"الشيباني" ليس من الليبيين المسلمين
د. فايز أبو شمالة
من المؤكد أنه ليس ليبياً، وليس مسلماً، ولا عربياً، ولا ديمقراطياً ذلك المدعو "أحمد الشيباني" مؤسس حزب ما يسمى "ليبيا الديمقراطية"! فأي ديمقراطية هذه التي تستنجد بإسرائيل؟ وهل تلتقي الديمقراطية مع قتل الفلسطينيين، وسجنهم، واغتصاب أرضهم، وتشريدهم، وتدمير البيوت فوق رؤؤسهم؟ أي ديمقراطية هذه التي تسمح "للشيباني" بإجراء لقاء مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، بل ويطالب إسرائيل العدوانية أن تحقق الأمن للمواطنين الليبيين؟ ويقول للإذاعة العبرية: إنه مع حزبه سيعمل على منع تهريب السلاح الليبي إلى المخربين في قطاع غزة، ويقول المدعو "الشيباني" إن الدولة العبريّة ليست لاعبا إقليميا فقط، إنمّا هي لاعب دوليّ، ويدعو إسرائيل إلى دعم المبادرة التي يؤمن فيها؛ وهي تدخل الأمم المتحدّة لتشكيل لجنة وفاق وطنيّ، تعمل على التحضير لانتخابات ليبية.لم يكتف مؤسس "ليبيا الديمقراطية" على الطريقة الإسرائيلية فيما سبق من ولاء، بل أوغل في التجسس على الليبيين حين قال: أنّ الذي يسيطر على ليبيا الآن هو تنظيم القاعدة. وإن مدينة بنغازي تدار من قبل كتيبة 'عبيدة الجراح'، وإن مدينة طرابلس تقع تحت سيطرة عبد الحكيم بلحاج، وإنّّ الاثنين من كبار قادة تنظيم القاعدة، ولا يعترفان بالمجلس الانتقاليّ. وقدم "الشيباني" معلومة هامة وسرية حين قال: إنّ الولايات المتحدّة الأمريكيّة قتلت في باكستان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة "عطية عبد الرحمن"، ولكنّ اسمه الحقيقيّ هو "جمال إبراهيم الشطيوي"، وهو ليبيّ، وله صلة قرابة دم مع لاعب مركزيّ في المشهد السياسيّ والأمنيّ في ليبيا، الذي يتبوأ منصبا رفيعا في تنظيم القاعدة العالميّ!. إن حديث "الشيباني" يؤكد الحقائق التي أدركها الفلسطينيون بالتجربة، والتي تقول: إن كل عدو للإسلام هو مقربٌ من إسرائيل، وكل حبيب لإسرائيل هو عدو للإسلام، ولا يختلف "الشيباني" في حديثه عن "القذافي" الذي طلب أن يقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وأن يطور العلاقات الأمنية العلنية معها؛ مقابل تدخل الدولة العبرية لدى حلف الناتو لوقف غاراته، وتعزيز حكم "القذافي" لعدة سنوات اختبار لنواياه الطيبة تجاه إسرائيل، هذا ما اعترف فيه عضو الكنيست الليكودي "أيوب القرا" الذي التقي مع مندوبي القذافي قبل أسبوع من سقوطه. إن مستقبل حزب "الشيباني" لا يختلف عن حاضر دولة "سلفاكير" الذي اختار مدينة القدس المحتلة مقراً لسفارة جنوب السودان في إسرائيل، متجاوزاً في تعاونه مع أرباب نعمته أمريكا الإمبريالية التي تدعم العدوان الإسرائيلي. "الشيباني" لوثةٌ تلطخ وجه وطن ينزف بالأمل، وخيانة تفرض على شرفاء ليبيا حسم أمره سريعاً، فأمثال "الشيباني" ومحبيه أخطر على الشعب الليبي من "القذافي" وبنيه.ملاحظة: "الشيباني" لا ينتسب إلى قبيلة "بني شيبان" وإن اشترك معها في الاسم، لأن قبيلة بني شيبان" هي القبيلة العربية المشهورة بالنخوة. حين آجرت ابنة النعمان بن المنذر، ورفضت تسليمها للشاهنشاه الفارسي، بل وخاضت الحرب من أجل ذلك، لتسجل أول نصر عربي على جيش الفرس الذي كان يعد قوة عظمى في ذلك الوقت. حيث ظل العرب يعتقدون أن الفرس من نار لا يموتون. ورغم ذلك الاعتقاد فقد برز الشيباني للقتال، بل تجرأ، وحارب الفارسي، وقطع رأسه بالسيف، فمات الفارسي، ليعود "الشيباني" إلى قومه وهو يهلل فرحاً، ويردد جملته التي صارت مثلاً قبل الإسلام: يا قوم، إنهم يموتون! يبدو أن "الشيباني" في القرن الواحد والعشرين صار يعتقد أن اليهود لا يموتون!<