منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1

    ملف كامل عن حياة الرئيس صدام

    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
    صدام حسيــن عن قرب :
    قوي البنية ، شديد اللهجة ، مهيب الحركة ، أنيق الثياب ، لا يخاف أحداً ولا يتهاون مع أي إنسان حتى ولو كان أحد فلذات كبده ، لا يثق إلا في نفسه ولا يترك مجالاً للآخرين حتى يفكرون في خيانته ، ينزع نحو السيطرة المطلقة والاستبداد ، ولا يحب الظهور بمظهر الضعيف المسكين ، يخاف من الموت بقدر محبته للحياة ، يخشى من أقرب الناس إليه قبل أن يخشى من الأعداء المتمركزين بأسلحتهم على باب بيته ، مستعد للتحالف مع الشيطان لتحقيق أهدافه ومستعد لمحاربة الشيطان عندما يفكرالشيطان في خيانته ، أعصابه من الثلج عندما يحكم على أحد بالإعدام وكلماته مثل السياط عندما ينتقد أحد أتباعه ، شخصيته قوية وجبارة ومظهره رهيب وشديد ، حارق العينين ، غليظ الشاربين ، ضحكته باردة وتتردد كالصدى ، وصرخته الرخيمة تمزق أحشاء السكوت ... هذا هو صدام حسين .. الزعيم العراقي الذي تخافه أمريكا ويخافه العرب ولا يعرف إلا قانوناً واحداً للتفاهم ويقول نص هذا القانون : أقتلك ببندقيتي وبعدها نتفاهم على الانصياع لما أريد !!
    صدام حسين زعيم كغيره من الزعماء العرب وصل إلى الحكم بعد سلسلة طويلة من الاغتيالات والخيانات واختار صدام طريقة اعتقد أنها حكيمة للسيطرة على العراق وهي (الديكتاتورية) التي تعلمها من الظروف المحيطة به ومن التاريخ الذي شهد مئات الملوك والأباطرة الذين يتعاملون بقوة وبعنف مع كل الخارجين عن السمع والطاعة ولكن صدام نسي أنه يعيش في العصر الحديث الذي انتشرت فيه مبادئ المساواة والديمقراطية والحرية وهي شعارات الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود العالم إلى مزيد من الإرهاب وإلى مزيد من العنصرية والقهر والظلم ..
    صدام ليس قطاً بسبعة أرواح لا يموت أبداً وليس ملاكاً بريئاً يتصرف برحمة وإنسانية كما أنه ليس ذلك القائد المسلم التقي الورع وهو بالتأكيد ليس ذلك المجرم السفاح الذي يشرب من دماء الناس ويقتل بشراسة وعنصرية مع كل من هب ودب ، ولكنه زعيم أدرك أن أفضل وسيلة للسيطرة على الأمور في العراق تقضي بإزاحة كل المنافسين دون هوادة وإخماد كل الثورات والنزعات التحررية بلا رحمة والقضاء على كل المتمردين والخارجين عن طاعة ولي الأمر وهذا هو أفضل حل للسيطرة على الشعب العراقي الشرس وهي أفضل طريقة لإرضاء جميع الأحزاب السياسية والقومية التي يتكون منها العراق الذي شهد خلال تاريخه أحقاباً من العنف والقتل وسفك الدماء منذ فجر التاريخ مروراً بالحضارة الفارسية والإسلامية والتتار و.... انتهاء باليوم الذي نكتب فيه سقوط آخر حقبة يمر بها العراق وهي حقبة الرئيس العراقي الهارب إلى مزبلة التاريخ .. ذلك الرجل الديكتاتور الذي اعتبره الجميع ظالماً ( صدام حسين ) ..
    طفولته وصباه ونشأته :
    نزح ( عمر بيك ) مع أولاده من جنوب العراق إلى مدينة تكريت التي تقع في شمال العراق وهذا قبل مائة سنة أو أكثر بقليل وليس معلوماً من أي المدن أو القرى في الجنوب نزح عمر بيك ولا أحد يدري عن أصله وأسماء أجداده وعن سبب تسميتهم بلقب ( بيك ) وادعى خير الله طلفاح ( خال صدام حسين ) أن نسبهم يتصل بآل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن دون دليل قاطع سوى روايات وشهادات رجال دين من النجف وكربلاء ربما أجبروا على قولها خوفاً من بطش وجبروت صدام وعائلته !
    تعلق اسم صدام حسين بمدينة تكريت التي نالت بعد وصول صدام حسين للحكم شرفاً وعزة لم يكن أحد أهلها في الخمسينيات يتوقع أن تصل مدينة تكريت لهذه المكانة ، وتعود شهرة تكريت تاريخيا إلى أنها كانت مسقط رأس صلاح الدين القائد الإسلامي الشهير الذي هزم الصليبيين الغزاة في فلسطين ، وكدليل على أن هذه المدينة ( دموية ) فقد زارها تيمورلنك سليل جنكيزخان القائد المغولي العظيم في سنة 1394 لبناء هرم من جماجم ضحاياه المهزومين كأبشع ما يكون الغرور والكبرياء وكأفظع ما يكون القهر والظلم !
    صدام ابن قرية العوجـا :
    يتميز أهالي مدينة تكريت بالكرم والتمسك بالدين كما يشتهرون بالهدوء والمسالمة وهذا دفعهم إلى مقاطعة ليست معلنة على كل الأغراب النازحين من المدن والقرى الأخرى إلى تكريت لأن الكثير منهم يتجولون بسلاحهم ويتميزون بالعنجهية والغطرسة وقد يكونون فارين من قرى أو مدن أخرى بسبب ثأر أو مشاكل عائلية فهم أهل مشاكل ونزاع وأقل مسالمة وأكثر ما يكونون بعيدين عن الدين ، ولذلك قرر ( عمر بيك ) أحد هؤلاء الأغراب أن يرحل بأسرته إلى قرية في جنوب تكريت أطلق عليها اسم (العوجا) فبنى داراً صغيرة من الطين على ضفة النهر وبدأ في العيش عيشة الفلاحين التي تعتمد على زراعة المحاصيل الزراعية وخصوصاً الخضراوات وتربية الأغنام والدجاج وجاءت تسمية ( العوجا ) من طباع أهل هذه القرية فطبائعهم عوجاء وأفعالهم غير مستقيمة ، وقد تولت مع مرور الزمن الكراهية في قلوب أهل العوجا على أهل تكريت لكن حياتهم استمرت على مبدأ التحفظ والعيش بسلام حفظاً للأرواح والممتلكات ..!
    رسميا ولد صدام يوم 28 ابريل سنة 1937 في بيت يملكه خاله خير الله طلفاح ، ولأن صدام كان أنانياً ومحباً لذاته جعل هذا التاريخ ابتداء من سنة 1980 عطلة رسمية يحتفل بها الشعب العراقي بأكمله ، وهناك من يقول أنه ولد قبل ذلك التاريخ أو بعده بسنتين .
    أطفال تكريت يحتفلون بميلاد صدام


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كان صدام في طفولته طفلاً حزيناً وانطوائياً لأنه كان يتعرض للضرب والتعذيب من قبل زوج أمه ( حسن الإبراهيم ) الذي كان يضربه صباحاً ومساءاً وعلى كل كبيرة وصغيرة فقد كان زوج أمه الذي قيل أنه كان كاذباً سيئاً يعامل صدام معاملة سيئة لدرجة جعلت الجميع يشفق على هذا الصغير المضروب دائماً وزوج أمه لم يكن يعرف أن هذا الذي يضربه سيصبح ذات يوم جلاداً يضرب العراق وجيرانها ‍‍..‍!
    الضرب خلق في نفس صدام طباع القسوة والعنف كما أن الفقر ورّث في نفسه طباع الأنانية وحب الذات !
    نعم كان صدام حسين ومنذ طفولته أنانياً لا يحب سوى ثلاثه أولهم نفسه وثانيهم أمه ( صبحه ) وثالثهم خاله خير الدين طلفاح ومن شدة محبته لأمه أقام لها نصباً تذكارياً بعد وفاتها عام 1982 كما أنه كان رفيق خاله وتلميذه النجيب وتابعه الدائم الذي يرافقه في كل مكان ويصدقه في كل كبيرة وصغيرة !
    نشأ صدام حسين في بلدة ( العوجا ) في هذه البيئة الفقيرة وتربى على الغلظة والقسوة متأثراً بطبائع الناس المحيطين به فأكثرهم من الجهلة والفلاحين رفيعي الأنوف الذين لم يعتادوا أبداً على حياة الليونة والسمع والطاعة كما هم أهل المدينة ، فكان أهل ( العوجا ) كما هم ( الأعراب ) أشد غلظة وأكثر قسوة ونفاقاً فلا تراهم يعرفون المجاملة والمعاشرة بالمعروف ولا يقدرون العلم والعلماء وينتشر بينهم كما في الكثير من الدول العربية ( الدين الشعبي ) وهو أن الدين في الصلاة والصيام والابتعاد عن كبائر المحرمات بينما تكون معاملة الناس سيئــة ومعاشرتهم لغيرهم بقوة الذراعين !
    كان صدام طفلاً عادياً من حيث حياته اليومية حيث كان طالباً في المدرسة يذهب في الصباح ويعود مع الظهر وكان أقصى أحلامه كما يقول أحد رفاقه امتلاك سيارة ( جيب ) وبندقية و ( دوربين ) وهو المنظار ليصبح بهذه الأحلام رئيساً لبلاد الرافدين ويضع رأسه في رأس الولايات المتحدة الأمريكية أقوى دولة في العالم الجديد !!
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كبر صدام حسين وكبرت معه أحلامه وفي كل يوم يزداد صدام قوة وصلابة ويزداد رأسه عناداً وتجبراً ويزداد قلبه قسوة وغلاظة حتى وصل إلى المرحلة الثانوية وهنا كان صدام بشهادة الدكتور حسن العطار مدير مدرسة تكريت الثانوية فى منتصف الخمسينات هو الطالب الوحيد الذي كان يتغيب كثيرا عن المدرسة بدون عذر ليذهب إلى قرية العوجة مسقط رأسه حتى تجاوزت فترة غيابه 25 يوما بدون عذر مقبول فأضاع أكثر من 51 فى المائة من درجات المواظبة ولذلك فقد تقرر اعتباره راسباً في الصف الثانى الثانوى حسب نظام المدارس الثانوية العراقية لعام 1952 .
    ويتابع الدكتور حسن العطار حديثه مدعياً أن صدام حاول اغتياله ببندقية صيد إلا أن الشرطة قبضت عليه وسامحه بعد تدخل عدد من وجهاء مدينة تكريت فلم يفصل مع ذلك صدام فصلا مؤبداً بل قرر رسوبه فى تلك السنة فقط حفاظا على مستقبل الطالب الذي لم يكن قد بلغ سن الثامنة عشرة من عمره بعد !!
    ونشير هنا إلى أن أول قرار اتخذه صدام حسين بعد أن قويت شوكته فى حزب البعث العراقى كان فصله من عمله في عام 1973


    يتبع

  2. #2
    الملكيـــة في العـــراق
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    1-الأمير عبدالإله
    2-فيصل الثاني
    3-غازي الأول
    4-فيصل الأول
    كان العراق جزءاً من الدولة الإسلامية العثمانية ، وفي عام 1920 أقام الملك فيصل بن الحسين ( فيصل الأول ) مملكة في العراق من خلال معاهدة مع بريطانيا ، وفي عام 1932 استقل العراق وشارك في عصبة الأمم.
    توفي الملك فيصل سنة 1933 وخلفه ابنه غازي الأول الذي ألغى الأحزاب السياسية وفرض نوعاً من الحكم الشمولي في العراق وهذا أدى إلى ثورة القبائل الكردية فعزز الملك غازي من مكانة الجيش وقوى شوكته واستمر الملك غازي في الحكم حتى توفي في حادث سيارة سنة 1939 عندما اصطدم بسيارته بعمود التلغراف قريباً من قصره .
    تولى فيصل الثاني ابن الملك غازي الحكم تحت الوصاية وهو لم يبلغ الثالثة من عمره، وكان الوصي عبد الإله بن علي ومعه نوري السعيد هما اللذان يديران الدولة ، واندلعت في هذه الأثناء (1941) ثورة رشيد عالي الكيلاني ، واستمرت حالة من عدم الاستقرار تخيم على الأوضاع السياسية في العراق تخللتها ثورة القبائل الكردية عامي 1945 و1946 ثم معاهدة التعاون العسكري المشترك بين العراق والأردن عام 1947، وانتفاضة أكتوبر عام 1952 التي طالبت بانتخابات مباشرة وإعطاء بعض الحدود لصلاحيات الملك .
    في خضم هذه الأحداث ولد صدام وعاش حياة الصبا والمراهقة والشباب فليس من الغريب أن يبدأ صدام حياته السياسية كناشط شاب مثله مثل أي شاب يحمل بين ضلوعه حب السلطة والسيطرة والسياسة ففي بغداد وفي أواخر الخمسينات ربما كان صدام عضوا في (الفتوة) ، وهي منظمة شبيبة شبه عسكرية على غرار ( شبيبة هتلر ) ، والتي شكلت أثناء حكم الملك غازي في الثلاثينات وكانت هذه المجموعة تتكون من مجموعة من الشباب والمراهقين وتدعو إلى أن يعمل العراق على توحيد العرب بالكيفية نفسها التي وحد بها سكان بروسيا الألمان !
    في عام 1957 قرر صدام حسين الانضمام إلى حزب البعث الذي كان يعمل بشكل سري في تلك الفترة في العراق والذي كان يبشر بفكرة الاشتراكية العربية وكانت أهدافه هي العمل على تحقيق الوحدة والحرية والاشتراكية في الوطن العربي والشعار الدائم لحزب البعث في سوريا والعراق هو : ( أمة عربية واحدة ، ذات رسالة خالدة ) .
    وللعلم أقول أن العرب منذ أن خرجوا من الصحراء ليقودوا العالم بأسره لم يقودوه إلا تحت شعار واحد هو ( لا إله إلا الله .. محمد رسول الله ) ولن يعودوا لقيادته إلا تحت هذا الشعار أما إنشاء الأحزاب والتجمعات فهذا مجرد وهم زرعه أعداء الإسلام في نفوس العرب ليزدادوا ضعفاً وهواناً إلى ضعفهم وهوانهم ، وهنا أذكر بالقول الإلحادي لأحد الشعراء مادحاً حزب البعث :
    رضيت بالبعث رباً لا شريك له ... وبالعروبة ديناً ما له ثانِ
    كان الملك فيصل الثاني والأمير عبد الإله ونوري السعيد وصالح جبر هم أقطاب الحكم الملكي في العراق ولم يكونوا قساة ولا قتلة لكن النظام الملكي خلق فجوة عظيمة بين أفراد الشعب والحكام فتكونت طبقة الأغنياء الأثرياء وملاك الأراضي وطبقة أخرى هي طبقة الفقراء المعوزين والفلاحين لكن النظام الملكي كان يطبق الدستور ويصون البرلمان ويصون الأمة وكان الملك شاباً محبوباً لدى الشارع العراقي ورغم كل التناقضات التي امتلأ بها الوسط العراقي فقد سادت سلطة القانون المطلق والمحاكم العادلة والقضاء المستقل والدستور الدائم والانتخابات، وكان القانون يضمن الحق في التظاهر والإضراب لأبناء الشعب.
    السقـــوط الدمــوي للملكيـــة في العــراق
    في صباح يوم 14 يوليو 1958 قرر مجموعة من الضباط العراقيين الذين يطلقون على أنفسهم لقب ( الضباط الأحرار ) تغيير الوضع السياسي في العراق فاقتحموا القصر الملكي العراقي ( قصر الرحاب ) وقاموا بقتل الملك فيصل الثاني ( 23 سنة ) وخالته الأميرة عابدية وجدته الأميرة نفيسة ، وقتل عبد الإله الوصي على عرش العراق وكل من في القصر من العائلة الملكية الحاكمة في العراق حتى لا يقوم للنظام الملكي أي قائمة بعد هذا التاريخ ويقال أنها كانت مجزرة دموية بشعة في التاريخ العراقي الحديث وأنهت هذه المجزرة الحكم الملكي العراقي الذي بدأ سنة 1921 ومن الروايات البشعة أنه تم أخذ جثة الأمير عبد الإله وتعريتها وربطها بالحبال ومن ثم سحبها في الشوارع ومن ثم علقت على مدخل وزارة الدفاع وبعدها أعيد سحبها وسحلها وتمزيق أوصالها إلى أن تشتت الأوصال ما بين محروق وملقى في النهر ومحروق كأبشع ما يكون التمثيل في الجثث وبعدها بدأ الناس في أعمال السلب والنهب والحريق التي طالت قصر الرحاب الذي تشتعل فيه النيران ..
    وبعدها كان دور نوري السعيد الذي هرب وتخفى وبعدها وجده الباحثون عنه فحاول المقاومة بمسدسه، لكنه سرعان ما تمت السيطرة عليه وقتله ولم يكتف الناس بذلك، بل إن بعض الثائرين داسوه بسيارتهم مرات عدة قبل ان يتم دفن ما تبقى من الجثة لكن مجموعة من الغوغاء نبشوا جثته ومثلوا بها، وطافوا ببعض الاجزاء في الشوارع العراقية كأبشع ما يكون التمثيل والتنكيل وهذا هو الشعب العراقي عندما يسقط أحد الأنظمة فيه ينتقم منه أبشع انتقام متناسياً في بعض الأحيان أن الضرب في الميت حـــرام !!
    لا يدري أحد حجم مشاركة صدام حسين في هذه الأحداث الدموية ويقال أنه شارك هو وخاله في هذه الأحداث البشعة التي غيرت من النظام العراقي فخرج بعدها أحد قادة الانقلاب الذي نظمه الضباط الأحرار وهو عبد السلام عارف على الإذاعة العراقية وقال: ( إن الجيش قد حرر الوطن العزيز من النظام الفاسد الذي أقامته ونصبته الامبريالية ) وتمثل القرار الأول للحكومة الجديدة بإلغاء المؤسسات الرئيسية للنظام السابق بما في ذلك الملكية واعتقال أولئك الذين ساعدوا ذلك النظام.
    صــدام حسيــن ومحاولــة اغتيــال عبد الكريم قاسم
    عبد الكريم قاسم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كانت بريطانيا تدير العراق في الفترة بين عام 1920 و عام 1932 بحكم نظام الانتداب الذي أقرته عصبة الأمم، إلا أنها مارست دورا سياسيا كبيرا لفترة طويلة بعد تلك الفترة فكانت الشركات الأجنبية مسيطرة على الثروة البترولية ومتدخلة في بعض الشؤون السياسية وكانت المشاعر المعادية والحاقدة على الغرب قوية ومتأججة في ذلك الوقت.
    كان جمال عبدالناصر في تلك الفترة متحالفاً مع الاتحاد السوفيتي وكانت له حركة عظيمة في التأميم وفي الاتجاه الآخر كان عبدالكريم قاسم مائلاً بعض الشيء اتجاه السوفيت أيضاً فانسحب من حلف بغداد ومن جانب واحد عام 1959 مما جعل المنطقة مفتوحة الذراعين لاستقبال الأسلحة والمساعدات السوفيتية ولذلك شعر الغرب بالخوف والقلق خصوصاً عام 1961 عندما حاول عبدالكريم قاسم احتلال الكويت ومسارعته إلى تأميم جزء من شركة البترول العراقية المملوكة للأجانب ، وهي خطوة تحررية لا يقبلها الأمريكان والإنجليز لأن فيها خروجاً عن الطاعة والهيمنة الأجنبية على ثروات ومقدرات البلاد وكان عبدالكريم قاسم يسير على خطى عبدالناصر ومشاريعه التأميمية التي بدأ في تنفيذها خلال سنواته الأولى في السلطة.
    وكان عبدالناصر يأمل في انضمام العراق للجمهورية العربية المتحدة ولكن عبدالكريم قاسم خيب ظنه وكانت الطامة الكبرى بالنسبة لعبدالناصر هي القرار السوري عام 1961 بالانسحاب من الجمهورية العربية المتحدة والتي أنهت آمال عبدالناصر في إنشاء دولة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج !
    نعود إلى العراق ونقول انه في عام 1959 شارك صدام حسين الشاب في محاولة فاشلة لاغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم، وهو الضابط الذي أنهى حكم الأسرة الهاشمية فى العراق وأطاح بالملكية وأقام النظام الجمهوري عام 1958.
    وكانت آلاف علامات الاستفهام والتعجب والسؤال تدور في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات حول علاقة صدام بالمخابرات الأمريكية خلال فترة حكم عبدالكريم قاسم حيث يتهمه الكثيرون بأنه كان عميلاً نشطاً للمخابرات المركزية الأمريكية التي لم تكن تستسيغ الرئيس العراقي عبدالكريم قاسم في ذلك الوقت وكانت تستغل البعثيين أسوأ استغلال في تحقيق مطالبها في العراق وتردد كثيراً أن علاقته بالمخابرات الأمريكية استمرت حتى بعد ذهاب صدام حسين إلى القاهرة ..
    وكان صدام حسين قد فر إلى مصر بعد فشل محاولة الاغتيال التي استهدفت حياة الزعيم عبد الكريم قاسم فعاش هناك لاجئا سياسيا وخلال تلك الفترة التي قضاها في القاهرة كان يقضي معظم وقته في شقته منشغلاً بالقراءة واكتساب العلم والمعرفة أو يجلس على مقهى مجاور وقيل أنه كان انطوائياً انعزالياً لا يكلم سوى القليلين إلى أن حدث انقلاب عسكري في العراق و عاد صدام إلى بغداد….
    العــودة من القــاهرة بعد اغتيــال عبدالكريم قاســم
    عاد صدام إلى العراق بعد أن تسلم حزب البعث السلطة في فبراير من عام 1963 إثر الانقلاب العسكري الذي أطاح بالزعيم العراقي عبدالكريم قاسم والذي رتبته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وقاد الانقلاب الجنرال العراقي أحمد حسن البكر وهو المعلم الروحي لصدام حسين وحدث الانقلاب العسكري على عبدالكريم قاسم مثلما أرد أعدائه داخل العراق وخارجها واستمرت المواجهة يومين غلى أن استسلم وبعد محاكمة قصيرة أعدم قاسم رميا بالرصاص واستغرقت عملية استسلامه دون شروط وإعدامه ساعة واحدة فقط ولطمأنة العراقيين المتشككين بأن الرئيس قد انتهى ، تم عرض جثة قاسم التي يمزقها الرصاص على التلفزيون العراقي، وأظهر التلفزيون العراقي صوراً بشعة لمقتل عبدالكريم قاسم ليطمئن الشعب والبعثيين أن عبدالكريم قاسم قد ولى إلى غير رجعة !!
    تولى بعدها زمام الأمور في العراق الزعيم العراقي عبدالسلام عارف وهو أحد الضباط الذين أطاحوا بالنظام الملكي في 14-7-1958 وهو معروف بميوله القومية والوطنية وعرف بولائه للزعيم المصري جمال عبد الناصر وعرف بمعارضته لسياسة عبد الكريم قاسم المعارضة للسياسات القومية الوحدوية العربية والتي كان من أهدافها إقامة دولة عربية كبرى .. و
    عبد السلام عارف
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وصل عارف للسلطة بانقلاب دموي وبدأت فور نجاح الانقلاب سلسلة من الأعمال الثأرية كرد فعل لما جرى أيام قاسم حيث تم تشكيل ما يسمى بالحرس القومي الذي مارس أعمال فوضوية مسلحة ضد الشعب وعلى أثر هذه الأعمال تم إبعاد البعثيين من السلطة في نوفمبر 1963 حيث أدى تدخل الرئيس عارف إلى إنهاء أول تلاعب بعثي في السلطة وعزل الوزراء الـ «12» من الحكومة، واستبدلهم بضباط عسكريين من الموالين للرئيس وطرد البكر من منصبه كرئيس للوزراء، وأصبح العراق يحكم من قبل حكومة عسكرية .. وزج عارف بعدد كبير من الضباط والبعثيين في السجون وكان منهم صدام حسين وخاله خير الله طلفاح وانتهت الفترة الثانية لسجن صدام يوم 23 يوليو 1966 عندما تمكن مع اثنين من رفاقه من الهرب وكان من ضمن رفاقة الشيخلي وتعددت الروايات في هرب صدام فمنها أنه أقنع حراسه بتناول الغداء أثناء إعادته من المحكمة إلى السجن بعد أن كون علاقة صداقة معهم والثانية أنه هرب مع الشيخلي بعد الهروب من باب خلفي في السجن ومنها أنه هرب بمساعدة حراس السجن بمساعدة سعدون شاكر بعد أن تظاهر هو والشيخلي بالمرض !!
    خلال فترة حكم عبدالسلام عارف حاول الانضمام للمشروع الوحدوي بين العراق وسوريا ومصر الا أن أحلامه لم تستمر طويلاً وقتل عبدالسلام عارف في حادث طائرة مروحية عام 1966 والكثير من الروايات تؤكد أن الحادث مدبر من قبل البعثيين ..!
    وبعد عبدالسلام عارف تولى شقيقه عبدالرحمن عارف مقاليد الحكم في العراق وهو أحد الضباط الذين شاركوا في انقلاب تموز1958 وتسلم السلطة بعد وفاة أخيه عبد السلام محمد عارف وكان قليل الخبرة في الشؤون السياسية ولم تكن خلال فترة حكمه أي سياسة مميزة أو واضحة وتم إقصاؤه من الحكم على يد البعثيين إثر انقلاب عسكري في 17-7-1968 شارك به مجموعة من الضباط العراقيين إلى القصر الرئاسي وأجبروا الرئيس عبدالرحمن عارف ( الضعيف ) على التنحي عن الحكم مقابل ضمان سلامته فوافق وكان مطلبه الوحيد أن يضمن الانقلابيون سلامة ابنه الذي كان ضابطا في الجيش !
    تم إبعاد الرئيس عبدالرحمن عارف إلى اسطنبول وبقى منفيا هناك حتى عاد لبغداد في أوائل الثمانينات بعد أن أذن له صدام بالعودة ..
    حـــزب البعــث يستولي على السلطــة
    أعلن راديو بغداد صباح 17 تموز 1968م سقوط حكم عبد الرحمن عارف ونجاح الانقلاب العسكري لحزب البعث وتم الاتفاق بين العقيد عبد الرزاق النايف الذي كان رئيساً للاستخبارات العسكرية، والعقيد عبد الرحمن الداود الذي كان قائداً للحرس الجمهوري قبيل الانقلاب أن يتولى احمد حسن البكر رئاسة الجمهورية فيما يشغل النايف رئاسة الوزراء وعلى هذا كان لهما ما أرادا ونجحت خطة الانقلاب وتشكل بعدها مجلس قيادة الثورة والتي نفذت الانقلاب من سبعة أعضاء بينهم ثلاثة بعثيين هم :
    1. اللواء احمد حسن البكر.
    2. اللواء حردان التكريتي.
    3. الفريق صالح مهدي عماش.
    بالإضافة إلى أربعة آخرين هم :
    4. العقيد عبد الرزاق النايف
    5. العقيد عبد الرحمن الداود
    6. العقيد حمّاد شهاب
    7. العقيد سعدون غيدان
    وضمت الوزارة العراقية 12 بعثياً من أصل خمسة وعشرين وزيراً عراقياً ولم يعطى البعثيون سوى وزارة الداخلية وبعض الوزارات الشكلية من ضمن الحقيبة الوزارية وطموحات البعثتين في ذلك الوقت كانت كبيرة وعظيمة وهي السيطرة الكاملة المطلقة على السلطة في العراق ولذلك دبر البعثيون مؤامرة سرية للتخلص من عبد الرزاق النايف وعبد الرحمن الداود بعد 13 يوماً فقط من الانقلاب وتم إبعادهما خارج العراق وأعقب ذلك تمت حملة اعتقالات لمخالفي ومناهضي حزب البعث ومن يعادي أو يخالف الأفكار والسياسات البعثية فتم تشكيل وزارة جديدة برئاسة أحمد حسن البكر إضافة إلى توليه منصب رئاسة الجمهورية وبذلك أحكم حزب البعث سيطرته التامة على الحكم في الجمهورية العراقية ..
    أصبح اللواء أحمد حسن البكر، وهو من تكريت أيضا ومن أقارب صدام حسين، رئيسا للجمهورية وكان عمر صدام آنذاك 31 عاما ( لكنه كان لا يزال في القاهرة ) ولذلك سرعان ما عاد صدام وبصحبته عبدالكريم الشيخلي وبعض البعثيين المنفيين إلى بغداد بعد تنصيب النظام الجديد واستقبلوا في مطار بغداد من قبل بعثيين وأفراد العائلة والأصدقاء ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    احمد حسن بكر
    كانت الكثير من المناصب المهمة في الحكومة الجديدة التي شكلها البكر من نصيب التكريتيين حيث تم تعيين حردان التكريتي وزيرا للدفاع وعبد الكريم الشيخلي ( توأم صدام وصاحبه ) والذي شارك معه في المحاولة الفاشلة لاغتيال قاسم سنة 1959 أصبح وزيرا للخارجية، وحتى خير الله خال صدام الذي لم يكن بعثيا عين رئيسا لبلدية بغداد، والذي كان في كل مناسبة يعدد للبكر مزايا ابن شقيقته، ويقول : ( صدام هو ابنك ) اعتمد عليه، أنت بحاجة إلى العائلة لحمايتك وليس جيشا أو حزبا، لأن الجيوش والأحزاب تغير اتجاهاتها في هذا البلد !
    وتزوج صدام حسين من ابنة خاله ( خير الله طلفاح ) الذي كان صديقاً للرئيس البكر الذي كافأه على مساعدته للبعثيين بتعيينه مدير ا عاما في وزارة التعليم وبذلك ازداد تقرب صدام من البكر لأن المثل يقول ( صديق صديقي هو أيضاً صديقي )..
    تقرب صدام من البكر كثيراً وكان البكر سياسي بارع ولكنه كان من أهل ( الورقة والقلم ) بينما استغل البكر صدام ليكون رجل المهمات الصعبة الذي يحقق المطاليب على أرض الواقع واستمرت ملازمة صدام للرئيس البكر حتى عينه نائباً للرئيس وازدادت ثقة البكر به وكونه من أقربائه ومن نفس بلدته ( تكريت ) كان يعتقد بان صدام سيظل وفياً ومخلصاً لله وللأبد فأعطاه صلاحيات كبيرة ومسؤوليات واسعة، وهكذا تمكن صدام من استغلال البكر لتعزيز موقعه في الحزب وفي الدولة .
    نائب رئيس الجمهورية العراقية الذي أصبح رئيساً لهــا
    عمل البكر وصدام معا وأصبحا القوة المهيمنة على حزب البعث، إلا أن زعامة صدام أخذت في التفوق على زعامة الرئيس البكر وصار نفوذ صدام حسين أقوى وأبلغ من البكر ..
    أجرى صدام حسين، بصفته نائبا للرئيس أحمد حسن البكر، إصلاحات واسعة النطاق وأقام أجهزة أمنية صارمة ليحفظ بذلك الأمن في العراق ويحقق للعراق الأمان والاستقرار الذي افتقدته لسنوات طويلة.
    وقد أثارت سياسات كل من صدام والبكر قلقا في الغرب ففي عام 1972، وفي أوج ذروة الحرب الباردة، عقد العراق معاهدة تعاون وصداقة لمدة 15 عاماً مع الاتحاد السوفيتي كما أمم شركة النفط الوطنية، التي تأسست في ظل الإدارة البريطانية، والتي كانت تصدر النفط الرخيص إلى الغرب.
    وقد استثمرت بعض أموال النفط عقب العـــوائد النفطية الضخمــة التي أعقبت أزمة عام 1973، في الصناعة والتعليم والعناية الصحية، مما رفع المستوى المعيشي في العراق إلى أعلى مستوى في العالم العربي.
    وفي عام 1974، ثار الأكراد في الشمال بدعم من شاه إيران الذي تؤيده الإدارة الأمريكية وقد دفع الصراع الحكومة العراقية إلى طاولة المفاوضات مع إيران، إذ وافقت على تقاسم السيطرة على شط العرب ـ الممر المائي الواقع جنوبي العراق وجنوب غربي إيران مقابل ذلك أوقف شاه إيران تقديم الدعم المادي للأكراد في شمال العراق مما مكّن النظام العراقي من إخماد الانتفاضة الكردية.
    وقد تعزز تحالف صدام مع البكر بصورة أكبر بعد المصاهرة حيث تزوج أحد أبناء البكر من شقيقة لساجدة ( زوجة صدام ) وتزوجت إحدى بنات البكر من شقيق لساجدة وحتى هذه اللحظة المبكرة من عمر البعث، كان التكريتيون يستثمرون الروابط التقليدية في المصاهرة والقرابة لتأمين قاعدة نفوذهم في بغداد.
    وقد تمكن صدام حسين من إحكام قبضته على السلطة واستفاد كثيراً من الأحداث والانقلابات السابقة التي كانت في العراق والتي كان سببها عدم وجود وفاء وموالاة حقيقية للرؤوس الكبيرة الممسكة بنظام الحكم والإدارة في البلاد ولذلك قام بتعيين أقاربه وحلفائه في المناصب الحكومية المهمة القيادية بالإضافة إلى مراكز التجارة والأعمال.
    في عام 1978 أصبح الانتماء إلى أي من أحزاب المعارضة جريمة يعاقب عليها القانون العراقي بالإعدام وفي العام التالي أجبر صدام حسين وبطريقة ( إنسانية ) أحمد حسن البكر على الاستقالة حيث كان السبب الرسمي للاستقالة هو ( الأسباب الصحية ) وتولى بعدها صدام حسين رئاسة البلاد.

