باكرا على الأرض، مجموعة شعريّة جديدة بالفرنسّية ليوسف رزوقة (عندما يرقص الشاعر مع (...)
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي باكرا على الأرض، مجموعة شعريّة جديدة بالفرنسّية ليوسف رزوقة (عندما يرقص الشاعر مع الزرافة)

بقلم: حسان الباهي ـ كاتب جزائري

الأربعاء 26 أيلول (سبتمبر) 2007

تحت عنوان" باكرا على الأرض : مدائح إلى هوراس، أوبرا إفريقيا"، صدرت هذه الأيّام، عن دار إيماجين ذات الأبعاد/ باردو، تونس ، في 130 صفحة، مجموعة شعريّة بالفرنسيّة للتّونسيّ يوسف رزوقة ، تتصدّرها مقدّمة للنّاقدة الفرنسّية أود ريشو ديانو بعنوان "شعر يوسف رزوقة : قصر الكلمات" تقصّت فيها تقنية الشاعر في هذا الكتاب بوصفه لاعبا بالكلمات دون أن تغفل تقنيته الأساس في تحقيق مبتغاه الفنّيّ عبر اعتماد العقدة في شتّى أبعادها .
وتشير ديانو إلى مدى نزوع رزوقة إلى الكتابة المبتهجة حيث أن الأنا الشاعرة وهي تكتب، تمارس اليوغا وترقص على إيقاع الحياة الكثيرة ، متأرجحة بين الظل والغبطة ومن ثمّة ترى ديانو أن الأنا الشعرية لا يمكن استقراؤها إلا عبر لعبة الكاميرا ومختلف زوايا النظر لالتقاط الصور.
هي لعبة المرايا المتعاكسة بين شرق وغرب، لدى شاعر يكتب بأكثر من لسان ويسعده أن يغيّر العالم بالكلمات. إن شعر يوسف رزوقة ، تضيف ديانو، هو وعد ببهجة ما وراء الدموع، دفق حياة عابر للألم ومن ثمّ فإنّ الشعر لديه نشاط يوميّ مقدّس، رياضة تخوّل للأنا الشاعرة أن تمتلئ بذاتها " سكرى بشيء من الاخضرار" ولن يتسنّى الخلاص أي الإفلات من كمّاشة العصر الضّاغطة إلاّ عبر "اليوغا الشعرية" الّتي يمارسها الشّاعر بالكلمات .
وتختم ديانو تقديمها للكتاب بدعوة القرّاء إلى زيارة " قصر الكلمات" بقولها: "بوسع أيّ يتيم في هذه الخارطة، أيّ شاعر مبدع أو أيّ فيلسوف، أصدقاء يوسف رزوقة، إنسانيّ القرن الحادي والعشرين، دخول هذا القصر ، فلندخله نحن أيضا ولندخل من ثمّ مجاميعه الشّعريّة كي نتذوّق عبرها نظام الأبجديّة الجديد لديه ونرقص على إيقاع قصائده حيث تتشظّى الكلمات لتمتلك ألقا جديدا".
هكذا تحدّث غوته ينطوي هذا الكتاب على مجموعتين شعريّتين، تحمل الأولى عنوان "هكذا تحدّث حكيم وايمار" ، غوته ، شاعر ألمانيا الأشهر وصاحب "الديوان الغربي والشرقيّ"، في حين جاءت الثانية تحت عنوان " الرقص مع الزرافة" .
في مستوى العنونة،استعمل الشاعر في الخانة الأولى التقنيات السينمائية مثل لقطة مكبّرة، ترافيلينغ(تحريك الكاميرا)، فلاش باك، زوم أمام، التقاط صورة من فوق إلى تحت، إلخ...
وفي مستوى الطرح التيميّ ، استدعى الشاعر رموز الإبداع العالمي، بدءا بغوته، وانتهاء بنيكوس كازانتزاكي ومرورا بهوراس، فرجيل، أوفيد، نيتشة، إيكيلوف، اينشتاين، سقراط، هابرماس، أرسطو، ماكلوهان، ابن خلدون، أرخميدس، حنبعل، شكسبير، روسو وآخرين... ومعهم كان له تواشج وحوار حول واقع الكرة الأرضية بين أمسها وراهنها.
في الخانة الثانية، أورد الشاعر قصائد " الهايتو" ( الهايكو على الطريقة التونسية)، إلى جانب تداعياته الشعرية ذات الصّلة بالواقع ومتغيّراته.
يقول في "الرقص مع الزرافة"، ص 83:
بين قلم الحبر و بهجة الأسلوب
ليس ثمّة شيء، تقريبا
عدا حبر سريّ
لطفل مجنون بكلّ شيء
و باللاّ شيء.
ويقول أيضا، في الصفحة ذاتها:
ابتسامة تخفي شجرة
انها تمطر تحت جلدي
فستان يكشف عن ظهر ما
فيخجل العصفور
سبق للشاعر رزوقة أن أصدر بالفرنسيّة، إلى جانب دواوينه العديدة بالعربية، أربع مجموعات شعرية هي: ابن العنكبوت، حديقة فرنسا، يوطاليا( بالاشتراك مع الفرنسية هيرا فوكس)، وألف قصيدة وقصيدة ( بالاشتراك أيضا مع نفس الشاعرة).
الكتاب: Tôt sur la terre
Odes à Horace/ Opéra d’Afrique, Youssef Rzouga, Imagine- Bardo, Tn, 2007
Préface : Aude Richeux-Diano.المصدر
http://haifalana.net/archieve/spip.php?article384