن بعد للوالدين ، وعندها سنتأكد أننا نسير في الاتجاه الصحيح للاستثمار في جيل البناء المستقبلي .
    والرؤية ليست بعيدة التحقق بإذن الله تعالى مع توفر كل مقوماتها وبنيتها التحتية من إرادة ونظرية وتجهيزات ودوافع تشير إليها الإشكاليات داخل الأسر والمجتمع وتزايدها المضطرد المؤثر تأثيرا سلبيا على الأولاد واتجاهاتهم ، ويمكن الاستفادة من التجارب الإقليمية والتجارب الدولية في هذا المجال ، فعلى سبيل المثال يعنى مركز " سوزان مبارك " ( SMSEC)في جمهورية مصر العربية من بين ما يعنى به تنفيذ برنامج توعية الوالدين بأساليب التعامل مع الأطفال عامة وخاصة الموهوبين ، وهو يهدف إلى توعية الوالدين والأسر بأنسب الأساليب لاكتشاف الموهبة لدى أطفالهم واستثمار طاقاتهم وتوجيههم ، كما يهدف إلى تعديل اتجاهات الآباء نحو أطفالهم الموهوبين ومساعدتهم على فهم ذواتهم وتفهم أطفالهم الموهوبين ، وتبصيرهم باحتياجات أطفالهم النفسية وأنسب الطرق لإشباعها ، و يقدم البرنامج في صورة لقاءات مع الأمهات في جانبين :
    جانب معرفي يستهدف :
    - تبصير الأمهات بمفهوم الموهبة .
    - تبصير الأمهات بطرق الكشف عنها وأساليب تنميتها واستثمارها.
    - تبصير الأمهات باحتياجات الطفل الموهوب وانسب السبل لإشباعها.
    - تبصير الأمهات بأنسب الأساليب التربوية لرعاية الطفل الموهوب .
    وجانب مهاري يستهدف تطوير مهارات الأمهات في جوانب رعاية أطفالهن الموهوبين بإشباع احتياجاتهم واكتشاف مواهبهم وتنميتها واستثمارها .
    ويتم تقويم البرنامج باستخدام المقاييس والأدوات العلمية المناسبة وتطبيقها على الأمهات والأطفال الموهوبين ( مبارك 2010).
    المقاييس العلمية للكشف عن الموهوبين الصغار :
    توصل المؤتمر الرابع عشر للمجلس العالمي للأطفال الموهوبين والمتفوقين المنعقد في برشلونة في العام (2001م) إلى تعريف الموهبة العقلية بأنها سمة إنسانية تتشكل من القدرة العقلية العامة ، والقدرة على التفكير الإبداعي ، والتحصيل الأكاديمي رفيع المستوى ، إلى جانب السمات السلوكية(صبحي، 2002).
    وأوصى المؤتمر بضرورة تبنى أساليب الكشف عن الموهوبين الصغار المفاهيم المحددة و التعريفات المعتمدة، وتتلخص الأساليب التي تمت مناقشتها في المؤتمر في البدائل التالية :
    (1) أساليب الكشف متعددة المعايير التي تنسجم مع التعريف المعتمد الشائع الاستخدام في دول كثيرة ، وتقوم هذه الأساليب على توظيف مقاييس القدرة العقلية العامة، واختبارات التحصيل، ومقاييس الإبداع ، وقوائم السمات السلوكية .
    (2) أساليب الكشف أحادية المعيار ومنها ما يعتمد على أحد المعايير المعتمدة في أساليب الكشف متعددة المعايير ، فقد تعتمد الذكاء، أو التحصيل، أو الإبداع،أو السمات السلوكية.
    (3) أساليب الكشف ثنائية المعايير والتي من أبرزها تلك الطريقة التي تضم معيار الذكاء إلى جانب السمات السلوكية، أو معيار الذكاء إلى جانب التحصيل الأكاديمي (عطا الله 2005م).