  3. #3
    صدام حسين يصبح رئيساً لجمهورية العراق
    وقد أقدم صدام على إعدام العشرات من منافسيه في قيادة الحزب والدولة خلال أيام من وصوله إلى الرئاسة مؤيداً للمثل الذي يقول : أتغدى بهم قبل أن يتعشون بي .. ومتمسكاً بالأقوال والتجارب التي تؤكد أن الشعب العراقي لا ينفع معه سوى الحاكم الشديد القاسي الذي لا يتعامل إلا بحد السيف !!
    ولم ينس صدام أن يكافئ كل من وقف بجواره خلال السنوات التي سبقت تولي الحكم ابتداء بالعراقيين التكريتيين من الأهل والأقارب وانتهاء بطباخ مصري كان معه في سنوات نفيه في القاهرة فحين تسلم صدام حسين منصب نائب رئيس الجمهورية ثم رئاسة العراق في عام 1979 طلب من السفارة العراقية في القاهرة البحث عن طباخ مصري كان يعمل في شقته في القاهرة وطالبهم بالبحث عن هذا الطباخ فقد أراد مكافئته و إكرامه لخدماته طوال سنوات إقامته في مصر ..
    و يروي بأن السفارة العراقية استنفرت واستنفرت معها وزارة الداخلية المصرية بحثا عن هذا الرجل الذي يطلبه رئيس دولة عربية شقيقة لإكرامه و بعد جهد طويل وصلوا إلى الطباخ الذي لم يكن يعلم بأن صدام حسين تسلم رئاسة الجمهورية في العراق كما أن الرجل لم يكن يعرف حقيقة صدام و دوره السياسي نظرا لما عرف عن صدام من تكتم و سرية بالغة في تحركاته و عندما استقبله السفير العراقي في القاهرة قال : إن صدام حسين يريدك في بغداد؟
    فقال الطباخ المصري ببراءة : هو صدام بيه لقــى شغل؟
    فقد كان الطباخ المصري يعتقد بأن صدام حسين عاطل عن العمل !
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحرب العراقية الإيرانية
    كان الغرور والطمع يركبان رأس صدام حسين وكان صدام يفكر في تنصيب نفسه كقائد وطني للأمة العربية الضعيفة وكان يريد أن يجعل من العراق هي الدولة الرئيسة على الوطن العربي لتكون لوحدها القوة المسيطرة في الشرق الأوسط مستغلاً الوضع الإيراني المتأزم والغير مستقر بقيام الثورة الإسلامية ومستغلاً خروج مصر وسوريا من حرب طويلة مع إسرائيل خصوصاً مع المقاطعة العربية لمصر بعد تصالحها مع دولة الكيان الصهيوني ..
    فكر صدام وفكر أعوان صدام وأشعل الواشون وأصحاب المصالح حرباً عراقية إيرانية استنفدت ثروات البلدين وقتلت الشباب والرجال وأنهكت الشعبين المسلمين وبالتحديد في شهر سبتمبر من عام 1979 ازدادت المناوشات العسكرية بين العراق وإيران، كما تصاعدت حدة الحرب الدعائية بينهما وكانت العلاقات العراقية الإيرانية تدهورت إثر قيام الثورة الإسلامية الإيرانية في نفس العام وكان الهجوم العراقي على الأراضي الإيرانية بداية لحرب دامية استمرت ثماني سنوات أكلت الأخضر واليابس وقضت على مقدرات وثروات البلدين !!
    بدأت الحرب تاريخياً في يوم [ 13 ذي القعدة 1400 هـ = 22 سبتمبر 1980م) وبعد خمسة أيام من اندلاع الحرب أعلن الرئيس العراقي صدام حسين أن مطالب العراق من حربه مع إيران هي ثلاثة مطالب رئيسية :
    1- الاعتراف بالسيادة العراقية على التراب الوطني العراقي ومياهه النهرية والبحرية.
    2- إنهاء الاحتلال الإيراني لجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى في الخليج عند مدخل مضيق هرمز.
    3- كف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.
    أما الخميني فقال في خطاب للقوات الإيرانية مع تفجر الحرب : "أنتم تقاتلون في سبيل حماية الإسلام، والرئيس العراقي يقاتل في سبيل تدمير الإسلام، إن العدوان العراقي هو ثورة الكفار ضد الإسلام".
    بدأ العراق الحرب بسلسلة من المناوشات مع إيران وبتصعيد استحال إلى غزو بري واسع النطاق لمحافظة خوزستان الحدودية الإيرانية الغنية بالنفط.
    وفي نهاية الشهر ذاته مزقت بغداد اتفاق الجزائر الذي وقعه صدام حسين نائب الرئيس العراقي آنذاك، مع شاه إيران عام 1975 وذلك بعد أن قصفت إيران مدناً عراقية حدودية في الرابع من نفس الشهر واستعاد العراق نصف شط العرب الذي تنازل عنه لإيران بموجب ذلك الاتفاق .. وكانت العراق قد وقعت بيد نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين مع شاه إيران معاهدة في الجزائر عام 1975 يكف بموجبها الشاه عن مساعدة الثوار الأكراد في العراق مقابل أن يتنازل العراق عن بعض حقوقه ومطالبه في شط العرب وقد وقعت العراق هذه الاتفاقية تحت ظروف الضعف الذي كان يمر به العراق الخارج من انقلابات وثورات وتحت ظروف القوة الإيرانية حيث كانت إيران قوية وكان جيشها عظيماً من حيث العدد والعتاد وكان العراق بحاجة إلى تصحيح بعض أوضاعه الداخلية وأهمها القضاء على حركة التمرد الكردية التي كان يقودها الملا مصطفى برزاني .
    كانت العراق تحت قيادة صدام حسين ترغب في السيطرة القوية على منطقة الخليج العربي وكانت العراق تخاف من أن يتم تصدير الثورة الإسلامية إليها خصوصاً مع وجود أغلبية شيعية في العراق وكانت الثورة الإيرانية قد استبدلت نظام حكم الشاه رضا بهلوي الموالي للغرب والمدعوم من قبله بنظام إسلامي راديكالي وسعى الزعيم الإيراني آية الله خميني، إلى تصدير الثورة الإيرانية للدول المجاورة بما في ذلك العراق، حيث حاولت النخبة السنية الحاكمة احتواء الغالبية الشيعية المتململة ولذلك قررت العراق إيقاف إيران عند حدها والتغدي بها قبل أن تكون العراق هي العشاء الأخير للجمهورية الإسلامية الإيرانية !!
    وكان العراق يعتقد بأنه قادر على تحقيق نصر ساحق وسريع على القوات الإيرانية خصوصاً بعد أن وصلت إلى صدام حسين معلومات تفيد بأن الكثير من صفقات الأسلحة الأمريكية والسوفيتية التي وقعتها حكومة الشاه مع هذه الدول لم يتم تنفيذها كما أن بعض الضباط وأصحاب المعارضة الإيرانية فروا إلى العراق واستضافتهم الحكومة العراقية قد طمنوا العراق بضعف الاستعداد والتسليح الإيراني كما أن خروج إيران من الثورة ومعاداتها للولايات المتحدة الأمريكية وكذلك الاعتقاد العراقي بان العراق سيخوض الحرب بدلاً من جيوش دول الخليج التي ستضطر إلى الوقوف بجانب العراق أعطى العراق أكثر من دافع للاعتقاد بتحقيق نصر سهل وسريع يجعل العراق هي المهيمنة على منطقة الشرق الأوسط ولكن هذه كانت مجرد أحلام !!
    استطاع العراق في المرحلة الأولى من الحرب تحقيق توغل سريع في الأراضي الإيرانية واستطاعت القوات العراقية السيطرة على مدينة ( خورمشهر ) كما أنها تمكنت من المرابطة على حدود ( الأهواز ) واستطاعت العراق استلام زمام المبادرة الحربية بسبب ضعف التسليح الإيراني ولورود معلومات تؤكد توقف أكثر من 90% من الطيران الإيراني عن العمل بسبب عدم وجود قطع غيار ولكن إيران رفضت الاستسلام وقررت مواصلة الحرب حتى نهايتها لتحقيق النصر على القوات العراقية التي اعتبرت ( معتدية وتدافع عن الباطل ) وتمكن الإيرانيون من استعادة توازنهم الحربي وتنظيم صفوفهم وبدأوا في استعادة المدن التي احتلها العراقيون المدينة تلو الأخرى كما تمكنوا من احتلال جزيرة ( الفاو ) العراقية !!
    واستمرت الحرب بين البلدين عن طريق قصف متبادل للمدن والمنشآت والبنى التحتية والاقتصادية ولكن الوقفة الخليجية العظيمة وخاصة من جانب الكويت والسعودية مع العراق ساهمت بشكل كبير في جعل العراق يتفوق تفوقاً عظيماً على إيران وجعل الإيرانيون رفيعي الأنوف يرضخون لقرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار !!
    وقف الخليجيون وقفة الأخ إلى جوار أخيه في حرب العراق مع إيران لأن الجميع كان خائفاً من إيران والثورة الإيرانية والأطماع الإيرانية في منطقة الخليج العربي خصوصاً وأن إيران تهجمت من قبل على البحرين واحتلت الجزر الإماراتية الثلاث طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى وتحاول أخذ كرسي الهيمنة على المنطقة ولذلك وقفت الدول الخليجية والعربية مع العراق ماعدا سوريا وليبيا اللتين وقفتا إلى جوار إيران وقد قدرت المساعدات الخليجية للعراق بحوالي 200 مليار دولار كما ساعدت الكويت والسعودية العراق نفطيا بإعطائها 300 ألف برميل نفط يوميا واتبعت الدول الخليجية وخاصة السعودية تأثيراً كبيراً عن طريق خفض ورفع أسعار البترول وكمية الإنتاج لتحقيق أكبر الخسائر الممكنة بالإنتاج والمردود النفطي الإيراني إلى أن قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في شهر إبريل مع عام 1988 وهذا ساهم بشكل كبير في تقوية العراق وإضعاف إيران وإطالة أمد الحرب ..
    تقاربت العلاقات المصرية العراقية كثيراً وذلك عقب المقاطعة التي دعا إليها العراق جميع الدول العربية بعد اتفاقية ( كامب ديفيد ) الشهيرة وكانت عودة العراق لمصلحة البلدين الشقيقين حيث تدافق العمال المصريون على العراق للحصول على فرص العمل وكذلك استفاد العراق من إنتاج مصانع السلاح المصرية التي كانت تدعم
    الجيش العراقي وفي المقابل كانت سوريا تقف بشكل متوازن ومائل بعض الشيء إلى الكفة الإيرانية خوفاً من حدوث أي انقلاب استراتيجي في المنطقة يقلب كافة الموازين لصالح إيران فأوقفت دمشق تصدير النفط العراقي ، ووقّعت في نفس الفترة اتفاقية لشراء النفط الإيراني، كما أصبحت ليبيا أحد المصادر الهامة في تقديم المساعدات العسكرية لإيران بدلاً من الاتحاد السوفيتي الذي لم يرد الدخول في خلافات مع العراق وكانت أمريكا تدعم دعماً خفياً العراق خصوصاً وأنه يقع في نطاق الدول التي تتظلل بالأجنحة الأمريكية وخاصة بعد الشعارات الإيرانية المعادية لأمريكا والمقاطعة لها علماً بأن الدولتين العظمتين في العالم آنذاك وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وقفتا موقفاً حيادياً ولكن وفقاً لمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة ..
    كان هدف أمريكا والاتحاد السوفيتي جعل الحرب تطول أطول فترة ممكنة مع عدم انتصار اي من الدولتين لأن انتصار أحدهما على الآخر يضر إضراراً كبيراً بهما وفي نفس الوقت تساوي كفتيهما يجعلهما يحققان أكبر قدر ممكن من الأرباح والمصالح ولذلك سلك كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة مسلك الحياد علناً وبيع السلاح وتوقيع الصفقات في الخفاء وقد كانتا تخشيان كذلك من تزايد قوة النظام الإسلامي للمرشد الروحي للثورة الإيرانية آية الله الخميني فكانت الدولتان تسمحان لبعض الدول في بيع السلاح لطرفي الحرب مثلما كانت أمريكا تشجع إسرائيل على بيع أسلحة لإيران كما كانت تشجع دولاً أخرى على إمداد العراق بالأسلحة فكان الهدف الأكبر والأسمى للدولتين العظمتين استنزاف البلدين العربيين المسلمين لاستنفاد ثرواتهما ولإضعاف قواهما ومواردهما البشرية والمادية من أجل تبوأ مكان في السيطرة على الشرق الأوسط ولتأمين إسرائيل وشغل الدول العربية والإسلامية عنها وكانت هذه الدول تضع يدها على قلبها خوفاً من تغير في أسعار النفط يؤثر في الاقتصاد والصناعة الغربية !!
    كانت أمريكا كعادتها تبحث عن مصالحها في المنطقة وهي مستعدة لفعل أي شيء من أجل مصلحتها حتى ولو كانت أحاديث رؤسائها وممثليها السياسيين تتكلم عن الحرية والديمقراطية والسلام فمع بداية الحرب وقفت الولايات المتحدة موقف المتفرج الحيادي خصوصاً عندما كانت العراق هي المسيطرة على الموقف وعندما تغير الموقف العسكري لصالح إيران أنهت واشنطن سياسة الحياد المعلنة وقررت دعم العراق دعماً كاملاً وشاملاً ، فأعادت العلاقات الدبلوماسية المقطوعة مع بغداد في 1984م وأمدت العراق بمعلومات استخباراتية قيمة ، ووفرت له مساعدات ومبيعات تكنولوجية وزراعية، وبدأت واشنطن في المناداة بقرارات مجلس الأمن الدولي الذي أدان إيران لهجماتها على ناقلات النفط في عرض الخليج.
    كان الاتحاد السوفيتي حاله كحال الولايات المتحدة وكان يهدف إلى إطالة أمد الحرب لأن هذا يخدم مصالحه في شراء البترول وبيع الأسلحة ولكن مع تفوق القوات الإيرانية على العراقية ودخول القوات الإيرانية العراق سلك الاتحاد السوفيتي نفس المسلك الأمريكي وبدأ في دعم العراق وبدأ العراق في توقيع صفقات الأسلحة مع الاتحاد السوفيتي واشترى منه صواريخ متوسطة المدى كما أنها قامت بتمويلها باقي سنوات الحرب خصوصاً مع الوفرة المالية العراقية نتيجة عائدات البترول ومساعدة الدول الخليجية ..
    كان تقارب العلاقات بين الغرب والعراق تقارباً ذا وجهين حيث أن كلا الطرفين يستفيد استفادة عظيمة من هذا التقارب وأخص بالذكر الولايات المتحدة التي كانت تلعب على الحبلين مع العراق وإيران وفي السر والعلانية فعلى سبيل المثال أزالت الولايات المتحدة العراق من على قائمة الدول الراعية للإرهاب عام 1982 وبعد عامين أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع بغداد بعد أن كانت قد قطعتها منذ حرب يونيو حزيران عام 1967 بين العرب وإسرائيل ومن ثم أخذت تمدها بالأسلحة وتبادلت معها المعلومات الاستخباراتية وفي نفس الوقت كانت تبيع الأسلحة لإيران في الخفــاء وهذا ما اثار حفيظة العراق مما جعل الولايات المتحدة تدعي أنها فعلت ذلك أملا في الحصول على مساعدة إيران في إطلاق سراح رهائن في لبنان وهذا ما عرف بفضيحة (إيران - كونترا ) !!
    وتدخلت عدة دول غربية من بينها بريطانيا وفرنسا وأمدت العراق بالأسلحة والمعدات العسكرية وهكذا هم الغرب يشعلون نيران الحروب بين الدول لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب والمصالح بينما يخرج حكامهم وقادتهم على شاشات التلفزيون يتحدثون عن السلام والديمقراطية والأمان !!
    واستمرت الحرب العراقية الإيرانية لتطحن مقدرات البلدين وفي المراحل النهائية من الحرب حول العراق وإيران نيران أسلحتهما إلى ناقلات النفط التجارية في الخليج لتخريب مكاسب كل منهما من الصادرات النفطية بينما أرسلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سفنها الحربية الى الخليج لترافق عدة ناقلات نفط كويتية كانت تواجه هجمات إيرانية كما وضعت عليها أعلاما أمريكية وهكذا هي الولايات المتحدة تدافع عن النفط الذي تستفيد منه وهذا يظهر جلياً في هذا الموقف !!
    ومع تطور "حرب ناقلات البترول"، دمرت الولايات المتحدة عددا من منصات النفط الإيرانية كما أسقطت طائرة ركاب إيرانية تقل 290 شخصا فيما قالت واشنطن أنه حادث وقع نتيجة الخطأ !!
    إسرائيل تستغل الوضع وتدمر المفاعل النووي العراقي
    وبينما كانت الحرب مستعرة بين العراق وإيران، نفذت الطائرات الإسرائيلية هجوما سريعاً وخاطفاً على المفاعل النووي العراقي ( مفاعل تموز) الواقع بالقرب من بغداد بالرغم من رفع النظام الإسلامي في إيران راية "معاداة الصهيونية".
    وكان العراق قد سعى إبان السبعينات إلى إقناع فرنسا ببيعه مفاعلا نوويا مشابها للمفاعل المستخدم في برنامج الأسلحة النووية الفرنسي لكن باريس رفضت ذلك ووافقت فقط على بيع المعدات والمساعدة في بناء مفاعل تموز للبحوث بقدرة 40 ميجاوات، في مركز الطاقة الذرية العراقي في التويثة بالقرب من بغداد.
    وكان صدام يتباهي كثيراً ببرنامجه النووي أمام شعبه وأمام الصحفيين الأجانب فعلى سبيل المثال في أثناء حفل تخريج دفعة من الضباط العراقيين عام 1980 قال (ان القنبلة الذرية التي يتهمنا الغرب بصنعها لاستخدامها ضد ايران الخميني، اذا ما تم صنعها بالفعل فسوف نسقطها على تل أبيب !!
    وكان الرد الإسرائيلي سريعاً فقد أغارت عدد من الطائرات الإسرائيلية من نوع أف - 16 على مفاعل تموز عام 1981 وحولته إلى مجرد أنقاض خلال ثوان معدودة من القصف وبررت إسرائيل، التي كان (مناحيم بيغن) رئيس وزرائها آنذاك قصف المفاعل بأن العراق كان يطور أسلحة نووية.
    عقب الضربة الإسرائيلية التي لم تستغرق أكثر من دقيقتين، عاقب صدام نائبه المسؤول عن موقع التويثة بنقله الي التعليم العالي وعين محله ضابطاً من القصر كان معروفاً بولائه لصدام وسعي هذا الضابط الي حماية المنظمة بإقامة سياج ترابي بارتفاع 35 متراً حول المشروع، وقد كلف السياج الأمني ملايين الدولارات ومن الجدير بالذكر أنه لم يكن باستطاعة السياج الأمني المبتكر ولا عشرات البالونات التي كانت تحلق فوق سماء المنظمة بهدف إحراق الطائرات المعادية أن تحمي البرنامج النووي من التدمير الكامل بواسطة طائرات الحلفاء عام 1991، مما حدا بصدام إلي تجزئة المشروع إلي عشرات الأجزاء المنتشرة في جميع أنحاء العراق بقصد التمويه !
    وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة "أعادت المارد النووي في بغداد إلى قمقمه" .. ولكن القصف أدين، حينئذ، على نطاق واسع حتى من قبل الحليف التقليدي لإسرائيل أي الولايات المتحدة التي دعمت قرارا للأمم المتحدة بتوبيخ إسرائيل ولكن ما فائدة التوبيخ بعد اللطمة العنيفة على وجه العراق ؟!؟
    الهدنة ونهاية الحرب
    في 18 يوليو تموز عام 1988 وافقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على هدنة اقترحتها الأمم المتحدة في مواجهة الهجمات العراقية المستمرة والمدعومة من الغرب وبدأ سريان وقف إطلاق النيران في 20 أغسطس عقب شهر من الموافقة الإيرانية، وأرسلت الأمم المتحدة قوات دولية لحفظ السلام في المنطقة ..
    وباقتراب نهاية الحرب لم تتغير حدود البلدين تغيرا كبيرا لكن كلا من العراق وايران شعرتا بثقل التكاليف البشرية والاقتصادية الهائلة لثمانية أعوام متتالية من الحرب التي دارت بينهما وحصدت الحرب أرواح نحو 400 ألف شخص من الجانبين كما خلفت نحو 750 ألف مصاب وكانت جثث ضحايا الحرب لا تزال تكتشف حتى عام 2003 كما قدرت قيمة الخسائر الاقتصادية وخسائر عائدات النفط لكل من البلدين بأكثر من 400 مليار دولار.
    وبعد نهاية الحرب بثلاثة أعوام وبالتحديد بعد شهر واحد من الغزو العراقي للكويت وافق العراق على الالتزام باتفاقية عام 1975 التي وقعها مع إيران وتخلى صدام حسين عن كل شيء معتقداً أن ثماني سنوات من الحرب تهون من أجل المحافظة رقم 19 وهي دولة الكويت الشقيقة التي كانت تطعم الأسد العراقي مالاً وبترولاً وموقفاً حتى اشتد ساعد الأسد فسارع إلى إلتهام اليد التي كانت تطعمه !!
    ولا تزال مسألة الأسرى موضع خلاف بين البلدين اللذين لم يوقعا رسميا بعد معاهدة سلام تنهي الحرب التي استمرت بينهما ثمانية أعوام (1980-1988) وخلفت أكثر من مليون قتيل من الجانبين.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الجانبين.
    أسير عراقي بعد إطلاق سراحه من إيران
    حـــرب الخليـــج الثانيــــة ( غزو العراق للكويــــت )
    كان صدام حسين في نظر الكثيرين رجل حرب وقائد فذ حيث اتسم بالظهور القوي من خلال خطاباته ومواقفه إبان حرب العراق وإيران إلى أن جاء اليوم الذي يعتقد الكثيرون أنه أحد الأسباب التي آلت بالأمة العربية بأسرها إلى ما هي عليه الآن من تفرق وتشتت ومذلة ... إنه اليوم الذي لا تنساه أي أسرة كويتية ولا ينساه أي مواطن خليجي وعربي .. إنه الثاني من أغسطس .. يوم اتجهت فيه القوات العراقية إلى الكويت واحتلتها وعاثت في الكويت ظلماً وفساداً !!
    لم يصدق نبأ احتلال العراق للكويت .. كان أشبه بالكذبة المفبركة .. وكل من سمع نبأ الاحتلال قال بسرعة البرق ( مستحيـــل ) .. والمستحيل هو لأن الكويت هي أكثر الدول مساعدة للعراق في حربها مع إيران كما أن الكويت والعراق جارتان تربطهما علاقات الدم والدين والعروبة والقربى وكذلك لأن العراق مشغولة في حربها مع إيران فكيف تتجه لاحتلال دولة أخرى تجلب لها المشاكل والنزاعات وليس أي دولة بل الدولة التي كانت تقف بجانبها وتساعدها !!
    تعددت الأسباب التي دفعت بصدام حسين نحو احتلال الكويت ومنها أن الأطماع الاستعمارية العراقية للكويت قديمة وقد سبق صدام حسين في احتلال الكويت الرئيس العراقي الأسبق عبدالكريم قاسم حيث يرى الكثير من العراقيون أن الكويت ما هي إلا أحد محافظات العراق وستبقى كذلك وللأبد ولذلك سماها صدام حسين بعد احتلالها المحافظة رقم 19 !!
    السبب الثاني في احتلال العراق للكويت هو الطمع في ثروة الكويت النفطية حيث ترقد الكويت كباقي دول الخليج على بحار من البترول وتعد الكويت أحد أكبر البلاد المنتجة للنفط وأحد أكبر دول العالم التي تملك مخزوناً احتياطياً منه ولكن الكويت ليست أغنى من العراق حيث يفوق ما يملكه العراق من بترول ما تملكه الكويت ولكن لأن الشعب العراقي أكبر والمجهود الحربي العراقي مازال يستنزف مقدرات العراق وثرواتها فلا بأس من احتلال الكويت وضمها إلى العراق والاستفادة من ثروتها وبترولها .. كما لا ننسى أن سبب النزاع بين العراق والكويت الذي أدى بصدام إلى اغتصاب الكويت هو آبار بترول متنازع عليها وموجودة بين حدود الدولتين ..
    السبب الثالث هو السياسة الأمريكية الحكيمة التي أغرت العراق باحتلال الكويت حيث دعت الولايات المتحدة العراق بطريقة غير مباشرة بالذهاب إلى الكويت واحتلالها لدرجة أن إحدى منتدبات الإدارة الأمريكية خرجت في لقاء صحفي وقالت أنه لا تربط الولايات المتحدة بالكويت اي علاقات دفاع أو حماية ويقال أن الولايات المتحدة دعت صدام حسين إلى احتلال الكويت ومن ثم تبرأت منه وقادت قوات التحالف لطرده وتخليص الكويت منه !!
    المهم .. حدث ما حدث .. واجتاحت القوات العراقية أراضي الكويت واحتلتها في يوم الخميس في الثاني من أغسطس عام 1990 وفي وقت كانت الكثير من الأسر الكويتية موجودة لقضاء عطلة الصيف في الدول العربية والأجنبية ولم تجد القوات العراقية أي مقاومة تذكر ودخلت الكويت بكل سهولة وعاثت القوات العراقية في الكويت فساداً فنهبت البنوك وسرقت البيوت بالإضافة إلى جرائم كثيرة منها القتل والتعذيب والاغتصاب و.... وأمر صدام بإحراق آبار النفط الكويتية فامتلأ الخليج العربي ببقعة كبيرة من الزيت وامتلأ الجو بدخان أسود كثيف .. وبقيت الكويت تحت وطأة الاحتلال العراقي قرابة السبعة أشهر شهدت الكويت خلالها كابوساً رهيباً ولكن الفرق بين ما حدث في الكويت وبين ما يحدث في الكوابيس هو أن ما حدث في الكويت كان حقيقة شاهدها كل من عاصر تلك الفترة وعاش فيها !!
    هربت الأسرة الحاكمة فور وصول نبأ دخول القوات العراقية إلى السعودية وبقي منهم الشيخ فهد الأحمد الذي بقي في بيته يقاتل ويقاتل إلى أن مات شهيداً وخرجت الكثير من الأسر الكويتية إلى الدول الخليجية المجاورة مثل السعودية والإمارات والبحرين وقطر وخرج بعدها الشيخ جابر الأحمد وفي كلمة أمام الأمم المتحدة وبكى على مراى ومسمع من العالم وصدرت عدة قرارات من الأمم المتحدة تطالب العراق بالانسحاب من الكويت وتدخلت الدول العربية والصديقة في محاولة لإقناع صدام بسحب قواته ولكنه أعطى أذناً من طين وأخرى من عجين مما زاد الأمر سوءاً وتعقيداً وفشلت كل المساعي السلمية لإقناع الرئيس العراقي بالخروج من الكويت !!
    وقف العالم وقفة عظيمة مع الكويت وشعبها وسارعت الدول العربية والمسلمة إلى إدانة الغزو العراقي للكويت وإلى استضافة الكويتين وترددت في أنحاء العالم كلمات صار يرددها الجميع ..
    أنا كويتي أنا .. أنا كويتي أنا
    أنا قول وفعل .. وعزومي قوية
    أنا عن موقفي .. تحت الجابرية
    أنا كويتي أنا .. أنا كويتي أنا
    وفرضت الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية على العراق وأصدر مجلس الأمن عددا من القرارات التي تدين بغداد وتحملها نتيجة عدوانها على الكويت وفي نوفمبر عام 1990 مع فشل كل المساعي والمحاولات الدبلوماسية لحل الأزمة وضعت الأمم المتحدة مهلة للعراق للانسحاب من الكويت وفوضت باستخدام "جميع السبل الضرورية" لإجبار العراق على تنفيذ القرارات الدولية ..
    تجمعت بعدها قوات مسلحة من عشرات الدول بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وأطلقت على نفسها اسم قوات التحالف وأعطيت العراق فرصة أخيرة للخروج من الكويت وإلا سيتم ضربه وتحرير الكويت فرفض صدام هذه الفرصة وفي 17 يناير 1991 قامت قوات التحالف بالهجوم على القوات العراقية ودحرها وتحررت الكويت فى غضون شهر وعاد شعب الكويت إلى وطنه بعد شهور قضاها خارج الكويت ليرى الدمار والخراب الذي حل بكل مرافق الحياة في دولة الكويت ولم تبق أسرة كويتية إلا وقتل أو أسر منها أحد خلال الفترة التي تم فيها احتلال الكويت وبعدها بدأ الكويتيون مرحلة إعادة إعمار وبناء الكويت تحت ظل الحماية الأمريكية وبذلك رسخت الولايات المتحدة الأمريكية من وجودها في منطقة الخليج من خلال قواعدها العسكرية التي انتشرت في كل دول الخليج لتحقق أهدافها واستراتيجياتها بعيدة المدى والتي بدأت الأيام تكشف عن بعضها ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    دبابة أمريكية تدخل الكويت
    أهداف الحرب على العراق :
    عاش الشعب العراقي في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أياماً سوداء حالكة ، حيث اشتد عليهم في عهده وطء الحصار وخصوصاً على المدنيين، وكـُثـفت حملات التفتيش على الأسلحة، وأظـهرت سنوات الحصار العشر أن الولايات المتحدة قصدت من وراء هذا الحصار إيذاء الشعب العراقي قبل إيذاء الحكومة العراقية ، وفي هذا أكبر وسيلة لجعل الشعب العراقي يحس بالكراهية والحقد اتجاه حكومته وقائده ، واتجاه حزب البعث الحاكم الذي يتزعمه الرئيس العراقي صدام حسين ، حيث سيعتبر الشعب العراقي صدام حسين وأعوانه بالتأكيد السبب الرئيسي في الحظر المفروض على العراق وبالتالي السبب في نقص الغذاء والكساء والدواء ، وهنا تستطيع الولايات المتحدة أن تصنع لها أعوان وتابعين في ظل كثرة الأعداء الذين أنجبتهم أمريكا بين صفوف الشعب العراقي ، ومن هنا تستطيع الولايات المتحدة أن تخطو الخطوات الأولى باتجاه شن حرب شاملة وكاملة على العراق متسلحة بذريعة التحرير من اللصوص والمجرمين الذين يسيطرون على الحكم في العراق ، والذين كانوا السبب فيما عاناه الشعب العراقي طوال سنوات الحصار .. وعندما تحقق الولايات المتحدة الأمريكية ذلك فبإمكانها أن تفعل في العراق وفي الشرق الأوسط ما تريد ، وتعيد خبز العجينة العراقية على هواها ، وبالطريقة التي تناسب مصالحها وسياساتها !!
    ونعود لموضوع الحرب على العراق ونقول أن أمريكا أقامت الحرب على العراق لعدة أسباب رئيسية أولها تغيير النظام العراقي الذي يقوده صدام حسين والقضاء على حزب البعث الحاكم ومن ثم تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية ( التي ثبت أنه لا وجود لها ) ولكنها كانت ذريعة قوية لشن الحرب على العراق وكسب التأييد العالمي ، وبعد ذلك كان الطموح الأمريكي بإيجاد مركز قوي واستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والتي تعتبر مركز العالم البترولي بحيث تحقق السيطرة على نفط المنطقة ، وذلك استكمالا لسيطرتها على ثروات بحر قزوين .
    ومن الأهداف كذلك تحقيق هدف الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بمتابعة الحرب ضد ما يسميه ( الإرهاب ) ، والدخول بقوة في صميم المجتمعات العربيّة لتغييرها من الداخل حتى ولو كان ذلك بالقوة ، بالإضافة إلى هدف آخر كبير وهو تحقيق الأمن الإسرائيلي ، وحماية الطفلة المدللة للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط ( إسرائيل ) ، وذلك بعد أن جهز صدام حسين جيشاً أسماه جيش القدس ، وبدأ حملة إعلامية قوية تتحدث عن حلم تناساه العرب رغم أنوفهم ، وهو حلم تحرير القدس من قبضة العدو الصهيوني !!
    وهناك أهداف أخرى لغزو العراق مثل إخراس الاصوات العربية التي تدعو إلى محاربة السامية ، وتأديب كل الدول التي تحاول أن ترفع راسها في وجه المارد الأمريكي مثل سوريا وإيران وكوريا الشمالية ..
    ونعيد ذكر الهدف العظيم جداً مرة أخرى والذي أعده الكثيرون بأنه الهدف الأول والأخير وهو ( هدف المال والثروة والنفط ) وذلك عن طريق إيجاد سوق للشركات الأمريكية المتعطشة نحو العمل وكسب المال تحت ظل سياسات الحكومة الأمريكية والتي تناقض العولمة والسوق المفتوحة خصوصاً وأن العراق يعيش فوق ثاني أكبر مخزون نفطي في العالم بعد المملكة العربية السعودية !
    مبررات وأكاذيب لشن الحرب على العراق :
    استغلت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأسبانيا بواسطة الثلاثي الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيسي الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس الوزراء الأسباني خوسيه أزنار قصة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل ، وعدم تعاونه التام مع المفتشين الدوليين ، وقاموا بتضخيم قصة خطر امتلاك العراق للأسلحة النووية ، وعملوا على تكبير مقدار الخطورة التي يمثلها صدام حسين على العالم بأكمله وعلى الولايات المتحدة والغرب بشكل خاص ، وأكد بوش على الشكوك العظيمة بإمكانية أن يعطي صدام أسلحة دمار شامل لتنظيم القاعدة الذي يترأسه أسامة بن لادن ومن هنا صاعد جورج بوش وتوني بلير على وجه الخصوص من هذه المخاوف أمام الحكومات وأمام العالم وقرروا شن حرب على العراق ضاربين بكل النداءات العالمية والقوانين الدولية عرض الحائط !
    وأمام تداعيات الحرب أكد زعيم المفتشين الدوليين في العراق هانز بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي موافقة العراقيين على دخول جميع المواقع المطلوبة دون أي قيود طبقا لقرار مجلس الأمن حيث تعهد العراقيون بالتعاون التام وفتح جميع المواقع المطلوب التفتيش عليها دون قيد أو شرط وفي أي وقت !
    وفي نفس الوقت نفى صدام ونظامه وجود أسلحة نووية أو كيماوية في العراق وفتحوا جميع الأبواب أمام المفتشين الدوليين لأداء عملهم ومواصلة تفتيشهم درءاً لأي حرب قد تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا عليهما وكسباً لمزيد من التأييد العالمي للعراق في ظل تهديدات قوية اللهجة وفي ظل تسارع قدوم حشود عسكرية في الكويت وتركيا !!
    وحذر الرئيس الأميركي جورج بوش الرئيس العراقي صدام حسين من نفي امتلاك بلاده أسلحة دمار شامل وقال بوش إنه في حال نفى الرئيس صدام ذلك فإنه يدخل مرحلة أخيرة من الغش والخداع لن تتسامح فيها الإدارة الأميركية معه !!
    وسارعت الولايات المتحدة إلى رفع وتيرة الحرب واستجلاب الآلاف من القوات وحشد أصوات بعض الدول الموالية مثل بريطانيا وأسبانيا أو بعض الدول الضعيفة التي تربطها مصالح مع الولايات المتحدة بهدف شن الحرب مطالبة العراق بالاعتراف بوجود أسلحة كيمياوية ونووية لديه ومطالبة برحيل وتنحي صدام عن السلطة وقد قالت الولايات المتحدة أنها ستدخل العراق حتى ولو تنحى صدام عن السلطة وهذا يدل على أن هدفها أساساً كان غزو العراق قبل أي أسباب أخرى تدعيها !!
