لعنة غزة تطارد الإسرائيليين
د. فايز أبو شمالة
إسرائيل في أضعف حالاتها، لأنها عاجزة عن التخويف بالحرب التي تعودت أن تحقق أهدافها الإستراتيجية من خلالها، ولأنها فاشلة في تسويق بضاعة السلام التي روجت لها للتغطية على عدوانهاً، هذا الضعف الإسرائيلي بشقيه السياسي والعسكري كشفت عنه ثلاث مستويات إسرائيلية على النحو التالي: أولاً: على مستوى الحكومة الإسرائيلية؛ التي صوت مجلس وزرائها المصغر لصالح الامتناع عن القيام بأي عمل عسكري واسع النطاق على قطاع غزة، والتعاون بشكل غير مباشر مع الهدنة التي أعلنتها حركة حماس والفصائل الفلسطينية المقاومة. لقد ترافق هذا التصويت مع طلب رئيس الوزراء "نتانياهو" من جميع وزرائه عدم التعليق على التصعيد العسكري الأخير على قطاع غزة، والامتناع عن التصريحات التي لا تخدم الهدف الإستراتيجي للدولة الصهيونية، وضمن هذا التفكير جاءت تصريحات الوزير "بيني بيجن" الذي حمل حزب "كاديما" مسئولية الفشل في القضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة. ثانياً: على صعيد المعارضة، وعلى رأسهم وزير الحرب السابق ""شاؤول موفاز" الذي قال للإذاعة العبرية: "إن إسرائيل وقفت عاجزة في الرد على الفلسطينيين، بينما نجحت المنظمات الفلسطينية في استهلاك قوة مليون من سكان إسرائيل. وقد حملت المعارضة في إسرائيل حكومة نتانياهو مسئولية الضعف والتردد، وعابوا عليه انتقاده المتشدد لهم سنة 2009، حين أوقفوا حرب الرصاص المصبوب على غزة دون اقتلاع حكم حماس، لتجد زعيمة المعارضة "تسفي لفني" نفسها تعيب على حكومة "نتانياهو" ضعفها في اجتثاث حكم حماس من قطاع غزة، ولكنها أرجعت السبب إلى الفشل السياسي الذي جر على إسرائيل فشل عسكري. ثالثاً: الصحافة الإسرائيلية طالب الإسرائيليين بعدم التسرع إلى الحرب كما جاء في افتتاحية صحيفة "إسرائيل هيوم" أو كما جاء في افتتاحية صحيفة "يديعوت أحرنوت" التي اعتبرت أن الحرب الشاملة التي تطالب فيها زعيمة المعارضة على قطاع غزة بمثابة شرك استراتيجي، ولكن الصحيفة رأت أن الشلل السياسي هو السبب في الشلل العسكري غير المسبوق، والذي يكبل يدي الجيش عن الفعل في قطاع غزة.وسط هذا التعارض الإسرائيلي نكتشف حقيقة عدم إمكانية الحكومة الراهنة على القضاء على حكم حماس، كما لم تتمكن المعارضة سابقاً من اجتثاث المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة، وهذا سبب كافٍ يفرض على زعيم التطرف الإسرائيلي "نتانياهو" ليقول: إن حرباً شاملة على قطاع غزة لن تكون رأياً صائباً، ويبرر موقفه بالخشية من عزلة دولية، ومن تفاقم الأزمة الدبلوماسية مع مصر، وافتقار إسرائيل إلى الشرعية الدولية اللازمة لعملية واسعة النطاق في غزة. وهذا ما نطق فيه مستشار "نتانياهو" حين يقول: هناك حساسية الموقف في الشرق الأوسط ، الذي يشبه الوعاء الكبير الذي يغلي، ولكن بعض مساعدي "نتانياهو" أوغل في التخبط حين قال: إن عدم كفاية بطاريات القبة الحديدية في الدفاع عن الجبهة الداخلية، هي السبب وراء عدم شن حرب شاملة على قطاع غزة.رغم كل ما يقوله الإسرائيليون على اختلاف أطيافهم السياسية، سأخلص في مقالي إلى حقيقة واحدة تقول: إن قوة المقاومة الفلسطينية، وصلابة كف الرجال القابضين على الوطن، هي السبب الأبرز التي أملت على أكثر الحكومات الإسرائيلية تطرفاً في تاريخ إسرائيل، وعلى رئيس وزرائها بأن يطلب وقف إطلاق النار مع قطاع غزة، كما كشف عن ذلك رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلية "شاؤول موفاز".--
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الفكر القومي العربي" group.
To post to this group, send email to alfikralarabi@googlegroups.com.
To unsubscribe from this group, send email to alfikralarabi+unsubscribe@googlegroups.com.
For more options, visit this group at http://groups.google.com/group/alfikralarabi?hl=en.