مينورو سايتو (77 عاما) يقترب من انهاء رحلته البحرية بعد قضاء 3 سنوات ،وقطع 28500 ميل في رحلة"المسار الخاطئ"

مجلة اليابان العربية / محمد زعل السلوم

الثلاثاء 13 أيلول 2011

جزيرة هاتشيجوجيما



رغم حادث منتصف الليل في كيب هورن (رأس هورن : يقع في أقصى جنوب أمريكا اللاتينية حيث تشتد العواصف في هذا المكان وتتجنب السفن المرور به )، واثنين من الزلازل الضخمة ، وهما عبارة عن اثنان من التسونامي المدمر ، وعمليتين جراحيتين ، وخمسة أعاصير ، وثلاثة اعياد ميلاد ، كل هذا لم يردع لا اليخت ولا الشيخ الياباني ذو ال77 عاما مينورو سايتو الذي أعلن بصراحة وبلغة حازمة : "إنا لا نيأس أبدا!"

المؤيدين والمهنئين أرسلوا تحية للبحارالأسطوري ، الياباني مينورو سايتو العائد يوم السبت المقبل الى يوكوهاما. انه ينهي الطواف الثامن له في حياته حول العالم والذي سجله منفردا ، وهذه المرة "المسار الخاطئ" كما يطلق عليه البحارة عبر العالم أي عكس دوران الأرض ، وخلافا للطبيعة سلك سايتو ذو ال 77 عاما الطريق الغير متوقع والذي لم يسلكه أحد في أي وقت مضى. وقد جُهز له مركب شراعي 56 قدما ،المسمى نيكول BMW - Shuten dohji الثالث ، ليقطع به أكثر من 28500 ميل (53000 كم) تحت العارضة في رحلة مليئة بالدراما التي استمرت مدة 1080 يوما.

مع العلم أنه كان من المفترض أن تنتهي في حوالي ربع ذلك الوقت ، وقال لأنصاره في يوكوهاما قبل مغادرته في أكتوبر 2008 انه يأمل في جعل طوافه هذا الأسرع له على الاطلاق ، والمقرر أن ينتهي في "حوالي 287 يوما." المركب الشراعي الذي حصل عليه لهذه الرحلة هو الصلب المقشور لقطع أطول رحلة على خط الماء ولتحقيق أسرع مما يحتمل ، كما تم تجهيزه بشكل جيد للرحلة بعكس دوران كوكب الأرض ، وبالتالي ضد الرياح السائدة ، والطقس ، والتيارات ، وحتى جبال الجليد بالمحيط الجنوبي. وقال انه بالاضافة الى القيام به في الاتجاه الآخر سبع مرات من قبل في حياته الشراعية (35 عاما) فإنه يعرف جيدا ما كان أمامه.

انقلبت كل توقعاته حين وصل إلى كايب هورن. وقال انه العبور المنفرد الخامس له عبر"الهورن" إذ بدا وكأنه يمضي وقته في صباح لطيف وكان يشبه الابحار الشراعي في يوم من أيام خليج طوكيو ، حتى اندلعت عاصفة مفاجئة وانقلب الطقس الذي دفعه إلى الخلف ليواجه عاصفة عنيفة استمرت 3 ايام . ووجد نفسه دون قدرة على أي توجيه واستخدام للمروحة ، سببه فقدان الحبل لرفع سارية إضافية ليكتشف أنه بعرض البحر في منتصف الليل يواجه 50 كم/سا من سرعة الرياح وارتفاع بالبحر وصل ل9 أمتار. وكان سايتو يواجه بعض الدمار في سفينته الشراعية ، وقادرة على إقناع القبطان للخروج و سحبه من السفينة بمساعدة خفر السواحل التشيلية وترك سفينته نيكول BMW - Shuten dohji .

قصة الملحمة لم تتوقف عند هذا الحد بل تستمر فصولها في تشيلي ، فبينما كان يقضي فصل الشتاء القارس في جنوب شيلي ، خضع الشيخ البحار لعملية جراحية طارئة لفتق ، وفي وقت لاحق أعلن عنه أنه بات في عداد المفقودين ليعود ويخرج بأعجوبة من الزلزال في تشيلي ، ثم بعد ذلك بعام وقع الزلزال المدمر باليابان وكان بعيدا عنها وقد تم وقتها إرسال مركبه إلى مرفأ هونولولو حيث خضع قاربه لتصليحات. بينما استخدم في هاواي سائق سيارة شارد الذهن ليتحول طريق سايتو ولتقتحم السيارة التي تقله ممر للمشاة ، وإعادته الى غرفة العمليات مجدداً لاجراء جراحة ثانية ولكن هذه المرة لعلاج اصابته في الركبة.

وبعد ذلك استطاع أخيرا أن يغادر هاواي في شهر مايو أيار، ليستقر أخيرا في المحيط الهادئ وصولا إلى جزيرة شيتشيجيما اليابانية ، حيث تم القيام بمزيد من الإصلاحات. وقد واجه أربع الاعاصير خلال ثلاث سنوات ، وبعد ذلك ضرب الاعصار الخامس مباشرة الجزيرة. التي أجبره مجددا على التوقف ، اسمه تالاس الذي أصاب اليابان الأسبوع الماضي ، ليقضي أسبوع آخرعلى مركبه الشراعي للتأكد من ضمان خطوط رحلته في مكان لرسو السفن الكبيرة البعيدة في المرفأ. مما أدهش الموظفين حتى خفر السواحل على محطة الجزيرة التي شهدت الخوف درجة تفانيه من خلال مناظير من الشاطئ. واضاف "انه كان حديث الجزيرة ، وكان العديد من الصيادين يشعرون بالقلق عليه ،" وقال ضابط كبير في خفر السواحل إن سايتو سيرسو على الشاطئ في طوكيو.

وسوف يكون سايتو 77 عاما و 8 أشهر و 10 أيام من العمر عندما يعود يوم السبت المقبل، لاكمال الرحلة التي وعد بإنجازه وليحط رحاله بعد طوافه حول العالم بمفرده في أطول وأهم إنجاز بحياته. انه سوف يكون قادرا على المطالبة بتثبيت طوافه الثامن ، كأكبر رجل مسن (77) ، قام برحلة بالابحار غربا "بمخالفة" الطريق. وهو مسجل بالفعل في كتاب غينيس باعتباره أقدم بحار في العالم في سن 71 إلى إكمال رحلاته منفردا بدون توقف .

وقال انه سيعود في نهاية الأسبوع بعد عطلة استمرت ثلاثة ايام خصصت لتكريم المسنين في اليابان.

وقت ومكان وصوله : 10:30 حتي 11:30 ، يوم السبت ، 17 سبتمبر ، في بوكاري ميناتو ميراي بيير ، يوكوهاما