السلام عليكم
كنت أقلب مكتبتي عندما صادفتني المجموعة الشعرية التي كان قد أهداها لي الشاعر أيهم الحوري...
(سقط المدى صمتا..)
تراوحت بين الزجلي والموزون ..تحمل في طيات قصائدها قريحة عالية الوتيرة .
كان الإهداء:
وغرقت عطشا..
حتى اختنقت حرمانا..
لأغدو أنفاس السراب!!
إلى الحلم والخيال ..إلى الأنثى!!
أيهم
*********
كانت معظم القصائد فعلا موجهة للانثى وكان لسان حاله يقول:
أنا إنسان عاطفي من الدرجة الاولى..
أحب الأنثى وأقدرها..
من قصائده:
مجنون
ودعتك
عهد مودة
البصبصة!
الخ...
تواجهنا قصيدته الاولى وربما كانت تقديما من الشاعر لكنني وجدت فيها ريح قصيدة نثرية:
صدى المكان:
حيث الأمكنة خالية إلا من نزيف ذكرى
وأشلاء عطر ونعوة ابتسامة
واصفرار كلمة
وحده الصمت معربش على فراغ المكان
ساخرا يقول:فقط للحجر ذاكرة..
****
تستوقفك القصيدة..وكأن ظمأ عاطفيا يغزوصحراء الروح..
وعندما تقترب نهاية القصيدة تقول لم للحجر ذاكرة؟
فتجيبه وحدك فيها تضاريس تشبه تضاريس الروح قد تنطق وتبوح يوما بما جرى حولها , وهل التاريخ إلا استنطاق حجر؟
نص يظهر روحي المظهر واقعي البوح تجلت روح الإبداع فيه بدورانه حول الفكرة دون غموض غارق ولا وضوح مزعج..
نص يستفز قريحتك لانه مليئ بالشاعرية...بلغة مناسبة جدا..كانت بسيطة ومعبره بقوة.
**********
ليلى:
وسالت عن ليلى مرايا مدامعي
حتى تسامت في حنايا أضلعي..
وسألت عن لام وكم أحببته
وسكبته نورا يشع بأدمعي
وسألت عن صوت يعانق خافقي
سر الوجود يا رنيم مسامعي
إني اعانق كل ليل طيفك
عساها تزهر بالنخيل مرابعي
ليلى الغدير يابحور شواطئي
هيا اقتليني وعلى جناني ترفعي
إني اموت وبعض موتي لهفة
تحنو إليك يا حياتي فاسمعي
المدمن المجنون أنا يا صرختي
فتدللي ياحلوتي وتمنعي
ماأعذب الموت الذي ينتابني
حيٌ أنا واريد فيك تصدعي
بنت الباقع ياذهول خواطري
انت أنا رغم كل تفجعي
ضمي حناني عانقيني بحرقة
حتى اودع ماتبقى من الوعي
عبد انا واريد فيك تعبدي
ياربة الورد الجريح تضوعي
إن جاءني قلمي لغيرك كاتبا
لاأرتضي إلا بقطع أصابعي
***********
حقيقة لغة جميلة ومعبرة عن حرارة المشاعر وتفردها وكما يظهر فيها بعض جنون عاطفي يعترف به الشاعر دوما...
هي مشاعر المحب التي لاكوابح لها...كما ورد فيها: المدمن المجنون...قهل هذا هو الحب فعلا؟
كانت الصورة الاخيرة جديدة جدا...والقصيدة سلسة استطاعت عبور شاطئ عواطف القارئ برشاقة.
***********
عهد المودة..
لما البدر بيبكي حسرة
وشمس الدني بتهرب برا
والاطلنطي بيرجع جرة
بعرف إنك صرت حدي
شمعة بصير ودمعي كتير
والله يجير مخدة زندي
نامي واصحي لحظة تصحي
بلكي ملحي بيحلى عندي
شعرك آية بلا تحريف
وعيب عليّ بوصفا ضيف
الشمس الغارت منها وكيف
بدا تشرق مسودة
بايدك داب الإنس وجن
بصابيعك عقلت الجن
غيمة كفك شتت فن
وخليها تلون يدي
بايدك خمس مواضيع كل موضوع مدوخني
من الأول خايف لضيع والتاني بيسوحني
وتالتهن عقلي رح بيع ورابعهن بيخدرني
وبالخامس صار التشييع عضامي لعضامي مخدة
جبين مراية بالف حكاية
زمبق جاي بعطر مندي
قلبي معاتب أحلى حواجب
نورن لاهب واقف ضدي
***
إلى آخر القصيدة...
واضح أنه يملك قريحة متحفزة ومحفزة..حارة بذات الوقت ..وووددت لو قسم المجموعة للتفريق بين الزجلي والفصيح..
حقيقة كان موفقا في اللونين جدا ..ونترقب ارتفاع في وتيرة العطاء والصور الرائعة التي يقدمها للقارئ الذي يبحث عن الجديد دوما...
واهمس له بمحبة: لنخرج من ذاتية الشعر لفضاء أرحب ذو رسالة أكبر واكثر خلودا...
************
شكرا له مرة اخرى وليعذر مروري السريع
6-8-2011

الأنثى تستحق كل حروف الدنيا
وكل ورود الدنيا ، لولاها كانت
الدنيا صحراء ، لم يطق آدم
الجنة بدونها ، ولا تكون الحياة
بغيرها إلا قفرا يبابا / تحيتي لك
السيدة ريمة لهذا الاختيار .