    وقد سارع العرب إلى عقد قمة عربية طارئة في شرم الشيخ وأكد البيان الختامي فيها معارضة جميع الدول العربية توجيه أي ضربة للعراق أو تهديد أمن وسلامة أي دولة عربية أخرى .. ونص البيان على ضرورة الاتصال بالعراق والدول الأعضاء في مجلس الأمن لحل الأزمة العراقية عبر تشكيل لجنة تضم قادة البحرين ولبنان وتونس لإجراء اتصالات لتجنب الحرب ..
    وقبيل انعقاد القمة العربية في شرم الشيخ كان قد طرح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة تدعو إلى تخلي القيادة العراقية عن السلطة واللجوء إلى أي منطقة من العالم تختارها ودعاهم إلى العيش معززين مكرمين في دولة الإمارات مع توفير ضمانات دولية لهم ووضع العراق تحت وصاية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، حفاظاً على الشعب العراقي وتجنباً للحرب .. وقد سارع النظام العراقي في بغداد على الفور إلى مهاجمة مبادرة الشيخ زايد بشدة ورفضها ..!
    وقامت المظاهرات المناهضة للحرب على العراق في كل أنحاء العالم وشهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء العالم خروج مئات الآلاف من المعارضين لشن حرب على العراق إلى شوارعها وانضمت مجموعة كبيرة من الدول وخاصة فرنسا وألمانيا وروسيا إلى مجموعة معارضي قيام الحرب على العراق داعيين إلى اللجوء للوسائل السلمية لنزع أسلحة العراق لكن الرئيس الأمريكي قال وبملأ الفم أن الدول التي تعارض الحرب على العراق لن تحصل على أي فرص لشركاتها في مرحلة إعادة الإعمار أي أن من لا يشارك في الحرب لا يحصل على الغنائم !!
    وقال كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة ( على استحياء ) أن شن أي حرب على العراق عمل غير شرعي ولا يخضع لقوانين ومبادىء هيئة الأمم المتحدة فيما تمسكت الولايات المتحدة بقرار شن الحرب تحت مظلة قرار دولي في أعقاب حادثة الحادي عشر من سبتمبر يعطي الولايات المتحدة كافة الصلاحيات للدفاع عن نفسها وقال بوش أيضاً ( أن من لا يقف مع أمريكا فهو ضدها !!
    في حقيقة الأمر لم يكن صدام حسين ونظامه قادرون على إيذاء نملة في أعقاب أكثر من 12 سنة قضاها العراق تحت حظر ومقاطعة دولية له وتحت وصاية ما يسمى بالنفط مقابل الغذاء وكان الرئيس الأمريكي يعلم جيداً أن العراق أصبحت بعد هذه السنوات مثل الأسد المريض الجائع الذي لا يستطيع الدفاع حتى عن نفسه وكانت كل التقارير الاستخبارية وعيون الجواسيس تشير إلى هذا ولذلك تحقق لبوش وأعوانه ما أرادوا وأصبحت الجيفة الآن جاهزة لاجتماع الضباع والنسور عليها !!
    كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وقوات التحالف الجديد قد أكملت استعداداتها لبدء الحرب على العراق وبسرعة كبيرة ، والفطين يعلم أن قرار شن الحرب على العراق اتخذته الولايات المتحدة قبل أن يغزو صدام حسين الكويت عام 1990 حيث أن كل شيء كان مدبراً ومخططاً والدول الكبيرة مثل أمريكا لا تتخذ قرارات وليدة الصدفة والتسرع بل نتاج خطط خمسية وعشرية طويلة المدى وهذه الاستراتيجيات هي التي تجعل أمثال هذه الدول تقود العالم وتسيطر على مكتسباته وموارده وتتحكم في الدول الصغيرة والمتخلفة أمثال الدول العربية النائمة !!
    كذب بوش وأعوانه على الشعب الأمريكي فيما يخص أسلحة الدمار الشامل العراقية وحجم الخطر الذي قد يمثله صدام حسين وكذلك كذب توني بلير على مجلس العموم البريطاني نفس الكذبة وتمسكا بقرار شن الحرب فيما استمرت المظاهرات السلمية تجوب أنحاء العالم ودعى الجميع إلى وقف كل نداءات الحرب الحمقاء ولكن الرئيس الأمريكي بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير أعطوا أذناً من طين وأخرى من عجين لكل نداءات السلام ووقف الحرب لتبدأ حرب قال عنها الرئيس الأمريكي بوش بأنها ( حرب صليبية ) ومن ثم عاد واعتذر عن هذه الجملة وادعى أنها كانت مجرد زلة لسان
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وقال الناطق الرسمي للبيت الأبيض (فلايشر) قبيل الحرب أن الرئيس جورج بوش ما زال يأمل في أن تتحرك الأمم المتحدة نحو إجبار العراق على نزع أسلحته ، وأضاف أنه ( إن لم تفعل، فقد قال الرئيس بوضوح إن الولايات المتحدة ستشكل ائتلافاً يضم كل من هم مستعدون لتطبيق قرارات الأمم المتحدة حول نزع أسلحة العراق ) بل إن الرئيس بنفسه أعلن أن ( على الأمم المتحدة أن تكون على مستوى الهدف الذي أنشئت من أجله، وهو الدفاع عن أمننا ) !!
    وهو هنا يوضح حقيقة الهدف من إنشاء الأمم المتحدة ألا وهو الدفاع عن أمن الولايات المتحدة وحماية مصالحها حول العالم ، وعلى هذا الأساس يجب أن نفهم سبب تعامل الأمم المتحدة مع قضايا عربية وإسلامية مثل قضايا فلسطين والبوسنة وكشمير والشيشان وأفغانستان وغيرها والتي لا نرى خلالها الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة تفعل أي شيء اتجاه حروب إبادة عرقية ضد المسلمين فيها ...!
    بداية الحرب على العراق :
    بدأت الحرب بخطاب قوي من الرئيس الأمريكي جورج بوش وقد وجه خطابه إلى الشعب الأمريكي ، وإليكم بعض ما قاله بوش في خطابه هذا وخطاباته السابقة والتي سبقت الحرب :
    - نحن نعلم أن العراق وتنظيم القاعدة الإرهابي يتشاطران عدواً مشتركاً؛ هو الولايات المتحدة الأميركية ، ونحن نعلم أن العراق والقاعدة يقيمان اتصالاً على مستوى رفيع يعود عهده إلى عقد من الزمن !!
    - بإمكان العراق أن يقرر في أي يوم يريد أن يقدم أسلحة كيميائية وبيولوجية إلى جماعة إرهابية أو إرهابيين فرادى !
    - إذا تمكن العراق من إنتاج أو شراء أو سرقة كمية من اليورانيوم العالي التخصيب بكمية لا تعدو حجم كرة البيسبول، فسيكون قادراً على اقتناء سلاح نووي في أقل من عام، وسيكون في وضع يمكنه من الهيمنة على الشرق الأوسط !
    - خلال العام الماضي وحده أطلقت القوات المسلحة العراقية نيرانها على الطيارين الأميركيين والبريطانيين أكثر من 750 مرة ..
    - إن العراق يمتلك صواريخ باليستية ذات مدى يمكن أن يصل إلى مئات الأميال؛ أي بما يكفي لضرب ( العربية السعودية ) ، و ( إسرائيل ) ، وتركيا وبلدان أخرى ـ في منطقة يعيش ويعمل بها أكثر من 135 ألف عسكري ومدني أميركي !!
    تكلم بوش كثيراً وصاغ مبررات كثيرة لشن الحرب فبدأت الحرب الأمريكية البريطانية على العراق في العشرين من مارس عام 2003 بالقصف الجوي العنيف على المدن العراقية وتحديداً على العاصمة العراقية بغداد ، واستهدف القصف الوزارات الحكومية والمواقع العسكرية والقصور الرئاسية والأحياء السكنية ، وتعرض كل شيء في العراق للقصف الجوي الشديد ( ما عدا النفط ومنشآته ) حيث أن لدى الأمريكيين سياسة واضحة في حروبها وهي القصف الجوي وتطهير الأرض من السماء ومن ثم دخولها بعد الإحساس بالأمان فيها ، فيما تصاعدت ألسنة الدخان واللهب في العاصمة العراقية في الأيام الأولى للحرب إثر الإنفجارات الهائلة والتي خلفها القصف ، فسارع العراقيون إلى إحراق النفط لعمل سحابة ضخمة من الدخان الأسود الكثيف لمنع الطائرات الأمريكية من التركيز وحجب الرؤية عنها ، ولكن الأجهزة والتقنيات الحديثة لدى الجيش الأمريكي كانت أكبر من أن يعرقلها دخان أسود يغطي السماء ...!
    واستمرت الحرب على العراق بالقصف العنيف للمدن العراقية ، وخاصة على المواقع الإستراتيجية ، فيما استمرت الصواريخ والقنابل الطائشة ( على حد قول الأمريكان ) تصيب المدن والأحياء العراقية والتي أدت إلى وفاة المئات من المدنيين الأبرياء ، فيما استمرت المظاهرات تجوب أنحاء العالم لوقف الحرب وحفظ العراق والعالم من ويلات حرب لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى ، ولكن كان للولايات المتحدة وبريطانيا رأي آخر حيث لم تكن الدولتان تفكران في وقف الحرب أو التراجع عنها خصوصاً وأنها كانت نتاج خطط ودراسات سنوات طويلة !!
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وبدأت الحرب البرية بمحاولة قوات مشاة البحرية الأمريكية احتلال ميناء أم قصر في جنوب العراق ، وقد تعرضت القوات الأمريكية لمقاومة عنيفة من القوات الموجودة في أم قصر ، مما عمل إلى تأخر تقدم القوات الأمريكية في العراق مما استدعى بالقوات الأمريكية والبريطانية إلى ترك أم قصر ومحاولة التسلل في الصحراء مثل الأفعى دون الدخول في تصادمات واضحة مع القوات العراقية !!
    ودعا الرئيس العراقي صدام حسين القوات العراقية إلى ضرب العدو بكل قوة إلى المدى الذي يغدو فيه العدو عاجزًا عن الاستمرار في حربه وأكد صدام حسين في كلمة ألقاها عبر التلفزيون العراقي بعد أربعة أيام من الحرب أن العراق يسعى إلى جعل القتال "طويلاً وثقيلاً" على القوات الأمريكية والبريطانية ..
    وقال صدام : إن ما يدور بالعراق وضع الحكومات العربية في وضع صعب أمام شعوبها التي تنتابها حالة من الغليان، موضحًا أنه أصبح هناك تساؤل في الشارع العربي حول " أين هي الاتفاقيات التي أقرتها الأنظمة العربية حول عدم السماح للولايات المتحدة بشن عدوان على العراق؟ "، و" لماذا يصمت الحكام العرب على الحرب الدائرة؟ وما هو أسباب العجز الحادث؟".
    حرب الصحاف أمام قوة التحالف :
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ولم يكن صدام حسين هو بطل الحرب كما كان متوقعاً فقد ظهر بطل آخر من العراق هو محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي الذي كان يرتدي بزته العسكرية ويظهر دائماً بابتسامة لا مبالية ليتحدث عن الحرب بتحدي وقوة وشجاعة وثقة وهو متأكد تمام التأكد بأن العراق سينتصر في النهاية على الجحافل الأمريكية والبريطانية التي كانت تتغلغل في العراق مبتدئة حركتها من الشمال ومن الجنوب وباتجاه العاصمة بغداد !!
    ولم تكن النجاحات الأميركية والبريطانية التي تتحدث عنها المصادر ووسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية تعني شيئاً بالنسبة للصحاف الذي كان ينفيها دائماً ويعلن وبثقة وبأسلوب قوي ومقنع بأن شيئاً من هذا لم يحدث ، وبأن العراق مازال قوياً ومتماسكاً ويلحق الخسائر والفجائع المتتالية بالقوات الغازية !!
    وبالرغم من أن القوات الأميركية دخلت بعدها مجمعا رئاسيا في وسط بغداد وتوغلت الدبابات في شوارع العاصمة العراقية على بعد مئات الأمتار، بدت الثقة على الصحاف وهو يقول للعالم إن الغزاة سيذبحون ..!
    وقال الصحاف للصحفيين الذين تجمعوا فوق سطح مبنى وزارة الإعلام : ( إن الأوغاد ينتحرون بالمئات على بوابات بغداد ) .. ولم يروعه الدخان الأسود المتصاعد من ورائه في وسط بغداد ، وأصوات القتال التي تدوي في العاصمة العراقية وهو يعلن أن المدينة ما تزال آمنة !!
    وكان الصحاف الذي يظهر مرتديا زيه العسكري يوجه الشتائم للقوات الأميركية والبريطانية ويصفهم بالمخبولين والعلوج والطراطير والأوغاد والمرتزقة وما إلى ذلك من التسميات التي كانت تضحك المواطن العربي والذي كانت تأخذه حماسته وعاطفته إلى تصديق أغلب ما كان يقوله الصحاف حول طبيعة سير الحرب ..!
    وأصبح الصحاف الذي لم يكن مشهورا قبل الحرب نجما إعلاميا وبطلا في كثير من أنحاء العالم العربي والعالم ، وفي الوقت الذي كانت تقاتل فيه القوات العراقية في ميدان المعركة كان الصحاف يكيل الشتائم للقادة البريطانيين والأميركيين فهو يصفهم «بالغزاة الأشرار» و«عصابة الأوغاد الدولية» و«مصاصوا الدماء» و«المستعمرون الخاسئون» ويصف القوات الأميركية والبريطانية بقطعان الخراف المقدر لها أن تقتل في العراق أو يشبههم بالأفعى التي تزحف في وسط الصحراء دون هدف وستقطع إلى أجزاء !
    الغريب في الأمر أن كذب هذا الرجل كان يصدق وكان الجميع متعاطفاً معه ويصدقه لدرجة أن الرئيس الأمريكي جورج بوش قال أنه كان يسارع إلى سماع الخطابات والمؤتمرات الصحفية التي كان الصحاف يعقدها ليضحك ويفرج عن نفسه قليلاً من مشاغل وأعباء إدارة الحرب القائمة في العراق !!
    وكثيراً ما كان يصيب الصحاف المراسلين الأجانب بالدهشة من روايته للأحداث عندما يصف الروايات الأميركية والبريطانية للحرب بأنها أكاذيب وأوهام ليس لها أي دليل من الصحة بل وإنه يصفها بأنها كانت مجرد حلقة في سلسلة الحرب الإعلامية ...
    وبينما كان الصحاف يخرج على شاشات التلفاز مرة تلو الأخرى ويدعو العرب إلى التصديق بالأكاذيب التي كان يقولها كانت الولايات المتحدة تتقدم بقوة وبسرعة في الأراضي العراقية وهي تؤكد أن أغلب الإصابات والخسائر التي لحقت بها كانت بنيران صديقة .. !
    وبينما يستمر تقدم القوات الغازية باتجاه بغداد بالالتفاف على المدن العراقية دون الدخول فيها سقطت مجموعة من المدن العراقية بأيدي قوات التحالف مثل البصرة التي لم تستطع الصمود وهي تعاني من نقص في المواد الغذائية والمياه وانقطاع الكهرباء فيما واصل محمد سعيد الصحاف نفيه لأي من هذه الأنباء ومازال يتهم ( العلوج ) بالكذب والافتراء وهو يتوعدهم بالموت والانتحار على أسوار بغداد إلى أن بدأت معركة المطار ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الطريق نحو المعرقة
    معركة المطار الحاسمة :
    كانت المرحلة الأولى من معركة المطار تحمل أخباراً عظيمة في انتصارات عراقية كبيرة وخسائر أمريكية فادحة حيث قاتل أفراد الحرس الجمهوري والحرس الخاص والفدائيين العرب الذين قدموا من مختلف الدول العربية وتسللوا عبر سوريا إلى أراضي العراق للدفاع عنها ومحاربة القوات الغازية وقد قيل أن القوات الأمريكية الأولى التي قدمت إلى منطقة المطار قد أبيدت بالكامل وذكر في ذلك الوقت أن الجثث الأمريكية ترامت على الأرض وذكر الكثيرون أن الفدائيين العرب كانوا يتفاخرون بالإمساك بالرؤوس الأمريكية المقطوعة والمفصولة عن الأجساد ...
    وذكرت الأنباء آنذاك أن هناك قتال عنيف في منطقة مطار بغداد الدولي وأن نتيجة هذه المعركة هي التي ستحدد المنتصر في هذه الحرب ، فدفعت العراق بقواتها وعتادها وأعدت خطة محكمة لمواجهة الأمريكان الذين لقوا مقاومة عنيفة في هذه المنطقة ، وإلى الآن لا يعرف أحد ما حدث في معركة المطار ، وتضاربت الأقوال واختلفت وأخذ كل من الناس يحكي ويدعي ، وأخذ بعضهم يضع السيناريوهات والقصص الملفقة ، حيث ادعى بعضهم أن الولايات المتحدة استخدمت أسلحة محظورة دولياً في منطقة المطار ، وذكر غيرهم أن القوات العراقية انهزمت وتشاردت ، وذكر غيرهم أن الخيانات حدثت في صفوف الجيش العراقي وصدرت إليهم أوامر عليا بالانسحاب والذهاب إلى أهليهم ، ولكن أشهر هذه الأقوال هي أن هناك أوامر قد صدرت إلى القوات العراقية بالانسحاب وقد أصدرها قائد قوات بغداد التي قاتلت بأسلحة الحرس الخاص ، وقد خص هذا القائد وهو سفيان ماهر قطعاته بالانسحاب حيث شوهدت أعداد كبيرة من الجيش تنسحب ومنهم لواء (( 76 )) متجحفل حرس جمهوري واللواء (( 26)) ضفادع بشرية ، أما الحرس الجمهوري فقد انهزم ، فكانت القوات العراقية الهاربة صيداً ثميناً للطائرات المعادية التي قتلت العديد من المنسحبين من القطعات ، وحرقت منشأة بالكامل كانت تحمل مقاتلين وبقاياها مازالت موجودة على الطريق إلى الآن ويقال أن المقابر مازلت موجودة على جانبي طريق المطار حتى اليوم !!
    وذكر آخرون أن مقاتلي الحرس الجمهوري والحرس الخاص لم يقاتلوا الأمريكان وإنما الذين قاتلوا هم الفدائيون العرب الذين لم ينجدهم أي مسئول في تعزيز قوتهم بالسلاح والعتاد ، وقاتل أيضا رجال النجدة والمرور المسئولون عن حماية طريق المطار .
    وحتى مع الهزيمة العراقية في معركة المطار خرج الصحاف على العالم وقال متفاخراً وبطريقة مقنعة وواثقة أن القوات العراقية تمكنت من هزيمة الأمريكان وقتلهم شر قتلة وطردهم من منطقة المطار بعد القضاء عليهم ودفنهم هناك !!
    المهم انتصرت القوات الأمريكية في المعركة التي كانت حاسمة وواصلت تقدمها في العاصمة العراقية بغداد فخرج الصحاف مرة أخرى والتلفزيونات العالمية تبث مشاهد دخول القوات الأمريكية في بغداد وقال أن الصور الفيلمية التي عرضتها بعض وسائل الإعلام و تظهر أن القوات الغازية قد تمكنت من السيطرة علي بعض ضواحي بغداد هي مجرد صور فيلمية مفبركة ، وقال الصحاف في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية : الفيلم الذي وزعوه عليكم ليست لضواحي بغداد وإنما هي للأطراف الجنوبية من منطقة أبو غرير والتي تبعد بحوالي 30 كيلومتر من بغداد !!
    دخول بغداد بسهولة غير متوقعة :
    وحقيقة الأمر أن القوات الأميركية قد دخلت بغداد بسهولة غير متوقعة وسارعت الدبابات الأميركية إلى السيطرة على المحاور الكبرى في العاصمة العراقية لتستقر أخيرا على ضفتي نهر دجلة يوم الأربعاء 9/4/2003م, بعد ثلاثة أسابيع من بدء الغزو على العراق حيث تم دخول بغداد على ثلاث مراحل , مع السيطرة أولا على المطار قبل أسبوع ، ثم تمت في الأيام التالية السيطرة على الضفة الغربية من نهر دجلة التي يوجد عليها القصر الجمهوري وهو القصر الأهم بين قصور صدام حسين ، وتلت ذلك السيطرة على المحاور الرئيسية في الحي المجاور الذي تقع فيه المباني الإدارية ، ونفذت المرحلة الثالثة مع تقدم القوات الأميركية إلى الأحياء الشمالية والشرقية من المدينة ..
    وقد اختفى تقريبا كل المقاتلين العراقيين الذين كانوا قد انتشروا بكثافة في المدينة منذ اندلاع الحرب في 20 مارس من منطقة الرصافة ، وخرج وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف على شاشات التلفزيون من جديد وهو يعد بتلقين القوات الأميركية درساً وإحراقها، مشيراً إلى أن الوحدات التي دخلت بغداد أصبحت معزولة وأن قوات عراقية بدأت في التعامل مع الغزاة !!
    وفي نفس اليوم أسقط عراقيون بمساعدة دبابة لمشاة البحرية الأمريكية تمثالا ضخما للرئيس العراقي صدام حسين والذي كان منتصبا في ساحة الفردوس أمام فندق فلسطين وسط بغداد, وقد سارع عدد كبير من العراقيين بعد ذلك إلى الرقص والاحتفال فوق حطام التمثال معلنين بذلك نهاية عهد صدام حسين وبداية لعهد جديد تسيطر فيه الولايات المتحدة على البلد وحكومتها ومقدراتها ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    سقوط تمثال صدام
    وقد دخلت القوات الأميركية مدينة صدام وهي الضاحية الشيعية التي تقع في شمالي بغداد دون مقاومة ، وسجلت في هذه المدينة عمليات نهب واسعة وشوهدت قوات أميركية مدعومة بعربات عسكرية في شوارع هذه المدينة حيث أخذ بعض السكان في نهب المحال وإخراج ما فيها من أمتعة وأغذية وتجهيزات كهربائية وسجاد لدرجة أن العالم صار يسخر من مجموعة من العراقيين الذين يسرقون بلدهم !!
    وعرضت التلفزيونات العالمية صورا لعراقيين يعبرون عن فرحتهم بدخول القوات الأميركية لمناطق في شرقي وشمالي شرقي العاصمة العراقية فأحدهم يسلم على جندي أمريكي وآخر يقبله ، وأخبار تأتي هناك عن عراقية تنوي الزواج من جندي أمريكي ، وغيرهم من العراقيين يظهر على التلفاز وهو يحرق صور صدام حسين ويحطم تماثيله ، وعراقي آخر يخلع حذائه ويضرب بها صورة صدام حسين ، وآخرون يستقبلون الأمريكان والبريطانيين بالزهور ..... فيما انشغل اللصوص والمجرمون بأعمال النهب والسلب والتخريب والإحراق في الدوائر المحلية والحكومية والقصور والممتلكات العامة في أغلب المدن العراقية لتعم الفوضى أرجاء بلاد الرافدين مع سقوط الحكومة فانعدم الأمن وانعدمت السلامة والحماية وأصبح الشعب العراقي يعيش مرحلة جديدة من عدم الاستقرار والأمان ..
    وقبل سقوط بغداد بأقل من 48 ساعة ظهر صدام وهو يتجول ماشيا على الأقدام في أحد أحياء العاصمة بغداد, بينما أحاط به عدد من العراقيين وهم يهتفون له متحدياً كل الشائعات والأكاذيب التي تظهر بأنه قتل أو أصيب خلال القصف الذي استهدف بغداد خلال أيام الحرب وكأنه يعلن بأنه ليس خائفاً من أي أحد حتى ولو دخلت القوات الغازية بغداد وسيطرت عليها !!
    إعلان انتهاء الحرب بانتصار الحلفاء :
    وقد أعلن كبار الجنرالات والقادة في العراق وواشنطن وفي مركز القيادة الأميركية الوسطى في قطر أن القوات الأميركية سيطرت على العراق بأكمله مع وجود جيوب مقاومة صغيرة سيتم القضاء عليها قريبا وتوالت الأنباء التي تؤكد سقوط بغداد وتكريت وجميع المدن العراقية بأيدي القوات الغازية وصرح أكثر من مسئول أمريكي بنهاية الحرب على العراق وأبدى الجميع سعادتهم وفرحتهم لهذه الأنباء ومعهم العديد من زعماء الدول العربية والذين طالبوا بسرعة تسليم العراق لقيادة عراقية ينتخبها الشعب العراقي لتنتهي حالة الفوضى والتخريب والدمار التي يعيشها العراق ..
    وقال وقتها قائد العمليات العسكرية للقوات المتحالفة في العراق الجنرال تومي فرانكس أن الرئيس العراقي صدام حسين والمقربين منه قتلوا أو فروا بينما أكد وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد انه لا عودة للأبد لصدام حسين أو لأعوانه إلى العراق !!
    وظهر جورج بوش منتشيًا، بزي طيّار مقاتل، بعد نقله جوًا لمسافة ثلاثين ميلاً تقريبًا من ساحل كاليفورنيا إلى ظهر حاملة الطائرات الأمريكية «أبراهام لينكولن» وأعلن للقوات المحتشدة على ظهرها بأن العمليات الحربية الكبرى قد انتهت ..
    وصرح بوش وقتها: ( بالأساليب الجديدة وباستخدام الأسلحة متناهية الدقة، التي يمكن أن نحقق أهدافنا العسكرية بدون توجيه العنف ضد المدنيين ) .. ولكنه لم يذكر أن عدد المدنيين الأبرياء الذين قضوا في حرب العراق كان تقريبًا ضعف عدد أولئك الذين ماتوا في الحادي عشر من سبتمبر ـ الرقم الحقيقي يتجاوز عشرة آلاف ـ كما لم يذكر الضحايا من أطفال العراق الذين فقدوا أذرعًا وأرجلاً ووالدين نتيجة للحرب، وما سيترتب على ذلك من معاناتهم المستمرة طيلة حياتهم ولم يتكلم عن عدد الجنود الأمريكيين القتلى والذين ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون ) أن 121 جندياً أمريكياً قتلوا في الحرب التي استمرت ثلاثة أسابيع فقط علي العراق فيما جرح 495 آخرون ويقال أن أضعاف هذا العدد قتلوا ولكن تم التعتيم على هذه الأنباء خوفاً من الرأي العام الأمريكي الذي لا يرحم !!
    وفي نفس الوقت استمرت أعمال السرقة والنهب والتخريب والإحراق كل شيء في العراق ماعدا المجمعات والمنشآت النفطية التي سارعت القوات الغازية إلى حمايتها والحفاظ عليها كأكبر دليل على أن هدفهم منذ البداية كان النفط ولا شيء غيره وطالت أعمال النهب في بغداد متحف الآثار العراقي، وهو المتحف الذي يضم اكبر مجموعة من الآثار العراقية وعاثت مجموعة من ا لصوص في المتحف العراقي حيث قامت بسرقة الموجودات من قاعات هذا المتحف والذي أصبحت مكاتبه الإدارية فارغة تماما وفي هذا خسارة للبشرية كلها بنهب وتخريب وسرقة آثار تشهد على قدم الإنسان على سطح الأرض فقد سرق اللصوص قطع أثرية نادرة لا تقدر بثمن فيما أحرق غيرهم المكتبة الوطنية في بغداد التي تضم وثائق أصلية فريدة بعدما نهبوها وسرقوا الثمائن الموجودة بها !!
    وبعد نهاية الحرب بسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على العراق اتضحت الكثير من الأمور والأكاذيب التي كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يروجونها قبل الحرب مثل المبالغة في قوة النظام العراقي وها هو النظام العراقي وجيشه وقوته وأسلحته ومع اتساع مساحة العراق وكبر جيشه تسقط في غضون ثلاثة أسابيع فقط !!
    وكذلك الأمر بكذب الإدعاءات بوجود أسلحة دمار شامل عراقية حيث لم يتم العثور على أي أسلحة أو معدات أو مصانع أو أي شيء من الذي كانت تتحدث عنه الولايات المتحدة .. وقد صرح كبير مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة هانس بليكس في حديث لصحيفة "البايس" التي تصدر في مدريد قبيل سقوط بغداد أنه "من المؤكد" أن الحرب ضد العراق قد تم التخطيط لها مسبقا منذ زمن طويل وقد اعتبر أن مسألة أسلحة الدمار الشامل كانت ثانوية .. ورأى أن مسألة أسلحة الدمار الشامل العراقية جاءت في المرتبة الرابعة لدى الولايات المتحدة وبريطانيا على لائحة أسباب الحرب !!
    ومع دخول القوات الأمريكية بغداد واكتمال سيطرتها وانتشارها في جميع المدن والقرى العراقية اختفى صدام وأعوانه وأعضاء حزب البعث الحاكم وفدائيو صدام وحرسه الوطني وجيش العراق والشرطة العراقية واندمجوا في الشعب العراقي وترددت الإشاعات حول هروب صدام إلى سوريا أو روسيا مع أفراد أسرته وبدأت حرب جديدة وكانت أشبه بلعبة الشرطي والحرامي وتتمثل في القبض على صدام وأعوانه ..
    ومع نهاية الحرب أعلن الجنرال فنسنت بروكس من مقر القيادة الامركية الوسطى في قطر أن الولايات المتحدة وضعت لائحة ب 55 مطلوبا من كبار المسئولين العراقييين وتم وضعهم على لعبة الكوتشينة حتى القبض عليهم جميعاً وعند القبض عليهم تكون اللعبة قد انتهت تماماً !!
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    صدام يقاوم الاحتلال ويضحي بولديه :
    أخذ صدام حسين يلعب لعبة القط والفأر مع الجيش الأمريكي الذي يحتل العراق فلم يعثروا عليه رغم الجهود المضنية التي بذلوها من أجل تحقيق هذا الأمر لدرجة جعلت قوات التحالف في العراق تعلن رفع مبلغ المكافأة الذي ستقدمها لمن يدلي بمعلومات عن القبض على الرئيس العراقي المخلوع، صدام حسين إلى 25 مليون دولار!!
    وأخذ صدام يرسل تسجيلات صوتية إلى قناتي الجزيرة والعربية الفضائيتين يجدد من خلالها حثه العراقيين على مقاومة الاحتلال الأميركي البريطاني لبلادهم كل حسب استطاعته ويدعوهم إلى العودة إلى وسائل العمل السري والذي يرى أنه الأسلوب المناسب للمقاومة وشجع صدام المقاومة العراقية حين قال صدام للشعب العراقي عبر أحد أشرطته المرسلة أنه لا يزال موجودا في العراق مع نفر ممن سماهم رفاقه ولكنه غير قادر على إيصال صوته إلى العراقيين، وأضاف أنه تخلى عن كرسي الحكم من أجل شعبه ولكنه لم يتخل عن المبادئ والقيم ودعا صدام قوات التحالف إلى الرحيل فوراً من العراق وإلا تكبدت خسائر عظيمــــة لا حمل لها بها !!
    وكانت قد عثرت القوات الأمريكية بفعل وشاية صاحب المنزل على مكان اختباء نجلي صدام ( عدي و قصي ) فقررت اقتحام المنزل فلقيت مقاومة ورداً بإطلاق النار من جانبهما فضربت المنزل بالصواريخ مما أدى إلى مصرعهما مما أعده الكثيرون ضربة قاصمة لصدام حسين الذي أرسل شريطاً صوتياً يعلن فيه بقوة وعناد أنه يقدم ولديه كشهيدين للعراق ودعا إلى مواصلة الجهاد والمقاومة ضد القوات الأمريكية والبريطانية الغازية حتى طردها من أرض العراق !!
    في نفس الوقت بدأت الولايات المتحدة تعلن عن القبض التدريجي على أتباع صدام واحداً تلو الآخر ابتداء من سكرتير صدام الخاص وكاتم أسراره الفريق عبد حمود وبعدها أخويه برزان و وطبان ومن ثم طه ياسين رمضان وطارق عزيز وغيرهم ..
    وقوع صدام حسين في الأسر :
    وفي 13 ديسمبر 2003 وقع صدام حسين أخيراً في قبضة القوات الأمريكية وكان ذلك في الساعة الثامنة والنصف مساءا بمدينة " الدورة "، جنوب تكريت بعشرة أميال وكانت الفرقة الأميركية الرابعة تمكنت في إطار عملية أسمتها " الفجر الأحمر" من العثور على صدام مختبئا داخل قبو سري في مزرعة بالقرب من تكريت حيث تم إلقاء القبض عليه دون أي مقاومة تذكر، وقد تم عرض شريط مصور لعملية اعتقال صدام وفحصه وظهر صدام بلحية كبيرة وبهيئة غير طبيعية وكأنه ( مخدر أو مريض ) بل وكأنه أشبه بالذئب المهادن الوديع .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وظهر صدام في الشريط وهو يخضع لفحص طبي دون أي مقاومة ثم أخذت عينة على ما يبدو من فمه لإجراء فحص الحامض النووي عليه للتأكد من أنه هو وليس أحداً من أشباهه الذين ظهر فيما بعد أنه لم يكن لهم أي وجود على أرض الحقيقة !!
    وباعتقال صدام حسين الذي ظهر بطريقة مهينة على شاشات التلفزة العالمية وكأن الولايات المتحدة أرادت أن تظهر للعالم بأنها انتصرت على ذلك الذي كان يقول كلاماً أكبر منه وهو لا يدرك قوة الولايات المتحدة الأمريكية وإمكانياتها ووصف الرئيس الأميركي جورج بوش القبض على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالنصر الكبير .. ولكن هناك شيء لم نتحدث عنه بعد ..!!
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يقال ( والعهدة على بعض وسائل الأنباء ) أن عملية القبض على صدام كانت مسرحية أمريكية مفبركة كان القصد منها إظهار صدام بصورة ( الفأر الجبان ) وقد استند أصحاب ( نظرية المسرحية ) على عدة أسس أهمها :
    1. لحية صدام حسين الطويلة مع أن صدام حسين كان مشهوراً بنظافته وتطيبه واهتمامه بشكله وهندامه وفي أحلك الأوقات والظروف.
    2. وجود نخلة بها بلح ظاهرة في الشريط الذي صور مشاهد اعتقاله مع أن الموسم الذي تم القبض فيه على صدام حسين لم يكن موسم بلح .
    3. القبض على صدام لوحده دون أي من معاونيه في المكان بالرغم مما تردد من أنه كان يقود أتباعه ومعاونيه ويبعث بالشرائط التسجيلية للقنوات الإخبارية العربية.
    4. القبض على صدام دون أي مقاومة تذكر مع أنه كان يحمل مسدساً.
    بالإضافة إلى أسباب أخرى كثيرة استنبطها الخبراء والمحللون تثبت نظرية ( المسرحية المفبركة ) خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية والتي يواجه فيها الرئيس الأمريكي بوش حرباً شرسة بفعل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وحرب أفغانستان والدخول في حرب العراق وازدياد القتلى الأمريكان في هذه الحروب والأحداث ..
    و ( يقال كذلك ) أنه تم إلقاء القبض على صدام في أحد قصوره الرئاسية عشية دخول بغداد من قبل قوات التحالف ومن الجدير بالذكر في قصة الاعتقال مقولة أنه تم إلقاء القبض على صدام بسبب خيانة ووشاية من صاحب البيت نفسه الذي كان يختبئ فيه طمعاً في المكافأة الضخمة التي تبلغ 25 مليون دولار أمريكي .
    على العموم تم إلقاء القبض على صدام ولا تهم الطريقة التي تم إلقاء القبض عليه بها وتم تحويله إلى سجن خاص به تمهيداً لمحاكمته بسبب الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب العراقي والكويتي والأمتين العربية والإسلامية ..
    وساهمت عملية القبض على صدام حسين في ارتفاع أسهم الرئيس الأمريكي جورج بوش وانتصاره القوي على غريمه ومنافسه في الانتخابات جون كيري فكانت عملية القبض عليه تمت في وقت كان الرئيس الأمريكي بوش أحوج ما يكون إليه !

