بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ؛ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ؛ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ)) رواه ابن ماجه، وصحَّحه الألبانيُّ -رحمهما الله- في السلسلة الصحيحة: 1563.
قال العلامة المباركفوري في شرحه لمشكاة المصابيح (4/340):
قوله: (إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ) بتشديد الطَّاء؛ أي: يتجلَّى على خلقه بمظهر الرَّحمة العامة، والإكرام الواسع، قاله ابن حجر.
وقال الطيبي: بمعنى ينزل، وقد مر، وقِيل: أي: ينظر نظر الرَّحمة السَّابقة والمغفرة البالغة.
(إِلَّا لِمُشْرِكٍ)؛ أي: كافر بأي نوعٍ من الكفر؛ فإنَّ الله لا يغفر أن يُشرَك به.
(أَوْ) للتنويع.
(مُشَاحِنٍ)؛ أي: مباغض، ومعاد لمسلم من غير سبب ديني من الشَّحناء؛ وهي العداوة والبغضاء.
قال الأوزاعي: أراد به صاحب البدعة المفارق لجماعة الأمَّة.
وقال الطيبي: لعلَّ المراد ذمَّ البغضة التي تقع بين المسلمين مِن قِبَلِ النَّفس الأمَّارة بالسُّوء لا للدِّين، فلا يأمن أحدهم أذى صاحبه من يده ولسانه؛ لأنَّ ذلك يؤدي إلى القتل، وربما ينتهي إلى الكفر؛ إذ كثيرًا ما يحمل على استباحة دم العدو وماله، ومن ثمَّ قرن المشاحن في الرَّواية الأخرى بقاتل النفس". ا. هـ.
وقال العلامة الألبانيُّ -رحمه الله- في سلسلته الصَّحِيحة:
(المشرك): كل من أشرك مع الله شيئًا في ذاته تعالى، أو في صفاته، أو في عبادته.
(المشاحن) قال ابن الأثير: "هو المعادي، والشَّحناء، العداوة، والتَّشاحن تفاعل منه"
وقال الأوزاعي: "أراد بالمشاحن -ها هنا- صاحب البدعة الْمُفارِقُ لجماعة الأمَّة". ا. هـ.
مما صحَّ في فضل ليلة النِّصف من شعبان