رموز الأدب وأدب المقاومة....
حصلت على عدد جديد من مجلة بناة الأجيال ( رقم79-السنة20)والذي توقعت أن تكون بقلم معلمي سوريا الحبيبة لكنها كانت من أطياف كثيرة وأقلام نفخر بها جميعا وبعد:
من الطبيعي أن نتصفح أي مجلة ما بداية بعد استعراض غلافها لتجد نفسك تقلب عناوينها للتعرف على محور نصوصها أن وجد....
فكانت على عمومها:
الوطن العربي بين انتهازية المنافقين وغفلة الحكام/د. عيسى درويش

صورة العربي في الرأي العام العربي/سعيد هلال الشريفي
التكاليف الاقتصادية للمشكلات البيئية/د. فياض سكيكر
شعر ميسلون صفحات في أدب المقاومة /غسان كلاس
معلمون مقومون"برهان الدين العبوشي/أحمد سعيد هواش
شعراء مقاومون/ساسي حمام/أديب تونسي
جميلة بوحيرد/المقومة الجزائرية/فريز عماد
المقاومة الجزائرية/سوسن رمضان
عز الدين القسام /علي الخطيب
*****
الملف التربوي:
بين التقويم والامتحان/عفاف لطف الله
دور التربية في عملية التنمية/نعيمة الشيخ علي
أهمية الانتماء والمواطنة في تربية النشء/عدنان العلي الحسن
الدلال للأبناء أسبابه وآثاره/د. جهاد ذياب الناقولا
تنمية قراءة الطفل /تعزز مدركاته وقدراته الإبداعية/صفاء شاهين
النهوض بثقافة الطفل العربي/وجيه حسن
*****
ملف خاص للمقاومة كما أسلفنا الذكر عنه
فأين البراعم الجديدة؟هل فرغت البلاد منهم؟ وهل باتت رموز المقاومة محدودة جدا؟ أين مقاومي العصر الحديث لنذكر بها أولادنا؟فتلك الرموز وردت في الكتب المدرسية أظنها..
ربما واجهني بعضهم بأنني فعلت هذا في جريدة البعث لكنها كانت منفذا لأقلام ومواهب جديدة في النشر المشترك...

******
بكل الأحوال:
هل ترى معي أيها القارئ الكريم أن هناك أمراً ما مشتركا لمن يطالع مجلة بناة الأجيال؟
صورة المواطن العربي المقهور من الداخل والخارج..المليء بالهموم والأحزان...والمحتاج لشعلة نصر,ويكاد ينسى أن مجتمعه بحاجة لإنجاز حقيقي فعلي لاقولي....نعم إنجاز حقيقي نفخر به بعد تلك المغامرة القرائية!!!
هل بناة الأجيال هم معلمونا ! أين إنجازهم على الصعيد التربوي؟ هل يكفي ما ورد؟ وهل ننتظره عمليا؟ ما هو جديد النظريات التربوية الحديثة التي ملئت بها كتب كلية التربية؟؟ ما هو التقويم للعملية التربوية الحالية؟هل هناك خللا ما إذا؟
من جهة أخرى هناك من الأدباء الكبار من يتمحور حول همه من خلال حرفه وكأننا لا نراه جليا.. أليس هناك الكثير من شهداء الوطن؟وإذن لم نكرر ذات الأسماء؟ شهيد عربي.
إن هناك من كتابنا الكرام من لا يملك سوى لونا واحدا من الحروف.. الجميلة..فكيف نصل للتنويع في الأغراض الأدبية؟
ومن أدبائنا من تقرأ من بين سطورهم الانهزامية العربية الحقيقية متخفية وراء حرف منمق أشد التنميق...
والسؤال الذي يتبارد لذهننا بعد تجاوزنا لنعصر محاولة الخروج من قمقم القهر.. ..رغم محاولتها تجاوز جدار العتمة المفروض عليها:
ما هي نسبة الكتابات الأدبية مقارنة بالعلمية؟ألسنا بحاجة لقلم علمي قوي يحول الفكر الأدبي الذي من المفروض أن ينحصر في شريحة خاصة جدا لا تعطل العنصر العملي في الحياة والإنجازات التي نبحث عنها. بل يتعداه للحث على التفكير الأدبي الحقيقي وعدم اجترار الماضي..وهنا يبرز للساحة الأديب نزار الزين أديب عبر النت تبنى قصص الخيال العلمي حسب إلمامي الخاص...هل هناك أسماء كثيرة من هؤلاء؟
كنا أفردنا قسما خاصا في منتدى فرسان الثقافة :أسميناه المآثر والمنجزات..لنجمع ما قام به شباب الوطن العربي..فكان أبطأ الأقسام حركة وأكثرها إهمالا من قبل الأعضاء!!ولم ينتبه لها من قريب سوى دكتور في جامعة لمغرب /د.عبد الرزاق مرزوكَ الذي سوف يدعمه بإنجازات جامعة القاضي عياض في مراكش!
ورغم هذا نشط قسمه الفرعي اليتيم : لقاءات الفرسان!
لماذا؟ هل نتمتع بالحديث عن أنفسنا؟ أم إنجازنا بات فقط تسليط الضوء على كوادرنا ونخبنا الثقافية فقط؟فأين الإنجاز الحقيقي بعد ذلك؟هل نعتبره فاتحة خير؟
ومادمنا أمة تكتب وقلما تقرأ..فماذا يجب أن نكتب؟وكيف ننشط عنصر القراءة لنكون أكثر إيجابية أمام هذه الأكوام من الورق والنصوص؟نحن كوم قمح في رحى لا تطحن جيدا...
عندما نفهم ماذا يعني هذا...
يمكننا الاستعانة بفكر الأديب والمفكر الإسلامي الكبير مالك بن نبي عندما قال :

إن أفكارنا لا يصنعها فقط الفصحاء بل يصنعها الحركيون أيضا.[1]
وفي مكان آخر قال:
أن هذه التقنية حصيلة تقليد طويل ,يمتد عبر القرون . أكثر مما هي ثمرة علم يكتسب على مقاعد الدراسة في الجامعة.
إذا كان من المحتمل ألا نجد في الاستعمار الكثير من الفضائل , فإننا لا ننكر عليه فضيلة التنظيم والمنهجية وبكلمة أخرى فضيلة تنظيم العمل تنظيما تقنيا.
إننا أنفسنا ننتمي إلى العالم الثالث , فلنحاول إذن أن نفكر بتقويم المكان المخصص.[2]

مجلة بناة الأجيال الرائعة والتي نترقب فيها كل هام ومفيد ,قصرت مطالعاتي عبرها إلا لعدد واحد لذا أعتبرها وجهة نظر فقط..وانتهز الفرصة للشكر الجزيل لرئيس التحرير"بديع صقور" الذي أطلعني على تجربته الرائدة هنا والتي نتمنى لها الخير دوما فاغفروا لي وجهة نظري محبة للوطن الغالي,وابقى تلميذة لكم جميعا.
www.teachsyn-syr.org


ريمه الخاني 3-10-2011



[1]من كتاب من اجل التغيير /مالك بن نبي ص 15

[2]من نفس الكتاب صفحة 106