  4. #4
    صدام حسين يصبح رئيساً لجمهورية العراق
    وقد أقدم صدام على إعدام العشرات من منافسيه في قيادة الحزب والدولة خلال أيام من وصوله إلى الرئاسة مؤيداً للمثل الذي يقول : أتغدى بهم قبل أن يتعشون بي .. ومتمسكاً بالأقوال والتجارب التي تؤكد أن الشعب العراقي لا ينفع معه سوى الحاكم الشديد القاسي الذي لا يتعامل إلا بحد السيف !!
    ولم ينس صدام أن يكافئ كل من وقف بجواره خلال السنوات التي سبقت تولي الحكم ابتداء بالعراقيين التكريتيين من الأهل والأقارب وانتهاء بطباخ مصري كان معه في سنوات نفيه في القاهرة فحين تسلم صدام حسين منصب نائب رئيس الجمهورية ثم رئاسة العراق في عام 1979 طلب من السفارة العراقية في القاهرة البحث عن طباخ مصري كان يعمل في شقته في القاهرة وطالبهم بالبحث عن هذا الطباخ فقد أراد مكافئته و إكرامه لخدماته طوال سنوات إقامته في مصر ..
    و يروي بأن السفارة العراقية استنفرت واستنفرت معها وزارة الداخلية المصرية بحثا عن هذا الرجل الذي يطلبه رئيس دولة عربية شقيقة لإكرامه و بعد جهد طويل وصلوا إلى الطباخ الذي لم يكن يعلم بأن صدام حسين تسلم رئاسة الجمهورية في العراق كما أن الرجل لم يكن يعرف حقيقة صدام و دوره السياسي نظرا لما عرف عن صدام من تكتم و سرية بالغة في تحركاته و عندما استقبله السفير العراقي في القاهرة قال : إن صدام حسين يريدك في بغداد؟
    فقال الطباخ المصري ببراءة : هو صدام بيه لقــى شغل؟
    فقد كان الطباخ المصري يعتقد بأن صدام حسين عاطل عن العمل !
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الحرب العراقية الإيرانية
    كان الغرور والطمع يركبان رأس صدام حسين وكان صدام يفكر في تنصيب نفسه كقائد وطني للأمة العربية الضعيفة وكان يريد أن يجعل من العراق هي الدولة الرئيسة على الوطن العربي لتكون لوحدها القوة المسيطرة في الشرق الأوسط مستغلاً الوضع الإيراني المتأزم والغير مستقر بقيام الثورة الإسلامية ومستغلاً خروج مصر وسوريا من حرب طويلة مع إسرائيل خصوصاً مع المقاطعة العربية لمصر بعد تصالحها مع دولة الكيان الصهيوني ..
    فكر صدام وفكر أعوان صدام وأشعل الواشون وأصحاب المصالح حرباً عراقية إيرانية استنفدت ثروات البلدين وقتلت الشباب والرجال وأنهكت الشعبين المسلمين وبالتحديد في شهر سبتمبر من عام 1979 ازدادت المناوشات العسكرية بين العراق وإيران، كما تصاعدت حدة الحرب الدعائية بينهما وكانت العلاقات العراقية الإيرانية تدهورت إثر قيام الثورة الإسلامية الإيرانية في نفس العام وكان الهجوم العراقي على الأراضي الإيرانية بداية لحرب دامية استمرت ثماني سنوات أكلت الأخضر واليابس وقضت على مقدرات وثروات البلدين !!
    بدأت الحرب تاريخياً في يوم [ 13 ذي القعدة 1400 هـ = 22 سبتمبر 1980م) وبعد خمسة أيام من اندلاع الحرب أعلن الرئيس العراقي صدام حسين أن مطالب العراق من حربه مع إيران هي ثلاثة مطالب رئيسية :
    1- الاعتراف بالسيادة العراقية على التراب الوطني العراقي ومياهه النهرية والبحرية.
    2- إنهاء الاحتلال الإيراني لجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى في الخليج عند مدخل مضيق هرمز.
    3- كف إيران عن التدخل في الشؤون الداخلية للعراق.
    أما الخميني فقال في خطاب للقوات الإيرانية مع تفجر الحرب : "أنتم تقاتلون في سبيل حماية الإسلام، والرئيس العراقي يقاتل في سبيل تدمير الإسلام، إن العدوان العراقي هو ثورة الكفار ضد الإسلام".
    بدأ العراق الحرب بسلسلة من المناوشات مع إيران وبتصعيد استحال إلى غزو بري واسع النطاق لمحافظة خوزستان الحدودية الإيرانية الغنية بالنفط.
    وفي نهاية الشهر ذاته مزقت بغداد اتفاق الجزائر الذي وقعه صدام حسين نائب الرئيس العراقي آنذاك، مع شاه إيران عام 1975 وذلك بعد أن قصفت إيران مدناً عراقية حدودية في الرابع من نفس الشهر واستعاد العراق نصف شط العرب الذي تنازل عنه لإيران بموجب ذلك الاتفاق .. وكانت العراق قد وقعت بيد نائب الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين مع شاه إيران معاهدة في الجزائر عام 1975 يكف بموجبها الشاه عن مساعدة الثوار الأكراد في العراق مقابل أن يتنازل العراق عن بعض حقوقه ومطالبه في شط العرب وقد وقعت العراق هذه الاتفاقية تحت ظروف الضعف الذي كان يمر به العراق الخارج من انقلابات وثورات وتحت ظروف القوة الإيرانية حيث كانت إيران قوية وكان جيشها عظيماً من حيث العدد والعتاد وكان العراق بحاجة إلى تصحيح بعض أوضاعه الداخلية وأهمها القضاء على حركة التمرد الكردية التي كان يقودها الملا مصطفى برزاني .
    كانت العراق تحت قيادة صدام حسين ترغب في السيطرة القوية على منطقة الخليج العربي وكانت العراق تخاف من أن يتم تصدير الثورة الإسلامية إليها خصوصاً مع وجود أغلبية شيعية في العراق وكانت الثورة الإيرانية قد استبدلت نظام حكم الشاه رضا بهلوي الموالي للغرب والمدعوم من قبله بنظام إسلامي راديكالي وسعى الزعيم الإيراني آية الله خميني، إلى تصدير الثورة الإيرانية للدول المجاورة بما في ذلك العراق، حيث حاولت النخبة السنية الحاكمة احتواء الغالبية الشيعية المتململة ولذلك قررت العراق إيقاف إيران عند حدها والتغدي بها قبل أن تكون العراق هي العشاء الأخير للجمهورية الإسلامية الإيرانية !!
    وكان العراق يعتقد بأنه قادر على تحقيق نصر ساحق وسريع على القوات الإيرانية خصوصاً بعد أن وصلت إلى صدام حسين معلومات تفيد بأن الكثير من صفقات الأسلحة الأمريكية والسوفيتية التي وقعتها حكومة الشاه مع هذه الدول لم يتم تنفيذها كما أن بعض الضباط وأصحاب المعارضة الإيرانية فروا إلى العراق واستضافتهم الحكومة العراقية قد طمنوا العراق بضعف الاستعداد والتسليح الإيراني كما أن خروج إيران من الثورة ومعاداتها للولايات المتحدة الأمريكية وكذلك الاعتقاد العراقي بان العراق سيخوض الحرب بدلاً من جيوش دول الخليج التي ستضطر إلى الوقوف بجانب العراق أعطى العراق أكثر من دافع للاعتقاد بتحقيق نصر سهل وسريع يجعل العراق هي المهيمنة على منطقة الشرق الأوسط ولكن هذه كانت مجرد أحلام !!
    استطاع العراق في المرحلة الأولى من الحرب تحقيق توغل سريع في الأراضي الإيرانية واستطاعت القوات العراقية السيطرة على مدينة ( خورمشهر ) كما أنها تمكنت من المرابطة على حدود ( الأهواز ) واستطاعت العراق استلام زمام المبادرة الحربية بسبب ضعف التسليح الإيراني ولورود معلومات تؤكد توقف أكثر من 90% من الطيران الإيراني عن العمل بسبب عدم وجود قطع غيار ولكن إيران رفضت الاستسلام وقررت مواصلة الحرب حتى نهايتها لتحقيق النصر على القوات العراقية التي اعتبرت ( معتدية وتدافع عن الباطل ) وتمكن الإيرانيون من استعادة توازنهم الحربي وتنظيم صفوفهم وبدأوا في استعادة المدن التي احتلها العراقيون المدينة تلو الأخرى كما تمكنوا من احتلال جزيرة ( الفاو ) العراقية !!
    واستمرت الحرب بين البلدين عن طريق قصف متبادل للمدن والمنشآت والبنى التحتية والاقتصادية ولكن الوقفة الخليجية العظيمة وخاصة من جانب الكويت والسعودية مع العراق ساهمت بشكل كبير في جعل العراق يتفوق تفوقاً عظيماً على إيران وجعل الإيرانيون رفيعي الأنوف يرضخون لقرار الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار !!
    وقف الخليجيون وقفة الأخ إلى جوار أخيه في حرب العراق مع إيران لأن الجميع كان خائفاً من إيران والثورة الإيرانية والأطماع الإيرانية في منطقة الخليج العربي خصوصاً وأن إيران تهجمت من قبل على البحرين واحتلت الجزر الإماراتية الثلاث طنب الصغرى والكبرى وأبو موسى وتحاول أخذ كرسي الهيمنة على المنطقة ولذلك وقفت الدول الخليجية والعربية مع العراق ماعدا سوريا وليبيا اللتين وقفتا إلى جوار إيران وقد قدرت المساعدات الخليجية للعراق بحوالي 200 مليار دولار كما ساعدت الكويت والسعودية العراق نفطيا بإعطائها 300 ألف برميل نفط يوميا واتبعت الدول الخليجية وخاصة السعودية تأثيراً كبيراً عن طريق خفض ورفع أسعار البترول وكمية الإنتاج لتحقيق أكبر الخسائر الممكنة بالإنتاج والمردود النفطي الإيراني إلى أن قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في شهر إبريل مع عام 1988 وهذا ساهم بشكل كبير في تقوية العراق وإضعاف إيران وإطالة أمد الحرب ..
    تقاربت العلاقات المصرية العراقية كثيراً وذلك عقب المقاطعة التي دعا إليها العراق جميع الدول العربية بعد اتفاقية ( كامب ديفيد ) الشهيرة وكانت عودة العراق لمصلحة البلدين الشقيقين حيث تدافق العمال المصريون على العراق للحصول على فرص العمل وكذلك استفاد العراق من إنتاج مصانع السلاح المصرية التي كانت تدعم
    الجيش العراقي وفي المقابل كانت سوريا تقف بشكل متوازن ومائل بعض الشيء إلى الكفة الإيرانية خوفاً من حدوث أي انقلاب استراتيجي في المنطقة يقلب كافة الموازين لصالح إيران فأوقفت دمشق تصدير النفط العراقي ، ووقّعت في نفس الفترة اتفاقية لشراء النفط الإيراني، كما أصبحت ليبيا أحد المصادر الهامة في تقديم المساعدات العسكرية لإيران بدلاً من الاتحاد السوفيتي الذي لم يرد الدخول في خلافات مع العراق وكانت أمريكا تدعم دعماً خفياً العراق خصوصاً وأنه يقع في نطاق الدول التي تتظلل بالأجنحة الأمريكية وخاصة بعد الشعارات الإيرانية المعادية لأمريكا والمقاطعة لها علماً بأن الدولتين العظمتين في العالم آنذاك وهما الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وقفتا موقفاً حيادياً ولكن وفقاً لمصالحها الاقتصادية والاستراتيجية في المنطقة ..
    كان هدف أمريكا والاتحاد السوفيتي جعل الحرب تطول أطول فترة ممكنة مع عدم انتصار اي من الدولتين لأن انتصار أحدهما على الآخر يضر إضراراً كبيراً بهما وفي نفس الوقت تساوي كفتيهما يجعلهما يحققان أكبر قدر ممكن من الأرباح والمصالح ولذلك سلك كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة مسلك الحياد علناً وبيع السلاح وتوقيع الصفقات في الخفاء وقد كانتا تخشيان كذلك من تزايد قوة النظام الإسلامي للمرشد الروحي للثورة الإيرانية آية الله الخميني فكانت الدولتان تسمحان لبعض الدول في بيع السلاح لطرفي الحرب مثلما كانت أمريكا تشجع إسرائيل على بيع أسلحة لإيران كما كانت تشجع دولاً أخرى على إمداد العراق بالأسلحة فكان الهدف الأكبر والأسمى للدولتين العظمتين استنزاف البلدين العربيين المسلمين لاستنفاد ثرواتهما ولإضعاف قواهما ومواردهما البشرية والمادية من أجل تبوأ مكان في السيطرة على الشرق الأوسط ولتأمين إسرائيل وشغل الدول العربية والإسلامية عنها وكانت هذه الدول تضع يدها على قلبها خوفاً من تغير في أسعار النفط يؤثر في الاقتصاد والصناعة الغربية !!
    كانت أمريكا كعادتها تبحث عن مصالحها في المنطقة وهي مستعدة لفعل أي شيء من أجل مصلحتها حتى ولو كانت أحاديث رؤسائها وممثليها السياسيين تتكلم عن الحرية والديمقراطية والسلام فمع بداية الحرب وقفت الولايات المتحدة موقف المتفرج الحيادي خصوصاً عندما كانت العراق هي المسيطرة على الموقف وعندما تغير الموقف العسكري لصالح إيران أنهت واشنطن سياسة الحياد المعلنة وقررت دعم العراق دعماً كاملاً وشاملاً ، فأعادت العلاقات الدبلوماسية المقطوعة مع بغداد في 1984م وأمدت العراق بمعلومات استخباراتية قيمة ، ووفرت له مساعدات ومبيعات تكنولوجية وزراعية، وبدأت واشنطن في المناداة بقرارات مجلس الأمن الدولي الذي أدان إيران لهجماتها على ناقلات النفط في عرض الخليج.
    كان الاتحاد السوفيتي حاله كحال الولايات المتحدة وكان يهدف إلى إطالة أمد الحرب لأن هذا يخدم مصالحه في شراء البترول وبيع الأسلحة ولكن مع تفوق القوات الإيرانية على العراقية ودخول القوات الإيرانية العراق سلك الاتحاد السوفيتي نفس المسلك الأمريكي وبدأ في دعم العراق وبدأ العراق في توقيع صفقات الأسلحة مع الاتحاد السوفيتي واشترى منه صواريخ متوسطة المدى كما أنها قامت بتمويلها باقي سنوات الحرب خصوصاً مع الوفرة المالية العراقية نتيجة عائدات البترول ومساعدة الدول الخليجية ..
    كان تقارب العلاقات بين الغرب والعراق تقارباً ذا وجهين حيث أن كلا الطرفين يستفيد استفادة عظيمة من هذا التقارب وأخص بالذكر الولايات المتحدة التي كانت تلعب على الحبلين مع العراق وإيران وفي السر والعلانية فعلى سبيل المثال أزالت الولايات المتحدة العراق من على قائمة الدول الراعية للإرهاب عام 1982 وبعد عامين أعادت علاقاتها الدبلوماسية مع بغداد بعد أن كانت قد قطعتها منذ حرب يونيو حزيران عام 1967 بين العرب وإسرائيل ومن ثم أخذت تمدها بالأسلحة وتبادلت معها المعلومات الاستخباراتية وفي نفس الوقت كانت تبيع الأسلحة لإيران في الخفــاء وهذا ما اثار حفيظة العراق مما جعل الولايات المتحدة تدعي أنها فعلت ذلك أملا في الحصول على مساعدة إيران في إطلاق سراح رهائن في لبنان وهذا ما عرف بفضيحة (إيران - كونترا ) !!
    وتدخلت عدة دول غربية من بينها بريطانيا وفرنسا وأمدت العراق بالأسلحة والمعدات العسكرية وهكذا هم الغرب يشعلون نيران الحروب بين الدول لتحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب والمصالح بينما يخرج حكامهم وقادتهم على شاشات التلفزيون يتحدثون عن السلام والديمقراطية والأمان !!
    واستمرت الحرب العراقية الإيرانية لتطحن مقدرات البلدين وفي المراحل النهائية من الحرب حول العراق وإيران نيران أسلحتهما إلى ناقلات النفط التجارية في الخليج لتخريب مكاسب كل منهما من الصادرات النفطية بينما أرسلت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سفنها الحربية الى الخليج لترافق عدة ناقلات نفط كويتية كانت تواجه هجمات إيرانية كما وضعت عليها أعلاما أمريكية وهكذا هي الولايات المتحدة تدافع عن النفط الذي تستفيد منه وهذا يظهر جلياً في هذا الموقف !!
    ومع تطور "حرب ناقلات البترول"، دمرت الولايات المتحدة عددا من منصات النفط الإيرانية كما أسقطت طائرة ركاب إيرانية تقل 290 شخصا فيما قالت واشنطن أنه حادث وقع نتيجة الخطأ !!
    إسرائيل تستغل الوضع وتدمر المفاعل النووي العراقي
    وبينما كانت الحرب مستعرة بين العراق وإيران، نفذت الطائرات الإسرائيلية هجوما سريعاً وخاطفاً على المفاعل النووي العراقي ( مفاعل تموز) الواقع بالقرب من بغداد بالرغم من رفع النظام الإسلامي في إيران راية "معاداة الصهيونية".
    وكان العراق قد سعى إبان السبعينات إلى إقناع فرنسا ببيعه مفاعلا نوويا مشابها للمفاعل المستخدم في برنامج الأسلحة النووية الفرنسي لكن باريس رفضت ذلك ووافقت فقط على بيع المعدات والمساعدة في بناء مفاعل تموز للبحوث بقدرة 40 ميجاوات، في مركز الطاقة الذرية العراقي في التويثة بالقرب من بغداد.
    وكان صدام يتباهي كثيراً ببرنامجه النووي أمام شعبه وأمام الصحفيين الأجانب فعلى سبيل المثال في أثناء حفل تخريج دفعة من الضباط العراقيين عام 1980 قال (ان القنبلة الذرية التي يتهمنا الغرب بصنعها لاستخدامها ضد ايران الخميني، اذا ما تم صنعها بالفعل فسوف نسقطها على تل أبيب !!
    وكان الرد الإسرائيلي سريعاً فقد أغارت عدد من الطائرات الإسرائيلية من نوع أف - 16 على مفاعل تموز عام 1981 وحولته إلى مجرد أنقاض خلال ثوان معدودة من القصف وبررت إسرائيل، التي كان (مناحيم بيغن) رئيس وزرائها آنذاك قصف المفاعل بأن العراق كان يطور أسلحة نووية.
    عقب الضربة الإسرائيلية التي لم تستغرق أكثر من دقيقتين، عاقب صدام نائبه المسؤول عن موقع التويثة بنقله الي التعليم العالي وعين محله ضابطاً من القصر كان معروفاً بولائه لصدام وسعي هذا الضابط الي حماية المنظمة بإقامة سياج ترابي بارتفاع 35 متراً حول المشروع، وقد كلف السياج الأمني ملايين الدولارات ومن الجدير بالذكر أنه لم يكن باستطاعة السياج الأمني المبتكر ولا عشرات البالونات التي كانت تحلق فوق سماء المنظمة بهدف إحراق الطائرات المعادية أن تحمي البرنامج النووي من التدمير الكامل بواسطة طائرات الحلفاء عام 1991، مما حدا بصدام إلي تجزئة المشروع إلي عشرات الأجزاء المنتشرة في جميع أنحاء العراق بقصد التمويه !
    وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة "أعادت المارد النووي في بغداد إلى قمقمه" .. ولكن القصف أدين، حينئذ، على نطاق واسع حتى من قبل الحليف التقليدي لإسرائيل أي الولايات المتحدة التي دعمت قرارا للأمم المتحدة بتوبيخ إسرائيل ولكن ما فائدة التوبيخ بعد اللطمة العنيفة على وجه العراق ؟!؟
    الهدنة ونهاية الحرب
    في 18 يوليو تموز عام 1988 وافقت الجمهورية الإسلامية الإيرانية على هدنة اقترحتها الأمم المتحدة في مواجهة الهجمات العراقية المستمرة والمدعومة من الغرب وبدأ سريان وقف إطلاق النيران في 20 أغسطس عقب شهر من الموافقة الإيرانية، وأرسلت الأمم المتحدة قوات دولية لحفظ السلام في المنطقة ..
    وباقتراب نهاية الحرب لم تتغير حدود البلدين تغيرا كبيرا لكن كلا من العراق وايران شعرتا بثقل التكاليف البشرية والاقتصادية الهائلة لثمانية أعوام متتالية من الحرب التي دارت بينهما وحصدت الحرب أرواح نحو 400 ألف شخص من الجانبين كما خلفت نحو 750 ألف مصاب وكانت جثث ضحايا الحرب لا تزال تكتشف حتى عام 2003 كما قدرت قيمة الخسائر الاقتصادية وخسائر عائدات النفط لكل من البلدين بأكثر من 400 مليار دولار.
    وبعد نهاية الحرب بثلاثة أعوام وبالتحديد بعد شهر واحد من الغزو العراقي للكويت وافق العراق على الالتزام باتفاقية عام 1975 التي وقعها مع إيران وتخلى صدام حسين عن كل شيء معتقداً أن ثماني سنوات من الحرب تهون من أجل المحافظة رقم 19 وهي دولة الكويت الشقيقة التي كانت تطعم الأسد العراقي مالاً وبترولاً وموقفاً حتى اشتد ساعد الأسد فسارع إلى إلتهام اليد التي كانت تطعمه !!
    ولا تزال مسألة الأسرى موضع خلاف بين البلدين اللذين لم يوقعا رسميا بعد معاهدة سلام تنهي الحرب التي استمرت بينهما ثمانية أعوام (1980-1988) وخلفت أكثر من مليون قتيل من الجانبين.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الجانبين.
    أسير عراقي بعد إطلاق سراحه من إيران
    حـــرب الخليـــج الثانيــــة ( غزو العراق للكويــــت )
    كان صدام حسين في نظر الكثيرين رجل حرب وقائد فذ حيث اتسم بالظهور القوي من خلال خطاباته ومواقفه إبان حرب العراق وإيران إلى أن جاء اليوم الذي يعتقد الكثيرون أنه أحد الأسباب التي آلت بالأمة العربية بأسرها إلى ما هي عليه الآن من تفرق وتشتت ومذلة ... إنه اليوم الذي لا تنساه أي أسرة كويتية ولا ينساه أي مواطن خليجي وعربي .. إنه الثاني من أغسطس .. يوم اتجهت فيه القوات العراقية إلى الكويت واحتلتها وعاثت في الكويت ظلماً وفساداً !!
    لم يصدق نبأ احتلال العراق للكويت .. كان أشبه بالكذبة المفبركة .. وكل من سمع نبأ الاحتلال قال بسرعة البرق ( مستحيـــل ) .. والمستحيل هو لأن الكويت هي أكثر الدول مساعدة للعراق في حربها مع إيران كما أن الكويت والعراق جارتان تربطهما علاقات الدم والدين والعروبة والقربى وكذلك لأن العراق مشغولة في حربها مع إيران فكيف تتجه لاحتلال دولة أخرى تجلب لها المشاكل والنزاعات وليس أي دولة بل الدولة التي كانت تقف بجانبها وتساعدها !!
    تعددت الأسباب التي دفعت بصدام حسين نحو احتلال الكويت ومنها أن الأطماع الاستعمارية العراقية للكويت قديمة وقد سبق صدام حسين في احتلال الكويت الرئيس العراقي الأسبق عبدالكريم قاسم حيث يرى الكثير من العراقيون أن الكويت ما هي إلا أحد محافظات العراق وستبقى كذلك وللأبد ولذلك سماها صدام حسين بعد احتلالها المحافظة رقم 19 !!
    السبب الثاني في احتلال العراق للكويت هو الطمع في ثروة الكويت النفطية حيث ترقد الكويت كباقي دول الخليج على بحار من البترول وتعد الكويت أحد أكبر البلاد المنتجة للنفط وأحد أكبر دول العالم التي تملك مخزوناً احتياطياً منه ولكن الكويت ليست أغنى من العراق حيث يفوق ما يملكه العراق من بترول ما تملكه الكويت ولكن لأن الشعب العراقي أكبر والمجهود الحربي العراقي مازال يستنزف مقدرات العراق وثرواتها فلا بأس من احتلال الكويت وضمها إلى العراق والاستفادة من ثروتها وبترولها .. كما لا ننسى أن سبب النزاع بين العراق والكويت الذي أدى بصدام إلى اغتصاب الكويت هو آبار بترول متنازع عليها وموجودة بين حدود الدولتين ..