    ويلاحظ أن السمات السلوكية (السمات الشخصية والعقلية) كانت محورا رئيسيا في التعريفات التاريخية للموهبة، كما أنها تحتل مكانة متميزة في البدائل الثلاثة المعاصرة المقررة من قبل المؤتمر للكشف عن الموهبة ، بل أكثر من ذلك أن المؤتمر العالمي الرابع عشر للمجلس العالمي للأطفال الموهوبين والمتفوقين أعلن أن استخدام قوائم السمات السلوكية التي تتمتع بعلاقات ترابطية كبيرة مع اختبارات الذكاء يقلل الحاجة إلى استخدام اختبارات الذكاء والاستعاضة عنها في عملية الكشف عن الموهوبين.
    وقد استخدمت مجموعة من الأدوات العلمية للكشف عن الأطفال الموهوبين في مراحل نموهم الأولى قبل التحاقهم بالمدارس وتمت الإشارة إلى بعض منها سابقًا مثل مقياس برايد ، (Pride) ومقياس الروسان ، ومقياس موهبة ، كما قامت الحريري بتقنين مقياس برايد المعرب من قبل الروسان على البيئة السعودية وتم تطبيقه في مدينة عرعر عام 2007م ، ودلت نتائج دراستها على تمتع المقياس بدرجة عالية من الصدق والثبات ، كما دلت على وجود مجموعة من الأطفال الموهوبين ، وأوصت بتقنين المقياس على بيئة المملكة العربية السعودية (الحريري 2007م).
    ويمكن تلخيص وسائل قياس وتشخيص الموهوبين في الآتي :
    1- أساليب قياس القدرة العقلية العامة: فهناك الكثير من المقاييس أهمها مقياس ستانفورد - بنييه ومقياس وكسلر ومقياس جودانف هاريس للرسم ومقياس سلونس لذكاء الأطفال.
    2- أساليب قياس القدرة التحصيلية العامة : مثل المقياس التحصيلي الشامل،والمقياس التحصيلي الفردي ويقيس مهارات القراءة والإملاء والمهارات الرياضية.
    3-مقياس توارنس للتفكير الإبداعي : ويتألف هذا المقياس من جزئيين :الجزء الأول هو الجزء اللفظي والجزء الثاني وهو صورة الأشكال.يتضمن الجزء الأول استفسارات عن الإجابات المحتملة كأن يطلب منه استخدامات بديلة لشيء ما أو مثلا ماذا يحدث لو حصل كذا.أما في الجزء اللفظي فيطلب من الشخص تكملة صورة أو عمل صورة جديدة من مجموع خطوط .يصلح هذا الاختبار للأطفال من الروضة حتى سن العشرين.أما الزمن الذي يستغرقه المقياس حوالي ساعة وعشرين دقيقة تقريبا.
    4-مقياس السمات السلوكية للطلبة المتفوقين:ظهر هذا المقياس نتيجة للاتجاهات الحديثة في تعريف وقياس الموهبة والتي تتضمن في رأي واضعي المقياس عشرة سمات وهي:القدرة على التعلم ،والقدرة على التخطيط،الدافعية،الاتصال التعبيري على الإبداع،الاتصال الدقيق،المهارات التمثيلية،المهارات الموسيقية،المهارات الفنية،القدرة على القيادة.
    5- مقياس برايد للكشف عن الموهوبين في مرحلة ما قبل المدرسة ، وهذا المقياس يمكن من الكشف عن سمات الشخصية التي تميز الموهوبين عن غيرهم من نفس الفئة العمرية وحددت (سليفا) الموهبة في اللعب الهادف والتخيل والقبول الاجتماعي وحب الاستطلاع وتعدد الاهتمامات والاستقلالية والمثابرة ، وهو اختبار سهل يمكن للآباء والمعلمين تطبيقه بكل يسر .

    التوصيات :
    في ظل التغيرات والتطورات المتلاحقة في مجال المعرفة ، وفي ظل الاهتمام بالموهوبين من أجل تحقيق رؤى المستقبل فإن معد ورقة العمل يوصي بالآتي :
    أولا : إجراء المزيد من الدراسات التربوية حول الكشف عن الأطفال الموهوبين في مراحل نموهم الأولى قبل إلحاقهم بالمدارس ، فقد دلت الإحصاءات حول هذا النوع من الدراسات ندرتها حيث لا تتجاوز نسبتها 5% بين الدراسات التي تناولت موضوعات الموهوبين بشكل عام .
    ثانيًا : إنشاء مراكز للتثقيف الأسري والرعاية التربوية الأولية للأطفال الموهوبين في مرحلة النمو ما قبل المدرسة الابتدائية ، وتوظيف وسائل الإعلام المتنوعة للتوعية والتثقيف الأسري حول أساليب الكشف والتربية والرعاية .
    ثالثًا : التوسع في إعداد أدوات القياس والكشف عن الأطفال الموهوبين في مرحلة النمو الأولى ما قبل المدرسة تتلاءم مع البيئات العربية عامة والبيئات الخليجية خاصة تتاح للأسر على اختلاف مستويات ثقافاتها واتجاهاتها الاجتماعية .
    رابعًا : إنشاء بوابة إليكترونية للتوعية بمفاهيم الموهبة والإبداع لدى الأطفال الصغار والتعريف بأدوات ومقاييس الكشف عن مواهبهم وإبداعاتهم وتصنيفها وأساليب رعايتهم وإثراء مواهبهم وإبداعاتهم ، ويمكن أن تتبناها الحكومات ومراكز رعاية الموهوبين والمبدعين الرسمية والأهلية .
    خامسًا : إنشاء مراكز تدريب للوالدين والأسر لتدريبهم على أساليب تربية الأولاد بشكل عام وتربية الأطفال الموهوبين في مرحلة النمو الأولى قبل إلحاقهم بالمدارس خاصة ، وربط إجراءات الزواج وتسجيل المواليد ودخول الأطفال إلى المدارس باجتياز الوالدين لتلك الدورات .
    ختامًا :
    أقدم جزيل الشكر والتقدير للأخوة الأعزاء القائمين على خبراء التربية لإتاحتهم لي الفرصة للمشاركة تحت مظلتهم في الملتقى الخليجي الأول لرعاية الموهوبين " الموهبة تجمعنا " ، لإيصال رسالتي إلى كل المهتمين بموضوع الكشف عن الأطفال الموهوبين ورعايتهم في مرحلة النمو الأولى قبل إلحاقهم بالمدارس ، فهم القاعدة الأساسية لبناء المستقبل ، وعليهم بعد الله تبارك وتعالى تعقد الآمال في منافستنا للأمم ، وتحقيق حلمنا في تسنم موقع الصدارة عالميًا في مجالات العلم والعمل والإنتاج ، والله الموفق والمستعان .
    المراجع
    1. إستيوارت ، جاك سي . إرشاد الآباء ذوي الأطفال غير العاديين . ترجمة : عبد الصمد الأغبري وفريدة آل مشرف . الرياض : النشر العلمي والمطابع بجامعة الملك سعود.1996م.
    2. الحريري ، نجلاء بنت هاشم ، للكشف عن الموهوبين لمرحلة رياض الأطفال في مدينة عرعر ، رسالة ماجستير ، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة 2007م .
    3. خلف ، بشير ، لا إبداع بدون حرية ،2006م . مقالة منشورة في مجلة ديوان العرب الإليكترونية على الرابط الأليكتروني الآتي :
    http://diwanalarab.com/spip.php?article6443
    4. ديفز، جارى ، وريم ، سيلفيا ، تعليم الموهوبين والمتفوقين. الطبعة الإنجليزية الرابعة . ترجمة : عطوف ياسين . دمشق : المركز العربي للتعريب والترجمة والنشر. 2001م .
    5. ديماس ، محمد ، أسرار التفوق الدراسي ، دار ابن حزم ، 2000م .
    6. ديماس ، محمد ، كيف تغير سلوك طفلك ، دار ابن حزم ، 2002م .
    7. الروسان ، فاروق ، وآخرون ، أساليب الكشف والتعرف على الموهوبين في مرحلة ما قبل المدرسة ، ورقة عمل ، مركز دراسات وبحوث المعوقين ، الأردن 2009م ، رابط الورقة الإليكتروني:
    http://www.gulfkids.com/pdf/MuhebahA%20(2).pdf
    8. الزهراني ، سعود بن حسين ، خميسيات حالمة ، الرياض ، 2010م .
    9. سمر مقلد ، مشكلات الطفل الموهوب وحاجاته وأساليب إرشاده . ورقة مقدمة للبرنامج التدريبي : آليات اكتشاف الموهوبين وبرامج رعايتهم ، المجلس العربي للموهوبين بالتعاون مع ماجستيكس للتدريب والاستشارات، عمان 2001م.
    10. السيد أبو هاشم ، محكات التعرف على الموهوبين والمتفوقين " دراسة مسحية للبحوث العربية في الفترة من عام 1990 إلى 2002" . مجلة أكاديمية التربية الخاصة ، 2003م .
    11. صبحي ، تيسير ، ويوسف قطامي ، مقدمة في الموهبة والإبداع ، الناشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، 1992م ، رابط الكتاب الإليكتروني :
    http://www.gulfkids.com/pdf/mouhebahxd.pdf
    12. صبحي ، تيسير . الموهبة والإبداع ، طرائق التشخيص وأدواته المحوسبة . الطبعة الأولى 1992م . عمان : دار التنوير والنشر العلمي..
    13. طلبة ، جابر محمود ، بحث من إعداد طالبة لديه وبإشرافه ، الطفل الموهوب حاضره ومستقبله في مصر والعالم العربي ، جامعة المنصورة ، 2009م .
    14. العدلوني ، محمد أكرم ، الإبداع والابتكار ضرورة حتمية ، مقالة منشورة على الموقع الإليكتروني الآتي :
    http://www.facebook.com/topic.php?uid=328196916924&topic=14692
    15. عطا الله ، صلاح الدين فرج ، الكشف عن الموهوبين بالسودان في ضوء دليل أساليب الكشف عن الموهوبين للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)2005م .
    16. عفاف حداد ، وناديا السرور . (1999) . الخصائص السلوكية للطلبة المتميزين: دراسة عاملية. مجلة مركز البحوث التربوية ، 1999م.
    17. عكام ، محمود ، الإبداع خلاصة فكر لا تنتهي عجائبه، منتدى المعهد العربي للبحوث والدراسات الاستراتيجية ، 2009م.
    18. قنديل ، محمد متولي ، وآخر ، أساسيات المنهج في الطفولة المبكرة ، الناشر دار الفكر عمان الأردن ، 2003م .
    19. قنديل ، محمد متولي ، بحوث حول الطفولة المبكرة ، الرابط الأليكتروني الآتي :
    http://telc.tanta.edu.eg/hosting/pro8/containt/L6.htm
    20. مبارك ، سوزان ، مركز سوزان مبارك الاستكشافي للعلوم ،2010م الرابط الإليكتروني الآتي :
    http://www.smsec.com/
    21. موهبة ، الموقع الإليكتروني لمؤسسة الملك عبد العزيز ورجالة للموهبة والابداع ، المملكة العربية السعودية ، الرياض ، الرابط الإليكتروني الآتي :


    http://www.mawhiba.org/Pages/default.aspx

    وَلَوَ أنّ الحَيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ لَعَدَدْنَا أضَلّنَا الشّجْعَانَا
    وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا
    كلّ ما لم يكُنْ من الصّعبِ في الأنـ ـفُسِ سَهْلٌ فيها إذا هوَ كانَا
    المتنبي

  2. #2
    السلام عليكم
    موضوع هام لانعيره كثير اهتمام خاصة اننا نلقي معظم لومنا على المؤسسات والمراكز المعنية بذلك وينقل لقسم الدراسات هنا
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    وعليكم السلام ريمه الغالية
    أسجل اعجابي بنشاطك الراقي
    تبارك الله ماشاء الله غاليتي
    حفظك ورعاك أيتها الباسقة
    وَلَوَ أنّ الحَيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ لَعَدَدْنَا أضَلّنَا الشّجْعَانَا
    وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا
    كلّ ما لم يكُنْ من الصّعبِ في الأنـ ـفُسِ سَهْلٌ فيها إذا هوَ كانَا
    المتنبي

  4. #4
    اشكرك أستاذة نجلاء لموضوعك الهام جدا..حقيقة كل طفل موهوب هذا لانشك به لكن لاهم هل الاهل بداية استطاعوا تنميتها واكتشافها ورعايتها قبل المدرسة فابنتي أستاذة نجلاء ربما اكتسبت من الوديها قوة الشخصية ..خاصة انها معي في الصيدلية تتابع وتعتبر نفسها الىمر الناهي..لكن لو لم تكن موهوبة فعلا لما لفتت نزري فعلي متابعتها...
    لك المحبة ايتها الرائعة.
    بنان
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بنان دركل مشاهدة المشاركة
    اشكرك أستاذة نجلاء لموضوعك الهام جدا..حقيقة كل طفل موهوب هذا لانشك به لكن لاهم هل الاهل بداية استطاعوا تنميتها واكتشافها ورعايتها قبل المدرسة فابنتي أستاذة نجلاء ربما اكتسبت من الوديها قوة الشخصية ..خاصة انها معي في الصيدلية تتابع وتعتبر نفسها الىمر الناهي..لكن لو لم تكن موهوبة فعلا لما لفتت نزري فعلي متابعتها...
    لك المحبة ايتها الرائعة.
    بنان
    بل كل الشكر والتقدير لمرورك العطر بنان الغالية
    وحفظ الله لك ابنتك الرائعة
    تحياتي وشتلات الياسمين
    وَلَوَ أنّ الحَيَاةَ تَبْقَى لِحَيٍّ لَعَدَدْنَا أضَلّنَا الشّجْعَانَا
    وَإذا لم يَكُنْ مِنَ المَوْتِ بُدٌّ فَمِنَ العَجْزِ أنْ تكُونَ جَبَانَا
    كلّ ما لم يكُنْ من الصّعبِ في الأنـ ـفُسِ سَهْلٌ فيها إذا هوَ كانَا
    المتنبي

المواضيع المتشابهه

  1. كيف تكتشف الأم مواهب طفلها؟
    بواسطة شذى ميداني في المنتدى دراسات في أدب الأطفال
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-21-2012, 09:10 AM
  2. الدور الأسري في اكتشاف مواهب الأطفال وإبداعاتهم ورعايتها
    بواسطة نجلاء نصير في المنتدى دراسات في أدب الأطفال
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-09-2011, 02:19 PM
  3. اهمية تنمية مواهب الطفل
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى دراسات في أدب الأطفال
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-23-2011, 11:36 AM
  4. اكتشاف يابانى لآلة تترجم بكاء الأطفال
    بواسطة عبد الرحمن سليمان في المنتدى فرسان أخبار العلوم.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-01-2010, 03:51 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •