أيها الأسرى المضربون!
د. فايز أبو شمالةنحن قيادة الثوار الفلسطينيين، نحذر الأسرى المضربين عن الطعام في سجون إسرائيل من الآثار السلبية لإضرابهم على الأمن العام، لقد بالغتم أيها الأسرى في إضرابكم عن الطعام، وزاد الزمن عن الحد المسموح فيه، لذا نطالبكم بإنهاء الإضراب عن الطعام فوراً؛ حرصاً منا على سلامتكم، وخوفاً على تدهور صحتكم! وليكن في علمكم، أننا لن نسمح لأي مواطن فلسطيني بالاشتباك مع الجنود الإسرائيليين، ولن نسمح لأي طفل أبوه أسير، أو لأي أم ابنها أسير بأن تلقي حجراً على جنود الاحتلال، ولن نتركهم يؤازرونكم في إضرابكم، ويشوشون على الإسرائيليين حياتهم. لذا نقول لكم: أفيقوا، لأننا لن نسمح لكم بالضغط الجماهيري على صاحب القرار السياسي في إسرائيل، فتستجيب مصلحة السجون لمطالبكم الإنسانية! نحن قادة الثوار الفلسطينيين، نقول لكم: لن نسمح لإضرابكم بأن يؤثر على حالة الانسجام السائدة ببن قادة أجهزتنا الأمنية وقادة المخابرات الإسرائيلية!.نحن قيادة الثوار الفلسطينيين، نحذر الأسرى المضربين عن الطعام في سجون إسرائيل من التلاعب بمشاعر الجماهير، وخلق حالة من النفير، تكسر ضجيج الصمت الذي حرصنا على تربيته عشرات السنين، ولاسيما أننا قد كسرنا البندقية منذ زمن طويل، وعشقنا المفاوضات، وندعم المفاوضين، وأعلنا الحرب على المقاومة، ونلعن المقاومين، ونصفع كل صباح وجه من يفكر في تعكير مزاج المستوطنين، نحن قادة الثوار الفلسطينيين، نحذر الأسرى المضربين عن الطعام من تعكير حالة الهدوء السائد بيننا وبين الإسرائيليين، فنحن قيادة يرعبها منظر الدم النازف من أنف جارنا الإسرائيلي، ولا نحب أن نراه يتوجع، نحتمل العذاب، ومصادرة الأرض، وهدم البيوت، وتهويد الأقصى، ونرضى القتل، ونطعم السجون لحمنا راضين، كي نؤكد للطرف الآخر أننا شعب مسالم، اخترنا المفاوضات طريقاً وحيداً لفض الخلاف البسيط القائم بيننا وبينهم.نحذركم أيها الأسرى المضربون عن الطعام من نتائج خطواتكم الاحتجاجية على إدارة السجون، فالإضراب عن الطعام شكل من أشكال المقاومة والتحدي، وقد قلنا لكم ألف مرة: إننا نكره المقاومة والمقاومين، لذلك قد نضطر آسفين إلى قطع رواتبكم، وقد قطعنا من قبل رواتب ألاف الموظفين الرافضين لخط المفاوضات، ولم يرفّ لنا جفن، بل نحن قادرون على قطع المساعدات عن أمهاتكم وزوجاتكم، وترك أطفالكم يذوون من الجوع، لذا نقول لكم: أفيقوا أيها الأسرى، وأوقفوا إضرابكم عن الطعام، فنحن قيادة الثوار الفلسطينيين، لنا موعد للتنسيق الأمني مع قادة المخابرات الإسرائيليين، سنتواصل معهم، ونتوسل إليهم، ونناشدهم الرحمة بكم، والشفقة عليكم، والاستجابة لبعض مطالبكم، فأوقفوا إضرابكم، ولا تخيبوا ظننا بكم، ولا تفضحوا سيرتنا، ولا تنبشوا تاريخنا، يوم وقعنا على اتفاقية أوسلو قبل ثمانية عشر عاماً، وخذلناكم، وحسبنا أنكم ستذوبون في السجون، وتموتون!كانت تلك لغة السلطة الفلسطينية، ومنطق قيادتها العاجز عن نصرة الأسرى، والدفاع عن الحق الفلسطيني المغتصب، وهي لغة تغاير لغة الشعب الفلسطيني الذي يلتف حول أسراه، ويعاضدهم في معركتهم البطولية، ويرى أنهم النماذج المشرقة للكرامة الفلسطينية، إنهم الأسرى الذين يفجرون بصرختهم صمت الزنازين، ويرسمون لأمة العرب والمسلمين معالم الطريق، طريق الحرية والمجد الذي لا يرتقي إليه ألا كل مضحٍ بالنفس والنفيس.