    السبب الثالث هو السياسة الأمريكية الحكيمة التي أغرت العراق باحتلال الكويت حيث دعت الولايات المتحدة العراق بطريقة غير مباشرة بالذهاب إلى الكويت واحتلالها لدرجة أن إحدى منتدبات الإدارة الأمريكية خرجت في لقاء صحفي وقالت أنه لا تربط الولايات المتحدة بالكويت اي علاقات دفاع أو حماية ويقال أن الولايات المتحدة دعت صدام حسين إلى احتلال الكويت ومن ثم تبرأت منه وقادت قوات التحالف لطرده وتخليص الكويت منه !!
    المهم .. حدث ما حدث .. واجتاحت القوات العراقية أراضي الكويت واحتلتها في يوم الخميس في الثاني من أغسطس عام 1990 وفي وقت كانت الكثير من الأسر الكويتية موجودة لقضاء عطلة الصيف في الدول العربية والأجنبية ولم تجد القوات العراقية أي مقاومة تذكر ودخلت الكويت بكل سهولة وعاثت القوات العراقية في الكويت فساداً فنهبت البنوك وسرقت البيوت بالإضافة إلى جرائم كثيرة منها القتل والتعذيب والاغتصاب و.... وأمر صدام بإحراق آبار النفط الكويتية فامتلأ الخليج العربي ببقعة كبيرة من الزيت وامتلأ الجو بدخان أسود كثيف .. وبقيت الكويت تحت وطأة الاحتلال العراقي قرابة السبعة أشهر شهدت الكويت خلالها كابوساً رهيباً ولكن الفرق بين ما حدث في الكويت وبين ما يحدث في الكوابيس هو أن ما حدث في الكويت كان حقيقة شاهدها كل من عاصر تلك الفترة وعاش فيها !!
    هربت الأسرة الحاكمة فور وصول نبأ دخول القوات العراقية إلى السعودية وبقي منهم الشيخ فهد الأحمد الذي بقي في بيته يقاتل ويقاتل إلى أن مات شهيداً وخرجت الكثير من الأسر الكويتية إلى الدول الخليجية المجاورة مثل السعودية والإمارات والبحرين وقطر وخرج بعدها الشيخ جابر الأحمد وفي كلمة أمام الأمم المتحدة وبكى على مراى ومسمع من العالم وصدرت عدة قرارات من الأمم المتحدة تطالب العراق بالانسحاب من الكويت وتدخلت الدول العربية والصديقة في محاولة لإقناع صدام بسحب قواته ولكنه أعطى أذناً من طين وأخرى من عجين مما زاد الأمر سوءاً وتعقيداً وفشلت كل المساعي السلمية لإقناع الرئيس العراقي بالخروج من الكويت !!
    وقف العالم وقفة عظيمة مع الكويت وشعبها وسارعت الدول العربية والمسلمة إلى إدانة الغزو العراقي للكويت وإلى استضافة الكويتين وترددت في أنحاء العالم كلمات صار يرددها الجميع ..
    أنا كويتي أنا .. أنا كويتي أنا
    أنا قول وفعل .. وعزومي قوية
    أنا عن موقفي .. تحت الجابرية
    أنا كويتي أنا .. أنا كويتي أنا
    وفرضت الأمم المتحدة عقوبات اقتصادية على العراق وأصدر مجلس الأمن عددا من القرارات التي تدين بغداد وتحملها نتيجة عدوانها على الكويت وفي نوفمبر عام 1990 مع فشل كل المساعي والمحاولات الدبلوماسية لحل الأزمة وضعت الأمم المتحدة مهلة للعراق للانسحاب من الكويت وفوضت باستخدام "جميع السبل الضرورية" لإجبار العراق على تنفيذ القرارات الدولية ..
    تجمعت بعدها قوات مسلحة من عشرات الدول بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية وأطلقت على نفسها اسم قوات التحالف وأعطيت العراق فرصة أخيرة للخروج من الكويت وإلا سيتم ضربه وتحرير الكويت فرفض صدام هذه الفرصة وفي 17 يناير 1991 قامت قوات التحالف بالهجوم على القوات العراقية ودحرها وتحررت الكويت فى غضون شهر وعاد شعب الكويت إلى وطنه بعد شهور قضاها خارج الكويت ليرى الدمار والخراب الذي حل بكل مرافق الحياة في دولة الكويت ولم تبق أسرة كويتية إلا وقتل أو أسر منها أحد خلال الفترة التي تم فيها احتلال الكويت وبعدها بدأ الكويتيون مرحلة إعادة إعمار وبناء الكويت تحت ظل الحماية الأمريكية وبذلك رسخت الولايات المتحدة الأمريكية من وجودها في منطقة الخليج من خلال قواعدها العسكرية التي انتشرت في كل دول الخليج لتحقق أهدافها واستراتيجياتها بعيدة المدى والتي بدأت الأيام تكشف عن بعضها ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    دبابة أمريكية تدخل الكويت
    أهداف الحرب على العراق :
    عاش الشعب العراقي في عهد الرئيس الأمريكي بيل كلينتون أياماً سوداء حالكة ، حيث اشتد عليهم في عهده وطء الحصار وخصوصاً على المدنيين، وكـُثـفت حملات التفتيش على الأسلحة، وأظـهرت سنوات الحصار العشر أن الولايات المتحدة قصدت من وراء هذا الحصار إيذاء الشعب العراقي قبل إيذاء الحكومة العراقية ، وفي هذا أكبر وسيلة لجعل الشعب العراقي يحس بالكراهية والحقد اتجاه حكومته وقائده ، واتجاه حزب البعث الحاكم الذي يتزعمه الرئيس العراقي صدام حسين ، حيث سيعتبر الشعب العراقي صدام حسين وأعوانه بالتأكيد السبب الرئيسي في الحظر المفروض على العراق وبالتالي السبب في نقص الغذاء والكساء والدواء ، وهنا تستطيع الولايات المتحدة أن تصنع لها أعوان وتابعين في ظل كثرة الأعداء الذين أنجبتهم أمريكا بين صفوف الشعب العراقي ، ومن هنا تستطيع الولايات المتحدة أن تخطو الخطوات الأولى باتجاه شن حرب شاملة وكاملة على العراق متسلحة بذريعة التحرير من اللصوص والمجرمين الذين يسيطرون على الحكم في العراق ، والذين كانوا السبب فيما عاناه الشعب العراقي طوال سنوات الحصار .. وعندما تحقق الولايات المتحدة الأمريكية ذلك فبإمكانها أن تفعل في العراق وفي الشرق الأوسط ما تريد ، وتعيد خبز العجينة العراقية على هواها ، وبالطريقة التي تناسب مصالحها وسياساتها !!
    ونعود لموضوع الحرب على العراق ونقول أن أمريكا أقامت الحرب على العراق لعدة أسباب رئيسية أولها تغيير النظام العراقي الذي يقوده صدام حسين والقضاء على حزب البعث الحاكم ومن ثم تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية ( التي ثبت أنه لا وجود لها ) ولكنها كانت ذريعة قوية لشن الحرب على العراق وكسب التأييد العالمي ، وبعد ذلك كان الطموح الأمريكي بإيجاد مركز قوي واستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والتي تعتبر مركز العالم البترولي بحيث تحقق السيطرة على نفط المنطقة ، وذلك استكمالا لسيطرتها على ثروات بحر قزوين .
    ومن الأهداف كذلك تحقيق هدف الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش بمتابعة الحرب ضد ما يسميه ( الإرهاب ) ، والدخول بقوة في صميم المجتمعات العربيّة لتغييرها من الداخل حتى ولو كان ذلك بالقوة ، بالإضافة إلى هدف آخر كبير وهو تحقيق الأمن الإسرائيلي ، وحماية الطفلة المدللة للولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط ( إسرائيل ) ، وذلك بعد أن جهز صدام حسين جيشاً أسماه جيش القدس ، وبدأ حملة إعلامية قوية تتحدث عن حلم تناساه العرب رغم أنوفهم ، وهو حلم تحرير القدس من قبضة العدو الصهيوني !!
    وهناك أهداف أخرى لغزو العراق مثل إخراس الاصوات العربية التي تدعو إلى محاربة السامية ، وتأديب كل الدول التي تحاول أن ترفع راسها في وجه المارد الأمريكي مثل سوريا وإيران وكوريا الشمالية ..
    ونعيد ذكر الهدف العظيم جداً مرة أخرى والذي أعده الكثيرون بأنه الهدف الأول والأخير وهو ( هدف المال والثروة والنفط ) وذلك عن طريق إيجاد سوق للشركات الأمريكية المتعطشة نحو العمل وكسب المال تحت ظل سياسات الحكومة الأمريكية والتي تناقض العولمة والسوق المفتوحة خصوصاً وأن العراق يعيش فوق ثاني أكبر مخزون نفطي في العالم بعد المملكة العربية السعودية !
    مبررات وأكاذيب لشن الحرب على العراق :
    استغلت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وأسبانيا بواسطة الثلاثي الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيسي الوزراء البريطاني توني بلير ورئيس الوزراء الأسباني خوسيه أزنار قصة امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل ، وعدم تعاونه التام مع المفتشين الدوليين ، وقاموا بتضخيم قصة خطر امتلاك العراق للأسلحة النووية ، وعملوا على تكبير مقدار الخطورة التي يمثلها صدام حسين على العالم بأكمله وعلى الولايات المتحدة والغرب بشكل خاص ، وأكد بوش على الشكوك العظيمة بإمكانية أن يعطي صدام أسلحة دمار شامل لتنظيم القاعدة الذي يترأسه أسامة بن لادن ومن هنا صاعد جورج بوش وتوني بلير على وجه الخصوص من هذه المخاوف أمام الحكومات وأمام العالم وقرروا شن حرب على العراق ضاربين بكل النداءات العالمية والقوانين الدولية عرض الحائط !
    وأمام تداعيات الحرب أكد زعيم المفتشين الدوليين في العراق هانز بليكس ومدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي موافقة العراقيين على دخول جميع المواقع المطلوبة دون أي قيود طبقا لقرار مجلس الأمن حيث تعهد العراقيون بالتعاون التام وفتح جميع المواقع المطلوب التفتيش عليها دون قيد أو شرط وفي أي وقت !
    وفي نفس الوقت نفى صدام ونظامه وجود أسلحة نووية أو كيماوية في العراق وفتحوا جميع الأبواب أمام المفتشين الدوليين لأداء عملهم ومواصلة تفتيشهم درءاً لأي حرب قد تشنها الولايات المتحدة وبريطانيا عليهما وكسباً لمزيد من التأييد العالمي للعراق في ظل تهديدات قوية اللهجة وفي ظل تسارع قدوم حشود عسكرية في الكويت وتركيا !!
    وحذر الرئيس الأميركي جورج بوش الرئيس العراقي صدام حسين من نفي امتلاك بلاده أسلحة دمار شامل وقال بوش إنه في حال نفى الرئيس صدام ذلك فإنه يدخل مرحلة أخيرة من الغش والخداع لن تتسامح فيها الإدارة الأميركية معه !!
    وسارعت الولايات المتحدة إلى رفع وتيرة الحرب واستجلاب الآلاف من القوات وحشد أصوات بعض الدول الموالية مثل بريطانيا وأسبانيا أو بعض الدول الضعيفة التي تربطها مصالح مع الولايات المتحدة بهدف شن الحرب مطالبة العراق بالاعتراف بوجود أسلحة كيمياوية ونووية لديه ومطالبة برحيل وتنحي صدام عن السلطة وقد قالت الولايات المتحدة أنها ستدخل العراق حتى ولو تنحى صدام عن السلطة وهذا يدل على أن هدفها أساساً كان غزو العراق قبل أي أسباب أخرى تدعيها !!
    وقد سارع العرب إلى عقد قمة عربية طارئة في شرم الشيخ وأكد البيان الختامي فيها معارضة جميع الدول العربية توجيه أي ضربة للعراق أو تهديد أمن وسلامة أي دولة عربية أخرى .. ونص البيان على ضرورة الاتصال بالعراق والدول الأعضاء في مجلس الأمن لحل الأزمة العراقية عبر تشكيل لجنة تضم قادة البحرين ولبنان وتونس لإجراء اتصالات لتجنب الحرب ..
    وقبيل انعقاد القمة العربية في شرم الشيخ كان قد طرح الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مبادرة تدعو إلى تخلي القيادة العراقية عن السلطة واللجوء إلى أي منطقة من العالم تختارها ودعاهم إلى العيش معززين مكرمين في دولة الإمارات مع توفير ضمانات دولية لهم ووضع العراق تحت وصاية الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، حفاظاً على الشعب العراقي وتجنباً للحرب .. وقد سارع النظام العراقي في بغداد على الفور إلى مهاجمة مبادرة الشيخ زايد بشدة ورفضها ..!
    وقامت المظاهرات المناهضة للحرب على العراق في كل أنحاء العالم وشهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء العالم خروج مئات الآلاف من المعارضين لشن حرب على العراق إلى شوارعها وانضمت مجموعة كبيرة من الدول وخاصة فرنسا وألمانيا وروسيا إلى مجموعة معارضي قيام الحرب على العراق داعيين إلى اللجوء للوسائل السلمية لنزع أسلحة العراق لكن الرئيس الأمريكي قال وبملأ الفم أن الدول التي تعارض الحرب على العراق لن تحصل على أي فرص لشركاتها في مرحلة إعادة الإعمار أي أن من لا يشارك في الحرب لا يحصل على الغنائم !!
    وقال كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة ( على استحياء ) أن شن أي حرب على العراق عمل غير شرعي ولا يخضع لقوانين ومبادىء هيئة الأمم المتحدة فيما تمسكت الولايات المتحدة بقرار شن الحرب تحت مظلة قرار دولي في أعقاب حادثة الحادي عشر من سبتمبر يعطي الولايات المتحدة كافة الصلاحيات للدفاع عن نفسها وقال بوش أيضاً ( أن من لا يقف مع أمريكا فهو ضدها !!
    في حقيقة الأمر لم يكن صدام حسين ونظامه قادرون على إيذاء نملة في أعقاب أكثر من 12 سنة قضاها العراق تحت حظر ومقاطعة دولية له وتحت وصاية ما يسمى بالنفط مقابل الغذاء وكان الرئيس الأمريكي يعلم جيداً أن العراق أصبحت بعد هذه السنوات مثل الأسد المريض الجائع الذي لا يستطيع الدفاع حتى عن نفسه وكانت كل التقارير الاستخبارية وعيون الجواسيس تشير إلى هذا ولذلك تحقق لبوش وأعوانه ما أرادوا وأصبحت الجيفة الآن جاهزة لاجتماع الضباع والنسور عليها !!
    كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وقوات التحالف الجديد قد أكملت استعداداتها لبدء الحرب على العراق وبسرعة كبيرة ، والفطين يعلم أن قرار شن الحرب على العراق اتخذته الولايات المتحدة قبل أن يغزو صدام حسين الكويت عام 1990 حيث أن كل شيء كان مدبراً ومخططاً والدول الكبيرة مثل أمريكا لا تتخذ قرارات وليدة الصدفة والتسرع بل نتاج خطط خمسية وعشرية طويلة المدى وهذه الاستراتيجيات هي التي تجعل أمثال هذه الدول تقود العالم وتسيطر على مكتسباته وموارده وتتحكم في الدول الصغيرة والمتخلفة أمثال الدول العربية النائمة !!
    كذب بوش وأعوانه على الشعب الأمريكي فيما يخص أسلحة الدمار الشامل العراقية وحجم الخطر الذي قد يمثله صدام حسين وكذلك كذب توني بلير على مجلس العموم البريطاني نفس الكذبة وتمسكا بقرار شن الحرب فيما استمرت المظاهرات السلمية تجوب أنحاء العالم ودعى الجميع إلى وقف كل نداءات الحرب الحمقاء ولكن الرئيس الأمريكي بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير أعطوا أذناً من طين وأخرى من عجين لكل نداءات السلام ووقف الحرب لتبدأ حرب قال عنها الرئيس الأمريكي بوش بأنها ( حرب صليبية ) ومن ثم عاد واعتذر عن هذه الجملة وادعى أنها كانت مجرد زلة لسان
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وقال الناطق الرسمي للبيت الأبيض (فلايشر) قبيل الحرب أن الرئيس جورج بوش ما زال يأمل في أن تتحرك الأمم المتحدة نحو إجبار العراق على نزع أسلحته ، وأضاف أنه ( إن لم تفعل، فقد قال الرئيس بوضوح إن الولايات المتحدة ستشكل ائتلافاً يضم كل من هم مستعدون لتطبيق قرارات الأمم المتحدة حول نزع أسلحة العراق ) بل إن الرئيس بنفسه أعلن أن ( على الأمم المتحدة أن تكون على مستوى الهدف الذي أنشئت من أجله، وهو الدفاع عن أمننا ) !!
    وهو هنا يوضح حقيقة الهدف من إنشاء الأمم المتحدة ألا وهو الدفاع عن أمن الولايات المتحدة وحماية مصالحها حول العالم ، وعلى هذا الأساس يجب أن نفهم سبب تعامل الأمم المتحدة مع قضايا عربية وإسلامية مثل قضايا فلسطين والبوسنة وكشمير والشيشان وأفغانستان وغيرها والتي لا نرى خلالها الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة تفعل أي شيء اتجاه حروب إبادة عرقية ضد المسلمين فيها ...!
    بداية الحرب على العراق :
    بدأت الحرب بخطاب قوي من الرئيس الأمريكي جورج بوش وقد وجه خطابه إلى الشعب الأمريكي ، وإليكم بعض ما قاله بوش في خطابه هذا وخطاباته السابقة والتي سبقت الحرب :
    - نحن نعلم أن العراق وتنظيم القاعدة الإرهابي يتشاطران عدواً مشتركاً؛ هو الولايات المتحدة الأميركية ، ونحن نعلم أن العراق والقاعدة يقيمان اتصالاً على مستوى رفيع يعود عهده إلى عقد من الزمن !!
    - بإمكان العراق أن يقرر في أي يوم يريد أن يقدم أسلحة كيميائية وبيولوجية إلى جماعة إرهابية أو إرهابيين فرادى !
    - إذا تمكن العراق من إنتاج أو شراء أو سرقة كمية من اليورانيوم العالي التخصيب بكمية لا تعدو حجم كرة البيسبول، فسيكون قادراً على اقتناء سلاح نووي في أقل من عام، وسيكون في وضع يمكنه من الهيمنة على الشرق الأوسط !
    - خلال العام الماضي وحده أطلقت القوات المسلحة العراقية نيرانها على الطيارين الأميركيين والبريطانيين أكثر من 750 مرة ..
    - إن العراق يمتلك صواريخ باليستية ذات مدى يمكن أن يصل إلى مئات الأميال؛ أي بما يكفي لضرب ( العربية السعودية ) ، و ( إسرائيل ) ، وتركيا وبلدان أخرى ـ في منطقة يعيش ويعمل بها أكثر من 135 ألف عسكري ومدني أميركي !!
    تكلم بوش كثيراً وصاغ مبررات كثيرة لشن الحرب فبدأت الحرب الأمريكية البريطانية على العراق في العشرين من مارس عام 2003 بالقصف الجوي العنيف على المدن العراقية وتحديداً على العاصمة العراقية بغداد ، واستهدف القصف الوزارات الحكومية والمواقع العسكرية والقصور الرئاسية والأحياء السكنية ، وتعرض كل شيء في العراق للقصف الجوي الشديد ( ما عدا النفط ومنشآته ) حيث أن لدى الأمريكيين سياسة واضحة في حروبها وهي القصف الجوي وتطهير الأرض من السماء ومن ثم دخولها بعد الإحساس بالأمان فيها ، فيما تصاعدت ألسنة الدخان واللهب في العاصمة العراقية في الأيام الأولى للحرب إثر الإنفجارات الهائلة والتي خلفها القصف ، فسارع العراقيون إلى إحراق النفط لعمل سحابة ضخمة من الدخان الأسود الكثيف لمنع الطائرات الأمريكية من التركيز وحجب الرؤية عنها ، ولكن الأجهزة والتقنيات الحديثة لدى الجيش الأمريكي كانت أكبر من أن يعرقلها دخان أسود يغطي السماء ...!
    واستمرت الحرب على العراق بالقصف العنيف للمدن العراقية ، وخاصة على المواقع الإستراتيجية ، فيما استمرت الصواريخ والقنابل الطائشة ( على حد قول الأمريكان ) تصيب المدن والأحياء العراقية والتي أدت إلى وفاة المئات من المدنيين الأبرياء ، فيما استمرت المظاهرات تجوب أنحاء العالم لوقف الحرب وحفظ العراق والعالم من ويلات حرب لا يعلم مداها إلا الله سبحانه وتعالى ، ولكن كان للولايات المتحدة وبريطانيا رأي آخر حيث لم تكن الدولتان تفكران في وقف الحرب أو التراجع عنها خصوصاً وأنها كانت نتاج خطط ودراسات سنوات طويلة !!
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وبدأت الحرب البرية بمحاولة قوات مشاة البحرية الأمريكية احتلال ميناء أم قصر في جنوب العراق ، وقد تعرضت القوات الأمريكية لمقاومة عنيفة من القوات الموجودة في أم قصر ، مما عمل إلى تأخر تقدم القوات الأمريكية في العراق مما استدعى بالقوات الأمريكية والبريطانية إلى ترك أم قصر ومحاولة التسلل في الصحراء مثل الأفعى دون الدخول في تصادمات واضحة مع القوات العراقية !!
    ودعا الرئيس العراقي صدام حسين القوات العراقية إلى ضرب العدو بكل قوة إلى المدى الذي يغدو فيه العدو عاجزًا عن الاستمرار في حربه وأكد صدام حسين في كلمة ألقاها عبر التلفزيون العراقي بعد أربعة أيام من الحرب أن العراق يسعى إلى جعل القتال "طويلاً وثقيلاً" على القوات الأمريكية والبريطانية ..
    وقال صدام : إن ما يدور بالعراق وضع الحكومات العربية في وضع صعب أمام شعوبها التي تنتابها حالة من الغليان، موضحًا أنه أصبح هناك تساؤل في الشارع العربي حول " أين هي الاتفاقيات التي أقرتها الأنظمة العربية حول عدم السماح للولايات المتحدة بشن عدوان على العراق؟ "، و" لماذا يصمت الحكام العرب على الحرب الدائرة؟ وما هو أسباب العجز الحادث؟".
    حرب الصحاف أمام قوة التحالف :
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ولم يكن صدام حسين هو بطل الحرب كما كان متوقعاً فقد ظهر بطل آخر من العراق هو محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام العراقي الذي كان يرتدي بزته العسكرية ويظهر دائماً بابتسامة لا مبالية ليتحدث عن الحرب بتحدي وقوة وشجاعة وثقة وهو متأكد تمام التأكد بأن العراق سينتصر في النهاية على الجحافل الأمريكية والبريطانية التي كانت تتغلغل في العراق مبتدئة حركتها من الشمال ومن الجنوب وباتجاه العاصمة بغداد !!
    ولم تكن النجاحات الأميركية والبريطانية التي تتحدث عنها المصادر ووسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية تعني شيئاً بالنسبة للصحاف الذي كان ينفيها دائماً ويعلن وبثقة وبأسلوب قوي ومقنع بأن شيئاً من هذا لم يحدث ، وبأن العراق مازال قوياً ومتماسكاً ويلحق الخسائر والفجائع المتتالية بالقوات الغازية !!
    وبالرغم من أن القوات الأميركية دخلت بعدها مجمعا رئاسيا في وسط بغداد وتوغلت الدبابات في شوارع العاصمة العراقية على بعد مئات الأمتار، بدت الثقة على الصحاف وهو يقول للعالم إن الغزاة سيذبحون ..!
    وقال الصحاف للصحفيين الذين تجمعوا فوق سطح مبنى وزارة الإعلام : ( إن الأوغاد ينتحرون بالمئات على بوابات بغداد ) .. ولم يروعه الدخان الأسود المتصاعد من ورائه في وسط بغداد ، وأصوات القتال التي تدوي في العاصمة العراقية وهو يعلن أن المدينة ما تزال آمنة !!
    وكان الصحاف الذي يظهر مرتديا زيه العسكري يوجه الشتائم للقوات الأميركية والبريطانية ويصفهم بالمخبولين والعلوج والطراطير والأوغاد والمرتزقة وما إلى ذلك من التسميات التي كانت تضحك المواطن العربي والذي كانت تأخذه حماسته وعاطفته إلى تصديق أغلب ما كان يقوله الصحاف حول طبيعة سير الحرب ..!
    وأصبح الصحاف الذي لم يكن مشهورا قبل الحرب نجما إعلاميا وبطلا في كثير من أنحاء العالم العربي والعالم ، وفي الوقت الذي كانت تقاتل فيه القوات العراقية في ميدان المعركة كان الصحاف يكيل الشتائم للقادة البريطانيين والأميركيين فهو يصفهم «بالغزاة الأشرار» و«عصابة الأوغاد الدولية» و«مصاصوا الدماء» و«المستعمرون الخاسئون» ويصف القوات الأميركية والبريطانية بقطعان الخراف المقدر لها أن تقتل في العراق أو يشبههم بالأفعى التي تزحف في وسط الصحراء دون هدف وستقطع إلى أجزاء !
    الغريب في الأمر أن كذب هذا الرجل كان يصدق وكان الجميع متعاطفاً معه ويصدقه لدرجة أن الرئيس الأمريكي جورج بوش قال أنه كان يسارع إلى سماع الخطابات والمؤتمرات الصحفية التي كان الصحاف يعقدها ليضحك ويفرج عن نفسه قليلاً من مشاغل وأعباء إدارة الحرب القائمة في العراق !!
    وكثيراً ما كان يصيب الصحاف المراسلين الأجانب بالدهشة من روايته للأحداث عندما يصف الروايات الأميركية والبريطانية للحرب بأنها أكاذيب وأوهام ليس لها أي دليل من الصحة بل وإنه يصفها بأنها كانت مجرد حلقة في سلسلة الحرب الإعلامية ...
    وبينما كان الصحاف يخرج على شاشات التلفاز مرة تلو الأخرى ويدعو العرب إلى التصديق بالأكاذيب التي كان يقولها كانت الولايات المتحدة تتقدم بقوة وبسرعة في الأراضي العراقية وهي تؤكد أن أغلب الإصابات والخسائر التي لحقت بها كانت بنيران صديقة .. !
    وبينما يستمر تقدم القوات الغازية باتجاه بغداد بالالتفاف على المدن العراقية دون الدخول فيها سقطت مجموعة من المدن العراقية بأيدي قوات التحالف مثل البصرة التي لم تستطع الصمود وهي تعاني من نقص في المواد الغذائية والمياه وانقطاع الكهرباء فيما واصل محمد سعيد الصحاف نفيه لأي من هذه الأنباء ومازال يتهم ( العلوج ) بالكذب والافتراء وهو يتوعدهم بالموت والانتحار على أسوار بغداد إلى أن بدأت معركة المطار ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    الطريق نحو المعرقة
    معركة المطار الحاسمة :
    كانت المرحلة الأولى من معركة المطار تحمل أخباراً عظيمة في انتصارات عراقية كبيرة وخسائر أمريكية فادحة حيث قاتل أفراد الحرس الجمهوري والحرس الخاص والفدائيين العرب الذين قدموا من مختلف الدول العربية وتسللوا عبر سوريا إلى أراضي العراق للدفاع عنها ومحاربة القوات الغازية وقد قيل أن القوات الأمريكية الأولى التي قدمت إلى منطقة المطار قد أبيدت بالكامل وذكر في ذلك الوقت أن الجثث الأمريكية ترامت على الأرض وذكر الكثيرون أن الفدائيين العرب كانوا يتفاخرون بالإمساك بالرؤوس الأمريكية المقطوعة والمفصولة عن الأجساد ...
    وذكرت الأنباء آنذاك أن هناك قتال عنيف في منطقة مطار بغداد الدولي وأن نتيجة هذه المعركة هي التي ستحدد المنتصر في هذه الحرب ، فدفعت العراق بقواتها وعتادها وأعدت خطة محكمة لمواجهة الأمريكان الذين لقوا مقاومة عنيفة في هذه المنطقة ، وإلى الآن لا يعرف أحد ما حدث في معركة المطار ، وتضاربت الأقوال واختلفت وأخذ كل من الناس يحكي ويدعي ، وأخذ بعضهم يضع السيناريوهات والقصص الملفقة ، حيث ادعى بعضهم أن الولايات المتحدة استخدمت أسلحة محظورة دولياً في منطقة المطار ، وذكر غيرهم أن القوات العراقية انهزمت وتشاردت ، وذكر غيرهم أن الخيانات حدثت في صفوف الجيش العراقي وصدرت إليهم أوامر عليا بالانسحاب والذهاب إلى أهليهم ، ولكن أشهر هذه الأقوال هي أن هناك أوامر قد صدرت إلى القوات العراقية بالانسحاب وقد أصدرها قائد قوات بغداد التي قاتلت بأسلحة الحرس الخاص ، وقد خص هذا القائد وهو سفيان ماهر قطعاته بالانسحاب حيث شوهدت أعداد كبيرة من الجيش تنسحب ومنهم لواء (( 76 )) متجحفل حرس جمهوري واللواء (( 26)) ضفادع بشرية ، أما الحرس الجمهوري فقد انهزم ، فكانت القوات العراقية الهاربة صيداً ثميناً للطائرات المعادية التي قتلت العديد من المنسحبين من القطعات ، وحرقت منشأة بالكامل كانت تحمل مقاتلين وبقاياها مازالت موجودة على الطريق إلى الآن ويقال أن المقابر مازلت موجودة على جانبي طريق المطار حتى اليوم !!
    وذكر آخرون أن مقاتلي الحرس الجمهوري والحرس الخاص لم يقاتلوا الأمريكان وإنما الذين قاتلوا هم الفدائيون العرب الذين لم ينجدهم أي مسئول في تعزيز قوتهم بالسلاح والعتاد ، وقاتل أيضا رجال النجدة والمرور المسئولون عن حماية طريق المطار .
    وحتى مع الهزيمة العراقية في معركة المطار خرج الصحاف على العالم وقال متفاخراً وبطريقة مقنعة وواثقة أن القوات العراقية تمكنت من هزيمة الأمريكان وقتلهم شر قتلة وطردهم من منطقة المطار بعد القضاء عليهم ودفنهم هناك !!
    المهم انتصرت القوات الأمريكية في المعركة التي كانت حاسمة وواصلت تقدمها في العاصمة العراقية بغداد فخرج الصحاف مرة أخرى والتلفزيونات العالمية تبث مشاهد دخول القوات الأمريكية في بغداد وقال أن الصور الفيلمية التي عرضتها بعض وسائل الإعلام و تظهر أن القوات الغازية قد تمكنت من السيطرة علي بعض ضواحي بغداد هي مجرد صور فيلمية مفبركة ، وقال الصحاف في تصريحات لقناة الجزيرة القطرية : الفيلم الذي وزعوه عليكم ليست لضواحي بغداد وإنما هي للأطراف الجنوبية من منطقة أبو غرير والتي تبعد بحوالي 30 كيلومتر من بغداد !!
    دخول بغداد بسهولة غير متوقعة :
    وحقيقة الأمر أن القوات الأميركية قد دخلت بغداد بسهولة غير متوقعة وسارعت الدبابات الأميركية إلى السيطرة على المحاور الكبرى في العاصمة العراقية لتستقر أخيرا على ضفتي نهر دجلة يوم الأربعاء 9/4/2003م, بعد ثلاثة أسابيع من بدء الغزو على العراق حيث تم دخول بغداد على ثلاث مراحل , مع السيطرة أولا على المطار قبل أسبوع ، ثم تمت في الأيام التالية السيطرة على الضفة الغربية من نهر دجلة التي يوجد عليها القصر الجمهوري وهو القصر الأهم بين قصور صدام حسين ، وتلت ذلك السيطرة على المحاور الرئيسية في الحي المجاور الذي تقع فيه المباني الإدارية ، ونفذت المرحلة الثالثة مع تقدم القوات الأميركية إلى الأحياء الشمالية والشرقية من المدينة ..
    وقد اختفى تقريبا كل المقاتلين العراقيين الذين كانوا قد انتشروا بكثافة في المدينة منذ اندلاع الحرب في 20 مارس من منطقة الرصافة ، وخرج وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف على شاشات التلفزيون من جديد وهو يعد بتلقين القوات الأميركية درساً وإحراقها، مشيراً إلى أن الوحدات التي دخلت بغداد أصبحت معزولة وأن قوات عراقية بدأت في التعامل مع الغزاة !!
    وفي نفس اليوم أسقط عراقيون بمساعدة دبابة لمشاة البحرية الأمريكية تمثالا ضخما للرئيس العراقي صدام حسين والذي كان منتصبا في ساحة الفردوس أمام فندق فلسطين وسط بغداد, وقد سارع عدد كبير من العراقيين بعد ذلك إلى الرقص والاحتفال فوق حطام التمثال معلنين بذلك نهاية عهد صدام حسين وبداية لعهد جديد تسيطر فيه الولايات المتحدة على البلد وحكومتها ومقدراتها ..
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    سقوط تمثال صدام
    وقد دخلت القوات الأميركية مدينة صدام وهي الضاحية الشيعية التي تقع في شمالي بغداد دون مقاومة ، وسجلت في هذه المدينة عمليات نهب واسعة وشوهدت قوات أميركية مدعومة بعربات عسكرية في شوارع هذه المدينة حيث أخذ بعض السكان في نهب المحال وإخراج ما فيها من أمتعة وأغذية وتجهيزات كهربائية وسجاد لدرجة أن العالم صار يسخر من مجموعة من العراقيين الذين يسرقون بلدهم !!
    وعرضت التلفزيونات العالمية صورا لعراقيين يعبرون عن فرحتهم بدخول القوات الأميركية لمناطق في شرقي وشمالي شرقي العاصمة العراقية فأحدهم يسلم على جندي أمريكي وآخر يقبله ، وأخبار تأتي هناك عن عراقية تنوي الزواج من جندي أمريكي ، وغيرهم من العراقيين يظهر على التلفاز وهو يحرق صور صدام حسين ويحطم تماثيله ، وعراقي آخر يخلع حذائه ويضرب بها صورة صدام حسين ، وآخرون يستقبلون الأمريكان والبريطانيين بالزهور ..... فيما انشغل اللصوص والمجرمون بأعمال النهب والسلب والتخريب والإحراق في الدوائر المحلية والحكومية والقصور والممتلكات العامة في أغلب المدن العراقية لتعم الفوضى أرجاء بلاد الرافدين مع سقوط الحكومة فانعدم الأمن وانعدمت السلامة والحماية وأصبح الشعب العراقي يعيش مرحلة جديدة من عدم الاستقرار والأمان ..
    وقبل سقوط بغداد بأقل من 48 ساعة ظهر صدام وهو يتجول ماشيا على الأقدام في أحد أحياء العاصمة بغداد, بينما أحاط به عدد من العراقيين وهم يهتفون له متحدياً كل الشائعات والأكاذيب التي تظهر بأنه قتل أو أصيب خلال القصف الذي استهدف بغداد خلال أيام الحرب وكأنه يعلن بأنه ليس خائفاً من أي أحد حتى ولو دخلت القوات الغازية بغداد وسيطرت عليها !!
    إعلان انتهاء الحرب بانتصار الحلفاء :
    وقد أعلن كبار الجنرالات والقادة في العراق وواشنطن وفي مركز القيادة الأميركية الوسطى في قطر أن القوات الأميركية سيطرت على العراق بأكمله مع وجود جيوب مقاومة صغيرة سيتم القضاء عليها قريبا وتوالت الأنباء التي تؤكد سقوط بغداد وتكريت وجميع المدن العراقية بأيدي القوات الغازية وصرح أكثر من مسئول أمريكي بنهاية الحرب على العراق وأبدى الجميع سعادتهم وفرحتهم لهذه الأنباء ومعهم العديد من زعماء الدول العربية والذين طالبوا بسرعة تسليم العراق لقيادة عراقية ينتخبها الشعب العراقي لتنتهي حالة الفوضى والتخريب والدمار التي يعيشها العراق ..
    وقال وقتها قائد العمليات العسكرية للقوات المتحالفة في العراق الجنرال تومي فرانكس أن الرئيس العراقي صدام حسين والمقربين منه قتلوا أو فروا بينما أكد وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفلد انه لا عودة للأبد لصدام حسين أو لأعوانه إلى العراق !!
    وظهر جورج بوش منتشيًا، بزي طيّار مقاتل، بعد نقله جوًا لمسافة ثلاثين ميلاً تقريبًا من ساحل كاليفورنيا إلى ظهر حاملة الطائرات الأمريكية «أبراهام لينكولن» وأعلن للقوات المحتشدة على ظهرها بأن العمليات الحربية الكبرى قد انتهت ..
    وصرح بوش وقتها: ( بالأساليب الجديدة وباستخدام الأسلحة متناهية الدقة، التي يمكن أن نحقق أهدافنا العسكرية بدون توجيه العنف ضد المدنيين ) .. ولكنه لم يذكر أن عدد المدنيين الأبرياء الذين قضوا في حرب العراق كان تقريبًا ضعف عدد أولئك الذين ماتوا في الحادي عشر من سبتمبر ـ الرقم الحقيقي يتجاوز عشرة آلاف ـ كما لم يذكر الضحايا من أطفال العراق الذين فقدوا أذرعًا وأرجلاً ووالدين نتيجة للحرب، وما سيترتب على ذلك من معاناتهم المستمرة طيلة حياتهم ولم يتكلم عن عدد الجنود الأمريكيين القتلى والذين ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاجون ) أن 121 جندياً أمريكياً قتلوا في الحرب التي استمرت ثلاثة أسابيع فقط علي العراق فيما جرح 495 آخرون ويقال أن أضعاف هذا العدد قتلوا ولكن تم التعتيم على هذه الأنباء خوفاً من الرأي العام الأمريكي الذي لا يرحم !!
    وفي نفس الوقت استمرت أعمال السرقة والنهب والتخريب والإحراق كل شيء في العراق ماعدا المجمعات والمنشآت النفطية التي سارعت القوات الغازية إلى حمايتها والحفاظ عليها كأكبر دليل على أن هدفهم منذ البداية كان النفط ولا شيء غيره وطالت أعمال النهب في بغداد متحف الآثار العراقي، وهو المتحف الذي يضم اكبر مجموعة من الآثار العراقية وعاثت مجموعة من ا لصوص في المتحف العراقي حيث قامت بسرقة الموجودات من قاعات هذا المتحف والذي أصبحت مكاتبه الإدارية فارغة تماما وفي هذا خسارة للبشرية كلها بنهب وتخريب وسرقة آثار تشهد على قدم الإنسان على سطح الأرض فقد سرق اللصوص قطع أثرية نادرة لا تقدر بثمن فيما أحرق غيرهم المكتبة الوطنية في بغداد التي تضم وثائق أصلية فريدة بعدما نهبوها وسرقوا الثمائن الموجودة بها !!
    وبعد نهاية الحرب بسيطرة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها على العراق اتضحت الكثير من الأمور والأكاذيب التي كانت الولايات المتحدة وحلفاؤها يروجونها قبل الحرب مثل المبالغة في قوة النظام العراقي وها هو النظام العراقي وجيشه وقوته وأسلحته ومع اتساع مساحة العراق وكبر جيشه تسقط في غضون ثلاثة أسابيع فقط !!
    وكذلك الأمر بكذب الإدعاءات بوجود أسلحة دمار شامل عراقية حيث لم يتم العثور على أي أسلحة أو معدات أو مصانع أو أي شيء من الذي كانت تتحدث عنه الولايات المتحدة .. وقد صرح كبير مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة هانس بليكس في حديث لصحيفة "البايس" التي تصدر في مدريد قبيل سقوط بغداد أنه "من المؤكد" أن الحرب ضد العراق قد تم التخطيط لها مسبقا منذ زمن طويل وقد اعتبر أن مسألة أسلحة الدمار الشامل كانت ثانوية .. ورأى أن مسألة أسلحة الدمار الشامل العراقية جاءت في المرتبة الرابعة لدى الولايات المتحدة وبريطانيا على لائحة أسباب الحرب !!
    ومع دخول القوات الأمريكية بغداد واكتمال سيطرتها وانتشارها في جميع المدن والقرى العراقية اختفى صدام وأعوانه وأعضاء حزب البعث الحاكم وفدائيو صدام وحرسه الوطني وجيش العراق والشرطة العراقية واندمجوا في الشعب العراقي وترددت الإشاعات حول هروب صدام إلى سوريا أو روسيا مع أفراد أسرته وبدأت حرب جديدة وكانت أشبه بلعبة الشرطي والحرامي وتتمثل في القبض على صدام وأعوانه ..
    ومع نهاية الحرب أعلن الجنرال فنسنت بروكس من مقر القيادة الامركية الوسطى في قطر أن الولايات المتحدة وضعت لائحة ب 55 مطلوبا من كبار المسئولين العراقييين وتم وضعهم على لعبة الكوتشينة حتى القبض عليهم جميعاً وعند القبض عليهم تكون اللعبة قد انتهت تماماً !!
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    صدام يقاوم الاحتلال ويضحي بولديه :
    أخذ صدام حسين يلعب لعبة القط والفأر مع الجيش الأمريكي الذي يحتل العراق فلم يعثروا عليه رغم الجهود المضنية التي بذلوها من أجل تحقيق هذا الأمر لدرجة جعلت قوات التحالف في العراق تعلن رفع مبلغ المكافأة الذي ستقدمها لمن يدلي بمعلومات عن القبض على الرئيس العراقي المخلوع، صدام حسين إلى 25 مليون دولار!!
    وأخذ صدام يرسل تسجيلات صوتية إلى قناتي الجزيرة والعربية الفضائيتين يجدد من خلالها حثه العراقيين على مقاومة الاحتلال الأميركي البريطاني لبلادهم كل حسب استطاعته ويدعوهم إلى العودة إلى وسائل العمل السري والذي يرى أنه الأسلوب المناسب للمقاومة وشجع صدام المقاومة العراقية حين قال صدام للشعب العراقي عبر أحد أشرطته المرسلة أنه لا يزال موجودا في العراق مع نفر ممن سماهم رفاقه ولكنه غير قادر على إيصال صوته إلى العراقيين، وأضاف أنه تخلى عن كرسي الحكم من أجل شعبه ولكنه لم يتخل عن المبادئ والقيم ودعا صدام قوات التحالف إلى الرحيل فوراً من العراق وإلا تكبدت خسائر عظيمــــة لا حمل لها بها !!
    وكانت قد عثرت القوات الأمريكية بفعل وشاية صاحب المنزل على مكان اختباء نجلي صدام ( عدي و قصي ) فقررت اقتحام المنزل فلقيت مقاومة ورداً بإطلاق النار من جانبهما فضربت المنزل بالصواريخ مما أدى إلى مصرعهما مما أعده الكثيرون ضربة قاصمة لصدام حسين الذي أرسل شريطاً صوتياً يعلن فيه بقوة وعناد أنه يقدم ولديه كشهيدين للعراق ودعا إلى مواصلة الجهاد والمقاومة ضد القوات الأمريكية والبريطانية الغازية حتى طردها من أرض العراق !!
    في نفس الوقت بدأت الولايات المتحدة تعلن عن القبض التدريجي على أتباع صدام واحداً تلو الآخر ابتداء من سكرتير صدام الخاص وكاتم أسراره الفريق عبد حمود وبعدها أخويه برزان و وطبان ومن ثم طه ياسين رمضان وطارق عزيز وغيرهم ..
    وقوع صدام حسين في الأسر :
    وفي 13 ديسمبر 2003 وقع صدام حسين أخيراً في قبضة القوات الأمريكية وكان ذلك في الساعة الثامنة والنصف مساءا بمدينة " الدورة "، جنوب تكريت بعشرة أميال وكانت الفرقة الأميركية الرابعة تمكنت في إطار عملية أسمتها " الفجر الأحمر" من العثور على صدام مختبئا داخل قبو سري في مزرعة بالقرب من تكريت حيث تم إلقاء القبض عليه دون أي مقاومة تذكر، وقد تم عرض شريط مصور لعملية اعتقال صدام وفحصه وظهر صدام بلحية كبيرة وبهيئة غير طبيعية وكأنه ( مخدر أو مريض ) بل وكأنه أشبه بالذئب المهادن الوديع .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وظهر صدام في الشريط وهو يخضع لفحص طبي دون أي مقاومة ثم أخذت عينة على ما يبدو من فمه لإجراء فحص الحامض النووي عليه للتأكد من أنه هو وليس أحداً من أشباهه الذين ظهر فيما بعد أنه لم يكن لهم أي وجود على أرض الحقيقة !!
    وباعتقال صدام حسين الذي ظهر بطريقة مهينة على شاشات التلفزة العالمية وكأن الولايات المتحدة أرادت أن تظهر للعالم بأنها انتصرت على ذلك الذي كان يقول كلاماً أكبر منه وهو لا يدرك قوة الولايات المتحدة الأمريكية وإمكانياتها ووصف الرئيس الأميركي جورج بوش القبض على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين بالنصر الكبير .. ولكن هناك شيء لم نتحدث عنه بعد ..!!
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    يقال ( والعهدة على بعض وسائل الأنباء ) أن عملية القبض على صدام كانت مسرحية أمريكية مفبركة كان القصد منها إظهار صدام بصورة ( الفأر الجبان ) وقد استند أصحاب ( نظرية المسرحية ) على عدة أسس أهمها :
    1. لحية صدام حسين الطويلة مع أن صدام حسين كان مشهوراً بنظافته وتطيبه واهتمامه بشكله وهندامه وفي أحلك الأوقات والظروف.
    2. وجود نخلة بها بلح ظاهرة في الشريط الذي صور مشاهد اعتقاله مع أن الموسم الذي تم القبض فيه على صدام حسين لم يكن موسم بلح .
    3. القبض على صدام لوحده دون أي من معاونيه في المكان بالرغم مما تردد من أنه كان يقود أتباعه ومعاونيه ويبعث بالشرائط التسجيلية للقنوات الإخبارية العربية.
    4. القبض على صدام دون أي مقاومة تذكر مع أنه كان يحمل مسدساً.
    بالإضافة إلى أسباب أخرى كثيرة استنبطها الخبراء والمحللون تثبت نظرية ( المسرحية المفبركة ) خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات الأمريكية والتي يواجه فيها الرئيس الأمريكي بوش حرباً شرسة بفعل أحداث الحادي عشر من سبتمبر وحرب أفغانستان والدخول في حرب العراق وازدياد القتلى الأمريكان في هذه الحروب والأحداث ..
    و ( يقال كذلك ) أنه تم إلقاء القبض على صدام في أحد قصوره الرئاسية عشية دخول بغداد من قبل قوات التحالف ومن الجدير بالذكر في قصة الاعتقال مقولة أنه تم إلقاء القبض على صدام بسبب خيانة ووشاية من صاحب البيت نفسه الذي كان يختبئ فيه طمعاً في المكافأة الضخمة التي تبلغ 25 مليون دولار أمريكي .
    على العموم تم إلقاء القبض على صدام ولا تهم الطريقة التي تم إلقاء القبض عليه بها وتم تحويله إلى سجن خاص به تمهيداً لمحاكمته بسبب الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب العراقي والكويتي والأمتين العربية والإسلامية ..
    وساهمت عملية القبض على صدام حسين في ارتفاع أسهم الرئيس الأمريكي جورج بوش وانتصاره القوي على غريمه ومنافسه في الانتخابات جون كيري فكانت عملية القبض عليه تمت في وقت كان الرئيس الأمريكي بوش أحوج ما يكون إليه !

  5. #5
    المحكمة الأولى لصدام :
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وصل صدام مكبلا إلى المحكمة قرب مطار بغداد للاستماع إلى تلاوة التهم الموجهة إليه والتي تتعلق بجرائم حرب وإبادة جماعية ، وتم بث صورا تلفزيونية لجلسة الاستماع للشبكات الدولية بعد وقت قصير من انتهاء الجلسة.
    وفي أول ظهور لصدام حسين علنا أمام المحكمة العراقية الجنائية الخاصة بدأ صدام مرتبكا في جلسة مدتها ثلاثين دقيقة ، غير أنّ ذلك لم يمنعه من أن يظهر في بعض الفترات من الجلسة مكابرا، كما هي عادته في فترة حكمه ، وبمثوله أمام الهيئة، سأله القاضي عن اسمه غير أنه لم يسمعه، وهو ما دعا القاضي إلى تغيير سؤاله بقوله "هل أنت صدام حسين ؟
    فأجاب: أنا صدام حسين رئيس جمهورية العراق.
    ثمّ سأله القاضي : أين تسكن؟ فأجابه صدام "في كلّ بيت عراقي."
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وسأل القاضي صدام حسين عمّا إذا كان يعرف حقوقه، فأجابه صدام بالقول بالسؤال عن شرعية المحكمة وعن الطرف الذي عينها.
    وقالت المراسلة إنّه قاطع القاضي عدة مرات بقوله "من فضلك."
    وعندما طلب صدام حسين من القاضي مناداته بصفته "رئيس الجمهورية العراقية" قال القاضي "لقد تمّ تجريدك من هذه الصفة."
    إثر ذلك، تلا القاضي لائحة تتضمن سبع تهم من ضمنها اغتيالات سياسية والقضاء على انتفاضة الأكراد والشيعة عام 1991 وتصفية رموز دينية واستعمال الغاز القاتل ضدّ الأكراد، فضلا عن غزو الكويت.
    وبخصوص غزو الكويت، قال صدام حسين "لم يكن غزوا بل كان حقّا، لأنّ هؤلاء الكلاب كانوا يشترون نساء العراق بعشرة دولارات."
    وسأل صدام القاضي "كيف يمكنك أن توجه لي هذه التهمة، لقد فعلت ذلك من أجل العراقيين، كيف تدافع عن هؤلاء الكلاب؟"، وهذا دفع القاضي إلى تحذيره من استعمال مثل هذه الألفاظ.
    وأضاف صدام حسين "هذه تمثيلية، المجرم الحقيقي هو بوش" .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وبخصوص استعمال الغاز ضدّ الأكراد، قال صدام " لقد سمعت عن هذا بواسطة تقارير تلفزيونية تقول إنها حدثت إبان حكم الرئيس صدام حسين."
    وأضاف صدام حسين "أنا رئيس منتخب من الشعب العراقي والاحتلال لا يمكن أن ينزع عنّي هذه الصفة."
    وعندما سأل القاضي الرئيس العراقي السابق عمّا إذا كان بإمكانه أن يختار محاميا، أجاب صدّام قائلا "إنّه بإمكانه والأمريكيون يقولون إنّني أملك ملايين الدولارات خارج العراق."
    وقد رفض صدام في النهاية التوقيع على الأوراق القانونية التي تؤكد أن حقوقه تليت عليه وأنه فهم الدعوى المرفوعة ضده، حيث قال إنه يريد تواجد محاميه في المحكمة.
    وفيما كان كتاب المحكمة، فضلا عن الصحافيين، يأخذون ملاحظات عمّا يحدث، قال القاضي "ليكن معلوما لهذه المحكمة أنّ صدام حسين اعترف باسمه وبعمره ومن هو وأنّه يفهم ما يجري."
    وقال أحد أعضاء فريق الدفاع عن صدام، تيم هاغ في حديث لـCNN، من مقرّ إقامته في الأردن، إنه يعارض ما جرى لأنّه تمّ منع صدام من الحصول على مشورة قانونية ، وأضاف أنّ الدفاع سيطلب تغيير مكان المحاكمة قائلا : إنّ أي محاكمة في بغداد ستكون غير عادلة حيث أنه وفقا للقانون العراقي فإنّه مازال رئيسا للعراق لأنه تمّت الإطاحة به في غزو غير قانوني وهو ما يعني أنّه مازال يتمتع بالحصانة !
    وقال رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الأحمد : " نتمنى أن يقضى عليه لان الذي عمله بالكويت ليس عملا إنسانيا بقدر ما هو عمل إجرامي، ولذلك فان ملفاتنا ستوضع بالمحكمة العراقية وسيكون لنا مندوبا في هذا الموضوع."
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    محاكمة بعض رفاق صدام الذين ألقي القبض عليهم :
    ومن بين المسئولين السابقين الذين جرى تسليمهم إلى المحكمة العراقية السكرتير الخاص لصدام عبد حمود وعلي حسن المجيد (المعروف باسم علي كيماوي) الذي ينحى عليه باللائمة في الفظائع التي عانى منها الأكراد.
    ومن بين الأسماء المعروفة الأخرى كمال مصطفى عبد الله قائد الحرس الجمهوري ونائب الرئيس طه ياسين رمضان ونائب رئيس الوزراء طارق عزيز ووطبان وبرزان التكريتي اخوي صدام غير الشقيقين.
    ومن المتوقع أن يحاكم عزت إبراهيم الدوري، اكبر مسؤول بعثي لم يسقط في قبضة القوات الأمريكية حتى الآن، غيابيا بشرط توافر أدلة كافية ضده.
    إهانة ما بعدت إهانة :
    ومن ثم نشرت صحيفة "ذي صن" البريطانية وصحيفة "نيويورك بوست" الأميركية الجمعة أربع صور لصدام حسين وهو يغسل جواربه, ويتنزه في باحة السجن ونائما في زنزانته ونشرت ( ذي صن ) صورة له وهو بالملابس الداخلية وذكرت الصحيفة أنها حصلت على الصور من مصادر عسكرية أميركية" وأن الهدف "هو توجيه ضربة للمقاومة".
    ووصف رئيس تحرير الصحيفة "غراهام دادمان" الصور بأنها مطلوبة ومثيرة. وقال إنه يتحدى أي صحيفة أو مجلة أو محطة تلفزة أن لا تقوم بنشرها بعد حصولها عليها.
    وزعم "أن الرئيس العراقي السابق قام بقتل 300 ألف شخص على الأقل فهل علينا أن نشعر بالأسف لأن أحدا التقط صورة له؟".
    أما أغلب القنوات الفضائية ووسائل الإعلام العربية وعلى رأسها الجزيرة فقد امتنعت عن نشر هذه الصور لأسباب مهنية وأخلاقية.
    وبالتأكيد فإن نشر مثل هذه الصور لزعيم عربي وقع أسيراً حتى وهو ( طاغية ) فيه من الإذلال والاستهزاء بالأمة بأكملها .. ومن المحيط إلى الخليج !!
    هل سيتم إعدام صدام حسين ؟
    تنتظر الرئيس العراقي المخلوع لائحة تشتمل على 12 تهمة من أصل 500 أعدتها المحكمة الخاصة بمحاكمته ومن أبرزها إعدام 50 عراقيا على الأقل في بلدة الدجيل شمال بغداد عام 1982 انتقاما من محاولة فاشلة لاغتياله جرت أثناء مرور موكبه من أحد شوارع هذه البلدة، وقتل وترحيل 8000 كردي من عشيرة البرزاني، والهجوم بأسلحة كيماوية على مدينة حلبجة الكردية عام 1988 ما أسفر عن مقتل 5000 شخص على الأقل.
    كما تضمنت لائحة الاتهام إعدام شخصيات سياسية ودينية بارزة وإعطاء الأوامر لاحتلال الكويت الذي دام سبعة أشهر وانتهى بقيام قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة بإخراج القوات العراقية من هذا البلد عام 1991 وقتل آلاف الشيعة في جنوب العراق في العام نفسه.
    ويتوقع الكثيرون إعدام صدام حسين نظير ما اقترفه من جرائم في حق الشعب العراقي واحتلاله الكويت وإشعاله حرباً مع إيران وتهديده لإسرائيل وباقي دول الخليج ويرى الكثيرون أن هذا أقل ما يمكن أن يعاقب به صدام نظير جرائمه ولكن هل من الممكن أن يتم تخفيف هذا الحكم ليصبح ( السجن المؤبد ) على سبيل المثال ؟!
    شخصياً لا أعتقد ذلك ، لأن الولايات المتحدة وإسرائيل تريدان إعدامه حتى لا يعاود تهديده لإسرائيل وتحديه للولايات المتحدة وامتلاكه لأسلحة الدمار الشامل ، كما أن الشيعة والأكراد يريدون الإسراع في إعدامه انتقاماً للمجازر الوحشية التي ارتكبها صدام وأعوانه ضدهم ، وكذلك الكويت التي عينت مندوباً لها في المحكمة مطالبة القضاة بإيقاع أقسى أنواع العقوبات عليه وهي الإعدام !!
    كما أن شبح صدام لا يزال حياً في قلوب العراقيين حتى وهو مكبل وفي سجنه ولا يزال الآلاف من العراقيين يعيش في داخلهم الخوف من عودته لينتقم من كل من فتح أبواب العراق لقوات التحالف واشترك في مؤامرة سقوط بغداد وإلقاء القبض على صدام !!
    وإن إعدام صدام حسين كفيل بهدم معنويات المقاومة العراقية وإراحة الشيعة والأكراد الخائفين حتى الآن من عودته وإرضاء الكويت وإيران الحانقتين عليه والراغبتين في الثأر مما فعله من قتل وإزهاق لأرواح الأبرياء في البلدين .
    ويذكر التاريخ الحديث أن مصير الطغاة الذين تحاكمهم شعوبهم قد تنوع بين الإعدام والسجن مثل الزعيم الروماني نيكولاي تشاوشيسكو الذي تمكن من الهرب بمروحية بعد أن انقلب عليه حشد من مؤيديه المفترضين قبل عيد الميلاد عام 1989 غير أنه سرعان ما أمسك هو وزوجته، حيث حوكم محاكمة سريعة وأعدم رميا بالرصاص وتم تصوير إعدامه الذي جرى يوم عيد الميلاد. وحتى آخر لحظة تحدى تشاوشيسكو متهميه ورفض الاعتراف بحقهم في محاكمته، ولكنهم أكدوا بإعدامه نهاية حكمه إلى الأبد.
    ومن الأمثلة الأخرى بينيتو موسوليني الذي علق هو وعشيقته من أقدامهما حيث لقيا حتفهما على أيدي الإيطاليين الذين قبضوا عليهما.
    غير أن مصير بعض الدكتاتوريين الآخرين كان أخف وطأة، فقد حوكم الزعيم الشيوعي البولندي الجنرال ياروزلسكي، الذي اشتهر بنظارته السوداء التي أضفت عليه مظهرا شريرا، بتهمة إصدار الأوامر للشرطة لإطلاق النار على المتظاهرين في جدانسك عام 1970، غير أن تردي حالته الصحية أدى إلى تأخر إجراءات المحاكمة ، وفي دفاعه عن نفسه قال ياروزلسكي "لا بد من خدمة بولندا كما ينبغي، مهما كانت التضحيات".
    ولماذا نذهب بعيداً ونحن قد قرأنا في بداية قصة حياة صدام أن الإعدام والسحال هما أول ما يفكر فيه العراقيون عند الرغبة في استبدال رئيس أو الانتقام من طاغية في الحكم وهذا هو الأسلوب الأجمل في بداية أحداث القرن العشرين وخصوصا مع انهيار النظام الملكي العراقي وما تبعه من إعدامات وتصفية حسابات وانتقامات مازلت عالقة بالأذهان حتى يومنا هذا .. ومن الطريف أن ( الإعدام ) هو وسيلة صدام حسين الأكثر استخداما مع من يعارضه في الرأي أو يحاول النيل من سياسته إبان حكمه للعراق فهل يشرب صدام حسين الآن من نفس الكأس التي سقى منها آلاف العراقيين ؟!
    وتنتظر صدام حسين وأعوانه من النظام البعثي المخلوع محاكمة عسيرة وتحقيقات موسعة قد تنتهي بإعدامات وأحكام بالسجن المؤبد على أقل تقدير ولكن دعونا ننتظر لنرى ما يمكن أن تسفر عنه سلسلة جلسات محاكمة صدام حسين ، الرجل الذي بدأ يدفع الثمن !!
    عن
    mef
    عديل الروح

  6. #6
    السلام عليكم

    كان رجلا ً... ومازال في قلوبنا رجلا ً ...

    وسيبقى الى الأبد رمز للقوة والشجاعة والتضحية والاصرار والارادة...

    مات صدام... ولم تمت ذكراه...

    مات صدام لأنه كان رجلا ً... رفض كل مساومات... ورفض اليهود

    ورفض امريكا... ورفض ان يكون عبدا ً لهم...

    وحسبنا الله ونعم الوكيل ..

    صدام... أبا عدي... رحمك الله وجعل مثواك جنة من رب العباد...

    اشكرك اختي على هذا الكم الكبير من المعلومات0... عن قائدنا ابا عدي

    تحيتي لك

  7. #7
    لن نذم ولن نممدح المهم انه مات على الشهادة
    اشكر تواجدك ومرورك اختي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  8. #8
    لاادري ان كانت كثرة الاحداث تجعلنا ننسى....
    والاهم لا ننسى قضيتنا
    اضافة

    قصيدة ريوف الشمري بصدام حسين
    --------------------------------------------------------------------------------
    ثقيـل الليـل وعيونـي عَصَيّـه ** غَدَت لي فـي ظلامـه حاتِمِيّـه
    أغالب دمْعهـا و الدمـع غالـب ** و لابه خَدّ ما هـو لـه ضِحيّـه
    تِطاول في ظـلام الليـل حزنـي ** و ضاقت بـي وَسـاع المهْمِهيّـه
    همومٍ فـي همـومٍ فـي همـومٍ ** تِضيق بْهـا حـروف الأبجديّـه
    أحس من الغضب فالصَدْر بِـذره ** تِمِصْ مـن العـروق الشمريّـه
    و كم بذرةْ غَضَب قبْلهْ بِصـدْرِي ** نِمت وَ اوْراقهـا خِضْـرٍ نِديّـه
    نِمت حتـى غـدا وآرف ظِلالـه ** مِقيـلٍ ياسـع هْمـوم البِـريّـه
    قِتيل الغبْـن و الحسـرات قلبـي ** و لا له في سُلُـوم الغبْـن دِيّـه
    غَبِن مما أرى و اسْمع و أعايـش ** صور تِثْقِـل فضـاء الشاعِريّـه
    شِتات و ضعْف و اسْتِعمار غاشم ** يبـونـا نقْبَـلـه و بأرْيَحِـيّـه
    وِ آخِرْهـا وَ لاهـي بالأخيـره ** مَعَ المشنوق في عِيـد الضِحيّـه
    مَعَ اللـي زاد موتـه و بْجـداره ** سِجـلات الخـنـوع اليعْرُبـيّـه
    مَعَ اللي منْظـر اعْدامـه ذَهلْنِـي ** له اللّْه منْظرٍ وِشْ هـزّ فِيّـه؟!!
    رُفض يِخْفي عن الجلاد و جهَـه ** وِ قابَـل كالجِبَـل وجْـه المِنيّـه
    له اللّْه كيف ما غمّض و لا ارْمش ** و لا هـزّه نِـبـاح ـــــــــــــــــــــ
    وِقفْ فوق المنصَّـه فـي ثِبـاتٍ ** مِهِيـبٍ يعْجِـب النفْـس الأبِيّـه
    كأنّـه حاكـمٍ مِـن فـوق منبـر ** يبـي يِلْقـي خطـابٍ للرِّعِـيّـه
    وِقفْ شامخ وِ ذَكَّرْنـي شُموخَـه ** شموخ جْبـال سلمـى الحايلِيّـه
    رَحل صدام وآخـر شَـيِّ قالـه ** بِأنّ اللّْه ( أَحَدْ ) و أحمـد نِبِيّـه
    رِحيلٍ صـاغ للتاريـخ صـوره ** تبي تبقـى مَـعَ الأجيـال حيّـه
    بِكيت و لا تِحَسْـب إنـي بِكيتـه ** سِبـب رِقّـة عواطـف إنثوِيّـه
    و لاني يوم مِـن أنصـار ظلْمـه ** و حزب البعْث ما هو حِزْب لِيّـه
    وِ لكِنّـي ذِرفْـت الدمْـع لَـمّـا ** عَرفت أعْماق و أبْعـاد القِضيّـه
    رَحل صدام فـي مشْهـد يِأجِـج ** فِتِـنْ وِيْزِيـد نـار الطائِفـيّـه
    رِحيلٍ عَجَّلوا بَهْ فَجْر الاضْحـى ** وِ فالتَّعْجِيل بَـهْ مقْصـد وِ نِيّـه
    وِصل يا بوش مضمون الرسالـه ** يِجَلِّـي كِـل مسْتـور و خَفِـيّـه
    وِصل وِ إن كان في قومي عقولٍ ** تَغَابـتْ عَـن مَعانِيـه الجِلـيّـه
    سلامي يـا زعامـات الكراسـي ** أسوقه في أسى صِبْـح و عَشِيّـه
    و مِنّي قبْل مـا أنْهـي قِصيـدي ** لِكـل النايِميـن أحـلا تِحِـيّـه

المواضيع المتشابهه

  1. قصة الشاعر القباني مع الرئيس صدام حسين
    بواسطة أبو فراس في المنتدى من روائع الشعر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-14-2018, 05:32 PM
  2. صور حياة الرئيس المخلوع حسني مبارك
    بواسطة محمد زعل السلوم في المنتدى استراحة الفرسان
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04-01-2011, 09:50 AM
  3. وفاة أسعد كامل الياس مستشار الرئيس عن عمر 90 عاما
    بواسطة ملده شويكاني في المنتدى فرسان الأخبار.
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-25-2011, 05:28 PM
  4. سر الرقم 39 عند اليهود وعلاقته بإعدام الرئيس صدام حسين
    بواسطة عبدالوهاب محمد الجبوري في المنتدى آراء ومواقف
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-31-2009, 02:27 PM
  5. خفايا واسرار لم يعرفها احد فى حياة الرئيس الشهيد ابو عمار
    بواسطة جريح فلسطين في المنتدى آراء ومواقف
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-26-2009, 11:43 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •